انقاذ الجندى رايان .. واحد من الافلام القليله اللى هتخطر فى بالك لما اسألك عن أفضل الافلام الحربيه اللى شفتها فى حياتك .. لأنه مش مجرد فيلم تتفرج عليه بس دا كمان بيملى دماغك بخواطر و افكار عن مفهوم كلمة الحرب بالويلات بتاعتها و الامها بصورة فى منتهى الواقعيه بلمسات من المخرج المتميز ستيفن سبيلبرج .

احداثه باختصار ام قدمت اولادها الاربعه عشان يشاركوا فى الحرب العالميه التانيه و اتقتل تلاته منهم فى معاركها فبتصدر اوامر من القيادة الامريكيه ان الابن الرابع يتم تسريحه من الخدمه .. المشكله ان كتيبة الابن دا متمركزة فى منطقة متحاصرة من القوات الالمانيه .. فبيتم تكليف مجموعه قتاليه بقيادة الكابتن ميلر ” توم هانكس ” بالتوغل فى داخل خطوط العدو و محاولة استعادة الجندى دا مهما كان التمن .

الفيلم دا بيحاول المخرج فيه انه يعملك خلطه عجيبه اوى انه يوريك قسوة الحرب و ممكن رغم قسوتها الا انه فيه برضه لمحات انسانيه فيها .. يعنى مثلا ازاى قائد بيدى اوامره لجنود انهم يقاتلوا و يدمروا مكهما كانت الخساير عشان ينتصر و فى نفس الوقت بيدى برضه اوامر انه يرجع ابن لامه و برضه مهما كانت التضحيات .. كان سهل يقول باكشى يولع و هو هيفرق ايه عن غيره .

بداية الفيلم مكانتش طبيعيه .. لانه كان بينقل ليك ملحمة حربيه حقيقيه مش مجرد تمثيل و هى مشاهد انزال قوات الحلفاء على شواطئ نورماندى .. يعنى حتى من دقة تنفيذها ممكن اقول انه فيلم وثائقى مش فيلم سينمائى اطلاقا لان عن طريق المشاهد دى عرفت يعنى ايه كلمة حرب .. يعنى زمان لما كنت بقرا روايات كنت بشوف جمله كدا تقولك ” و انفتحت ابواب الجحيم ” و كنت بنفضلها .. لكن لما شفت مشاهد وصول قوات الحلفاء و المقاومة الشرسه من الالمان على الشط و الرصاص و القذائف اللى نازله عليهم زى المطر اتأكدت ان المقوله دى ممكن تكون حقيقيه .. دا غير ان ممكن و انت بتحارب تكون بتتكلم مع زميل ليك فى المعركه و فى خلال اجزاء من الثانيه تلاقيه راح لعالم تانى غير اللى انت موجود فيه .. المشاهد المتتابعه من المعركه دى متخليكش تعرف تاخد نفسك .. دا اتقتل و دا اطرافه طارت و دا بيصرخ من اصابته .. دم هنا و صريخ هنا .. هو فيه ايه يا عم .. و كل اللى عايشين على قيد الحياة كل هدفهم انهم يفضلوا محافظين عليها .. مشاهد مبهره و مرعبه فى نفس الوقت .. و يخليك تسأل نفسك كنت هتعمل ايه لو كنت مكانهم .

يمكن و انا بتفرج على الفيلم حسيت ان سبيلبرج بيدينى رساله خفيه كمشاهد .. ان مش بالضرورة ان الجندى يكون مقتنع باللى الساسه مقتنعين بيه .. الجندى الالمانى اللى بيحارب لا بيحارب عشان هتلر و لا النازيه و لا حتى الجندى الامريكى مهتم بالحريه و العالم الحر .. لكن هما بيقتلوا بعض عشان واحد فيهم لازم يعيش مش اكتر .. و حسيت بالمشهد دا اكتر لما شفت مشهد اشتباك جندى امريكى و المانى بعد ما زخيرتهم خلصت .. الاتنين قاعدين يصرخوا فى وش بعض بالامريكى و الالمانى و محدش فاهم التانى .. و لما الالمانى نجح فى قتل الامريكى خرج و لقى واحد امريكى تانى بس اعزل فسابه و مشى زى ما تقول رساله .. انت سبتك عشان انت مش عاوز تقتلنى و بس .

من رأييى انه فيلم حربى متكامل .. ستيفن سبيلبرج اسمه يكفى عشان تعرف مدى قوة الفيلم .. المعارك اتجسدت صح و بمنتهى الاحترافيه دا غير اختيار الازياء و الاسلحه هتلاقيها فعلا كانت معاصرة للوقت دا .. تحس ان سبيلبرج مش عاوز يسيب ثغرة واحدة بحيث انه يكون واقعى و منطقى .. و كمان توم هانكس قائد المجموعه الظابط الصارم ادام جنوده اللى بيديهم ثقه و هما بيقاتلوا و لما بيختلى بنفسه بيبكى من الاهوال اللى بيشوفها فى الحرب .. ادالك شكل القائد و الانسان و نتيجة دوره دا طبيعى كان يترشح عنه لجايزة الاوسكار .

الفيلم دا و خصوصا مشاهد معارك انزال نورماندى المحاربين القدامى اللى عاصروا الحرب اقسموا ان المشاهد الموجودة فيه تكاد تكون حقيقيه و فعلا دى الاجواء اللى كانوا فيها وقت الانزال .. و بالمناسبه قبل الفيلم كل طاقم الممثلين اخدوا دورة عسكريه فى قاعدة من القواعد الامريكيه عشان يقدروا يتعايشوا مع اجواء الفيلم صح .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *