ماكس هيدروم الذى تمكن من إختراق البث التلفزيوني الأمريكي أمام أعين ملايين المشاهدات و لا تزال هويته مجهولة حتى اللحظة

بشكل يومي تتعرض الكثير من المواقع الإليكترونية و أجهزة الكومبيوتر الى الإختراق من قبل عدد من القراصنة بغرض إستعراض مهاراتهم أو حتى إبتزازهم بغرض الحصول على الأموال و لكن من الأكثر إثارة بالنسبة إليهم هو محاولة اختراق البث التلفزيونى على الهواء مباشرة و أمام أعين ملايين المشاهدين و لعل قصة ما عرف إعلاميا فى الولايات المتحدة بقضية المخترق ماكس هيدروم الذى ظهر بشكل مفاجئ أمام شاشات التلفزيون هى واحدة من الالغاز التى حيرت الرأى العام الامريكى و اجهزتها الامنيه نظرا لتمثيلها خطورة كبيرة على أمن البلاد و لأنها تمت أمام الكثير من الشهود و لم يستدل حتى اللحظة على هوية صاحبها او حتى عن مكان الإختراق .

بدأت القصه يوم 22 نوفمبر عام 1987 حين كان المذيع الرياضى الامريكى ” دان روان ” يقوم بعمله المعتاد فى قناة WGN-TV بمدينة شيكاغو فى برنامج ” ناين كلوك نيوز ” و اثناء تعقيبه الفنى على احدى المباريات و فى تمام الساعه التاسعه و الربع فوجئ هو و معه ملايين المشاهدين باختفاء كل شئ على الشاشه و تحولها الى اللون الاسود و بعد 15 ثانيه ظهر للمشاهدين شئ غريب عبارة عن رجل و ورائه خلفية رمادية و يرتدى قناع مطاطى و نظارة شمسيه شبيهة بشخصيه تلفزيونيه شهيره كانت تعرض فى ذلك الوقت تسمى ” ماكس هيدروم ” و كان محدقا فى الشاشات و وراءه صوتا صاخبا و على الرغم من أن ظهوره كان صامتا الا انه كان مشهدا مخيفا و بعد مرور 30 ثانيه قام الفنيين بعمل تبديل لتردد رابط الاستوديو إلى جهاز إرسال آخر مما أعاد المذيع ” دان روان ” إلى شاشات الجمهور مرة اخرى حيث كان المذيع مضطربا و لم يكن امامه اى شئ ليقوله سوى “اذا كنت تتسأل عما حدث فهو بالتأكيد مربك للمشاهدين و كذلك انا ايضا” و بعد اخذ فاصل عاد المذيع ليستكمل باقى البرنامج و فى البدايه افترض مهندسوا الاستوديو أن عملية القرصنه تلك كانت من داخل مبنى القناه و بدأوا على الفور في البحث عن المكان الذى ظهر منه ذلك المخترق الا ان بحثهم كان غير ناجحا حيث تبين أن البث كان تسجيلًا مسبقًا من جهة خارجية في موقع منفصل .

شخصية المخترق ماكس هيدروم

و لم ينتهى الامر عند ذلك الحد فعاد ” ماكس هيدروم ” ليضرب من جديد فى نفس اليوم على قناة WTTW فاثناء عرضها لاحدى حلقات مسلسل ” دكتور هو ” تكرر نفس السيناريو باختفاء بث الحلقه و ظهور المخترق مرة اخرى و لكن هذه المرة كان التسجيل متبوعا بصوته حيث قال امام الملايين من المشاهدين ” لقد فعل ذلك .. انه شخص مهووس ” ثم ضحك و مسك احدى زجاجات المياه الغازيه ” بيبسى ” و هو يقول شعار شركة مياه غازيه اخرى ” كوكاكولا ” و بدء فى غناء احدى الاغنيات الشهيره ثم بدء يقوم ببعض من التصرفات الكوميديه و المضحكه و استمر ذلك الارسال لمدة دقيقه و 22 ثانيه حتى عاد البث المعتاد مرة اخرى .

و من ناحيتها بدأت الصحف فى تغطية ذلك الموضوع و تظهر ردود الافعال من المشاهدين الذين كان معظمهم مستمتعين به حيث وجدوه مضحكا بينما البعض الاخر كانوا منزعجين من توقف عرضهم التلفزيونى المفضل و ظهور ذلك المخترق و من ناحيتها بدأت الحكومة الامريكيه بالاهتمام بتلك القضية و محاولة تسخير كل جهودها لتعقب ذلك الشخص و قدمت مكافأه لمن يدلى بمعلومات تقودهم للتوصل اليه حيث قال “فيل برادفورد” المتحدث باسم لجنة الاتصالات الفدرالية لأحد الصحفيين في اليوم التالي : “أود أن أبلغ ان أي شخص متورط في هذا الأمر فسوف تكون عقوبته القصوى هي 100 ألف دولار أو السجن لمدة عام أو كليهما” و اضاف مسئول اخر ” بشكل عام هناك البعض ممن قد يعتبرون هذا الأمر كوميديا .. لكن الأمر خطير للغاية لأن التدخل غير القانوني لإشارة البث يعد انتهاكًا للقانون الفيدرالي” .

شخصية المخترق ماكس هيدروم

أقرأ أيضا : أطفال وولبيت الخضر الذين ظهروا فى قرية إنجليزية بشكل غامض حاملين معهم قصة أكثر غموضا

و بعد انتهاء التحقيقات توصلت لجنة الاتصالات الفيدرالية إلى كيفية قيام المخترق بذلك و هو من خلال وضع هوائي الطبق الخاص به بين أبراج الإرسال حيث بامكانه قطع الإشارة الأصلية بفاعلية و بشكل بسيط و من فعلها لم يكن ليحتاج حتى إلى معدات باهظة الثمن فقط اختيار موقع و توقيت جيد للبث كما تمكنوا أيضًا من تحديد موقع يشتبه الى انه تم تصوير الفيديو فيه استنادًا إلى خلفية مقاطع الفيديو الا انهم فشلوا فى تحديد هوية الشخص الذى كان مرتديا للقناع و نتيجة لذلك بدأت تظهر مجموعه من الافتراضات و الشائعات حول هوية ذلك الشخص و التى تمحورت حول شخص يدعى ” إيريك فورنييه ” و هو مبتكر لشخصية خياليه تسمى ” شاى سانت جون ” لوجود تشابه بين تلك الشخصيه الخياليه و المخترق الذى ظهر الا ان البعض رفض تلك الفرضيه لان ” إيريك فورنييه ” ليس لديه اى خلفيه فى تقنيات البث بالاضافه الى انه لم يكن متواجدا فى شيكاغو فى تلك الفترة و من ناحيته كان ” اريك فورنييه ” يواجه تلك الاتهامات بالصمت و من دون تأكيد او نفي حتى توفى عام 2010 و بوفاته اصبح “ماكس هيدروم” اسطورة لا احد يستطيع فك رموزها او معرفة من هو ذلك الشخص .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *