متنزه ناهانى الوطني منطقة خلابة تحولت بفعل قوى غامضة الى مكان مشئوم عرف بإسم وادي الرؤوس المقطوعة

تتميز كندا بإحتوائها على الكثير من المناطق الطبيعيه الخلابه من جبال و وديان و غابات التى دائما ما تكون مسعى للكثيرين من محبى الطبيعة للتجول و التخييم بها للإستمتاع بجمال تلك المشاهد الرائعه و لكن رغم روعة تلك الأماكن الا أن بعض منها يمتلك وجه أخر مليئ بالغموض و الرعب أبرزها متنزه ناهانى الوطني الذى إذا زرته يوما سوف تنبهر بمناظره الساحره و لكن على الجانب الأخر تعرف تلك المنطقة منذ فترة طويلة باختفاء الناس فيها بشكل غامض ثم تظهر جثثهم مرة أخرى و لكن من دون رؤوس مما يجعل الأمر أشد غموضا و مع تكرار تلك الحوادث أطلق على ذلك المتنزه إسم مشئوم و هو وادي الرؤوس المقطوعة .

و بنظرة سريعة على “متنزه ناهانى الوطني” فهو جزء من منطقة “جبل ماكنزي” الواقعة في شمال غرب كندا و تبلغ مساحته 30 الف كيلومتر مربع و مسجل كأحد مواقع التراث العالمى لدى اليونسكو و يحتوى على العديد من المناظر الخلابه فهو محاط بالجبال و يمتلئ بالوديان و الكهوف و الغابات و ايضا الشلالات و كان يسكن في تلك المنطقة منذ الاف السنيين شعب ” الدنى ” و هم قبيله من السكان الاصليين الذين اختفوا بشكل غامض و حتى وقتنا الحالى و نتيجة إتساع مساحته لم يتم استكشاف العديد من الاماكن الاخرى فيه بسبب عدم تواجد أي أماكن لاقامة السياح او توفر اى طرق بريه تسهل تلك المأمورية حيث لا يمكن الوصول لذلك المتنزه الا عبر القوارب أو الطائرات .

متنزه ناهانى الوطني

و تبدء رحلة الغموض فى “متنزه ناهانى الوطني” منذ الاف السنيين حيث كان العديد من القبائل تخشى من الاستقرار داخل تلك المنطقة لاعتقادهم بأنها مكان شرير و مسكون بمختلف الأرواح و الأشباح والشياطين بما فيهم شعب ” الدنى ” الذى اقام فيها حيث تحدثوا عن مخلوقات غامضة تعيش في تلك الغابات الشاسعة كما انهم من اطلقوا علي ذلك المكان اسم ” ناهانى ” و التى تعنى بلغتهم ” الناس هناك ” اشارة الى احدى القبائل الغامضه و العداونيه التى تسكن الجبال و تسمى “ناها” و كانت تتكون من محاربين شرسين يرتدون أقنعة و دروعًا مزينة بأشكال مخيفة و معروفين بقطع رؤوس ضحاياهم بوحشية و كانت احجام هؤلاء المحاربين أكبر من الرجال العاديين و يملكون أسلحة غريبة و قوية لم يرها أحد من قبل حتى ان تلك القبيله اصبحت هى الاخرى واحدة من الألغاز العديدة المحيطة بالمنطقة نظرا الى انها اختفت بأكملها فجأة و بشكل غير مفهوم و لم يعرف أبدًا ماذا حدث لهم .

متنزه ناهانى الوطني

و مع وصول المستعمرين الاوربيين الى ” كندا ” جاء الى “متنزه ناهانى الوطني” تجار الفراء في القرن الثامن عشر و الذين تأثروا بجمال المنطقه و اساطيرها و سرعان ما انتشر الحديث عن ذلك المكان الخلاب و يبدء المزيد من توافد المستوطنين الذين كانوا ينظرون اليه على أنه مكان محتمل للثروات حيث اعتقدوا بأنه يمتلك احتياطيات هائلة من الذهب غير المستغل و رغم صغر كميات الذهب التى اكتشفت فيه الا ان الشائعات حول وجود الذهب به استمرت ليستمر توافد المنقبين و تبدء اسطورة ذلك المكان الغامض مع الرؤوس المقطوعه التى من اشهرها ما حدث فى اوائل القرن الماضى عندما جاء الأخوان “ويلي و فرانك ماكلويد” للتنقيب في الوادي كما فعل كثيرون آخرون من قبلهم حيث حزم الاثنان معداتهم وتوجهوا إلى البرية و لم يعودوا أبدًا و بعد مرور ثلاث اعوام من اختفائهم تم العثور على جثثهم عام 1908 على طول النهر و هى مقطوعة الرأس و لم يتم العثور على رؤوسهم في أي مكان أبدا و فى عام 1910 جاء حطابا نرويجيا يدعى ” مارتن جورجنسون ” ليستقر فى الوادى و يبنى فيه كوخا يعيش فيه و بعد خمس سنوات احترق كوخه فى ظروف غامضه و عثر على جثته بدون رأس أيضا على بعد كيلومتر من منزله و لم يتم العثور على رأسه فى اى مكان و فى عام 1945 عُثر على احد عمال المناجم من “أونتاريو” و يدعى ” إرنست سافارد ” ميتًا في كيس نومه دون رأسه بالاضافة الى حوادث وفاة غريبه مثل العثور على جثة صياد يدعى “جون أوبراين” عام 1922 متجمدًا حتى الموت و فى عام 1962 نجا طيار بطائرته الخفيفة من الاصطدام بأعجوبة فى ذلك المكان و دون أن يصاب بأذى و شرع في بناء مخيم يعيش فيه حتى تأتى الفرق لانقاذه و بدء فى كتابة يومياته فيه الى ان اختفى هو الاخر من دون العثور على اى اثر له سوى متعلقاته التى تم العثور عليها بعد ستة أشهر و منها تلك اليوميات و التى اوضحت انه اختفى بعد مرور 50 يوما لتوقفه عن الكتابه بعد ذلك .

وادى الرؤوس المقطوعة

و لا تعد ظواهر الرؤوس المقطوعه فى “متنزه ناهانى الوطني” هى الوحيدة الغامضة فى ذلك المكان حيث اختفى عدد كبير من الأشخاص الآخرين دون أن يتركوا أثرا بعد العثور على بقايا مخيماتهم و متعلقاتهم و بلغ عددهم 44 شخصًا بحلول عام 1969 بالاضافة الى الابلاغ عن شواهد اخرى مثل ظهور اضواء غامضه و ظواهر جويه غير طبيعيه و كائنات غريبه مثل مخلوق شبيه بالذئب يطلق عليه “كلب الدب” و هو من المفترض ان يكون انقرض منذ الاف السنيين بالاضافة الى كائن اخر شبه بشرى و مشعر و ذات لحيه طويله ويحمل هراوة حجرية و يطلق عليه المحليين اسم ” نوك لوك ” .

نوك لوك

أقرأ أيضا : قرية الموتي التى أختفى سكانها بالكامل من دون أن يتركوا ورائهم أى أثر

و حتى الان لا احد لديه اى تفسير حول طبيعة المسئول عن ظاهرة اختفاء الاشخاص فى “متنزه ناهانى الوطني” و الجثث ذات الرؤوس المقطوعه و لكن بدأت العديد من الفرضيات بالظهور بعضها عقلانى و الاخر خرافى و اذا بدأنا بالنظريات الغير منطقيه فهى تعزز لفكرة ان ذلك الوادى ملعون و المسئول عن ذلك هى الاشباح و الارواح الشريره خاصة ارواح محاربي قبيلة ” ناها ” و فرضية اخرى تقول ان ذلك المكان يعد بوابة لابعاد اخرى تعمل على اختفاء هؤلاء الاشخاص اما على الجانب الأخر و النظريات الاكثر واقعيه فهى تتحدث عن جرائم جنائيه نتيجة التنافس بين المنقبين و بعضهم من اجل الوصول الى الذهب الذى لم يتم استكشافه بعد او بسبب العديد من المخاطر الطبيعيه المختلفه للحياة البريه و المحيطة بالمكان سواء من ناحية التضاريس و المناخ او الحيوانات المفترسه الا انه و رغم ذلك لا توفر تلك الفرضيات اى تفسيرا منطقيا عن سبب وجود تلك الجثث بدون رؤوس و الى الان لا توجد اى أدلة ترجح فرضية على الاخرى نظرا لبعد المنطقة و صعوبة الوصول اليها و قلة تواجد الناس فيها نظرا لان أجزاء كثيرة منها مغلقة و محظورة من قبل السلطات .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *