العملية أكوستيك كيتى .. و تجنيد وكالة المخابرات المركزية للقطط من أجل العمل كجواسيس

تعتبر حقبة الستينيات من القرن الماضى من أكثر الفترات التى شهدت صراعات استخبارية طاحنة خلال مرحلة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة و الإتحاد السوفيتى أو روسيا حاليا و التى وصلت الى حد ان تكون بعض من تلك العمليات خارجة عن نطاق المألوف حيث أشرفت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية على العديد من المشاريع الطموحه رغم غرابتها و التى كانت ما بين التحكم فى العقول من خلال العملية المثيرة للجدل ام كيه ألترا أو تجنيد القطط و تدريبها بغرض استخدامها كأدوات للتجسس على مقرات السفارات السوفيتية من خلال برنامج أطلق عليه اسم العملية أكوستيك كيتى أو القطة الصوتية و هو مشروع تفاصيله ليست بالسهولة التى يمكن تصديقها لولا صدور وثائق تم الرفع السرية عنها و تشير الى أنه كان برنامجا حقيقيا بالفعل .

و كان محور ” العملية أكوستيك كيتى ” ببساطة هى الحصول على قطة تتواجد في مواقع معينة مثل عتبات النوافذ أو مقاعد المنتزهات أو صناديق القمامة و تقوم بتسجيل الأصوات فى المناطق المحيطة بها ثم يتم نقلها بعد ذلك إلى وكالة المخابرات المركزية حيث كانت قد ظهرت تلك الفكرة لدى الوكالة بعد أن لاحظ أحد الضباط أثناء محاولة الاستماع إلى رئيس دولة معين أن الموقع الذى كان متواجدا فيه يمتلئ بالقطط الضالة التى كانت تتجول دون لفت انتباه أي شخص و ما عزز التفكير فى ذلك المشروع هو طبيعة القطط الفضولية حيث اعتقد العملاء أن القطط المدربة ستذهب إلى حيث تسمع أصواتًا مثيرة للاهتمام و بكل تأكيد سوف تكون المحادثات بين المسؤولين السوفييت جاذبة اليهم حيث ستمر دون أن يلاحظها و ستقوم بتسجيل الأصوات .

و بدأت الوكالة فى تنفيذ تلك الفكرة بشكل عملى بعد أن قامت بتجنيد جراحًا بيطريًا لإجراء عملية أستغرقت ساعة على قطة تم فيها زرع جهاز إرسال لاسلكي صغير في قاعدة جمجمة القطة و ميكروفون في قناة أذنها و سلكًا غير مرئي تقريبًا عبر فروتها تربط بين الجهازين معا و بعد الإنتهاء من تجهيز القطة تم إخضاعها لبرنامج تدريبى مكثف لتعليمها بالضبط ما كان من المفترض أن تستمع إليه حيث كان المفهوم الكامن وراء ” العملية أكوستيك كيتى ” هو أن أذن القطة بها قوقعة مثل الأذن البشرية التى تمكنها من تصفية الضوضاء غير ذات الصلة و هى ميزة أفضل بكثير من أجهزة التصنت التقليدية التى تسجل كل ما حولها بدون أى تمييز و رغم ذلك الا ان القائمين على المشروع واجهوا بعض المشكلات أولها هي البطاريات المستخدمة في توصيل جهاز التسجيل و الإرسال فنظرًا لأن القطط صغيرة الحجم فقد أدى ذلك الى الاقتصار على استخدام أصغر البطاريات فقط و هو أمر لم يسمح بالكثير من الوقت للتسجيل اما المشكلة الأخرى فكانت حول أمر فطرى لدى القط و هو الجوع لأنه حين تبدأ القطة بالاحساس برغبتها فى تناول الطعام بشكل تلقائي سوف تترك مكانها و الغرض المطلوب منها للبحث عن الأكل و هو ما يؤدي الى فشل المهمة الا ان الخبراء قد استطاعوا تجاوز تلك المشكلة و لكن لم يتم توضيح كيفية حلها فى الوثائق , و أستمر ذلك البرنامج التأهيلى لمدة خمسة سنوات لأن فكرة تجهيز قطة عالية التقنية ليست بالمهمة السهلة في عصر التسجيل الصوتي فيه من بكرة إلى بكرة و أجهزة الكمبيوتر بحجم الغرفة و ليس هذا فقط بل كان على القطط أن تظل تبدو بدون نتوءات غريبة أو ندوب مشبوهة .

جانب من وثائق العملية التى رفع السرية عنها

أقرأ أيضا : كيف استطاعت المخابرات المركزية الأمريكية خطف مركبة الفضاء السوفيتية لونيك

و بعد اجراء العديد من التجارب بدأت المهمة الأولى من ” العملية أكوستيك كيتى ” و كانت بالاستماع إلى رجلين في حديقة خارج المجمع السوفيتي في “واشنطن” العاصمة و مع إطلاق القطة من الشاحنة التى كانت فيها لتتوجه الى المجمع و تقوم بعملها صدمتها سيارة أجرة عن طريق المصادفة و قتلتها على الفور و تجهض المهمة من مهدها و يتم توقف المشروع رسميًا في عام 1967 بعد أن أنفقت الوكالة ما يقارب 20 مليون دولار من دون الحصول على أى نتائج تذكر حيث أصبحت تلك العملية معروفة للجميع عندما رفعت السرية عن الوثائق الخاصة بها بعد أن تم تنقيحها من قبل أرشيف الأمن القومي عام 2001 حيث واجهت بقدرًا كبيرًا من السخرية على الرغم من وصف الوثائق لها بإعتبارها عملية ناجحه الا انها اضافت توصية نهائية بأنه بعد الفحص النهائي للقطط المدربة فقد تم الاقتناع بأن البرنامج لن يصلح من الناحية العملية لتلبية احتياجات الوكالة .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *