صورة لحظة خروج الطفل كيكي من أسفل أنقاض منزله عقب زلزال هاييتي المدمر

تصنف البراكين و الأعاصير كوارث طبيعية و رغم ذلك الا أنها تمتلك ميزة تتمثل فى إمتلاكها لعلامات إستباقية تعطى للجهات المعنية إمكانية متابعتها و التدخل عند الضرورة لإخلاء المناطق المضارة من السكان و بالتالي تقليل الخسائر قدر الإمكان بعكس الزلازل التى تحدث بشكل فجائي و غير متوقع و الذى يعتبر هو السبب الرئيسي فى كثرة عدد الضحايا الذين يكون أغلبهم أسفل أنقاض المنازل التى تدمرت بفعل الإهتزازات الأرضية و يصبح أمام فرق الإنقاذ تحديا صعبا فى البحث عن الناجين أسفلها كما يظهر في تلك الصورة التى تبرز لحظة خروج الطفل كيكي على يد فرق الإنقاذ من أسفل أنقاض منزله بعد الزلزال العنيف الذي ضرب هاييتي عام 2010 و خلف وراءه ألاف الضحايا .

التاريخ : يناير عام 2010 .

المصور : الأمريكى ” ماثيو ماكديرموت ” – مصور مرافق لمنظمة ” اميركيرز ” للإغاثة من الكوارث .

التفاصيل : ترجع خلفية الصورة عقب زلزال هاييتى الذى ضرب البلاد عام 2010 و أدى إلى إحداث دمار هائل و بلغ عدد ضحاياه بحسب السلطات أكثر من 200 ألف ضحية بخلاف الإصابات و الأضرار المادية حيث تهدمت المنازل على قاطنيها و الذى كان من بينهم الطفل “كيكى” الذى كان يرقد مع أخته ” سابرينا ” بمفردهم فى الظلام لعدة أيام كناجين وحيدين بعد أن قتل ثلاثة من اشقاءه معهم و ظن باقى أفراد أسرتهم الذين لم يكونوا متواجدين فى المنزل أن الأطفال جميعهم قد توفوا و بعد عدة أيام أثناء عودة خالتهم إلى أنقاض المنزل المدمر لإنتشال أى ممتلكات تعود لهم سمعت صرخات الطفل “كيكي” الخافتة قادمة من أسفل الأنقاض و هو يتضرع للحصول على ماء سرعان ما أنضمت إليه أخته بالصراخ فهرعت خالته لإخبار باقى أسرته و جلب المساعدة و أتى فريق إنقاذ أمريكى و تمكنوا من إحداث ثقب في الأرض و تمرير المياه إلى الأطفال و تبدء بعدها عمليات إنقاذهم و التى أستغرقت بعضا من الوقت كان فيها الطفل “كيكى ” يشعر بالرعب إلا أن خالته كانت تطمئنه حتى تم سحبه إلى الخارج مع أخته و هو يبتسم و يشعر أنه الأن فى أمان حيث تم نقله هو و أخته للمستشفى ليلتقيا أبويهم و هم فرحين بنجاتهم حيث يعلق الطفل ” كيكي ” على تلك الإبتسامة لحظة خروجه بأنها كانت رد فعل على شعوره بحريته و بأنه على قيد الحياة و يضيف بأنه حزين على فقدانه أشقائه الا أنه سعيد بوجوده مع أمه .

و يروى نائب مفتش شرطة نيويورك ” روبرت لوكاش ” تفاصيل ذلك اليوم و يقول أنه كان ضمن فرقة إنقاذ تم إرسالها من ” الولايات المتحدة ” إلى “هاييتى” من أجل المساعدة و بعد يوم محبط من الحفر في أنقاض مبنى مدرسة منهار لم يعثروا على أى ناجين و أثناء توجههم الى القاعدة و عن طريق الصدفة تم إيقافهم على جانب الطريق و طلب منهم رجل المساعدة في إنقاذ أطفاله الذين ما زالوا على قيد الحياة و محاصرين تحت أنقاض مبنى من ثلاثة طوابق و توجهوا معه على الفور و أكتشف طاقم الإنقاذ الطفل كيكي و شقيقته على قيد الحياة و هم فى فراغ تحت لوحين من الخرسانة الثقيلة و أستمرينا لمدة خمس ساعات من العمل المتواصل فى الظلام للوصول إليهم و بعد إقتراب الإطفائى ” كريس دونيك ” منه لإنتشاله رفض كيكى الخروج و ترك أخته وراءه بمفردها إلي أن أقنعته خالته فخرج أولا ثم تبعته أخته .

أقرأ أيضا : صورة ثوران بركان جبل بيناتوبو التى كاد أن يدفع مصورها و مرافقيه حياتهم ثمنا لها

أما بالنسبة إلي المصور ” ماثيو ماكديرموت ” فيروي تفاصيل تلك اللقطة حيث يقول أنه سافر إلى هايتي مع منظمة “أميركيرز” للإغاثة من الكوارث لتوثيق ذلك الحدث حيث قضى سبعة أيام شاقة محاطًا باليأس و الدمار إلي أن شاهد معجزة أمامه فأثناء تجوله بين أنقاض أحد الأحياء عثر على طاقم من رجال شرطة مدينة نيويورك و رجال الإطفاء يعملون فوق كومة ضخمة من الأنقاض و الذين أكدوا بشكل مثير للدهشة أن طفلين كانا على قيد الحياة تحت حطام مبنى من ثلاثة طوابق يضم سوبر ماركت و كانوا يائسين للوصول إلى الأطفال الذين كانوا صبي يبلغ من العمر 8 أعوام و أخته البالغة من العمر 10 سنوات و كان عليهم قضاء وقتهم ببطء مؤلم و بمجرد خروج الطفل كيكى أمسكت الكاميرا الخاصة بي لتضئ المشهد المزين بإبتسامته و التى أعتبرها واحدة من أكثر اللقطات التي لا تنسى في مسيرتي فإبتسامة كيكى سوف تعيش معى الى الابد .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *