عام أنقضى بحلوه و مره ليحل محله عاما جديدا يتطلع فيه الكثيرين الى تحقيق العديد من أمالهم و طموحاتهم التى لم يستطيعوا تنفيذها فى العام السابق و من أجل استقبال العام الجديد تقوم دول العالم و شعوبها باجراء فعاليات احتفالية فى ليلة رأس السنة التى توافق اليوم الأخير من شهر ديسمبر و تبلغ ذروتها فى الدقائق الأولى من منتصف ليلة الأول من يناير و نظرا لأن لكل بلد ثقافتها و عاداتها و تقاليدها و التى تختلف عن الأخرى فقد يتغير أسلوب الاحتفال من مكان الى اخر الا انها تصب جميعها نحو تحقيق هدف واحد و هو الاحتفال بذلك الحدث و وضع كل الأمال بأن يكون عاما سعيدا يحمل فى طياته كافة الامنيات و التطلعات المرجوة و فى تلك المقالة سوف نستعرض طرق الاحتفال برأس السنة فى العديد من دول العالم .

أسبانيا – أكل الجريب فروت لجلب الحظ

في إسبانيا يقبل السكان المحليون على تناول 12 حبة عنب في منتصف الليل لجلب الحظ و نادرا ما يتخطون تلك العادة تجنبا لافساد مصيرهم فى العام القادم و ذلك احياء لتقليد بدأ عام 1895 على يد مزارعوا الكروم في منطقة أليكانتي كوسيلة لبيع دفعات ضخمة من حصاد ممتاز بشكل أفضل فى نهاية العام و سرعان ما انتشر ذلك التقليد فى جميع عموم أسبانيا حيث يستمتع الإسبان بتناول حبة عنب واحدة لكل ضربة من ضربات الجرس الـ 12 الأولى بعد منتصف الليل على أمل أن يؤدي ذلك إلى عام من الحظ الجيد والازدهار و لكن عليك الحذر حتى لا تصاب بالاختناق نتيجة تناول احداهم فى تلك الساعه المميزة و لكى تكتمل الصورة فإن من يتناولون تلك الحبات يجب عليهم ارتداء ملابس داخلية حمراء و التى يتم اهدائها اليهم من قبل احد الاشخاص .

أسكتلندا – خطوة القدم الأولى

فى اسكتلندا الجميلة و خلال ليلة رأس السنة تأتي تقاليد ” الهوجماناى ” و هي الكلمة الأسكتلندية لليوم الأخير من العام حيث يحتفل الناس في جميع أنحاء البلاد من خلال زيارة منازل الأصدقاء و العائلة و تبادل الهدايا و يتم إيلاء اهتمام خاص للضيف الأول في العام الجديد المعروف باسم “القدم الأولى” الذى يُنظر إليه على أنه يجلب الحظ السعيد و الذى يجب عليه عند دخوله المنزل أن يحمل الملح و الخبز و عملة معدنية و الويسكي و كتلة من الفحم و يا حبذا اذا كان ذكرا داكن الشعر و ذلك لانه فى حقبة غزوات الفايكنج لاسكتلندا كان أخر شئ يريد ان يراه المواطن الاسكتلندى على عتبة داره هو رجل ذو شعر خفيف يحمل فأسًا عملاقًا ليقتحمه لذلك فإن اصحاب الشعور الداكنه سوف يكونون اكثر أمنا للاسكتلنديين .

روسيا – شرب الرماد و زراعة الأشجار تحت الماء

يقوم الروس فى ليلة رأس السنه بكتابة رغباتهم على قطعة من الورق ثم يتم حرقها بشمعة و شرب رمادها في كوب من الشمبانيا على أمل تحقيقها فى العام الجديد كما يوجد تقليد أخر بدء منذ نحو خمسة وعشرين عامًا عندما قام اثنان من الغواصين الروس باقامة تقليد أصبح متبعا حتى يومنا الحالى و هو أخذ شجرة عيد الميلاد و التى تكون عادة من التنوب المزخرفه و وضعها اسفل بحيرة بايكال المتجمدة على عمق 100 قدم و على الرغم من أن درجة الحرارة المنخفضة جدا في روسيا عشية رأس السنة الجديدة الا ان الكثيرين من الأفراد يأتون من جميع انحاء العالم للمشاركة فى تلك الفعاليه .

البرازيل – إلقاء الزهور البيضاء في المحيط

إذا كنت في البرازيل عشية رأس السنة الجديدة فلا تتفاجأ عندما تجد المحيطات مليئة بالورود و الشموع البيضاء ففي الدولة الواقعة بأمريكا الجنوبية من الشائع أن يذهب المواطنون إلى الشواطئ ليلة رأس السنة من أجل تقديم القرابين الى ” يوموجا ” و هى إلهة المياه الرئيسيه التى يقال إنها تتحكم في البحار للحصول على بركاتها للعام المقبل .

ايطاليا – ارتداء ملابس داخلية حمراء

في إيطاليا من المعتاد ارتداء ملابس داخلية حمراء خلال تلك الليله و ذلك لجلب الحظ السعيد و الخصوبه حيث يقال إن ذلك التقليد يرجع إلى العصور الوسطى عندما كان الرجال يلفون وسطهم بقطعة قماش حمراء لحماية اجهزتهم التناسليه من السحرة الذين كانوا يجوبون شوارع القري و المدن بحلول منتصف الليل سعياً لإلقاء التعاويذ الشريرة و إثارة المشاكل و لا يتعلق الامر بايطاليا فقط من ناحية التأثر بألوان الملابس الداخليه فى استقبال العام الجديد فبعض من بلدان أمريكا الجنوبية مثل بوليفيا و البرازيل و المكسيك يؤمنون بأن لون الملابس الداخلية الحمراء يجلب الحب و الأبيض للسلام و الأصفر للثروة و لك حرية الاختيار فيما تريده أنت لعامك الجديد من خلال طبيعة لون ملابسك الداخليه .

اليونان – تعليق البصل على الأبواب و سحق الرمان

رغم ان ذلك التقليد شهيرا فى روايات الرعب لمكافحة مصاصى الدماء الا ان اليونانيين يقومون به كتقليد فى ليلة رأس السنة الجديدة حيث كان يعتقد الإغريق قديما أن البصل هو رمزا للولادة الجديدة لذلك فيقومون بتعليقه على أبوابهم من أجل تعزيز فكرة النمو طوال العام الجديد حيث ربطت الثقافة اليونانية تلك الثمرة بفكرة التنمية نظرا الى ثباتها على الأرض من جذورها مع استمرارها فى النمو كما يوجد تقليد اخر و هو سحق الرمان فبعد منتصف ليلة العام الجديد يقوم اليونانيين بسحق ثمرة من الرمان و نثر بذورها امام ابواب منازلهم و كلما زاد عدد البذور المنثورة كلما زادت كمية الحظ السعيد في المستقبل نظرا الى أن الرمان يعد فى الثقافة اليونانية القديمة رمزا للخصوبة و الحياة الوافرة .

تشيلى – إقامة القداس فى المقابر

يأخذ تقليد ليلة رأس السنة الجديدة منحى مختلفا لدى سكان بلدة “تالكا” فى دولة “تشيلي” حيث يذهبون إلى مقابرهم المحلية للبقاء و النوم لاعتقادهم بأن أحباءهم المتوفين يعودون إلى تلك المقبرة من أجل الاحتفال بنهاية العام معهم لذلك يتوجه أهالي تل البلدة إلى هناك و اقامة الاحتفالات بإشعال الحرائق و إحضار وجبات الطعام و تزيين القبور و قضاء ليلة رأس السنة فيها و استقبال العام الجديد .

اليابان – تناول شوربة المعكرونه و قرع الاجراس

فى الثقافة اليابانيه يلعب الطعام أيضًا دورًا كبيرًا في احتفالات رأس السنة حيث يتم تناول المعكرونة في المرق الساخن و المعروفة باسم “توشيكوشي سوبا” و التى تعد تقليدا شهيرا و على الرغم من عدم معرفة أصل ذلك التقليد الا انه يتم احيائه كأحد رموز الحياة الطويلة و الصحيه كما أن أكلها دليل على القوة و مع حلول منتصف الليل في ليلة رأس السنة تدق الأجراس من المعابد البوذية بجميع أنحاء اليابان 108 مرة حيث يمثل ذلك الرقم عدد الرغبات البشرية التي تؤدي إلى الألم و المعاناة و يُعرف رنين الأجراس باسم “جويا نو كين” ويقصد به أن يكون طقسًا يتم فيه إبعاد جميع المشاعر والتجارب السلبية كما يتجمع الناس أيضًا على الشواطئ وقمم الجبال لمراقبة شروق الشمس الأول من العام الجديد والصلاة من أجلها لجلب الحظ السعيد و الفرح .

الدانمارك – تكسير الأطباق

في الدنمارك يقذف الناس الأواني الفخارية على أبواب أحبائهم حيث يتم حفظ الأطباق القديمة على مدار العام و بمجرد أن تصل الساعة إلى منتصف ليلة رأس السنة يركض الناس حول أحيائهم و يلقون بها على أبواب أصدقائهم و عائلاتهم و كلما زاد عدد القطع المكسورة خارج باب منزلك كان ذلك دليل على زيادة عدد الأصدقاء لديك و كان حظك أفضل طوال العام و في الآونة الأخيرة أصبح من المقبول للأشخاص الأقل حماسة أو عنفًا وضع قطع مكسورة مسبقًا خارج أبواب المنازل .

الإكوادور – حرق الفزاعات

في الإكوادور يقوم السكان المحليون فى ليلة رأس السنه بصنع دمى تجسد وجوه شخصيات سياسيه و ثقافيه و رموز أخرى مختلفة للبلاد ثم يتم حرقها كأحد طقوس التطهر من العام السابق مع القفز فوق تلك الدمى المحترقه 12 مرة دون ان تمس النيران للقافزين و ذلك بغرض افساح المجال للخير فى العام الجديد و هو تقليد يعرف باسم ” أنيو فيجو ” أو ” العام القديم ” حيث يقال إنه يعود الى عام 1895 عندما اجتاح البلاد وباء الحمى الصفراء و قام الناس بتعبئة التوابيت بملابس الموتى و إضرام النار فيها كرمز للتطهير .

ألمانيا – صب الرصاص

إذا وجدت نفسك في ألمانيا عشية رأس السنة الجديدة فيمكنك المشاركة في تقليد بليجيسن أو “التواصل مع مجموعة من الأصدقاء و العائلة” و فى ذلك التقليد يتم صب الرصاص أثناء الوقوف معهم في دائرة و إذابة قطعة صغيرة من الرصاص على ملعقة فوق شمعة و بمجرد ذوبانها تقوم بإسقاطها في وعاء أو كوب من الماء البارد و الذى يؤدي إلى تصلب الرصاص مرة أخرى في أي شكل يتخذه عندما يصطدم بالماء حيث يقال إن الشكل يتنبأ بما يخبئه العام الجديد لك فعلى سبيل المثال إذا كانت كتلة الرصاص الخاصة بك تصلبت في شكل نسر فسوف تكون فرص سفرك أكثر خلال العام المقبل و إذا تشكلت على هيئة حصان فستواجه مشاكل في الأسنان اما إذا كنت محظوظًا بما يكفي للحصول على شكل عجلة فستفوز في اليانصيب و اذا اتخذت شكل الصليب فقد يعني ذلك الموت .

التشيك – قطع التفاح

يقوم التشيكيون بتوقع مستقبلهم ليلة رأس السنة عن طريق ثمرة التفاح ففى الليلة التي تسبق بداية العام الجديد يتم قطعها إلى نصفين ويقال إن شكل قلب التفاح يحدد مصير كل شخص متواجد امامها فإذا كانت تشبه نجمة فحينئذٍ سيجتمع الجميع قريبًا مرة أخرى في سعادة وصحة و لكن إذا بدا على هيئة صليب فيجب أن يتوقع شخص ما في ذلك التجمع أن يمرض .

بولندا – الاكثار من تناول الوجبات

في بعض أنحاء بولندا يوجد تقليد يتمحور حول تناول عشاء ضخم في ليلة رأس السنة حيث يُعتقد أن تناول الكثير من الطعام في الليلة الأخيرة من العام سيضمن عدم دخول الجوع إلى منزلك أبدًا و عادة ما يكون العشاء من الخبز و اللحوم و الكعك و الملفوف مع البازلاء كما يقوم البولنديين بسكب وعاء من الماء المثلج فوقهم قبل تناول الطعام حيث أنه من المعتاد في بعض المناطق أن تقوم تلك المياه بغسل جسدهم بالكامل قبل العشاء كما توضع عملة فضية في قاع الإناء و إذا سقطت على رأس الشخص الذي أخذ دشًا ثلجيًا يجب أن تبقى عليه دون أن يمسها أحد طوال الوجبة حيث يعتقد ان ذلك الأمر سيضمن ثروات وفيرة في العام المقبل .

تركيا – نثر الملح

في تركيا يُعد نثر الملح على عتبة المنزل جالبة للحظ الجيد فبمجرد أن تدق الساعة منتصف ليل يوم رأس السنة الجديدة يقوم الاتراك بنثر الملح امام منازلهم حيث يعد ذلك التقليد رمزا للسلام و الازدهار على مدار العام الجديد.

أيرلندا – نوم العازبات مع نبات الهدال و عدم دخول حمروات الشعور

بالنسبة الى الكثيرين فى أيرلندا فإن وجود امرأة حمراء الرأس كأول زائرة لمنزلهم في اليوم الأول من العام الجديد هو علامة على سوء الحظ و من ناحية أخرى فإن وجود غريب وسيم المظهر علامة على الحظ السعيد طوال العام كما أنه من المعتاد أن تنام الفتيات العازبات مع نبات الهدال تحت وسادتهن عشية رأس السنة الجديدة نظرا الى أنه من المفترض أن النوم مع ذلك النوع من النبات يساعد النساء في العثور على أزواجهن المستقبليين .

أقرأ أيضا : معبد اوم بانا .. ضريح الدراجة النارية الخارقة التى اتخذها المواطنين الهنود كإله يتبركون به خلال أسفارهم

رومانيا – التواصل مع الحيوانات

و هو تقليد يعود إلى الخرافات الزراعية القديمة فى رومانيا حيث يُعتقد أن الحيوانات تحصل على هدية التواصل بينها و بين البشر فقط في يوم رأس السنة الجديدة لذا إذا تصادف وجودك في يوم رأس السنة الجديدة برومانيا و شاهدت احد المزراعين و هو يتحدث مع حيواناته و يهمس في آذانهم بالتمنيات الطيبة فلا تتعجب من الأمر و مع ذلك من المأمول ألا يفهم الناس ما تقوله حيواناتهم حيث ان فهمهم لذلك التواصل معناه الحظ السئ .

المكسيك – الركض بالحقائب

من المعروف ان أغلب الناس يحبون السفر و السياحه و يبدو أن ذلك الامر مسيطرا بشكل كبير على المكسيكيين حيث يتبعون تقليدا غريبا في منتصف ليل العام الجديد لتحقيق تلك الامنيه فعندما تدق الساعة 12 يمسكون بحقائبهم و يركضون حول منازلهم بأسرع ما يمكن و إذا فعلوا ذلك بالشكل الصحيح فانه و بحسب معتقدهم من المتوقع ان يقومون بالسفر و السياحه خلال العام المقبل .

الأرجنتين – رمى قصاصات الورق

من المعتاد في الأرجنتين رؤية قصاصات من الورق تتساقط في شوارع بوينس آيرس في اليوم الأخير من العام وذلك لأن العاملين في المكاتب لديهم تقليد يتمثل في التخلص من جميع المستندات و التقويمات و أوراق المفكرات القديمة للترحيب بالعام الجديد و هم بمكتب نظيف و أقل فوضى كما يُعتقد أيضًا أن تمزيق الورق وتركه يطير يرمز إلى التخلي عن كل السلبية و السماح للإيجابية بدخول حياة المرء حيث تمتلى شوارع العاصمة بكميات هائله من القطع الورقيه و التى تظل موجودة على قارعة الطريق لمدة يومان .

جرينلاند – الاحتفال برأس السنة مرتان

تشتهر جرينلاند بعروض الألعاب النارية الرائعة التي تضيء سماء الليل في 31 ديسمبر بينما يحتفل الناس بقدوم العام الجديد و من المعروف ان “جرينلاد ” تتمتع بالحكم الذاتي و فى نفس الوقت هي أيضًا جزء من دولة “الدنمارك ” و نتيجة لذلك الارتباط يحتفل العديد من سكانها بالعام الجديد مرتين حيث ينتظرون حتى تدق الساعة الثامنة مساء و التى تكون منتصف الليل في “الدنمارك” ليبدأوا الاحتفالات بالألعاب النارية و بعد أربع ساعات و فى تمام منتصف الليل بالتوقيت المحلى يكررون نفس الشئ .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *