سياسي و ناشطا حقوقي جنوب أفريقى و رغم رحيله عن عالمنا الا أنه يعد حتى اللحظه أيقونة تاريخية لبلاده و مصدر إلهام للكثير من نشطاء الحقوق المدنية في جميع أنحاء العالم كما أنه أول شخص يدخل التاريخ فى جنوب أفريقيا بصفته أول رئيس أسود للبلاد لفترة أمتدت خمس سنوات بعد أن قضى معظم حياته بالنضال و المساهمة فى الحركة المناهضة لنظام الفصل العنصري الموجود فى البلاد و التى بدأها و هو فى ريعان شبابه بإنضمامه إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي عام 1942 و لمدة أستمرت عشرون عاما و الذى استطاع من خلاله قيادة أمته للقيام بحملات سلميه و حتى عسكريه لتحدي حكومة جنوب إفريقيا المهمين عليها البيض ذات الأقلية فى البلاد و رفض سياساتها العنصرية و نتيجة لأنشطته الحقوقيه قضى نيلسون مانديلا 27 عامًا في السجن بتهمة ارتكاب جرائم سياسية و هى أكبر فترة قضاها زعيم سياسى خلف القضبان فى العالم و بعد الافراج عنه حصل على جائزة نوبل للسلام عام 1993 تقديرا لنضاله السابق و جهوده اللاحقه في تفكيك نظام الفصل العنصري في بلاده و بعد تنصيبه رئيسا شكل حكومة متعددة الأعراق للإشراف على المرحلة الانتقالية و بعد تقاعده من السياسة عام 1999 ظل نصيرًا مخلصًا للسلام و العدالة الاجتماعيه ليس في بلده فقط و لكن في جميع أنحاء العالم حتى وفاته .

نشأة نيسلون مانديلا

ولد ” روليهلاهلا مانديلا ” في 18 من يوليو عام 1918 في قرية صغيرة تدعى “مفيزو” على ضفاف نهر “مباشي” في ترانسكي بجنوب إفريقيا حيث تعنى كلمة ” روليهلاهلا “فى اللغة المحليه بـ ” سحب غصن الشجرة ” و لكنها تُترجم بشكل أكثر شيوعًا إلى “المشاغب” لوالد كان يعمل كمستشار لزعماء القبائل لعدة سنوات لكنه فقد لقبه و ثروته بسبب خلاف مع القاضي الاستعماري المحلي حين كان “مانديلا” رضيعًا في ذلك الوقت و نتيجة فقدان مكانة والده قامت والدته بنقل الأسرة إلى “كونو” و هي قرية أصغر تقع شمال “مفيزو” في وادى عشبي ضيق و لم تكن بها طرق و لكن فقط ممرات للمشاة تربط المراعي حيث ترعى الماشية و عاشت الأسرة بها في كوخ تأكل المحاصيل المحلية من الذرة و اليقطين و الفول و تشرب المياه من الينابيع و الجداول و كان الطهي يتم في الهواء الطلق حيث كان يلعب “مانديلا” مع الأولاد الصغار بألعاب صنعها من المواد الطبيعية المتاحة بما في ذلك أغصان الأشجار و الطين.

دراسته

بناء على اقتراح أحد أصدقاء والده تم تعميد “مانديلا” في الكنيسة الميثودية و يصبح أول من يذهب إلى المدرسة في عائلته و بسبب تأثر التعليم بالنظام البريطاني في “جنوب إفريقيا” أخبره مدرسه أن اسمه الأول الجديد سوف يكون “نيلسون” و عندما بلغ من العمر 12 عامًا توفي والده و هو الأمر الذى تسبب في تغير حياته بشكل كبير حيث تم تبنيه من قبل الزعيم ” جونجينتابا دالينديبو ” القائم بأعمال الوصي على شعب ” ثيمبو ” فى لفتة كريمة منه خدمة لوالد “مانديلا” الراحل الذي أوصى قبل سنوات بأن يكون “جونجينتابا” رئيسًا حيث أضطر ذلك المراهق الى ترك الحياة الهادئة التي كان يعرفها في ” كونو ” و سافر إلى المقر الملكي للرئيس فى ” مكيكيزوينى ” عاصمة مقاطعة ” ثيمبو لاند ” و على الرغم من أنه لم ينسى قريته السابقه إلا أنه تكيف سريعًا مع البيئة الجديدة الأكثر تطوراً .

و خلال وجود ” نيلسون مانديلا ” فى ذلك المكان أُعطي له نفس المكانة و المسؤوليات التي يتمتع بها ابناء الحاكم الآخران و هم الابن “جاستيس ” و الابنه “نومافو” و بدء فى أخذ دروسه بمدرسة مكونة من غرفة واحدة بجوار القصر حيث درس اللغة الإنجليزية و التاريخ و الجغرافيا و خلال تلك الفترة ازداد اهتمامًه بالتاريخ الأفريقي الذى يروى من كبار الزعماء الذين يأتون إلى القصر الكبير في مهام رسميه و تعلم منهم كيف كان يعيش الأفارقة في سلام نسبي الى أن جاء البيض حيث حكى له الشيوخ أن شعب “جنوب أفريقيا” الأصلي كانوا يعيشون كأخوة لكن الرجال البيض حطموا ذلك فبينما كان الرجال السود يشاركونهم الأرض و الهواء و الماء أخذ هؤلاء الرجال البيض كل هذه الأشياء لأنفسهم.

نيلسون مانديلا عام 1937

صحوته السياسيه

عندما وصل ” نيسلون مانديلا ” الى السادسة عشرة من عمره حان الوقت للمشاركة في طقوس الختان الإفريقية التقليدية للاحتفال بدخوله مرحلة الرجولة حيث لم يكن حفل الختان مجرد إجراء جراحي بل كان طقسًا متقنًا استعدادًا للرجولة و كانت التقاليد الافريقية تقول أنه لا يمكن للرجل غير المختون أن يرث ثروة أبيه أو يتزوج أو يدير الطقوس القبلية و شارك مانديلا في الحفل مع 25 فتى آخر و رحب بفرصة المشاركة في عادات شعبه و أعرب عن استعداده للانتقال من الصبا إلى الرجولة غير أن مزاجه تغير خلال تلك الإجراءات عندما تحدث الزعيم “ميليجيلي” المتحدث الرئيسي في الحفل بحزن عن أحوال الشباب موضحًا أنهم مستعبدين في بلدهم لأن أرضهم تحت سيطرة الرجال البيض و لم يكن لديهم القدرة على حكم أنفسهم و مضى يأسف على الشباب الذين يكافحون من أجل كسب لقمة العيش و أداء الأعمال المنزلية للرجال البيض حيث قال “مانديلا” لاحقًا أنه في حين أن كلمات الرئيس لم تكن منطقية تمامًا بالنسبة له في ذلك الوقت إلا أنها كانت بداية صحوته و تصميمه على أن تكون “جنوب إفريقيا” دولة مستقلة.

حياته الجامعيه

بدأت الخطوات فى اعداد ” نيسلون مانديلا ” لتولي منصب رفيع ليس كرئيس و لكن كمستشار و بصفته أحد أفراد العائلة المالكة لشعب ” ثيمبو ” و تحت وصاية “جونجينتابا” فقد التحق بمدرسة و كلية “ويسليان” حيث ذكر لاحقًا أنه حقق نجاحًا أكاديميًا من خلال عمله الشاق بها كما برع في سباقات المضمار و الملاكمة و رغم تعرضه للسخرية في البداية باعتباره الفتى القادم من الريف من قبل زملائه الا أنه أصبحوا في النهاية أصدقاء .

و في عام 1939 التحق “مانديلا” بجامعة “فورت هير” التى تعد المؤسسة الوحيده للتعليم العالي المخصصة للسود في “جنوب إفريقيا” بذلك الوقت و هى المعادلة لجامعة “هارفارد” في إفريقيا و التى كانت تستقطب العلماء من جميع أنحاء القاره و خلال دراسته في عامه الأول بالجامعة أخذ الدورات العلمية المقررة عليه لكنه ركز على القانون الروماني/الهولندي لمساعدته فى العمل كمترجم فوري أو كاتب و التي تعتبر أفضل مهنة يمكن أن يحصل عليها الرجل الأسود في ذلك الوقت و في عامه الجامعى الثانى تم انتخابه عضوًا في المجلس التمثيلي للطلاب الذين كانوا لبعض الوقت غير راضين عن الطعام المقدم لهم حيث قرروا المقاطعة و الاضراب ما لم تتم تلبية مطالبهم و انسجاما مع غالبية الطلاب استقال “مانديلا” من منصبه احتجاجا على ذلك حيث طردته الجامعه لبقية العام و أعطته إنذارًا نهائيًا بعدم تكرار ذلك مرة أخرى و عندما عاد إلى المنزل كان الوصي غاضبًا و أخبره بشكل لا لبس فيه أنه يتعين عليه العودة إلى المدرسة في الخريف و أنه رتب له زواجًا و لكنه أراد التأكد من أن حياة “مانديلا” قد تم التخطيط لها بشكل صحيح و أن ذلك الترتيب كان من حقه كما تمليه العادات القبلية.

و صدم ” نيلسون مانديلا ” عند سماعه تلك الاخبار و شعر بأنه محاصر و اعتقد أنه ليس لديه خيار آخر سوى الهرب من المنزل حيث استقر في “جوهانسبرج” و عمل في مجموعة متنوعة من الوظائف بما في ذلك حارس و كاتب بينما كان يكمل درجة البكالوريوس عبر دورات بالمراسلة ثم التحق بجامعة “ويتواترسراند” في “جوهانسبرج” لدراسة القانون.

أقرأ أيضا : المهاتما غاندى ( 1869 – 1948 )

الحركة المناهضة للفصل العنصري

انخرط ” نيسلون مانديلا” سريعا و بنشاط في الحركة المناهضة للفصل العنصري و انضم إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي عام 1942 الذى بداخله تجمع مجموعة صغيرة من الشباب المتحمس و أطلقوا على أنفسهم اسم عصبة شباب المؤتمر الوطني الأفريقي حيث كان هدفهم تحويل الحزب إلى حركة شعبية جماهيريه تستمد قوتها من ملايين الفلاحين و العمال الذين لا صوت لهم في ظل النظام الحالي و اعتقدت تلك المجموعة أن التكتيكات القديمة للحزب المتمثلة في تقديم الالتماسات المهذبة كانت غير فعالة و في عام 1949 تبنى الحزب رسميًا أساليب عصبة الشباب للمقاطعة و الإضراب و العصيان المدني و عدم التعاون مع السلطات و السعى الى تحقيق أهداف سياسة مثل المواطنة الكاملة و إعادة توزيع الأراضي و حقوق النقابات العمالية و التعليم المجاني و الإلزامي لجميع الأطفال .

و لمدة 20 عامًا وجه “مانديلا” أعمالًا سلمية غير عنيفة لتحدي حكومة “جنوب إفريقيا” و سياساتها العنصرية بما في ذلك حملة التحدي عام 1952 و مؤتمر الشعب عام 1955 و أسس شركة “مانديلا و تامبو” للمحاماة بالشراكة مع “أوليفر تامبو” الطالب اللامع الذي التقى به أثناء وجوده في “فورت هير” حيث قدمت الشركة خدماتها فى الاستشارات القانونية مجانا او بتكاليف منخفضه للأشخاص السود .

و فى عام 1956 تم القبض على “مانديلا” و 150 آخرين و اتهموا بالخيانة بسبب نشاطهم السياسي و تمت تبرئتهم لاحقا فى أثناء ما كان حزب المؤتمر الوطني الأفريقي يواجه تحديًا من قبل بعض أعضائه من الجيل الجديد للنشطاء السود الذين اعتقدوا أن الطريقة السلمية لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي كانت غير فعالة و الذين سرعان ما أنفصلوا عنه مما أثر سلبا عليه و بحلول عام 1959 فقدت الحركة الكثير من دعمها العسكري .

سنوات سجن نيلسون مانديلا

كان ” نيلسون مانديلا” الذي كان ملتزمًا سابقًا بالاحتجاج السلمي يعتقد أن الكفاح المسلح هو السبيل الوحيد لتحقيق التغيير لذلك و في عام 1961 شارك في تأسيس فرع مسلح من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي مخصص للتخريب واستخدام تكتيكات حرب العصابات لإنهاء الفصل العنصري و عرف بإسم MK و في نفس العام نظم إضرابًا عماليًا وطنيًا لمدة ثلاثة أيام و تم القبض عليه لقيادته الإضراب في العام التالي و حُكم عليه بالسجن خمس سنوات و في عام 1963 قدم “مانديلا” للمحاكمة مرة أخرى و حُكم عليه و 10 آخرين من قادة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بالسجن مدى الحياة لارتكابهم جرائم سياسية بما في ذلك التخريب.

و قضى “مانديلا” 27 عامًا في السجن من نوفمبر عام 1962 حتى فبراير 1990 و سجن في جزيرة “روبن” لمدة 18 عامًا من اجمالى المدة و فى خلال ذلك الوقت أصيب بمرض السل و كسجين سياسي أسود تلقى أدنى مستوى من العلاج من السجانين و رغم ذلك الا أنه تمكن من الحصول على درجة البكالوريوس في القانون من خلال برنامج المراسلة بجامعة “لندن” .

نيلسون مانديلا خلال سجنه فى جزيرة روبن

و من خلال مذكرات صدرت عام 1981 من قبل عميل المخابرات الجنوب أفريقي “جوردون وينتر” ذكر انه حدثت مؤامرة من جانب حكومة “جنوب إفريقيا” لترتيب هروب “مانديلا” من أجل إطلاق النار عليه أثناء محاولة استعادته الا أن المخابرات البريطانية أحبطت تلك المؤامرة .

و استمر “مانديلا” في كونه رمزًا قويًا لمقاومة السود لدرجة أنه تم إطلاق حملة دولية منسقة للإفراج عنه حيث نال الكثير من الاحترام من قبل المجتمع الدولى و في عام 1982 نُقل مانديلا و غيره من قادة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي إلى سجن “بولسمور” بزعم تمكين الاتصال بينهم و بين حكومة “جنوب إفريقيا” و في عام 1985 قام الرئيس ” بوتا ” بالعرض على “مانديلا” إطلاق سراحه مقابل نبذه للكفاح المسلح الا أنه رفض ذلك العرض بشكل قاطع و مع تزايد الضغوط المحلية و الدولية للإفراج عنه شاركت الحكومة في عدة محادثات مع “مانديلا” على مدى السنوات التالية لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق .

و أستمر ذلك الوضع حتى أصيب الرئيس “بوتا” بجلطة دماغية وحل محله “فريدريك ويليم دي كليرك” حتى تم الإعلان أخيرًا عن إطلاق سراح “مانديلا” في 11 من فبراير عام 1990 كما قام “دي كليرك” برفع الحظر المفروض على حزب المؤتمر الوطني الأفريقي و رفع القيود المفروضة على الجماعات السياسية و وقف عمليات الإعدام .

و بعد اطلاق سراحه حث ” نيلسون مانديلا” على الفور القوى الأجنبية على عدم تخفيف ضغطها على حكومة “جنوب إفريقيا” من أجل الإصلاح الدستوري و صرح بأنه ملتزم بالعمل من أجل السلام و أعلن أن الكفاح المسلح لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي سيستمر حتى تحصل الأغلبية السوداء على حق التصويت و في عام 1991 انتخب رئيسًا للمؤتمر الوطني الأفريقي .

جائزة نوبل للسلام

في عام 1993 حصل ” نيلسون مانديلا” و الرئيس “دي كليرك” معًا على جائزة نوبل للسلام لعملهما من أجل تفكيك الفصل العنصري في “جنوب إفريقيا” و حدث ذلك بعد إطلاق سراحه و تفاوضه مع الرئيس “دي كليرك” بشأن أول انتخابات متعددة الأعراق في البلاد حيث كان مواطنو “جنوب إفريقيا” من البيض على استعداد لتقاسم السلطة لكن العديد من السود أرادوا نقلًا كاملاً للسلطة و كانت المفاوضات متوترة في كثير من الأحيان و استمر اندلاع أعمال العنف فى البلاد بما في ذلك اغتيال زعيم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي “كريس هاني ” لذلك كان على “مانديلا” أن يحافظ على توازن دقيق بين الضغط السياسي و المفاوضات المكثفة وسط ما يحدث من مظاهرات و مقاومة مسلحة و هو ما نجح فيه ليستحق تلك الجائزة.

نيلسون مانديلا خلال حصوله على جائزة نوبل

الرئاسه

و بسبب العمل الدؤوب لـ ” نيلسون مانديلا ” و الرئيس “دي كليرك” نجحت المفاوضات بين السود والبيض بـ “جنوب إفريقيا” و في 27 من أبريل عام 1994 عقدت فى البلاد أول انتخابات رئاسية ديمقراطية و تم تنصيب “مانديلا” كأول رئيس أسود للبلاد في 10 من مايو عام 1994 عن عمر يناهز 77 عامًا و كان “دي كليرك” نائبه الأول .

و فى الفترة من عام 1994 حتى يونيو 1999 عمل الرئيس “مانديلا” على تحقيق الانتقال من حكم الأقلية و الفصل العنصري إلى حكم الأغلبية السوداء و استخدم حماس الأمة للرياضة كنقطة محورية لتعزيز المصالحة بين البيض و السود حيث شجع السود في “جنوب إفريقيا” على دعم فريق الرجبي الوطني الذي كان مكروهًا في يوم من الأيام و في عام 1995 صعدت “جنوب إفريقيا” إلى المسرح العالمي من خلال استضافتها لكأس العالم للرجبي و التي جلبت مزيدًا من الاعتراف و الهيبة للجمهورية الفتية و في ذلك العام حصل “مانديلا” على وسام الاستحقاق.

و خلال فترة رئاسته عمل “مانديلا” أيضًا على حماية اقتصاد “جنوب إفريقيا” من الانهيار من خلال خطته لإعادة الإعمار و التنمية حيث قامت حكومته بخلق الوظائف و الإسكان و الرعاية الصحية الأساسية و في عام 1996 وقع “نيلسون مانديلا” دستورًا جديدًا للأمة ليصبح قانونًا و أسس حكومة مركزية قوية على أساس حكم الأغلبية مع ضمان حقوق الأقليات و حرية التعبير.

تقاعد نيلسون مانديلا والوظيفة اللاحقة

بحلول الانتخابات العامة عام 1999 تقاعد “نيسلون مانديلا” عن السياسة النشطة الا انه استمر في الحفاظ على جدول أعمال مزدحم حيث جمع الأموال لبناء المدارس و العيادات في المناطق الريفية في “جنوب إفريقيا” من خلال مؤسسته و عمل كوسيط في الحرب الأهلية في “بوروندي” و فى عام 2001 أصيب بسرطان البروستاتا و عولج منه و في يونيو عام 2004 و مع بلوغه سن 85 أعلن تقاعده الرسمي من الحياة العامة و عاد إلى قريته الأصلية ” كونو ” .

وفاة نيلسون مانديلا

خلال سنوات ” نيلسون مانديلا ” الأخيرة بدأت صحته فى الاعتلال حيث أصيب بعدوى في الرئة في يناير عام 2011 و دخل لفترة وجيزة إلى المستشفى للخضوع لعملية جراحية لمرض في المعدة في أوائل عام 2012 و بعد خروجه منها بأيام قليله عاد الى بلدة ” كونو ” و كان يدخل المستشفى عدة مرات بعد ذلك في ديسمبر 2012 و مارس 2013 و يونيو 2013 لاجراء مزيد من الفحوصات و العلاج فيما يتعلق بعدوى الرئة المتكررة و بعد تلك الزيارة تحديدا ألغت زوجته ” جراسا ماشيل” زيارتها المقررة الى “لندن” لتظل بجانب زوجها و عادت ابنته “زيناني دلاميني” من “الأرجنتين” لتكون مع والدها الى أن توفي في 5 من ديسمبر عام 2013 عن عمر يناهز 95 عامًا في منزله في “جوهانسبرج” بجنوب إفريقيا نتيجة عدوى فى الرئه .

مقتطفات من حياة نيلسون مانديلا

  • تزوج ” نيلسون مانديلا ” ثلاث مرات و لديه ستة أطفال حيث تزوج زوجته الأولى “إيفلين نتوكو ماسي” عام 1944 ورزق الزوجان بأربعة أطفال “ماديبا ثيمبيكيلي” و “ماكجاتو ” و “ماكازوي” و “ماكي” ثم انفصل الزوجان عام 1957 و بعد عام تزوج “مانديلا” من “ويني ماديكيزيلا” حيث أسفر زواجهم عن ابنتين “زيناني” و “زيندزيسوا” و انفصل عن زوجته الثانيه في عام 1996 و بعد مرور عامين تزوج “مانديلا” من “جراسا ماشيل” أول وزيرة للتعليم في موزمبيق و ظل معها حتى وفاته عام 2013 .
  • في 18 من يوليو عام 2007 شارك “مانديلا” وزوجته “جراسا ماشيل” في تأسيس مجموعة تتألف من قادة العالم تهدف إلى العمل على إيجاد حلول لبعض أصعب القضايا في العالم و ضمت المجموعة “ديزموند توتو” و “كوفي عنان” و “جيمي كارتر” و غيرهم حيث امتد تأثيرهم إلى آسيا و الشرق الأوسط و أفريقيا و شملت أنشطتهم تعزيز السلام و مساواة المرأة و المطالبة بوضع حد للأعمال الوحشية و دعم المبادرات لمواجهة الأزمات الإنسانية و تعزيز الديمقراطية .
  • ظهر “مانديلا” علنًا آخر مرة في المباراة النهائية لكأس العالم في “جنوب إفريقيا” عام 2010 و ظل بعيدًا عن دائرة الضوء في سنواته الأخيرة و اختار أن يقضي معظم وقته في مجتمع طفولته في “كونو” جنوب “جوهانسبرج” كما التقت به السيدة الأولى السابقه للولايات المتحدة “ميشيل أوباما” زوجة الرئيس الأمريكى الأسبق “باراك أوباما” خلال رحلتها إلى “جنوب إفريقيا” عام 2011 كما ألتقى به “باراك أوباما” حينما كان سيناتورًا صغيرًا من “إلينوي” خلال رحلة لمانديلا الى الولايات المتحدة عام 2005 .
  • في عام 2009 تم إعلان عيد ميلاد ” نيلسون مانديلا” فى 18 من يوليو “يوم مانديلا” و هو يوم دولي لتعزيز السلام العالمي و الاحتفال بإرث زعيم “جنوب إفريقيا” حيث يهدف ذلك الحدث السنوي إلى تشجيع المواطنين في جميع أنحاء العالم على رد الجميل كما فعل “مانديلا” لهم طوال حياته.

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *