شهدت البشرية علي مدار تاريخها الإنساني أعداد لا تحصي من المذابح التى قام بها مجموعة من القادة المستبدين و تركت ورائها أعداد ضخمة من الضحايا الذين قتلوا بدم بارد و بدون أي جريرة سوي تنفيذ لرغبات و أفكار هؤلاء الأشخاص الذين حصلوا و عن جدارة علي لقب أسوء القتلة عبر التاريخ و مع ذلك نتيجة كثرتهم و غزارة أفعالهم المشينة بدء الكثيرين في التساؤل حول هوية الشخص الذي تمكن من قتل أكبر عدد من الضحايا عبر التاريخ و تراوحت الإجابات ما بين الزعيم المغولي جنكيز خان و النازي أدولف هتلر و الشيوعي جوزيف ستالين و لكن نظرا لأن التاريخ لا يعترف سوي بالحقائق المؤكدة التي يتم التوصل إليها من خلال البحث الدقيق كان من الضروري كتابة تلك المقالة التي سنلقي الضوء فيها عن هوية الإنسان الذي تمكن من قتل أكبر عدد من الضحايا عبر التاريخ خلال فترة حكمه بالإضافة أيضا إلي معرفة هوية أكثر شخص إستطاع إزهاق أكبر عدد من الأرواح بيديه و كيف كان يتم ذلك .
و رغم التاريخ الوحشي و الدموي الذي صاحب العديد من الشخصيات مثل “هتلر” و “ستالين” و “جنكيز خان” إلا أن الدراسات الحديثة تشير أن الزعيم الصيني الشيوعي “ماو تسي تونج” كان هو الأكثر فتكًا و تمكنا من قتل أكبر عدد من الضحايا عبر التاريخ خلال فترة حكمه و التى بدأها عام 1949 و تمكن فيها من إرساء قواعد جمهورية الصين الشعبية و سعى إلى إعادة تشكيلها لتصبح قوة عالمية شيوعية بأي وسيلة ضرورية حتي وفاته عام 1976 فمع مجرد وصوله إلى السلطة وضع الإنتاج الاقتصادي بالكامل تحت ملكية الدولة و قمع بوحشية أي شخص حاول مقاومة سياساته الجديدة و في عام 1958 تمكن من الإتيان بمفهوم “القفزة العظيمة للأمام” على أمل جعل “الصين” دولة قادرة على التنافس في المسرح العالمي كما شرع في تعبئة القوى العاملة الصينية و الإهتمام بالتصنيع لكن علي الجانب الأخر فقد أدت سياساته القاسية إلي إجبار الملايين على النزوح من ديارهم و تعريض المدنيين للعقوبات و إنتشار المجاعات بين بني وطنه .
و خلال فترة حكم ” ماو تسي تونج ” في “الصين” تم تأديب الناس بشكل مرعب بسبب تجاوزات بسيطة و أجبروا على العمل بغض النظر عن الظروف المحيطة بهم كما تم تجويعهم بوحشية متعمدة و وفقًا للمؤرخ “فرانك ديكوتير” الذي نشر كتاب “مجاعة ماو الكبرى : قصة الكارثة الأكثر تدميراً في الصين 1958-1962 ” فقد أشار أنه ما بين مليونين إلي ثلاثة ملايين قد تعرضوا للتعذيب و القتل بسبب خروجهم عن الخط السياسي المرسوم للمواطنين و قدم أحد الأمثلة المروعة على وحشية “ماو تسي تونج ” خلال تلك الحقبة حيث يقول أنه عندما سرق صبي حفنة من الحبوب بقرية في “هونان” أجبر الرئيس المحلي للقرية ” تشونج ديشانج ” والده على دفنه حياً و بعد أيام توفي ذلك الوالد من الحزن و القهر علي ما فعله بإبنه و يضيف أن نحو 45 مليون شخص على الأقل قد ماتوا بسبب سياساته في تلك الحقبة تحديدا و من المرجح أن يرتفع ذلك العدد ليصل ما بين 78-80 مليون خلال فترة حكمه بالكامل و هذا ما معناه أنه قتل أكبر عدد من الضحايا عبر التاريخ .
و رغم تصدر ” ماو تسي تونج ” لقائمة المتسببين في قتل أكبر عدد من الضحايا عبر التاريخ الا أنه يوجد عدد أخر من القادة الذين حققوا أرقاما مليونية أيضا مثل الإمبراطور ” جنكيز خان ” الذي نجح خلال فترة حكمه بين عامي 1206 و 1227 و بمساعدة أبناءه في إنشاء أكبر إمبراطورية برية متجاورة في تاريخ البشرية و التى و للأسف تم تأسيسها بالعنف و غزو الأراضي أكثر من الديبلوماسية و وفقًا للوثائق التي يرجع تاريخها إلي العصور الوسطي فإن “الصين” خلال ذلك التوقيت فقدت عشرات الملايين من الناس في عهد ذلك الشخص و من المرجح أن تكون قواته المغولية قد قضت على 11 في المائة من سكان العالم و على الرغم من صعوبة تحديد إجمالي عدد القتلى في ظل حكمه و لكن يقدر المؤرخين أن حوالي 40 مليون شخص قد ماتوا أثناء قيامه بتوسيع إمبراطوريته و هذا يجعل “جنكيز خان” أحد أكثر القتلة الذين تسببوا في قتل أكبر عدد من الضحايا عبر التاريخ .
أما بالنسبة إلي القادة الآخرين سيئي السمعة فهم لديهم أعداد وفيات أقل بكثير عن ما سبق لكنها ما زالت مروعة و كافية لوضعهم في قائمة أكثر القتلة الذين تسببوا في قتل أكبر عدد من الضحايا عبر التاريخ و إذا أخذنا “جوزيف ستالين” علي سبيل المثال ففي حين أنه من الصعب معرفة عدد الأشخاص الذين قتلهم على وجه اليقين و لكن يقدر المؤرخين أن سياساته أدت إلى مقتل ما بين ستة إلى 20 مليون شخص إن لم يكن أكثر كما تسببت المجاعات و التطهير السياسي و الإعدامات التي أمر بها “ستالين” في إنهيار “الاتحاد السوفيتي” لاحقا و بالمثل جلب “أدولف هتلر” معاناة مروعة لأوروبا خلال الحرب العالمية الثانية و أدت سياساته النازية المتمثلة في إبادة الشعوب و الأعراق الأخرى و الجماعات مثل الأشخاص ذوي الإعاقة و الغجر إلى مقتل 11 مليون شخص على الرغم من أن إجمالي عدد القتلى في الحرب العالمية الثانية أعلى من ذلك بكثير .
و من القائمة السابقة يتضح أن الأسماء التى ذكرت كانت لحكام تحملوا مسئولية تلك الأعداد من الضحايا نتيجة إصدارهم الأوامر لذلك أو بثهم لأفكار مهدت إرتكاب كل تلك الفظائع لكنهم لم ينفذوا عمليات القتل بشكل مباشر و هو ما يفتح مجال لتساؤل أخر حول هوية الشخص الذي أستطاع قتل أكبر عدد من الضحايا في التاريخ و لكن تلك المرة بيديه و هو ما يدفعنا نحو تشكيل قائمة جديدة و بإجراء بحث لإعدادها برز اسم الفنلندي ” سيمو هايها ” الذي يعتبر بمثابة أخطر قناص في العالم خلال حرب الشتاء في بلاده ضد الاتحاد السوفيتي خلال الفترة ما بين نوفمبر 1939 و حتى مارس 1940 و الذي تمكن فيهم ” سيمو هايها ” من قتل مئات من القوات السوفيتية و بأعداد تتراوح ما بين 500 و 542 جنديًا بمفرده مما يجعله أكثر القناصين دموية في تاريخ البشرية .
و يلاحظ أنه ليس بالضرورة أن من يدخل قائمة الأفراد الذين تسببوا في قتل أكبر عدد من الضحايا أن يكون بسبب مشاركته في الحروب بل من الممكن دخولها لإشباع رغبات شديدة في الإستمتاع بمفهوم القتل كما يفعل القتلة المتسلسلين و يأتي علي رأس قائمتهم الكولمبي “لويس جارافيتو” و الذي يعتقد أنه القاتل الأكثر غزارة في العالم فخلال الفترة بين أعوام 1992 و 1999 أغتصب و عذب و قتل أعداد تتراوح ما بين 100 إلى 400 فتى تتراوح أعمارهم بين 6 و 16 عامًا رغم إعترافه رسميا بأنه قتل 140 طفلاً و و بالمثل يُعتقد أن قاتلًا متسلسلًا كولومبيًا آخر يُدعى “بيدرو لوبيز” هو أحد أكثر القتلة دموية في التاريخ (في المرتبة الثانية بعد جارافيتو نفسه) و الذي عرف بإسم وحش جبال الأنديز بعد أن قتل ما يصل إلى 300 فتاة صغيرة و وفقًا لصحيفة ” ذا صن ” فقد أدين بقتل 110 و أعترف لاحقًا بأنه قتل 240 آخرين.
أقرأ أيضا : عائلة بيندر الدموية .. النسخة الأمريكية من عصابة ريا و سكينة
و بذلك أصبحت الإجابات واضحة حول هوية الشخص الذي تسبب في قتل أكبر عدد من الضحايا عبر التاريخ لأنه إذا نظرت لقائمة الحكام فإن “ماو تسي تونج ” هو من سيتصدرها بعد تسببه في مقتل ما لا يقل عن 45 مليون شخص في محاولته لتحفيز الإقتصاد الصيني أما إذا نظرت للقائمة الأخري و التى تحتوي علي أفراد فستجد أن القناص ” سيمو هايها ” هو من يتصدرها يليه ” لويس جارفيتو ” أكثر القتلة انتشارًا في العالم.