مثل اى مواطن يعيش فى دول العالم المختلفه يقوم المواطن الباريسى بالاستيقاظ من نومه صباحا ليبدء روتينه المعتاد بالوقوف على طوابير من أجل الحصول على خبزه الفرنسى الشهير و المسمى بالباجيت حيث و بحسب الاحصائيات يستهلك الفرنسيون 320 رغيفا من الباجيت كل ثانية أي بمعدل 10 مليارات رغيف كل عام و نتيجة لذلك الاهتمام و منذ عام 1994 بدء الفرنسيون فى اقامة مسابقه تقام فى شهر أبريل من كل عام تسمى Le Grand Prix de la Baguette أو مسابقة خبز الباجيت التى يشارك فيها ما يقارب من 200 خباز يعيش فى باريس لتحديد من هو الأفضل فى صناعة ذلك الخبز حيث يتم فى البدايه تقديم رغيفين من خبز الباجيت إلى لجنة الخبراء و التى تعمل على التأكد من استيفائهم للشروط للدخول الى المسابقه و التى تكون صارمه حيث يجب ان يكون طول الرغيف الواحد يتراوح بين ما بين 55-65 سم ووزنه بين 250-300 جرام و بمجرد استيفاء الشروط يتم الدخول الى المرحلة الثانيه الا و هى التحكيم .

فى تلك المرحله تقوم لجنة التحكيم و المكونة من 14 عضوًا و تضم صحفيي متخصصين فى الطهي والفائز بالمسابقة العام السابق و عدد قليل من المتطوعين المحظوظين و الذين يقومون بتحليل الأرغفة بناءً على خمس فئات متميزة و هى la cuisson (الخبز) و l’aspect (المظهر) و l ‘odeur (الرائحة) و le goût (الذوق) و oh-so-French la mie (الفتات) حيث يجب أن يكون فتات الخبز الفرنسي طريًا ولكن ليس رطبًا .

و من اجل مصداقية المسابقه يتم ترقيم الارغفه لتمر عليها لجنة التحكيم من دون معرفه من هم اصحابها و لا يُسمح للخباز الذي فاز في المسابقة للعام الماضى بالمشاركه مرة اخرى الا بعد مرور اربع سنوات من فوزه لضمان تكافئ الفرص و بمجرد اعلان الفائز عن تلك المسابقه يسمح له بوضع ملصق ذهبي كبير على نافذة مخبزه يعلن فيه عن وضعه كبطل للباجيت لكن هذا ليس كل شيء حيث يتشرف الفائز كل عام أيضًا بتزويد رئيس فرنسا بخبزه اليومي حيث يتجه كل صباح الى قصر الاليزيه مقر حكم الرئيس الفرنسى لتزويده بذلك الخبر .

أقرأ أيضا : تشتمل على سياحة المقابر و العشوائيات .. أغرب عشر أنواع للسياحه يقبل عليها الناس حول العالم

و لا يقتصر قيمه ذلك الخبز على الفرنسيين فقط حيث قام الرئيس الفرنسى ” ايمانويل ماكرون ” فى عام 2018 بمنح الرغيف الفرنسي مكانة لدى اليونسكو للتراث الثقافي و الذى يصفه بأن ذلك الخبز موضع حسد من الدول الاخرى .

و من المثير للاهتمام مؤخرا ان هناك بعض من الفائزين فرنسيين و لكن من اصول افريقيه و هذا دليل على ان المهاجرين فيها قد بدأوا فى امتلاك المهارات اللازمه للمنافسه بل و الفوز ايضا .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *