منذ زمن بعيد تداولت معلومة بين الناس ان سور الصين العظيم هو المبنى الوحيد الموجود على سطح الأرض الذى يمكن رؤيته بالعين المجردة من سطح القمر فهل بالفعل تلك المعلومة صحيحة ام خاطئه و ما هى الادله التى تثبت صحتها من عدمها ؟ .

التقييم

لأن رواد الفضاء الذين صعدوا الى الفضاء أقروا بصعوبة رؤية سور الصين العظيم بالعين المجردة من سطح القمر و الفضاء .

الأدله

إن الادعاء بأن سور الصين العظيم هو الشيء الوحيد من صنع الإنسان الذي يمكن رؤيته من القمر بالعين المجردة هو نوع من التكهنات الخاطئة التي ظهرت لعقود من الزمان قبل أن يكون لدينا الوسائل للتأكد منها فإذا أخذنا كلمة “الفضاء” و التى تعنى مدارًا أرضيًا منخفضًا مثل المدار الذي يصل اليه مكوك الفضاء على ارتفاعات تترواح ما بين 260 إلى 560 كيلومترا فوق سطح الأرض و بحسب أرشيف ناسا للصور الفضائيه فانه يمكن رؤية هياكل بناها الإنسان مثل الطرق السريعة و المطارات و الجسور و السدود و مكونات مركز كينيدي للفضاء و رغم كل تلك الرؤى الا انه تعذر رؤية سور الصين العظيم او بالكاد يمكن تمييزه بصعوبة شديدة .

حيث يقول رائد الفضاء الامريكى ” جيرومى أبت ” حول تلك النقطة

لقد بحثنا عن سور الصين العظيم و على الرغم من أنه أمكننا رؤية أشياء صغيرة مثل مدارج المطارات الا انه يبدو أن سور الصين العظيم مصنوع إلى حد كبير من مواد لها نفس لون التربة المحيطة به و على الرغم من كثرة القصص المستمرة حول امكانية رؤيته من القمر الا أن سور الصين العظيم غير مرئي تقريبًا من ارتفاع 290 كيلومترا .

و نستنتج من ذلك اذا كان رواد الفضاء لا يستطيعون رؤية سور الصين العظيم من تلك المسافة فكيف يمكن رؤيته من القمر ذات المسافة الابعد و هو ما يؤكده رائد فضاء مركبة أبولو 12 ” الان بين ” قائلا

الشيء الوحيد الذي يمكنك رؤيته من القمر هو كرة جميلة معظمها أبيض و هى الغيوم و بعضها أزرق و هو المحيط و بقع صفراء و هى الصحاري و كل فترة من حين لآخر بعض النباتات الخضراء و لكن لا يوجد شيء من صنع الإنسان مرئي على تلك المسافة و في الواقع عند مغادرة مدار الأرض لأول مرة و على بعد بضعة آلاف من الكيلومترات فقط لا يمكن رؤية أي جسم من صنع الإنسان في تلك المرحلة أيضًا .

اذن فاذا كان رواد الفضاء الذين صعدوا بمركباتهم ووصلوا الى القمر ينفون بشكل قاطع رؤيتهم لسور الصين العظيم فمن اين أتى ذلك الاعتقاد ؟ .. الاجابه هى من الصعب تحديدا الوصول الى مصدر دقيق و لكن يمكن الاستشهاد بكتاب “ريتشارد هاليبيرتون” الثاني للأعاجيب و الذي نُشر في عام 1938 والذي يوجد به نص بأن الفلكيين يقولون إن سور الصين العظيم هو الشيء الوحيد من صنع الإنسان على كوكبنا الذى يمكن رؤيته من القمر و نظرا لأن كتب “هاليبرتون” تتمتع بشعبية كبيرة و تباع بشكل جيد خلال النصف الأول من القرن العشرين فمن السهل ان تنتشر تلك المعلومة الخاطئه على نطاق واسع بين الناس بالاضافة الى مصدر أقدم و هو كتاب لـ “هنرى نورمان” بعنوان ” “شعب وسياسة الشرق الأقصى ” الذى صدر عام 1904 حيث يوجد به نصا ايضا يقول ” الى جانب عمر سور الصين العظيم فهو يتمتع بسمعة كونه العمل الوحيد للأيدي البشرية على الكرة الأرضية المرئي من القمر”.

أقرأ أيضا : هل التقطت تلك الصورة أثناء غروب الشمس على سطح كوكب المريخ ؟

لذلك فلا يوجد اى تفسير حول تلك سبب اطلاق تلك المعلومة الخاطئة سوى محاولة لإيجاد طريقة ما للتعبير عن الاعجاز فى بناء ذلك السور للأشخاص الذين لم يروه من قبل و للتأكيد على إتقان الإنسان لبناءه نظرا الى انه يمتد لنحو 1500 ميل لذلك كان من السهل على الناس فى ذلك الوقت تصور بأن مبنى بذلك الحجم يمكن رؤيته بالتأكيد على من القمر .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *