أعتاد الكثير من محبى و عشاق لعبة كرة القدم ان تتخلل أحداث بعض مبارياتها العديد من التوقفات بعضها قد يكون تصادمى نتيجة حدوث إصابات أو احتكاكات بين لاعبى الفريقين تنتهى بمذبحة للكروت الصفراء و الحمراء كما حدث فى مباراة البرتغال و هولندا بكأس العالم بألمانيا عام 2006 و هى المباراة التى عرفت إعلاميا باسم معركة نورمبرج أو تتوقف لأسباب كارثيه مثل ما حدث بعد مصرع 33 مشجعا نتيجة تدافع للجمهور خلال المباراة التى جمعت بين فريقى بولتون واندرارز و ستوك سيتى فى كأس الاتحاد الانجليزى بمنتصف الاربعينيات و التى عرفت بحادث بريندن بارك الا أن تلك المباراة قد توقفت لسبب غريب و ليس له أى تفسير حتى اللحظة و هو مرور أحد الأطباق الطائرة أعلى ملعب المباراة كما و لو أن هناك مخلوقات فضائية تريد مشاهدة تلك المباراة و لديها إهتمام و بمتابعتها .

ظهور الأطباق الطائرة فوق الملعب

ترجع قصة تلك المباراة الى خمس و ستون عاما تقريبا و تحديدا في 27 من أكتوبر عام 1954 بمدينة “فلورنسا” الايطاليه حيث أقيمت مباراة جمعت بين فريقى “فيورنتينا” و منافسه “بيستويزي” على ملعب ” أرتيمى فرانشى ” فى حضور أكثر من عشرة ألاف متفرج حيث انتهى شوطها الأول دخلت المباراة فى استراحة قصيرة و خلال بداية أحداث الشوط الثانى ساد هدوء مخيف على المكان ثم صعد هدير من الجمهور الذين تحولت اعينهم من ملعب المباراة الى السماء و ارتفعت أصابعهم تشير الى الأعلى و توقف اللاعبون عن اللعب و تدحرجت الكرة بمفردها و التى لم يكترث أحد بها حيث قال اللاعب ” أرديكو ماجنينى ” الذى مثل المنتخب الايطالى في كأس العالم عام 1954 و كان موجودا فى الملعب بتلك اللحظة : ” أتذكر كل شيء من الألف إلى الياء … لقد كان شيئًا يشبه البيضة التي كانت تتحرك ببطء و الجميع ينظرون لأعلى و كان هناك أيضًا لمعان ينزل من السماء و بريق فضي … و لقد اندهشنا من أننا لم نشهد شيئًا مثله من قبل … لقد صدمنا تمامًا ” .

اللاعبين خلال مشاهدتهم للحدث الغامض

و بجانب شهادة اللاعب ” ماجنينى ” قال “جيجي بوني” و هو احد أشهر مشجعي نادى “فيورنتينا” و كان حاضرا هو الاخر : “أتذكر بوضوح رؤية هذا المنظر المذهل … لقد كانوا يتحركون بسرعة كبيرة ثم توقفوا و استمر كل شيء لبضع دقائق و أود أن أصف ذلك الطبق الطائر بأنه مثل السيجار الكوبي … لقد ذكروني حينها فقط بالسيجار الكوبي .. أعتقد أنهم كانوا من خارج كوكب الأرض … هذا ما أؤمن به … ولا يوجد تفسير آخر يمكنني تقديمه لنفسي ” و هو كلام أتفق معه اللاعب “رومولو توتشي” الذى كان حاضرا هو الأخر قائلا “في تلك السنوات كان الجميع يتحدث عن الكائنات الفضائية و الجميع يتحدث عن الأجسام الطائرة المجهولة و نحن رأيناهم بشكل مباشر و حقيقي ” .

و تم تعليق المباراة و دون الحكم فى تقريره أن سبب ذلك يرجع الى أن المتفرجين قد شاهدوا شيئًا ما غريبا في السماء و نظرا للاعداد الضخمة التى شاهدت ذلك الحادث كان من الصعب تفسيره على أنه هستيريا جماعية حيث لم يتوقف الأمر على ملعب المباراة فقط و لكن كان هناك العديد من مشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة في العديد من البلدات الأخرى المجاورة في ذلك اليوم و على مدار الأيام التي تلت ذلك و بحسب بعض روايات شهود العيان فقد شوهد شعاع من الضوء الأبيض في السماء قادمًا من “براتو” فى شمال فلورنسا.

اللاعبون أرديكو ماجنيني ورونالدو لومي ورومولو توتشي مع مشجعهم جيجي بوني

من ناحيته قال “روبرتو بينوتي ” رئيس المركز الوطني للأطباق الطائرة في “إيطاليا” و الذى شهد الحادث بنفسه حين كان يبلغ من العمر 10 سنوات و كتب العديد من الكتب عن الأجسام الطائرة المجهولة : “في ذلك الوقت تحدثت الصحف عن كائنات فضائية من المريخ و بالطبع نحن نعلم الآن أن الأمر ليس كذلك لكن قد نستنتج أنها كانت ظاهرة تكنولوجية لا يمكن ربطها بأي شيء نعرفه على الأرض ” كما يضيف بإنه مفتون أيضًا بالمواد التي سقطت من السماء و التى وصفها اللاعب ” ماجنينى ” بانها ذات بريق فضى و يقول : ” في نفس الوقت الذي شوهدت فيه الأجسام الطائرة المجهولة فوق فلورنسا كانت هناك مادة لزجة غريبة تسقط من الأعلى و هى مادة نطلق عليها اسم شعر الملائكة و أتذكر رؤية أسطح المنازل في فلورنسا مغطاة بهذه المادة البيضاء لمدة ساعة قبل ان تتبخر الا أنه لا احد يعرف حتى اللحظة علاقة تلك المادة بالاطباق الطائرة ” .

المادة البيضاء الغامضه

كانت تلك المادة اللزجة مثار للكثير من التساؤلات عن طبيعتها حيث وصفها الشهود على أنها تشبه الصوف القطني أو خيوط العنكبوت و كان من الصعب جمعها لأنها تتفكك عند الامساك بها لكن بعض الناس كانوا مصممين على معرفة طبيعتها أحدهم كان صحفيًا في جريدة ” لا نازيون ” يدعى “جورجيو باتيني” الذى روى لأحد البرامج التلفزيونية عام 2003 كيف انه تلقى في ذلك اليوم مئات المكالمات الهاتفية حول ذلك الحادث لذلك صعد إلى أعلى مبنى الصحيفة ليرى ما كان يتحدث عنه الجميع و رأى بنفسه الكرات اللامعه تتحرك بسرعة نحو قبة الكاتدرائية و غامر بالخروج للتحقيق و صادف فى طريقه غابة مغطاة بالزغب الأبيض و جمع العديد من العينات عن طريق لفها على عود ثقاب و أخذها إلى معهد التحليل الكيميائي في جامعة “فلورنسا” و عندما وصل إلى هناك وجد أن الآخرين فعلوا الشيء نفسه حيث قام المختبر بقيادة البروفيسور “جيوفاني كانري” بتعريض المادة لتحليل طيفي و خلص إلى أنها تحتوي على عناصر البورون و السيليكون و الكالسيوم و المغنيسيوم و أنها غير مشعة و لكن لسوء الحظ لم يقدم هذا التحليل أي إجابات قاطعة و تم إتلاف المواد في هذه العملية.

جريدة لا نازيون متحدثة عن الحادث الغامض و مرفقة صورة للأطباق الطائرة لحظة تحليقها

نفى فكرة الأطباق الطائرة و التفسير العلمى

يتبقى السؤال هل بالفعل كل ذلك نتاج لاطباق طائرة و كائنات فضائيه ؟ .. يجيب عن ذلك التساؤل “جيمس ماكجاها” الذى كان طيارا فى سلاح الجو الأمريكي و تحول بعدها إلى عالم فلك حيث يقول : “إنها تعد فكرة سخيفة تمامًا لأن العلم يرفضها و لأنه أمضى 40 ألف ساعه يحدق فى السماء من مرصد ” جراسلاندز ” في جنوب شرق ولاية “أريزونا” ناهيك عن الساعات الإضافية التي قضاها في قمرة قيادة الطائرات المقاتلة الأمريكية و لم يرى أى شئ مثل هذا من قبل ” و يضيف ” بأن ظاهرة الأجسام الطائرة المجهولة بأكملها ليست سوى أسطورة و سحر وخرافات اعتدنا عليها بأن الفضائيين يأتون بطريقة ما إلى هنا إما لإنقاذنا أو تدميرنا” كما يفسر تلك المادة اللزجة و التى يطلق عليها اسم شعر الملائكه بأنه لم يكن أكثر من شبكات غزل رفيعه لعناكب مهاجرة و التى تكونها على هيئة كرات تلتصق بها و تستخدمها كأشرعة لتتحرك عليها العناكب و تتنقل من مكان الى أخر حيث تطير تلك الكرات بفعل الرياح لارتفاعات كبيرة و عندما يسقط عليها ضوء الشمس تحصل على جميع أنواع التأثيرات المرئية التى تم ذكرها و بطبيعة الحال عند سقوطها على الأرض و تكسرها فهى تعطى ذلك الانطباع السحرى الذى قيل عنها .

و ربما ما يدعم نظريه ” جيمس ماكجاها ” هو أن شهري سبتمبر و أكتوبر هما الأشهر التي تهاجر فيها العناكب في نصف الكرة الشمالي الا أنها لم تقنع الجميع حيث يرفضها خبير الاطباق الطائرة ” روبيرتو بينوتى ” و يقول انها محض هراء بسبب التحليل الكيميائي لعينات شعر الملائكة لأنه من المعروف أن خيوط العنكبوت هو مركب عضوي يحتوي على النيتروجين و الكالسيوم و الهيدروجين و الأكسجين و ليس العناصر التي ورد أنها وجدت في عينات “باتيني” وغيرها من العينات التي تم إحضارها إلى الجامعة.

رسمة تخيلية للحادث

و نظرا لمرور خمسة و ستين عامًا على ذلك الحادث فقد أصبح فرص تحديد سببه ضئيلة حيث يقول الكاتب العلمي “فيليب بول” : “لن أثق في أي تقارير عن حدث قديم و غريب مثل هذا إلا إذا رأيت البيانات بنفسى ” الا أنه يوافق على أن العناصر التي قيل إنها لوحظت في “شعر الملائكة” لا يبدو أنها تتوافق مع نظرية خيوط العنكبوت و يضيف أن الماغنيسيوم و الكالسيوم عنصران شائعان إلى حد ما في الأجسام الحية و البورون والسيليكون أقل بكثير و لكن إذا كانت هذه هي العناصر الرئيسية التي يحتوي عليها الزغب الأبيض فلا يبدو لي أنها أتت من العناكب .

لذلك يبقى كل شيء لغزا و بغض النظر عما يقوله العلماء فإن أولئك الذين كانوا هناك مقتنعون بأن ما رأوه لم يكن مثل أي شيء على وجه الأرض الا أنه و على أى نرجو ان المباراة كانت قد نالت اعجاب تلك الكائنات الفضائيه ان كانت موجودة بالفعل .

المصادر
شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *