جبال روكي

جبال روكي هي سلسلة جبال واسعة تقع في غرب قارة أمريكا الشمالية و تمتد لمسافة تزيد عن 4800 كيلومتر بداية من كولومبيا البريطانية في كندا شمالا و حتي ولاية نيومكسيكو في جنوب الولايات المتحدة حيث يشكل وجودها التقسيم القاري المعروف أحيانًا بإسم العمود الفقري لأمريكا الشمالية و هي تحتوي علي قمة جبل إلبرت الذي يعتبر أعلي قمم القارة و الواقع في ولاية كولورادو و يبلغ إرتفاعه 4،401 مترًا فوق مستوى سطح البحر و يليه جبل روبسون على إرتفاع 3954 مترًا و الذي يعد أعلى قمة جبلية داخل الجزء الكندي و من المعروف عن جبال روكي أنها تتميز بتنوعها البيولوجي الفريد بالإضافة إلي إمتلاكها لمناطق طبيعية خلابة و ساحرة قلما وجدت في أي سلسلة جبال أخري .

و يتم تعريف سلسلة جبال روكي بشكل عام على أنها تمتد من نهر “ليارد” في مقاطعة “كولومبيا البريطانية” داخل الحدود الكندية وصولاً إلى “ريو جراندي” في ولاية “نيو مكسيكو” الأمريكية و يمكن وصفها أيضًا بأنها تمتد من ولاية “ألاسكا” في أقصي الشمال إلى “المكسيك” جنوبا و لكن عادةً ما تُعتبر الجبال الواقعة في كلا المنطقتين ليست جزءًا من جبال روكي و يقول العلماء أن النطاقات الصغيرة منها قد أرتفعت خلال أواخر العصر الطباشيري (65 مليون إلى 140 مليون سنة مضت) و أن بعض أجزائها الجنوبية قد أرتفعت خلال عصر ما قبل الكمبري ( 600 مليون إلى 3980 مليون سنة مضت) و أن جيولوجيا تلك الجبال عبارة عن مجموعة من الصخور النارية و المتحولة حيث توجد الصخور الرسوبية الصغيرة منها على طول هوامش جبال روكي الجنوبية أما الصخور البركانية فهي في جبال “سان خوان” و عدد من المناطق الأخرى .

و تتمتع جبال روكي بمناخ المرتفعات حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة فيها 6 درجات مئوية و يعتبر يوليو هو الشهر الأكثر سخونة بمتوسط درجة حرارة 28 درجة مئوية بينما في يناير يبلغ متوسط درجة الحرارة −14 درجة مئوية مما يجعله أبرد شهر في تلك المناطق كما يبلغ متوسط هطول الأمطار سنويًا حوالي 360 ملم و يعتبر مناخها الصيفي دافئ و جاف لأن الجبهات الغربية تعرقل تقدم أنظمة العواصف الحاملة للأمطار و يبلغ متوسط درجة الحرارة في الصيف 15 درجة مئوية و متوسط هطول الأمطار 150 ملم اما في الشتاء فعادة ما يكون رطبًا و باردًا جدًا حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة 2 درجة مئوية و متوسط تساقط الثلوج 29.0 سم و في الربيع يبلغ متوسط درجة الحرارة 4 درجات مئوية و متوسط هطول الأمطار 107 ملم بينما في الخريف يبلغ متوسط هطول الأمطار 66 ملم و متوسط درجة الحرارة 7 درجات مئوية .

و في جبال روكي تلعب الأنهار دور مؤثرا كبيرا حيث نحتت المياه أغلب المناظر الطبيعية الحالية الموجودة به بالإضافة إلي أنه نتيجة جريانها و ذوبان الجليد من القمم فأن ذلك يعمل علي تغذية الأنهار و البحيرات بالمياه التي تقوم بإمداد ربع “الولايات المتحدة” و بتتبع مسارات الأنهار سنجد أنها تصب بالنهاية في ثلاثة من محيطات العالم الخمسة و هم المحيط الأطلسي و المحيط الهادئ و المحيط المتجمد الشمالي و تشمل هذه الأنهار :

  • نهر أركنساس .
  • نهر أثاباسكا .
  • نهر كولورادو .
  • نهر كولومبيا .
  • نهر فريزر .
  • نهر كوتيناي .
  • نهر ميسوري .
  • نهر السلام .
  • نهر بلات .
  • ريو غراندي .
  • نهر ساسكاتشوان .
  • نهر الأفعى .
  • نهر يلوستون .

و منذ آخر عصر جليدي عظيم كانت جبال روكي موطنًا مقدسًا أولاً لهنود باليو الذين كانوا يصطادون الماموث و البيسون القديم المنقرض الآن من سفوح تلك الجبال و وديانها ثم عاش فيها بعد ذلك قبائل الأمريكيين الأصليين أما في التاريخ الحديث فقد سار المستكشف الإسباني “فرانسيسكو فاسكيز دي كورونادو” مع مجموعة من الجنود و المبشرين و العبيد الأفارقة إلى منطقة جبال روكي من الجنوب عام 1540 حيث جلبت تلك الحملات المتتابعة إلي المنطقة حيوان الحصان و الأدوات المعدنية و البنادق و حتي الأمراض الجديدة و الثقافات المختلفة ثم جاب رجال الجبال الأوربيين من فرنسيين و إسبان و بريطانيين جبال روكي في الفترة من عام 1720 و حتي 1800 بحثًا عن الرواسب المعدنية و الفراء و في أوائل القرن التاسع عشر أصبح تواجد البيض واسع الإنتشار و تم تنظيم بعثة علمية سميت بإسم ” لويس و كلارك ” لإستطلاع تلك الجبال و من خلالها تم جمع عينات مختلفة لعلماء النبات و الحيوان و الجيولوجيين المعاصرين و يقال أن تلك الحملة تحديدا يرجع لها الفضل في تمهيد الطريق للأمريكيين الأوروبيين الذين يعيشون في الشرق إلي التوسع بشكل أكبر إلي الداخل .

تاريخ جبال روكي

و أستمر إستعمار تلك المنطقة فمع حلول عام 1832 قاد “بنيامين بونفيل” أول عربة قطار عبر جبال روكي بإستخدام ممر وايومنج الجنوبي ثم بدأ المورمون في الإستقرار بالقرب من بحيرة “سولت ليك” عام 1847 و بعد مرور عشرة أعوام تقريبا تم إكتشاف الذهب بالقرب من “كريبل كريك” في “كولورادو” لتتغير خريطة الإقتصاد الإقليمي لجبال روكي إلى الأبد و التي أدت إلي الإهتمام بها بشكل أكبر و بالتالي زيادة التطويرات في تلك المناطق حيث تم الإنتهاء من إنشاء السكة الحديدية عبرها عام 1869 و إنشاء حديقة يلوستون الوطنية عام 1872 و بدأ المستوطنين في الإنتشار عبر الوديان و مدن التعدين مع تأسيس عدد من المحميات الطبيعية بها و أصبحت الأنشطة المرتبطة بذلك المكان تتمحور حول التعدين و الزراعة و الترفيه و شيئا فشيئا أصبحت الخيام و المخيمات مزارع و أصبحت الحصون و محطات القطارات بلدات ثم أصبحت بعد ذلك البلدات مدنًا و هكذا .

التعدين فى جبال روكي

و تمتلئ جبال روكي بموارد إقتصادية متنوعة مثل المعادن الموجودة علي هيئة رواسب كبيرة من النحاس و الذهب و الرصاص و الموليبدينوم و الفضة و التنغستن و الزنك كما يحتوي حوض وايومنج و العديد من المناطق الأصغر على إحتياطيات كبيرة من الفحم و الغاز الطبيعي و الصخر الزيتي و البترول و هو ما أدي إلي ظهور جانب سلبي فنتيجة إنتشار المناجم المهجورة بمخلفاتها و نفاياتها السامة فقد أدي ذلك إلي حدوث أضرار جسيمة بالبيئة فعلي سبيل المثال أدى ثمانون عامًا من إستخراج الزنك إلى حدوث تلوث عميق لنهر إيجل بسبب إحتواء المياه و ضفافه علي تركيزات عالية منه أدت إلى الإضرار بالطحالب و تدهور جودة المياه و ضياع الفرص الترفيهية بتشويه البيئة التي كان من الممكن إستغلالها سياحيا كما توجد أنشطة أخري بجوار التعدين مثل الزراعة و رعي الماشية التي يتم نقلها بشكل متكرر بين المراعي الصيفية المرتفعة و المراعي الشتوية المنخفضة الإرتفاع .

و تشير خريطة التوزيعات السكانية أن التواجد البشري ليس كبير في منطقة جبال روكي حيث ينتشرون بمتوسط أربعة أشخاص لكل كيلومتر مربع مع وجود عدد قليل من المدن التي تضم أكثر من 50000 شخص و مع ذلك كان من الملاحظ حدوث نمو في عدد السكان بسرعة في تلك المنطقة بين عامي 1950 و 1990 حيث تتراوح الزيادات السكانية على مستوى الولايات التي تقع فيها تلك الجبال خلال أربعون سنة من 35% في ولاية “مونتانا” إلى حوالي 150% في ولايتي “يوتا” و “كولورادو” .

جبال روكي

و سياحيا تجذب المناطق ذات المناظر الخلابة و الفرص الترفيهية في جبال روكي ملايين السياح الوافدين من جميع أنحاء العالم سنويا و على عكس العديد من المناطق الجبلية الوعرة الأخرى تتمتع تلك المنطقة بالطرق السريعة الحديثة و معظمها مفتوح طوال العام كما أنها تعد واحدة من أكثر مناطق الاستجمام شعبية في أمريكا الشمالية حيث تجذب تلك المنطقة المغرمين بالتخييم و التنزه و ممارسي جميع أنواع الرياضات الشتوية مثل التزلج علي الجليد كما أنها تزخر أيضا بالمنتزهات الوطنية و المنتجعات و مواقع الإستجمام مع توفير جميع أنواع وسائل الراحة للمسافر حيث تم بناء الطرق السريعة خلال الممرات و الوديان الجبلية الرائعة .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *