لم تكن نهاية الحرب الفيتناميه فى سبعينيات القرن الماضى نهاية المعاناة و المشاكل لسكان تلك المنطقة من العالم خاصة سكان جمهورية لاوس فخلال تلك الحرب التى دارات فى الفترة من عام 1964 الى عام 1973 و بحسب الاحصائيات  فقد القى الجيش الامريكى على تلك الدوله  أكثر من 270 مليون قنبلة بواقع أكثر من مليوني طن و هو ما يعادل قنبلة كل ثمان دقائق خلال 24 ساعة ولمدة تسع سنوات متواصلة مما يجعل ” لاوس ” واحدة من اكثر الدول تعرضا للقصف فى التاريخ .

و رغم انتهاء الحرب الا ان سكان تلك الدوله يواجهون تحديا ضخما فى محاولة تنظيف تلك الفوضى التى خلفتها فنتيجة لتلك الاعداد الضخمة من القنابل التى القيت عليها الا انه يوجد الكثير منها لم ينفجر حتى الان و لا يزالون مدفونين تحت الارض فى انتظار انفجارها لتخلف ورائها الكثير من المأسى حيث تشير التقديرات الى انه و حتى يومنا هذا هناك ضحيتان في الأسبوع بسبب القنابل الحية أو الألغام التى تم زرعها حيث تكثر تلك الحوادت نتيجة محاولة بعض السكان المحليين فتح أغلفة تلك القنابل أثناء بحثهم عن الخردة المعدنية حيث تعد تلك المهنه واحدة من اكثر المهن الحطرة بالبلاد و التى يقبل عليها الناس لأنها تدر دخلاً جيدًا حيث يتم بيع غلاف قنبلة الواحدة التى تزن ما يقارب الطن الى أكثر من 100 دولار .

و نتيجة لتلك المخاطر فقد قامت العديد من المنظمات غير الحكومية بالعديد من الجهود لإزالة تلك القنابل و لكن بسبب قلة التمويل فإن المجهودات تتم ببطئ شديد و المقدر لها ان تستغرق أكثر من 100 عام للعثور على جميع القنابل والألغام و التخلص منهم حيث كانت “المجموعة الاستشارية للألغام”  هى أول منظمة بدأت العمل في البلاد عام 1994 و على مدى السنوات العشر الماضية قامت تلك المنظمة بتطهير مساحة 44 مليون متر مربع من الأراضي لتجعلها خالية من القنابل العنقودية الغير متفجرة و لا تزال جهودهم مستمرة حتى وقتنا الراهن .

أقرأ أيضا : أشهر عشرة أماكن موجودة حول العالم لا يمكنك زيارتها او حتى تستطيع الدخول إليها

و مع معاناة سكان لاوس من تلك المخاطر الا انهم بدأوا فى تطويعه من اجل معيشتهم حيث يمكنك العثور على أغلفة قنابل فارغة منتشرة في جميع أنحاء البلاد فعلى الرغم من ان تلك القذائف قد جلبت الرعب والفوضى للبلاد في يوم من الأيام الا ان الناس اعادوا استخدامه خلال حياتهم اليوميه حيث قام المصور “مارك واتسون” و خلال رحلة قام بها بدراجته فى انحاء البلاد بتوثيق بعض المشاهد عنها حيث اندهش من الأشياء التي رآها من تصنيع بعض الادوات المعيشيه باستخدام فوارغ تلك القنابل حيث يمكنك رؤيتها و هى تستخدم كأدوات منزليه من أوعيه و أكواب و أجراس للبقر أو حتى كزوارق للتنقل حيث كان ذلك امرا مثيرا للسخريه ان تستخدم القنابل التى صنعت يوما من أجل هدم المنازل و تدميرها كأدوات تعمل على بنائها و تنميتها   .

و اليكم الان بعضا من الصور التى التقطها المصور ” مارك واتسون ” و التى تبرز تلك الظاهرة الفريدة .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *