تعتبر متابعة حالة الطقس أمرا شديد الأهمية لدى العديد من القطاعات خاصة خلال تقلباته و مروره بحالة من عدم الاستقرار التى قد تمثل خطورة على حياة العديد من الأفراد لذلك فيقبل الكثيرين على الاستماع الى تنبؤات خبراء الأرصاد بصفة دوريه و التعامل معها بشكل جدى من أجل اتخاذ الاحتياطات الضروريه لمواجهة أى تقلبات محتمله , و رغم سوء الأحوال الجوية المعتاده و طبيعتها القاسيه من أمطار أو رياح وانخفاضات فى درجات الحرارة الا أن خبراء الطقس يطلقون التحذيرات بشكل خاص فى حال كانت فترة عدم الاستقرار على هيئة عواصف رعديه و التى يحدث فيها اضطرابات في الغلاف الجوي نتيجة حدوث تفريغات كهربائيه اما بشكل منفرد أو متعدد و تظهر على هيئة ومضات من البرق مع أصوات قوية من الرعد مصحوبة بأمطار غزيرة أو كرات من الثلج و البرد و هى حالة ينصح فيها خبراء الأرصاد بعدم التواجد فى الأماكن المفتوحة خلالها نظرا لخطورتها بل أن بعضا منهم ينصحون بعدم الاستحمام داخل المنازل او التعامل مع الاجهزة الكهربائيه فى تلك الأثناء تجنبا للاصابة بالصعق الكهربائى و هنا يأتينا السؤال هل بالفعل يعتبر الاستحمام خلال تلك العواصف الرعديه أمرا خطيرا و مهددا للحياه ؟

التقييم

يعتبر جزءا من تلك المعلومة صحيحا من ناحية ان الصعق الكهربائى بالبرق خلال عملية الاستحمام داخل المنزل أمرا ممكنا علميا و موثقا تاريخيا اما الجزء الخاطئ فهى أن حالات الوفاة المرتبطة بالاستحمام بسبب الصواعق نادرة جدًا .

أقرأ أيضا : هل تزرع الدول الأفريقية جدار من الأشجار لوقف انتشار الصحراء الكبرى؟

الأدله

تعتبر الوفاة بسبب سوء الأحوال الجوية و هبوب عواصف رعدية أمرا ليس غريبا فى “الولايات المتحدة” خاصة أن بعضها قد توفى بسبب تعرضهم الى الصواعق حيث تشير الاحصائيات الى انها تقتل ما لا يقل عن 49 شخصًا سنويًا و استنادًا إلى مراجعة الوفيات المرتبطة بالبرق منذ عام 2006 و حتى 2013 خلصت خدمة الطقس الوطنية إلى أن الغالبية العظمى من هذه الوفيات جاءت من خلال تواجدهم خارج منازلهم خلال العواصف الرعديه حيث قالت :

منذ عام 2006 إلى عام 2013 قتل 261 شخصًا بسبب البرق في الولايات المتحدة , و ما يقرب من ثلثي حالات الوفيات حدثت لأشخاص كانوا يستمتعون بالأنشطة الترفيهية في الهواء الطلق … منهم 30 حالة وفاة بسبب ممارستهم الصيد فى ذلك الوقت و 16 حالة وفاة في المخيمات و 14 حالة وفاة أخرى خلال وجودهم على ظهر قوراب و 13 على الشاطئ كما توفى بعض منهم خلال ممارستهم لانشطة رياضيه فى ذلك الجو العاصف حيث شهدت رياضة كرة القدم أكبر عدد من الوفيات بمعدل 12 حالة مقارنةً بلعبة الجولف و هى 8 وفيات اضافة الى ذلك فتوجد حالات وفاة بسبب أنشطة دارات حول المنزل مثل جز العشب بواقع 12 حالة وفاة و أنشطة أخرى متعلقة بالعمل مثل تربية الماشية و الزراعه بـ 14 حالة وفاة.

لذلك فنستنتج من تلك الاحصائيه أن نسبة تأثير الصواعق على الأشخاص داخل منازلهم تعد نادرة نسبيًا و مع ذلك فإن هذا لا يعني أنها منعدمه أو أن آلية الإصابة أو القتل أثناء الاستحمام فى تلك الاجواء لا تحدث حيث يمكن للأرض التي تضربها الصواعق بالقرب من المنازل أن ترسل شحنات كهربائية عبر المواسير و أحواض الاستحمام و هي ظاهرة قد تتفاقم حال كانت تلك المواسير معدنية حيث توفر مسارات فعالة للشحنات الكهربائية الهائلة التى يتم تفريغها فى الأرض و لكن فى كل الأحوال هى أمر غير شائع نسبيا نظرا لصعوبة أن تستحم فى المكان المناسب للاصابه و فى الوقت المناسب لتفريغ تلك الشحنه الا اذا كنت سئ الحظ مثلما حدث مع الاشخاص الجارى ذكرهم فى تلك القائمه :

  • في مايو عام 2008 أصيبت “فاليسيتي ويشكينو” البالغة من العمر 15 عامًا فى ولاية “كانساس” ببرق أثناء الاستحمام بداخل منزلها حيث قالت انها سمعت صوت الرعد و رأت ضوءا أبيضا كبيرا أدى الى دفعها من حوض الاستحمام حيث انهارت و عانت من صعوبة في التنفس و لم تستطيع الشعور بساقيها على الإطلاق .
  • في نوفمبر عام 2007 ضربت صاعقة احدى المراهقات و تدعى ” أبى جاكسون ” و التى كانت تغسل شعرها في منزلها في “بلاندفورد” بإنجلترا حيث قالت ان الصاعقه ضربت معصمها وأضاءت ذراعيها و طار الدوش من يديها لشدة الصدمه .
  • في أكتوبر عام 2006 أصيبت امرأة في “كرواتيا” ببرق أثناء تنظيف أسنانها حيث قالت “ناتاشا تيماروفيتش” عن تجربتها انها كانت تضع فمها تحت صنبور المياه لغسل أثار معجون الأسنان عندما ضرب البرق المبنى و لا تتذكر الكثير بعد ذلك لكن قيل لها لاحقًا أن البرق قد انتقل إلى أسفل أنبوب المياه وضربها في فمها ليمر عبر جسدها حيث كان ذلك أمرا مؤلمًا بشكل لا يصدق و شعرت أنه يمر عبر جذعها .
  • في يونيو عام 2001 تم دفع “جوزفين مارتين” و هى أم لثلاث أطفال و تعيش فى “ديل” بإنجلترا من حوض الاستحمام الخاص بها بواسطة صاعقة حيث كانت تجلس فيه أثناء هبوب عاصفة رعدية و عند اصابتها بالصاعقه طارت و هى عارية في الهواء و هبطت على الجانب الآخر من حمامها حيث تقول أنها شعرت بركلة كبيرة و عرفت على الفور أنها كهرباء و في جزء من الثانية رأت تموج الماء و كانت الصدمة الكهربائية قوية جدًا لدرجة أنها طارت من الحمام و كان الأمر مخيفًا و حدث بسرعة كبيرة .
  • في أغسطس 1988 و عندما كانت “إليانور لوكس” من إكستر برود آيلاند تنظف أسنانها في حوض حمامها رأت صاعقة تقفز من مرحاضها ثم انتشرت على الجدران و سقف حمامها الى أن تبددت و من المثير للدهشة أن ” إليانور ” لم تصاب بأذى الا أن سقف حمامها كان متصدعًا و حوض الاستحمام به حلقات متفحمة و أصيب أحد الأعمدة الموجود بمنزلها بتلك الصاعقة .

نتيجة لتلك الحوادث فان خبراء السلامه ينصحون باتباع بعض من الارشادات داخل المنزل خلال سوء الأحوال الجوية و أى هبوب لعاصفة رعديه خاصة اذا كان يحتوى على اجزاء معدنية بسباكته مثل المواسير أو اسلاك كهربائيه تتدلى من خارجه حيث تعد تلك الادوات هى وسيلة فعاله لدخول الصاعقه الى داخل المنزل حيث تتمحور الارشادات فيما يلى :

  • يجب عليك البقاء بعيدًا عن الهواتف السلكية و يمكنك استخدام الهواتف الخلوية أو اللاسلكية.
  • لا تلمس الأجهزة الكهربائية مثل الكمبيوتر أو التلفزيون أو الأسلاك و يفضل استخدام أجهزة التحكم عن بعد للسلامة.
  • تجنب السباكة و لا تغسل يديك أو تستحم أو تغسل الأطباق.
  • ابتعد عن النوافذ و الأبواب التي قد تحتوي على فتحات صغيرة من الجوانب و التى تسمح للبرق بالدخول من خلالها و ابتعد تماما عن التواجد فى الشرفات.
  • لا تستلقي على أرضيات خرسانية أو تتكئ على الجدران الخرسانية.
  • احمى حيواناتك الأليفة حيث لا تعد بيوت الكلاب ملاجئ آمنة خلال العواصف الرعديه و لا تقيدها بالسلاسل إلى الأشجار أو على اعمدة معدنيه قد تكون معرضة بشكل خاص لصدمات الصواعق.

لذلك و فى النهاية و رغم ندرة الاصابة بالصواعق داخل المنازل الا أنه امرا من الممكن أن يحدث واقعيا لذلك فننصح دائما بعدم الاستحمام خلال سوء الأحوال الجوية أو مرور أى عاصفة رعديه .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *