ديوي يهزم ترومان

دائما ما تسعى معظم الصحف أو وسائل الإعلام عامة فى جميع أنحاء العالم على السبق الصحفي الذى يمنحها التميز عن سائر منافسيها الا أن ذلك الأمر رغم مزاياه لكنه قد يكون سلاح ذو حدين لأنه حال عدم التأكد من حقيقة ذلك السبق فسوف يكون طعنا فى مصداقية تلك الصحيقة و هو ما حدث فى تلك الصورة التى يظهر فيها الرئيس الأمريكي الأسبق هاري ترومان و هو مبتهجا بعد فوزه بالإنتخابات الرئاسية حاملا عدد صحيفة شيكاغو تريبيون المكتوب على صدر صفحتها ان المنافس الرئاسى توماس ديوى قد هزمه و هو ما لم يحدث على أرض الواقع .

التاريخ : نوفمبر عام 1948 .

المصور : الامريكى ” ويليام يوجين سميث ” – مصور مجلتى تايم و لايف .

التفاصيل : ترجع خلفية تلك الصورة الى الإنتخابات الرئاسيه الامريكيه التى أجريت فى 2 نوفمبر عام 1948 و تنافس فيها مرشحان الاول و هو الرئيس الامريكى و مرشح الحزب الديموقراطي ” هارى ترومان ” الذى يطمح لفترة رئاسيه جديدة و فى المقابل ” توماس ديوى ” حاكم ولاية “نيويورك” عن الحزب الجمهوري و بعد ادلاء الناخبين باصواتهم و اثناء الفرز تطلب ان تصدر جريدة ” شيكاغو ترايبيون ” عددها المبكر قبل ساعات من موعدها المعتاد نظرا لوجود إضراب داخل المطبعه و مع اقتراب الموعد النهائي لصدور الطبعة الأولى كان على مدير التحرير ” بات مالونى ” ان يضع العنوان الرئيسى للجريده و الذى بالطبع سيكون عن نتيجة الانتخابات و يتصدرها اسم المرشح الفائز .

و رغم ان الفرز كان لا يزال ساريا فى الولايات الغربيه الا ان ” مالوني ” لجأ الى مراسل الجريدة المخضرم في “واشنطن” و المحلل السياسي “آرثر سيرز هينينج” الذي توقع الفائز فى الانتخابات الرئاسيه في أربع من أصل خمس سباقات رئاسية سابقة خلال العشرين عامًا الماضية بالإضافة الى الاعتماد ايضا على نتائج استطلاعات الرأى التى كانت جميع مؤشراتها تقول ان فوز ” توماس ديوى ” بالرئاسه سيكون أمر حتمي لذلك قرروا الاستقرار على ان يكون عنوان الجريدة للطبعه الاولى هو ” ديوى يهزم ترومان ” و تمت طباعة 150 الف نسخة و مع مرور الوقت بدأ حدوث تقارب فى الارقام و بدء الشك فى فوز “ديوى” حاضرا و بقوة ليضطروا الى تغيير العنوان فى الطبعه الثانيه و كتبوا ” ان الديموقراطيين يقتربون من السيطرة على مكاتب الدوله ” و مع ظهور النتائج الاخيرة كان الرئيس “ترومان” قد حسم نتيجة الانتخابات و أصبح هو رئيس ” الولايات المتحدة ” رسميا و ليس ذلك فقط بل سيطر الديموقراطيين على مجلسى النواب و الشيوخ أيضا .

و بعد مرور يومين من اعلان النتيجه و اثناء توجه الرئيس ” هارى ترومان ” الى العاصمة الامريكيه ” واشنطن ” بالقطار و خلال توقفه فى محطة ” سانت لويس ” صعد إلى المنصة الخلفية لسيارة القطار الرئاسى الخاصة به و سلمه احد الأشخاص نسخة من الطبعه الاولى لجريدة “شيكاغو ترايبيون” حيث كان سعيدًا بخطأها و قد قام برفعها للمصورين المجتمعين في المحطة قائلا ” هذه واحدة للكتب ” و التُقطت تلك الصورة الشهيرة التى تعتبر أعظم صورة على الإطلاق لسياسي يحتفل بإنتصاره بعد الخطأ الفادح الذى وقعت فيه الجريدة الشهيرة و التى نالت عنه سخرية الجميع و بعدها قرر ناشروا الجريدة لاحقا التخطيط لمنح “ترومان” لوحه عليها نسخة طبق الأصل من العنوان الرئيسي الخاطئ في الذكرى الخامسة و العشرين لانتخابات عام 1948 الا انه توفي عام 1972 قبل أن يتم منحه تلك الهدية .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *