عندما يذكر اسم أل كابونى ستجد عقلك تلقائيا قد قام بتعريف الاسم بأنه أحد أكثر رجال الجريمة شهرة في القرن العشرين و زعيم لعصابة ارتكبت الكثير من الجرائم و الافعال المخالفة للقانون الا انه على الرغم من ذلك فان كابونى له وجه أخر لا يعرفه أحد و الذى يذخر بالكثير من الاعمال الخيريه التى قدمها الى الناس .

ولد ” أل كابونى ” عام 1899 فى بروكلين بولاية نيويورك لابوين مهاجرين من ايطاليا و بدأ حياته فى عالم الجريمة بانضمامه الى احدى عصابات الشوارع بعد طرده من المدرسه للكمه معلمه الامر الذى منه اضاع على نفسه فرصة لمستقبل أكثر إشراقًا لو أنه واصل تعليمه و لكن بدلاً من ذلك أصبح أكبر زعيم للجريمة المنظمة في الولايات المتحدة حيث تركزت انشطته الاجراميه فى اعمال الدعارة و التهريب و السرقة و القتل خاصة بعد تورط عصابته فى مذبحة عيد القديسين التى قتل فيها العديد من اعضاء عصابة بيجز موران المنافسه و بعد سبع سنوات من العمل كزعيم عصابة أدين بتهمة الاحتيال الضريبي و هو بعمر الـ 33 و حُكم عليه بالسجن 11 عامًا و يصبح واحدا من أهم سجناء ” سجن الكاتراز ” المنيع في سان فرانسيسكو و نتيجة لالتزامه سلوكيا مع تدهور حالته الصحيه اقتنعت السلطات بضرورة نقله إلى منشأة أخرى حيث تم إرساله إلى الإصلاحية الفيدرالية منخفضة الحراسة في تيرمينال آيلاند بالقرب من لوس أنجلوس ليقضي فترة عقوبته الى ان أطلق سراحه من السجن عام 1939 ليقضى سنواته الأخيرة في قصره بجزر النخيل فى ولاية فلوريدا الامريكيه حيث توفي عام 1947 نتيجة لسكتة قلبية .

زنزانة أل كابونى فى سجن الكاتراز

و رغم تلك الشهره فى عالم الجريمه فإن معظم الناس لم يسمعوا عن الأنشطة الخيريه التى قدمها “كابوني” خلال فترة ” الكساد العظيم ” و هى فترة مظلمة من التاريخ العالمى و كانت تمثل الكثير من الصعوبات للعديد من المواطنين الأمريكيين خلال ثلاثينيات القرن الماضي حيث تركت الكثير منهم جائعين و عاطلين عن العمل الامر الذى وجد “ال  كابونى ” نفسه كقائدا مجتمعيا و لديه مسئوليه فى مد يد العون و مساعدة الناس حيث يقول البعض إنه قدم لمواطني مدينة  “شيكاغو ” بولاية ” الينوى ” خدمات أكثر مما فعلت الحكومة نفسها .

أقرأ أيضا : ويلهلم فويجت .. المحتال الألمانى الذى أستطاع بخطة عبقريه اختطاف عمدة مدينة و سرقة أموالها بمساعدة من الجيش و الشرطة

كانت من أشهر الانشطة الخيريه لأل كابونى هو تسخير مطعمه فى تقديم اكثر من 120 ألف وجبة مجانيه للأشخاص الجياع حيث كان يعمل على مدار اليوم فى تقديم وجبات الافطار و الغذاء و العشاء للمساهمة فى اطعام الآلاف يوميا على الرغم من وجود عدد قليل من العاملين فيه , كما عمل على انشاء مؤسسة خيريه لدعم الفقراء و التى تعد واحدة من النقاط المضيئه فى سجله الاسود بالاضافة الى انه كان معروفًا بإرسال الزهور باهظة الثمن إلى جنازات أعضاء العصابات المنافسة و لكرمه الشديد مع الغرباء خاصة المهاجرين الإيطاليين الامر الذى ادى الى ترسخ قناعة عند قطاع كبير من الناس بعدم اعتباره شخصا سيئا حتى ان البعض قد اطلق عليه لقب ” روبن هود ” كما ان الثروة الغير قانونية التي صنعها من عمليات تهريب الكحوليات المحظورة تداولها قانونيا فى تلك الفترة كان يُنظر إليها على أنها عمل شجاع  .

و بعد وفاته اصبحت ذكراه مثارا للجدل ما بين من يراه مجرما و اخر يراه خيرا و لكن لا يزال حتى الان يأتى الزوار من جميع أنحاء العالم لزيارة “شيكاغو” و القيام بجولة فى منزل ” أل كابوني” وزيارة قبره .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *