عقب محاولات فاشلة للإنتحار .. منع إمرأة من الإقتراب من البحر بعد تكبيدها خدمات الإنقاذ مليون جنيه إسترليني

في عالم يعاني فيه الكثيرين من مشاكل صحية و نفسية تبرز أحيانًا حالات تُسلط الضوء علي التحديات التي يواجهها أفراد الأنظمة الطبية و الإنقاذية و من أبرز تلك الحالات هي قصة إمرأة أربعينية ويلزية تدعي إيمي بيث دالامورا و التي أقدمت علي الإنتحار بإلقاء نفسها في البحر أكثر من 50 مرة و لمحاولة إنقاذها قامت بتكبيد خدمات الإنقاذ أكثر من مليون جنيه إسترليني و هو ما جعل حالتها تطرح تساؤلات حول كيفية تعامل المجتمع و الأنظمة القانونية مع الأفراد الذين يعانون من أزمات نفسية عميقة و مدي التوازن بين تقديم الدعم و الحماية للفرد و بين الحفاظ علي الموارد العامة و سلامة الآخرين .

و وفقا للتقارير الصحفية فإن ” إيمي بيث دالامورا ” و هي إمرأة تبلغ من العمر 44 عامًا من أبيريستويث في ” ويلز ” قامت بتكبيد خدمات الإنقاذ أكثر من مليون جنيه إسترليني بسبب سلسلة من محاولات الإنتحار الفاشلة عبر إلقاء نفسها في مياه البحر أكثر من 50 مرة و هو ما أدي إلي إستنفاذ موارد الطوارئ و إثارة قلق السلطات المحلية التي قامت بإصدار أمر قضائي بمنعها الإقتراب من الساحل لمسافة 50 مترًا كجزء من إجراءات قانونية تهدف إلي الحد من تصرفاتها التي تسبب ضغطًا كبيرًا علي خدمات الإنقاذ و لكن رغم الأمر القضائي إلا أنه في يونيو عام 2007 تم القبض علي ” إيمي ” بعد خرقها للقرار حيث تسببت محاولاتها الجديدة في أربع حالات طوارئ في غضون خمسة أيام فقط و قد تم إنقاذها عدة مرات بواسطة فرق الإنقاذ بإستخدام المروحيات و القوارب و هو ما أدي إلى تكبد خدمات الطوارئ تكاليف باهظة و قد أقرت ” إيمي ” بخرقها للأمر القضائي و تم تقديمها للمحاكمة التي أجلت قضيتها لاحقا لإعداد تقارير طبية و نفسية إضافية .

و خلال جلسات المحاكمة أشار محاميها ” بيتر ويجان ” أن ” إيمي ” التي كانت تعمل سابقًا كمحترفة في لعبة الجولف بالولايات المتحدة تعاني من إصابة قديمة في العمود الفقري نتجت عن سقوطها من حصان في طفولتها و هذه الإصابة التي لم يتم تشخيصها لسنوات تسببت في آلام مزمنة أدت إلي إجراء عدة عمليات جراحية غير ناجحة نتج عنها ألام مستمرة مع عدم القدرة علي الحركة بشكل طبيعي و هو ما دفعها إلي التفكير في الإنتحار كوسيلة للهروب من معاناتها و هي قصة أثارت تعاطف القاضي ” كيث توماس ” الذي أصدر قرارا بإطلاق سراحها بكفالة مع التشديد مجددا علي عدم إقترابها من البحر لمسافة تقل عن 50 متر حول الساحل البريطاني مبررا قراراته بأنه من أجل مساعدتها و ليس معاقبتها أما ” إيمي ” فقد أعربت عن إرتياحها بعد جلسة المحكمة حيث قالت بأنها سعيدة لأن القاضي كان متعاطفًا معها و محاولًا مساعدتها و كانت تظن أنها ستواجه عقوبة قاسية لكن القاضي أدرك بأنها لم تؤذي أحدًا بل هي فقط بحاجة إلى مساعدة .

إقرأ أيضا : دون ريتشي .. الملاك الإسترالي الذي نجح في إنقاذ أكثر من 160 شخصا من الإنتحار

و من جهة أخرى أثارت تصرفات ” إيمي ” مخاوف بشأن سلامة الآخرين حيث أن إستنفاذ موارد الإنقاذ في حالاتها المتكررة قد يعرض حياة الآخرين للخطر في حالات طوارئ أخرى و قد أعربت فرق الإنقاذ عن قلقها من أن تصرفاتها قد تؤدي إلي عواقب وخيمة إذا تم استدعاؤهم لإنقاذها بينما تكون هناك حالات طوارئ أخرى تتطلب التدخل الفوري .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *