رحلة داخل قصر الأقزام فى كندا الذى بداخله ستشعر أنك تحولت إلى أحد العمالقة

كثيرا ما شاهدنا أفلام سينمائية تدور أحداثها حول أحد الوحوش الضخمة الذى يقوم بإجتياح أحد المدن و تدمير مبانيها و إرهاب سكانها الذين يظهرون أمامه بأحجام صغيرة للغاية و لكن هل فكرت يوما فى أن تجرب شعور ذلك الوحش و لو لمدة يوم واحد ؟ اذا تحمست لتلك الفكرة فعليك بالتوجه الى مدينة مونتريال فى كندا حيث يوجد بها قصر الأقزام و هو مكان ترفيهيي بمجرد دخوله ستشعر أنك أنتقلت الى عالم جديد و غريب من نوعه حيث فيه ستجد كل ما يحيط بك من أثاث و مرافق صغيرة الحجم لا تتناسب مع حجمك و لكن تتوافق فقط مع الأقزام صغيرى الحجم و أنت ستكون هو العملاق الذى يأخذ جولة فى داخل المكان و لكن من دون تدميره بالطبع .

قصر الأقزام فى الماضى و الحاضر
قصر الأقزام الأمس و اليوم

ترجع نشأة قصر الأقزام الى ” فيليب نيكول ” و هو شخص ولد عام 1881 بالقرب من مدينة كيبيك الكنديه و كان ترتيبه السابع بين أخوته و يشاع ان ابيهم كان رجلا ضخم الجثه الا انه و على العكس لم يكتسب تلك الصفه من والده بل كان ضئيل الحجم و يعانى من التقزم حيث كان يبلغ طوله أقل من المتر و نتيجة تلك المشكله لم يستطيع الذهاب الى المدرسه و ببلوغه الثانية عشرة من عمره قرر العمل فى الفقرات الاستعراضيه مثل العديد من الأشخاص الآخرين الذين عانوا من نفس المشكله في بدايات القرن العشرين الى أن تم تعيينه فى سيرك ” بارنوم اند بايلى ” لتقديم الفقرات الاستعراضيه و التى اظهر موهبة كبيرة فيها و اصبح ذائع الصيت وصلت الى انه كان يبيع صورته و الموقعه باسمه الى المعجبين الامر الذى اكسبه الكثير من الاموال و من خلال عمله قام بالعديد من الجولات الفنية لتقديم العروض فى جميع انحاء العالم فى فقرات كانت تعرف حينها باسم ” فريك شو ” .

فيليب نيكول و زوجته دوفرسين مؤسيي قصر الأقزام
فيليب نيكول و زوجته دوفرسين

و أثناء وجود ” فيليب نيكول ” في “الولايات المتحدة” عام 1906 التقى بـ ” روز دوفرسين ” و هى امرأة كانت تعانى من نفس الحاله من التقزم و تنشأ بينهما علاقة حب كللت بالزواج و فى عام 1913 كان ” فيليب ” قد جمع الكثير من الاموال و قرر ترك عمله الإستعراضى و العودة الى “مونتريال” بكندا و نظرا لسئمه من رؤية الآخرين الذين يعانون من نفس البلاء و يتم استغلالهم فى عروض السيرك قرر تحويل تلك النقمه الى نعمه لديه و قام توظيفها لحسابه الخاص حيث هداه تفكيره الى اقامة عدد من التغييرات بمنزله و تحويله الى ما أطلق عليه إسم قصر الأقزام تخصص كل اغراضه للأفراد قصيرى القامة حيث اشترى أثاثًا صغيرًا بما في ذلك أجهزة معيشيه ضئيلة الحجم و بدأوا فى الاعلان عنه و الدعوة لمشاهدة أصغر زوجين متزوجين على وجه الأرض و هم داخل منزلهم المصغر و قضاء الوقت معهم لمعرفة كيف تسير حياتهم و اطلقوا على انفسهم القاب ” الكونت و الكونتيسة نيكول ” و “ملك و ملكة كل الأقزام” و بدأت الدعوة لذلك المكان فى الإنتشار بين الناس حيث حضر الكثيرين منهم و الذين كانوا يشعرون بأنهم عمالقه فى ذلك المكان .

فيليب و زوجته و إبنه فيليب جونيور داخل قصر الأقزام
فيليب و زوجته و إبنه فيليب جونيور

و بدأت الصحافة فى الاهتمام بذلك الحدث الغريب و أصبح قصر الأقزام واحدا من الاماكن الشهيره فى البلدة و فى عام 1926 رزق “فيليب” بابن و هو ” فيليب جونيور ” و اطلقوا عليه اسم الامير “فيليب” و الذى كان يعانى من نفس صفات والديه و عند بلوغه سن 14 توفى والده مؤسس القصر عام 1940 و الذى كان يعرف حينها بأنه أغنى قزم فى العالم الا انه لم يريد أن يسير على نهج والده حيث حاول أولاً أن يكون ملاكمًا ثم تحول بدلاً من ذلك إلى السرقة و اعتقل في سن 25 بتهمة السطو على متجر للتبغ و تم سجنه لأكثر من عامين و بعد ذلك توفيت والدته عام 1964 و اصبح مصير ذلك القصر مجهولا الا انه تم شراءه من قبل ” هوجيت ريو ” و هى امراءة قزمة كانت تعمل فى ذلك القصر منذ طفولتها نظرا لأنه هو المكان الوحيد التى تستطيع العمل فيه حيث قامت بتطويره و تحويله متحفا و فندق يستقبل الأشخاص الاقزام للاقامة فيه من دون مشاكل حيث تحتوى الغرف على اثاثات صغيرة الحجم و فى غرفة المعيشه يقبع بيانو صغير ذات ارتفاع 25 سنتيمترا كما يوجد جهاز تلفزيون صغيرا ايضا على طراز الخمسينيات و ليس بعيدًا عنه راديو صغيرا من الطراز القديم و فى المطبخ و الحمام يوجد الحوض و الموقد و المرحاض و الذى من المستحيل استخدامهم من قبل الاشخاص العاديين .

غرفة الأمير فيليب داخل قصر الأقزام
غرفة الأمير الصغير فيليب
من أثاث قصر الأقزام

أقرأ أيضا : مطعم نيولاكي .. حين يكون الموتي رفاقك خلال تناول وجبتك

و يعتبر قصر الأقزام مجهز جيدًا بالأثاث و المدافئ لراحة الأشخاص القصيرين بالاضافه الى تزيين جدران الردهة التي يستخدمها زوار المتحف بملصقات السيرك و مقاطع من الصحف حول الأقزام كما أسست ” هوجيت ” جمعيه فى كندا تسمى ” الاشخاص الصغار ” Little people و كانت تفكر فى التوسع لانشاء قريه كامله تضم الاقزام للعيش بها حيث تصنع فيها الملابس و الأثاث للأشخاص الصغار الآخرين في جميع أنحاء العالم بالاضافة الى أنها ستصبح منطقة للجذب السياحى و لكنها لم تجد تحمسا من افراد الجمعيه و الطريف أن ” هوجيت ” على الرغم من انها تعانى من التقزم و تقيم فى ذلك المنزل الا انها كانت تعيش مع زوجها في الطابق العلوي منه داخل غرفه كاملة الحجم بدلاً من الغرف الصغيرة نظرا لطول زوجها الذى يقارب المترين و يجد صعوبه فى التأقلم او العيش مع تلك الاثاثات الموجودة حوله و لسوء الحظ بحلول عام 1990 تم اغلاق المتحف بشكل كامل و لم يتبقى منه سوى ذكراه و ذكرى مؤسسه .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *