جولة داخل الصالة الرياضية الفخمة داخل الباخرة تيتانيك قبل غرقها

عندما أبحرت الباخرة تيتانيك لأول مرة في 10 أبريل عام 1912 رأى الكثير من المتابعين أنها تعد أعجوبة معمارية في مجال بناء السفن علاوة علي إعتبارها مثال كبير لمعني كلمة الرفاهية حيث لم تكن تلك الباخرة هي أكبر سفينة في العالم بذلك الوقت فحسب بل تميزت أيضًا بالعديد من وسائل الراحة للمسافرين بما في ذلك إمتلاكها لصالة ألعاب رياضية رائعة و التي كان يمارس فيها ركاب الدرجة الأولي كافة التمرينات الرياضية المطلوبة للحفاظ علي لياقتهم بإستخدام أحدث الأجهزة الموجودة في ذلك العصر مقابل رسوم مالية رمزية و كان كل شئ فيها يتم بسلاسة شديدة إلي أن تعرضت لحادث مأساوي أدي في النهاية لغرقها بعد مرور أربعة أيام فقط من بداية رحلتها عبر المحيط الأطلسي .

و من المعروف أنه خلال بناء الباخرة تيتانيك كان تركيز صانعيها منصبا علي الإهتمام براكبي الدرجة الأولي الذين غالبا ما كانوا ينغمسون في تناول وجبات دسمة من لحم الضأن و المحار و كبد الأوز و الآيس كريم الفرنسي لذلك كان من الضروري عليهم التخلص من كافة الدهون و السعرات الحرارية الزائدة عن الحد الموجودة في تلك الوجبات خلال الرحلة و هو الأمر الذي دفع مصمميها إلي إنشاء صالة تيتانيك الرياضية و التى كانت تقع علي سطح السفينة و ضمت عدد من معدات التمرين مثل الدراجات الثابتة و آلات التجديف و أكياس الملاكمة و الأوزان المختلفة .

صالة الباخرة تيتانيك للألعاب الرياضية

و كان من بين أبرز الأدوات الرياضية الشهيرة التى تميزت بها صالة الباخرة تيتانيك هو “الجمل الكهربائي” الذي يحاكي مشية الجمل الحقيقية و قيل إنها أداة رياضية مفيد للكبد و كان يقبل عليها الكثير من المسافرين و إذا لم تكن شاغرة فكان يمكن للمستفيدين إختيار ركوب “الحصان الكهربائي” كما كان على أي راكب يريد أن يراقب قياس محيط خصره أن يدفع شلنًا واحدًا فقط لكل جلسة و كما هو ملاحظ أن تلك الصالة الرياضية كانت تحصل رسوم رمزية مقابل خدماتها نظرا لأن ركاب تلك الفئة كانو قد دفعوا بالفعل ثمن تزكرة مرتفع للغاية من أجل سفرهم .

و بحسب السجلات كان يشرف علي صالة الباخرة تيتانيك الرياضية ” توماس ماكولي ” و الذي كان فيها بمسمي وظيفي “المربي البدني للسفينة” و الذي وصف هيئته أحد الناجين بأنه رجل صغير الحجم و متورد الخدود و يمتاز بالرشاقة و من الواضح أنه كان مخلصًا لوظيفته التى كانت منصبة في الإشراف علي أنشطة تلك الصالة و مساعدة الناس علي إستخدام ألاتها الرياضية كما أنه كان يفرض قواعد داخل تلك الصالة مثل تخصيص أوقات محددة لكلا الجنسين حيث كانت مفتوحة للنساء فقط من الساعة التاسعة صباحًا و حتى الظهيرة بينما كانت متاحة للرجال من الساعة الثانية ظهرًا و حتى السادسة مساءً .

و طوال مدة رحلة الباخرة تيتانيك في الفترة ما بين 10 أبريل و حتي 14 أبريل كان المسافرين يستمتعون بالصالة الرياضية جنبًا إلى جنب مع وسائل الراحة و الترفيه الأخرى مثل ملاعب الاسكواش و المسبح الداخلي و الحمامات التركية و لكن بعد أن اصطدمت السفينة بالجبل الجليدي تجمع بعض الركاب المذعورين في صالة الألعاب الرياضية للمرة الأخيرة و الذي كان واحد منهم شابًا اسمه “ريتشارد ويليامز” و الذي كان علي متن الباخرة بصحبة والده ” تشارلز ” و مع وقوع الحادث تحرك الإثنان نحو الطوابق العليا ليشاهدوا ما يجري حيث قابلوا في طريقهم أحد الركاب الذي حوصر داخل كابينة مقفلة و هو ما دفع “ريتشارد ” لكسر الباب بكتفه و أنقذ ذلك الشخص ثم توجهوا جميعا إلي الأعلي و نظرًا لبرودة الجو في الخارج قرر “ريتشارد” و والده الذهاب إلى صالة تيتانيك الرياضية للبقاء دافئين قدر الإمكان و بمجرد الدخول إليها وجدوا ركاب آخرين فيها مع “ماكولي” و أثناء قيام “ريتشارد ” و والده بإستخدام دواسة الدراجات الثابتة للحصول علي قسط من التدفئة قال لهم “ماكولي” أنه لن يستخدم سترة النجاة إذا غرقت السفينة لأنه كان يعتقد أنها ستبطئه أثناء سباحته .

صالة الباخرة تيتانيك للألعاب الرياضية

و مع البدء في إخلاء الركاب و بينما كان “ريتشارد ” و والده يستعدان لمغادرة الباخرة تيتانيك سقطت فجأة مدخنة ضخمة علي ” تشارلز ” و شاهد ” ريتشارد ” في رعب والده و هو يسحق أسفلها حتى الموت و الذي بالكاد نجا هو بحياته بعد أن قفز في الماء و سبح نحو إحدي قوارب النجاة و يصبح بذلك أحد الناجين من تلك الكارثة و أيضًا أحد آخر الأشخاص الذين رأوا صالة الألعاب الرياضية الخاصة بالسفينة لكن بالطبع كان هذا آخر شيء يفكر فيه بمجرد أن بدأت السفينة رحلتها إلي أعماق المحيط حيث يقول عن تلك اللحظة أن مؤخرة الباخرة أرتفعت إلي أعلي و شاهد المراوح الثلاثة و الدفة الخاصة بها محددين بوضوح في السماء الصافية و سرعان ما أنزلقت داخل المحيط من دون ضوضاء .

صالة الباخرة تيتانيك للألعاب الرياضية

أقرأ أيضا : 12 قصة إنسانيه لشخصيات حقيقيه ظهرت من خلال أحداث فيلم تيتانيك

و للأسف لم يحالف الحظ المسافرين الأخرين الذين أنتظروا في صالة الباخرة تيتانيك الرياضية و الذين كان من بينهم “ماكولي” الذي قيل إنه ظل في مكانه حتى النهاية و غرق مع السفينة و معه ما يقرب من 1500 شخص في تلك الليلة و اليوم تشكل صالة الباخرة تيتانيك الرياضية جزءًا صغيرًا من تراث السفينة الضخم و قيل أن هناك خطط جارية على قدم و ساق لبناء سفينة جديدة مستوحاة من السفينة المنكوبة و سيطلق عليها تيتانيك 2 و بحسب ما ورد ستبدو شبيهة إلى حد كبير بالسفينة الأصلية مع الفارق أنها ستمتلك أنظمة ملاحة حديثة و ميزات أمان أعلي و ستحتوي علي كافة وسائل الراحة التى كانت موجودة فى النسخة الأولي بما فيها الصالة الرياضية التى تحتوي علي الجمل الكهربائي .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *