صورة إختباء الأم و أطفالها خلال هجوم إرهابي داخل أحد المراكز التجارية فى كينيا

صورة بألف معنى أهمها أن حسن التصرف فى المواقف الطارئة و الخطيرة قد يساعدك أنت و من حولك فى النجاة حيث تجسد ذلك خلال تعرض أحد المراكز التجارية فى العاصمة الكينية نيروبي الى هجوم إرهابي أسفر عن عدد كبير من القتلى و المصابين و دفع تلك الأم و أبنائها الذين كانوا متواجدين فى الداخل الى الإختباء عن أعين المهاجمين و النوم على الأرض و التظاهر بأنهم من الضحايا و هى اللحظة التى ألتقطت فيها تلك الصورة التى فازت بالعديد من الجوائز العالمية لاحقا .

التاريخ : 21 سبتمبر عام 2013 .

المصور : الأمريكي تايلر هيكس – مصور جريدة النيويورك تايمز

التفاصيل : فى يوم السبت الموافق 21 سبتمبر عام 2013 أقتحم أربعة مسلحين مركز التسوق ” ويست جيت ” و هو مركز تجاري راقي في العاصمة الكينيه ” نيروبي ” و بدأوا فى هجوم إرهابي ضخم بعد أن فتحوا النار على مرتاديه و يتحول الأمر الى مذبحة و على الفور فرضت قوات الأمن حصارًا على المجمع ثم بدأت فى اقتحامه و تمشيطه لانقاذ العالقين بداخله و البحث عن المهاجمين و نظرا لضخامة المكان استمرت تلك العمليات لمدة 4 ايام متواصله و أسفر الهجوم و الحصار عن مقتل 67 شخصا من بينهم المهاجمين و أصيب اكثر من 200 شخص من بينهم سائحين أجانب و فى المقابل أعلنت جماعة الشباب الصوماليه مسؤوليتها عن ذلك الهجوم الذي وصفته بأنه انتقامي نظرا لارسال “كينيا” قوات إلى “الصومال” لدعم الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة و أصبح ذلك الحادث له مردود سلبى على صورة “كينيا” في الخارج و ادى الى عزوف السائحين عن زيارتها مما ألحق ضررا كبيرا بقطاع حيوي من الاقتصاد الكينى .

أما بالنسبة الى الصورة فيروى ملتقطها ” تايلر هيكس ” كواليسها حيث قال أنه ذهب الى المركز التجارى بعد علمه بنبأ الهجوم و الذى كان يظنه فى بادئ الأمر مجرد حادث سطو و ليس هجوم إرهابي كبير و عندما وصل شاهد مئات الأشخاص يركضون في رعب بعيدًا عن هذا المبنى و شعر أن الأمر اكبر من مجرد حادث سطو و ازداد ذلك الشعور عند اقترابه اكثر حين شاهد أشخاص يخرجون و هم مصابين و كان من الواضح أنها نتيجة طلقات نارية و يتم نقلهم على عربات تسوق و بعدها شاهد بعض من الجثث المتناثرة فدفعه ذلك الامر لمحاولة الدخول و توثيق ما يحدث و نظرا لأنه كان فى منطقة مكشوفه بالداخل فقرر ان يترك المكان نظرا لخطورة الوضع الا انه شاهد امرأة شابة مع طفلين مختبئين على أرضية أحد المقاهي و كان بامكانه رؤية فوارغ الرصاصات من حولهم و هم متجمدين فى مكانهم فقرر التقاط تلك الصورة الايقونيه و توثيقها بعدسته حيث تم نشرها بجريدته فى “الولايات المتحدة” و منها الى جميع وسائل الإعلام العالمية و نظرا لمحتواها فقد حصلت على جائزة بوليتزر لعام 2014 و المركز الثانى فى جائزة الصحافة الدولية لنفس العام .

و بعد مرور أيام من فوز المصور بالجائزة تلقى بريدا اليكترونيا من السيدة التى كانت تحمى ابنائها فى تلك الصورة و كان اسمها ” فيث وامبوا لوديلينج ” لتهنئه بذلك الفوز حيث اتصل بها و اجرى محادثة فيديو معها و شاهد اطفالها و هم صبى بعمر عامين و فتاة بعمر 10 سنوات و روت له كواليس ما حدث معها قبل و اثناء التقاط تلك الصورة و ما بعدها حيث قالت انه اثناء تواجدها داخل المبنى سمعت دويا كبيرا و اعتقدت فى بادئ الامر ان المبنى سينهار نتيجة زلزال ثم بدأت فى سماع صراخ الناس فقررت ان تختار مكانا لتستلقى فيه على الارض مع ابنائها حتى لا يسقط عليهم الحطام لذلك اختارت مكانا مفتوحا بجوار مقهى و ابتعدت عن المحلات و هو ذلك المكان الذى فيه تلك الصورة و بعدها بدأت فى سماع دوى الرصاصات بالقرب منها و كانت تسمع اصوات فوارغها و هى تتساقط بجانبها على الارض و كان يمكنها شم رائحة البارود و بدأت فى الشعور بالخوف حيث كانت تظن فى البدايه انه مجرد سرقة بنك و ليس هجوم إرهابي و بدأت تتسائل عن سبب عدم مغادرة اللصوص للمكان فى الوقت الذى كان اطفالها يسألوها عن ماذا يحدث ؟ و كانت تجيبهم بانها لا تعرف و طلبت منهم البقاء فى اماكنهم و عدم الحركة و بدأت فى تلاوة الصلاوات و الدعاء للحفاظ على اطفالها و نتيجة لطول مكوثهم على هذا الشكل و الذى استمر قرابة خمسة ساعات كاملة بدء ابنها فى النوم ثم سمعت صوت يناديها و يأمرها بالنهوض و الانطلاق الى الخارج لأن المكان اصبح أمنا و اثناء نهوضها و نحركها بدأت تسمع اصوات اخرى من اطلاق الرصاصات فاستلقت مرة اخرى على الارض حتى وصل شرطي أخيرًا زاحفًا اليهم على مرفقيه قائلا لهم كل شئ على ما يرام الان وقتها تأكدت ان صلواتها قد استجيبت و انطلقت خارج المكان و هى تبكى مع ابنائها مبتهجه بتحريرها .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *