الكويكبات

الكويكبات هى أجسام فضائية تسمى أحيانًا الكواكب الصغيرة و تتكون من بقايا صخرية متبقية من التكوين المبكر الذى حدث الى المجموعة الشمسية منذ حوالي 4.6 مليار سنة و يبلغ عدد المعروف منها حاليا أكثر من مليون كويكبا و يمكن العثور على معظم هذه البقايا الفضائية القديمة التي تدور حول الشمس بين كوكبى المريخ و المشتري داخل حزام الكويكبات الرئيسي على بعد يتراوح ما بين 2 إلى 4 وحدات فلكية و هى أجسام تختلف أحجامها حيث يتجاوز قطر أضخمها أكثر من 500 كيلومترًا أما أصغرها فلا تتجاوز 10 أمتار , و تقدر الكتلة الإجمالية لجميع الكويكبات مجتمعة أقل من كتلة القمر التابع لكوكب الأرض , و هى تعتبر أجسام غير منتظمة الشكل على الرغم من أن القليل منها يكاد يكون كرويًا و غالبًا ما تكون محفورة أو محطمة و تدور حول الشمس في مدارات إهليلجية مستقرة و أحيانًا بشكل متقطع تمامًا و من المعروف أن أكثر من 150 كويكبًا لديها قمر صغير و بعضها قمرين كما يوجد منها كويكبات ثنائية حيث يدور جسمان صخريان متساويان في الحجم تقريبًا حول بعضهما البعض و أحيانا أنظمة ثلاثية , و تعد الكويكبات القريبة من الأرض مهددة لجميع أشكال الحياة على هذا الكوكب حيث أدى حادث سابق اصطدم فيه كويكب بسطح كوكبنا إلى انقراض العصر الطباشيرى و ما احتواه من الديناصورات و كائنات أخرى كانت تعيش فى ذلك الوقت .

و تم رصد الكويكبات تاريخيا من الأرض منذ قديم الازل و مع التطور التكنولوجى بدأ استكشافه من خلال المركبات الفضائية حيث قدمت المركبة الفضائية “جاليليو” أول مراقبة عن كثب لكويكب و تم إطلاق عدة بعثات مخصصة للكويكبات في وقت لاحق من قبل ناسا و وكالة الفضاء اليابانية مع وجود خطط لمهام أخرى قيد التنفيذ , و يتم اطلاق الأسماء على تلك الأجسام من قبل لجنة الاتحاد الفلكي الدولي و التى لا تكون صارمة فى اختيار أسماء تلك الأجسام تحديدا بل بعضها قد يكون طريفا حيث يطلق على كويكبا فضائيا عملاقا يحلق بجوار الشمس اسم ” مستر سبوك ” و هو اسم قطة فى المسلسل الفضائى الشهير ” ستار تريك ” كما أن هناك أيضًا كويكبا يحمل اسم فنان الروك الراحل “فرانك زابا” كنوع من التكريم له اضافة الى تسمية سبعة كويكبات على اسم طاقم مكوك الفضاء “كولومبيا” الذين قضوا نحبهم عام 2003 كما يتم اعطائها بجوار الأسماء أرقام أيضا و نظرا لتمثيل الكويكبات تهديدا للحياة على سطح كوكبنا فقد تم اعتماد عددا من الأستراتجيات لمواجهتها حال اقترابها من الأرض من خلال العمل على تغيير مسارها قبل التوجه إلينا حيث تجرى حاليا عددا من الاختبارات التى تعمل على تغيير مدار كويكب عن طريق الاصطدام به.

تكوين الكويكبات

يتكون الكويكبات من ثلاثة أنواع و هى “C و S و M” و اذا بدأنا بالنوع “C” و المعروف بإسم ” الكوندريت ” فهو الأكثر شيوعًا و من المحتمل أنه يتكون من صخور طينية و سيليكات و تكون داكنة المظهر و هى من بين أقدم الأشياء في النظام الشمسي اما النوع ” S ” الحجرى فمكون من مواد السيليكات و حديد النيكل و بالنسبة الى النوع ” M ” فهى كويكبات معدنية من النيكل و الحديد حيث تعتمد الاختلافات التركيبية للكويكبات من ذلك النوع بمدى تكوّنها بعيدًا عن الشمس حيث يتعرض بعضها لدرجات حرارة عالية بعد أن تشكلت لتنصهر جزئيا و يغرق الحديد الى داخل المركز و تجبر الحمم البازلتية (البركانية) للظهور على السطح .

و من الممكن أن تتغير مدارات الكويكبات بفعل الجاذبية الهائلة لكوكب المشتري أو من خلال تفاعلات لها مع المريخ أو أجسام أخرى من حين لآخر حيث يمكن أن يؤدى ذلك إلى إخراجها من الحزام الرئيسي و إلقاءها في الفضاء بجميع الاتجاهات عبر مدارات الكواكب الأخرى حيث اصطدمت فى الماضى كويكبات ضالة و شظايا بالأرض و الكواكب الأخرى و كان واحدا منها لعب دورًا رئيسيًا في تغيير التاريخ الجيولوجي للكواكب و في تطور الحياة على الأرض لذلك يراقب العلماء باستمرار الكويكبات العابرة للأرض و التي تتقاطع مساراتها مع مدار كوكبنا حيث تعتبر الكويكبات القريبة منا هى التى تقترب بمسافة 45 مليون كيلومتر و هى التى قد تشكل خطر الاصطدام لذلك فيعتبر “الرادار” أداة قيمة في الكشف عن تلك المخاطر و مراقبتها من خلال عكس الإشارات المرسلة عن تلك الأجسام و استقبالها حيث يمكن اشتقاق الصور و المعلومات الأخرى من الصدى العائد الذى يمكن العلماء من تعلم الكثير عن مدار ذلك الكويكب و دورانه و حجمه و شكله و تركيزه.

تصنيف الكويكب

تقسم الكويكبات على اساس ثلاث تصنيفات و هى :

حزام الكويكبات الرئيسى و فيه تدور غالبية الكويكبات المعروفة داخله و هو يتواجد بين المريخ و المشتري فى مدارات غير مستطيلة للغاية و يُقدر أن ذلك الحزام يحتوي على ما بين 1.1 و 1.9 مليون كويكب يزيد قطرها عن كيلومتر واحد و ملايين الكويكبات الأصغر حيث تشكل ذلك الحزام في وقت مبكر من تاريخ النظام الشمسي بعد أن أدت جاذبية كوكب المشتري المشكل حديثًا إلى إنهاء تكوين الأجسام الكوكبية في هذه المنطقة و تسببت في اصطدام الأجسام الصغيرة ببعضها البعض بشكل أدى إلى تجزئتها إلى الكويكبات التي نلاحظها اليوم.

أحصنة طروادة و هو نوع يشترك في مدار مع كوكب أكبر لكنها لا تصطدم به بسبب حدوث توازن فى قوة الجاذبية من الشمس و الكوكب بسبب ميلها للطيران خارج المدار و يُعتقد أنها كثيرة مثل الموجودة في حزام الكويكبات و يرجح أنها أيضا موجودة ما بين كوكبى المريخ و نبتون كما أعلنت وكالة ناسا عن اكتشاف بعض منهم بالقرب من الأرض عام 2011.

الكويكبات القريبة من الأرض و هى الأجسام التى لها مدارات قريبة من مدار الأرض حيث تُعرف تلك الأجسام التي تعبر المسار المداري لكوكبنا باسم عابرات الأرض .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *