16 إكتشافا شهيرا حدث عن طريق الصدفة و ساهم فى تغيير العالم

لا ينسى التاريخ أسماء العلماء الذين ساهموا من خلال أبحاثهم و إبتكارتهم فى تطور الإنسانية الا أنه وسط كل تلك الإكتشافات لا يمكن إنكار حقيقة ان بعضها جاء عن طريق الصدفة حيث يقدر الخبراء أن ما بين 30 الى 50 في المائة من مجموع الاكتشافات المعروفة كانت أسبابها عرضية بشكل ما و لكن نتيجة الموهبة التى حبانا بها الله عن سائر المخلوقات و هى قدرة التعرف سريعا على فائدة شيء غير متوقع فقد أمكن إستغلال تلك الصدف بالشكل الأمثل و تطويعها لخدمة الإنسان و فى تلك المقالة سوف نستعرض عددا من تلك الإكتشافات التى حدثت عن طريق المصادفة الا أنها استطاعت تغيير شكل العالم بطريقة أو بأخرى و منها سنلاحظ أنه في كثير من الأحيان كانت هناك محاولات لعلماء اكتشاف أو إبتكار شيء محدد الا أن الأمر أنتهى بهم الى إبتكار شيء مختلف تمامًا و أن كل وجبة خفيفة و معروفة لدى العامة قد تم الوصول اليها عن طريق الصدفة من خلال أخطاء حدثت فى المطابخ .

الكوكاكولا

في ثمانينيات القرن التاسع عشر كان من المفترض أصلاً أن تُستهلك الكوكاكولا كشراب لعلاج الأمراض الشائعة مثل الصداع و الاضطرابات العصبية حيث كانت تحتوى الزجاجة الواحدة على ما يصل إلى تسعة ميليجرامات من الكوكايين (الكوكا) و في النهاية أدرك مبتكرها “جون بيمبرتون” الذى كان يعيش فى مدينة ” أتلانتا ” أنه على الرغم من أن اختراعه لم يفعل الكثير لعلاج الأمراض إلا أنه وجد عند مزجه مع المياه الغازية فإنه ينتج مشروبًا حلوًا و رائعًا فقرر طرحه فى الأسواق على هيئة مشروب منعش خاصة و ان المدينة كانت تحظر شرب الكحوليات فى ذلك الوقت الى أن أصبح واحدا من أشهر المشروبات الغازية حول العالم .

رقائق البطاطس – الشيبسى

رقائق البطاطس المحبوبة لدينا اخترعها طاهى يدعى ” جورج كروم ” بنيويورك فى “الولايات المتحدة” عن طريق الصدفة ففى عام 1853 كان هناك أحد العملاء الغاضبين الذى كان موجودا فى مطعم الفندق الذى يعمل به ” كروم ” حيث أستمر فى اعادة البطاطس المقلية إليه لأنها لم تكن مقرمشة أو مالحة بدرجة كافية لذلك قرر الطاهى الذى استشاط غضبا من ذلك الرجل خداعه و قام بتقطيع ورق البطاطس إلى شرائح رقيقة و غطاها بالملح و قليها حتى تصبح مقرمشة و لدهشته أحبها العميل حتى أنه طلب وجبة ثانية و سرعان ما تحولت خدعة ” كروم ” الصغيرة إلى شئ أحدث ضجة فى العالم كله لاحقا .

المايكرويف

تم وضع تصور لجهاز المايكرويف الذي دائمًا ما كان اختراعه مفيدًا للانسان فى اليوم الذى كان فيه علماء من شركة ” رايثون ” يبحثون عن طرق لتحسين اكتشاف الغواصات الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية و أثناء العمل مع احد الأجهزة لاحظ أحد العلماء و يدعى “بيرسي سبنسر” عن طريق الصدفة أن الإشعاع المنبعث من الجهاز يذيب قطعة من الشيكولاته في جيبه حينها قرر استخدام نفس تلك الأشعة المنبعثة من الجهاز لكن تلك المرة من خلال وضعها في أحد الافران و الذى كانت نتائجه ممتازة على الاطعمه و من هنا ولد اختراع المايكرويف الذى ساعد كثيرا الطهاة الكسالى فى اداء أعمالهم .

المصاصة

اخترع المصاصة في الواقع صبي يبلغ من العمر 11 عامًا و يُدعى “فرانك إيبرسون” عام 1905 حين قام بخلط مسحوق الصودا السكرية بالماء و تركه بالخارج طوال الليل و كانت النتيجة فى النهاية خليطًا مجمّدًا ذات مذاق محبب الى النفس و يمكن أكله من خلال عصا خشبية و أعلن عن اختراعه و أطلق عليه إسمه أولا إلا أن أصدقائه قاموا بإقناعه في النهاية بإعادة تسميته إلى المصاصة و التى أصبحت حاليا من أيقونات و متطلبات مرحلة الطفولة فى كل مكان بالعالم .

غاز الضحك

لطالما كان الأطباء قديما يبحثون عن المركبات الكيميائية التي يمكن أن تحقق تأثيرات التخدير العام من اجل اجراء العلميات الجراحية بشكل سلس و خلال عمليات البحث تلك و قبل اكتشاف المخدر المستخدم حاليا وجد أحد المتدربين الجراحيين البريطانيين و يدعى “همفري ديفي” عن طريق الصدفة أن “أكسيد النيتروز” عند استنشاقه على سبيل المزاح فإنه يؤدى الى الضحك بشكل متواصل الا انه لاحظ أيضا أن الشعور بالألم كان أقل و بعدها بدأ استخدام ذلك الغاز في العمليات الجراحية لتخدير المرضى .

أقرأ أيضا : تنبؤات وضعها قديما أبرز مشاهير العالم ليأتى المستقبل و يثبت فشلها

البلاستيك

على الرغم من أن اللدائن السابقة كانت تعتمد على المواد العضوية فقد تم اختراع أول بلاستيك اصطناعي بالكامل عام 1907 عندما ابتكر “ليو هندريك بايكلاند” الباكليت عن طريق الصدفة حيث كان سعيه الأولي هو ابتكار بديل جاهز لمنتج اللك و هو منتج باهظ الثمن و عليه قام بدمج خليط من “الفورمالديهايد” مع “الفينول” و أحد نفايات الفحم و عرض الخليط للحرارة و كان الناتج ليس كما توقع مادة شبيهة باللك و لكنه و من دون قصد ابتكر بوليمر فريد من نوعه لا يذوب تحت الحرارة و الضغط و هو البلاستيك الذى تم استخدامه لاحقا في كل شيء من الهواتف إلى المجوهرات و الساعات و كان لذلك الاختراع تمهيدا لدخول العالم لعصر المواد الاصطناعية الجديدة التي لم تهدأ بعد .

الفياجرا

لطالما سعى البشر إلى المكونات السحرية التي تعد بتعزيز الرغبة و الوظيفة الجنسية و هو ما حدث بعد ظهور عقار ” الفياجرا ” و الذى تحتوى مادته الفعالة على “السيلدينافيل” و لكن ظهر ذلك العقار كمنشط جنسى عن طريق الصدفة حيث كان الباحثين يختبرون تلك المادة كعلاج لارتفاع ضغط الدم و أمراض القلب و بعد مرحلتين من الاختبار توصلوا إلى استنتاج مفاده أن العقار فشل في إظهار نتائج واعدة للقلب لكن الأشخاص الخاضعين للاختبار لاحظوا حدوث انتصاب لهم و عليه سارعت شركة ” فايزر ” للحصول على براءة اختراع الفياجرا عام 1996 و تمت الموافقة عليه لاستخدامه في ضعف الانتصاب من قبل إدارة الغذاء و الدواء الأمريكية عام 1998 و لا تزال مبيعات “الفياجرا” تتجاوز مليار دولار سنويًا .

أشعة أكس

في عام 1895 كان الفيزيائي الألماني “فيلهلم كونراد رونتجن “يعبث بأنبوب أشعة الكاثود و هو تيار الإلكترونات الفسفوري المستخدم اليوم في كل شيء من أجهزة التلفزيون إلى مصابيح الإضاءة الفلورية حيث لاحظ عن طريق الصدفة أن قطعة من الورق المغطاة بمادة ببلاتينوسيانيد الباريوم بدأت تتوهج و كان متأكدا أنه كان غير ناتجًا عن أشعة الكاثود و نظرا الى أنه لا يعرف ما هي طبيعة تلك الأشعة فقد أطلق عليها اسم الأشعة السينية للدلالة على الطبيعة غير المعروفة لها و بعد إجراء مزيد من البحث اكتشف مجموعة من المواد الشفافة لذلك الإشعاع و التي يمكن أن تؤثر على لوحات التصوير و لتجربة ذلك أخذ صورة بالأشعة السينية ليد زوجته التى أظهرت عظامها و خاتمها و التى أثارت تلك الصورة اهتماما كبيرا و أكدت مكانته في تاريخ الطب و العلوم و حصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1901.

البنسلين

و كان إكتشافه يعتبر من المفارقات حيث كان مكتشفه العالم ” ألكسندر فليمنج ” يبحث عن دواء عجيب يمكنه علاج الأمراض ومع ذلك لم يجد ما يبحث عنه إلا بعد أن تخلص من تجاربه ففى عام 1928 لاحظ عن طريق الصدفة أن أحد الاطباق الملوثة التى تخلص منها و كان يجرى عليها الاختبارات يحتوي على طبقة من العفن تعمل على إذابة جميع البكتيريا المحيطة به و عندما قام بزراعة العفن بنفسه علم أنه يحتوي على مضاد حيوي قوي و هو “البنسلين” و الذى يستخدم لعلاج الأمراض التي تتراوح ما بين الزهري إلى التهاب اللوزتين و الذى بفضله أصبح معدل الوفيات بسبب الأمراض المعدية الآن واحدًا على عشرين مما كان عليه في عام 1900 و لحسن حظنا أنه انتبه الى ذلك الأمر لأنه لو كان قد تخلص منه ببساطة فلا أحد يعلم أين سيكون مستقبل الدواء اليوم .

أعواد الثقاب

تم ابتكار أعواد الثقاب لأول مرة في “إنجلترا” عام 1826 عندما كان الصيدلى “جون ووكر” يحرك قدرًا من المواد الكيميائية و حين قام بسحب عصا التحريك الخشبية من القدر و حاول مسح كرة المواد الكيميائية العالقة به على طرف الطاولة صُدم عندما وجدها قد اشتعلت النيران فيها بشكل مفاجئ و هكذا ولدت فكرة أعواد الثقاب و التى باعها فى صيدليته باسم “أضواء احتكاك” حيث كانت الأنواع الاولى مصنوعة من الورق المقوى لكنه سرعان ما استبدلها بأعواد خشبية مقطوعة يدويًا ثم أصبحت توضع بداخل علب مزودة بقطعة من ورق الصنفرة للاحتكاك و الاشعال و على الرغم من نصحه بالحصول على براءة اختراعه إلا أنه اختار عدم القيام بذلك لأنه اعتبر المنتج مفيدًا للبشرية .

السكر الصناعى

في أواخر سبعينيات القرن التاسع عشر في جامعة “جونز هوبكنز” كان الكيميائي “كونستانتين فاهلبيرج” يعمل بالبحث في كيفية تفاعل مشتقات قطران الفحم مع بعضها البعض و خلال عمله انسكب أحد المركبات على يديه و نظرا لأنه لم يكن سامًا فلم يشعر بالقلق و استمر في يومه و في وقت لاحق من تلك الليلة ذهب لتناول العشاء و لاحظ أن كل شيء يلمسه طعمه حلو و في اليوم التالي عزل المركب الذي انسكب و أخترع منه السكر المُحلي الصناعي بكميات كبيرة و أطلق عليه اسم ” السكرين ” .

جهاز تنظيم ضربات القلب

عام 1958 و أثناء محاولة المهندس الأمريكى ” ويلسون جريتباتش ” تسجيل النبضات الكهربائية باستخدام مسجل ضربات القلب أضاف عن طريق الخطأ مكونًا ينتج نبضات كهربائية بدلاً من تسجيلها و بعد أن أدرك فورًا أنه قام بمحاكاة نبضات قلبه ألغى خطته القديمة و خصص وقته لإنشاء جهاز تنظيم ضربات القلب الحديث القابل للزرع و اليوم يتم زرع اختراعه الذى أكتشفه عن طريق الصدفة في أكثر من 600 ألف قلب بشري جديد كل عام و به تم انقاذ ملايين الأرواح .

التيفلون

اكتشف ” روى بلانكيت ” التيفلون عام 1938 أثناء عمله فى شركة ” دوبونت ” و ذلك عن طريق الصدفة خلال محاولته إنشاء ثلاجة بمواصفات أفضل حيث جمع مركبين غازيين و وضعهم في خزان التبريد و عندما فتحه وجد مادة غير لاصقة و مقاومة للحرارة و خاملة كيميائيًا و في وقت لاحق و بعد دراسة أكبر لتلك المادة التى اطلق عليها اسم ” التيفلون ” تمت إضافتها إلى القدور و المقالي بشكل أدى إلى إنشاء أسطح طهي غير لاصقة نستخدمها اليوم لذلك اذا قمت يوما بقلى البيض على واحدة منها بشكل سلس فيجب عليك شكر ذلك الرجل .

الفولاذ المقاوم للصدأ – الستانليستيل

تم اكتشاف الفولاذ المقاوم للصدأ عام 1913 عندما كان عالم المعادن الإنجليزي “هاري برييرلي” يعمل على إيجاد سبيكة قوية بما يكفي لصنع أجزاء من البندقية لا تتآكل و كان يترك نماذجه المهملة في كومة على طاولة العمل الخاصة به و التي قد تصدأ في النهاية حيث لاحظ يومًا أن أحد البراميل المهملة ظل لامعًا و بعد مزيد من الفحص أدرك أنه ليس فقط مقاومًا للصدأ و لكن لجميع المواد الكيميائية تقريبًا و أطلق على اكتشافه اسم “الفولاذ المقاوم للصدأ” .

المطاط المفلكن

تم إنشاء المطاط المفلكن و هو النوع المستخدم في صناعة الإطارات بواسطة ” توماس جوديير ” عام 1839 و الذى قضى وقتا طويلا في محاولة إيجاد طريقة لجعل المطاط مقاومًا للحرارة والبرودة و توصل الى ذلك عن طريق الصدفة عندما اختلط المطاط الموجود لديه بالخطأ بمادة الكبريت و ترك ذلك المزيج لفترة على الحرارة و التى تسببت في احداث تفاعل كيميائي حول المطاط اللين إلى مادة صلبة و مستقرة و مقاومة للعوامل الجوية و مناسبة للاستخدام في اطارات السيارات و الأحذيه .

أقرأ أيضا : تسعة معلومات صادمة عن تأثيرات الإصابة بالصعق الكهربائى

الزجاج الأمان

بالعودة إلى الأيام الأولى للسيارات قبل أن تكون أحزمة المقاعد و الأكياس الهوائية جزءًا منها كان أحد أكبر الأخطار هى الإصابة من شظايا زجاج الزجاج الأمامي المحطم و يمكننا أن نشكر الكيميائي الفرنسي “إدوارد بينيديكتوس” على اختراعه الزجاج الرقائقي المعروف أيضًا باسم “زجاج الأمان” و ذلك عن طريق الصدفة أثناء وجوده في مختبره حين سقطت قارورة زجاجية منه وكسرت لكنها لم تتحطم حيث أدرك ” إدوارد ” أن الجزء الداخلي كان مغطى بنترات السليلوز البلاستيكية التي تجمع القطع المكسورة غير المؤذية معًا و تقدم بطلب للحصول على براءة اختراع في عام 1909 بهدف زيادة سلامة السيارات لكن الشركات المصنعة لم تكن متحمسة لذلك و مع ذلك أستخدم ذلك الزجاج فى عدسات أقنعة الغاز خلال الحرب العالمية الأولى و مع نجاح ذلك الاختراع في ميدان المعركة وافقت شركات السيارات و بحلول الثلاثينيات من القرن الماضي كانت معظم السيارات مزودة بزجاج لم يتشقق إلى قطع خشنة عند الاصطدام .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *