يتميز الشعب اليابانى بكثرة معمريه الذين يحصلون من الدولة على عدد من التكريمات و الإمتيازات و لعل ذلك هو ما دفع البعض الى التفكير فى طريقة إحتيالية يحصلون منها على تلك الإمتيازات و ذلك بعد قيام أسرة لأحد المعمرين و يدعى سوجين كاتو الذى توفى فى ظروف طبيعية منذ 30 عاما بعدم الإعلان عن الخبر و الإحتفاظ بجثته المتحللة داخل غرفته لعدد من السنوات بغرض الاستمرار فى الحصول على دعم الدولة الى أن تم كشف ذلك الأمر عن طريق الصدفة و بعد انتشاره فى وسائل الإعلام أحدث ضجة كبيرة فى اليابان بشكل أجبر حكومتها على اعادة النظر فى العديد من الاجرائات المتبعه فى التعامل مع المعمرين .
بدأت القصة بـ ” سوجين كاتو ” المعمر اليابانى الذى ولد عام 1899 و عاش حياة طويله و عرف بأنه واحد من أشهر المعمرين بطوكيو ان لم يكن فى اليابان كلها و ذلك بعد ان تجاوز عمره أكثر من مئة عام بقليل حيث كان مثارا لفخر و احترام اليابانيين و لكم حاول العديد منهم مقابلته لتقديم التهانى اليه الا ان ذلك كان يقابل بالرفض بشكل قاطع من قبل أفراد أسرته لأسباب مختلفة فتارة يقولون انه ليس فى وعيه الكامل و تارة اخرى نتيجة الى انه فى حالة عزله يريدها للزهد و التعبد و لا يريد من اى شخص ازعاجه و الدخول اليه الى ان جاء عام 2010 حيث حاول مسؤولو الرعاية الاجتماعية الالتقاء به لتهنئته ببلوغه 111 عاما و لابلاغه بتكريمه فى يوم “احترام كبار السن” و الذى سينظم في وقت لاحق من العام الا انه تم مواجهتهم برفض قاطع من أفراد أسرته لتلك المقابله بل و طردهم الامر الذى اثار الكثير من الشكوك بداخلهم و التى نقلوها الى الشرطة التى اقتحمت المنزل لتجد مفاجأة اثارت ذهول المجتمع اليابانى و هى بقايا لمومياء محنطة على سرير تعود الى ” سوجين كاتو ” و ترتدي بيجاما مغطاة ببطانية و موضوعه في غرفة بالطابق الأول .
و بالاطلاع على حالة المومياء تم التاكد الى انه توفى منذ اكثر من 30 عاما و الترجيح بأن وفاة ” سوجين كاتو ” قد حدثت عام 1978 الا انهم فشلوا فى تحديد سبب الوفاة و بدأت تتوجه أصابع الاتهام الى أسرته حيث القى القبض على ابنته “ميتشيكو كاتو” و البالغة من العمر 80 عاما و حفيدته “توكيمي كاتو” ذات عمر 53 عاما و توجيه تهم الاحتيال اليهم لاخفائهم خبر وفاته و تلقيهم 118 الف دولار من أموال معاشاته التقاعدية بشكل غير مستحق بالاضافة الى العديد من معونات الرفاهيه التى كانت تصرف اليه بعد بلوغه السبعين حيث انتهت التحقيقات بتقديم حفيدته ” توكيمى ” فقط الى المحاكمة و التى قامت بارجاع الاموال التى اخذتها بدون وجه حق و اعلنت ندمها عن تلك الفعله ليتم الحكم عليها بالسجن لعامين و نصف و لكن مع ايقاف التنفيذ .
أقرأ أيضا : أطلق رصاصة على حيوان الأرماديلو فأرتدت من درعه و أصابت حماته
و نتيجة لحادث ” سوجين كاتو ” بدأت السلطات اليابانيه فى التحرى عن باقى المعمرين الأخرين و أكتشفت أن عدد من المعلومات الخاصة بهم لديها غير صحيحه حيث كان مسجلا ان احدى المعمرات اليابانيات و تدعى ” فوسا فورويا ” كانت تعيش مع ابنتها و بالتوجه اليها قالت انها لم ترى امها منذ 25 عاما بالاضافة الى ان العديد منهم قد توفى بالفعل و لا يزال حيا على الاوراق لدرجة ان واحدا منهم كان من المفترض ان يكون بعمر 186 عاما فى وقتنا الحالى حيث تم القاء اللوم على أسلوب حفظ السجلات فى العديد من الحالات الامر الذى دعا الحكومة اليابانية الى التشديد فى التأكد من صحة تلك البيانات و محاولة اصلاحها عند وجود أى اخطاء .