كيف كان الجيش الأمريكي يستخدم مقاتلاته لصناعة الأيس كريم في أوقات الحرب

يقولون أن الحاجة أم الإختراع و هي مقولة تؤمن بها العديد من الجيوش حول العالم خاصة أثناء إندلاع الحروب التي تكون فيها الموارد محدودة لتلبية مطالب العديد من المقاتلين لذلك نري بين أيديهم خلال المعارك العديد من الأدوات المبنية علي أفكار مبتكرة و المصنوعة من مكونات بسيطة يستطيعون من خلالها التعايش وسط الظروف الصعبة المحيطة بهم و هو ما حدث خلال الحرب العالمية الثانية حين قام الطيار جيه هانتر راينبورج قائد سرب حربي تابع لمشاة البحرية الأمريكية عام 1944 بمحاولة للترفيه عن المقاتلين الأمريكيين و رفع روحهم المعنوية من خلال تصنيع الأيس كريم المخفوق بإستخدام مقاتلته الحربية أثناء تحليقها للقيام بالعديد من المهام القتالية .

فمع حلول أواخر عام 1944 كان رجال سرب مقاتلات مشاة البحرية الأمريكية رقم VMF-122 عالقين في منطقة بيليليو علي مسرح المحيط الهادئ و يشعرون بالملل بعد أن كانت طائراتهم من طراز F4U Corsair الخاصة بهم تستغرق 10 دقائق فقط في إجراء طلعات فوق الجزر التي تسيطر عليها “اليابان” و نظرا لأن القوات اليابانية كان معزولة عن خطوط الإمداد فلم يكن وجودها يشكل أي تهديد جوي لتلك الطائرات لذلك تفتق في ذهن أحد الطيارين الامريكيين و هو “جيه هانتر راينبورج” بفكرة للقضاء علي ذلك الملل لدي قواته التى كانت تتمركز علي جزيرة استوائية رطبة بدون طعام طازج و لا تبريد من خلال صناعة الأيس كريم لتلك القوات .

كيف كان الجيش الأمريكي يستخدم مقاتلاته لصناعة الأيس كريم في أوقات الحرب

و لصناعة الأيس كريم قام طاقم الصيانة الخاص بتلك الطائرات بإجراء عدد من التعديلات بها من خلال قطع نهايات خزان إسقاط قديم للقنابل مثبت على باطن المقاتلات و قاموا بربط الأسلاك في كلا الطرفين و تركيب لوحة مؤمنة بالأسلاك وضعت عليها علبة مقاومة للماء كانت تستخدم عادة في تخزين الرصاص من عيار نصف بوصة ثم سكب بداخلها خليطًا من الحليب و مسحوق الكاكاو حيث كان يخطط الطيار ” راينبورج” بالتحليق بمقاتلته و الوصول إلي إرتفاعات كبيرة عندما تكون درجات الحرارة أقل من درجة التجمد ثم العودة و الهبوط بهدية لرجاله و هي خمسة جالونات من الأيس كريم بالشيكولاتة المحلية الصنع .

و بدأت المحاولة الأولي لإعداد الأيس كريم من خلال تحليق الطائرة علي إرتفاع 10 كيلومترات فوق “بالاو” التي تسيطر عليها القوات اليابانية و خلال طيرانه شاهد البطاريات المضادة للطائرات و هي تهدر ذخيرتها لمحاولة إسقاطه إلا أنها لم تكن غير فعالة نظرا إلي أن مداها كان أقصاه 8.5 كيلومتر و خلال تحليق أستمر لمدة 35 دقيقة وسط الصواريخ المضادة للطائرات عاد إلى جزيرة “بيليليو” مع مخفوق الأيس كريم إلا أنه كان مخيب للأمال حيث كان الخليط باردًا لكن لم يتم تجميده بالشكل الكافي و لكن تم تناوله علي أي حال و كان تفسير الطاقم الفني أن سبب ما حدث هو أن المخفوق كان قريبا من المحرك الساخن .

و لم ييأس ” راينبورج ” و قرر القيام بمحاولة تالية و لكن مع إجراء بعض من التعديلات حيث قاموا بتثبيت علب الذخيرة على الجانب السفلي من لوحة الصيانة و لكن بعيدًا عن المحرك و تم مضاعفة الإنتاج إلى 10 جالونات و هي كمية تكفي لـ 100 رجل و هذه المرة تجمد الخليط بنجاح ثم قام الطاقم بإجراء بعض من التعديلات حيث قاموا بخفق الخليط من خلال وضع مسمار داخله و ربط الطرف الأخر بمراوح الطائرة مما أدى إلى تحريك الخليط و خفقه و كانت النتيجة الأخيرة هي آيس كريم شوكولاتة ناعم و دسم و بعدها أصبحت عملية إنتاج الأيس كريم للجنود روتينية من خلال الرحلات الجوية و التى تمت بالتناوب بين طياري السرب و زاد الموضوع شهرة بين الجيش الأمريكي حيث أتصل العقيد “كاليب بيلي” قائد الطيار ” راينبورج ” يخبره بأنه قادم للحصول علي حصته من الأيس كريم .

طراز الطائرة التي تم إستخدامها في إنتاج الأيس كريم

أقرأ أيضا : مدفع جوستاف العظيم .. المدفع الألمانى الذى أنزل الرعب فى صفوف الحلفاء لقدراته على تدمير اقوى الحصون

و الجدير بالذكر أن مشاة البحرية الأمريكية لم يكونوا هم الوحيدين الذين صنعوا الأيس كريم في تلك الحرب حيث قامت أطقم قاذفات B-17 المتواجدين في أوروبا بصناعة ذلك المخفوق أثناء قيامهم بعدد من الغارات و وفقًا لمقالة في نيويورك تايمز عام 1943 فأنه تم تصنيع مثلجات من الفانيليا الممزوجة بالفواكه المعلبة .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *