صورة الزعيم الثوري تشي جيفارا التى يقدر بأنها أكثر صورة تم نسخها فى العالم

صورة أيقونية ظهرت خلال عالم تجتاحه الأفكار الثورية ضد القوى الاستعمارية فى كل مكان و كان يقودها عدد من الرموز فى شرق العالم و غربه واحد منهم من يظهر فى تلك الصورة و هو الزعيم الثوري اليساري تشي جيفارا خلال وقوفه و إلقاء نظرات حازمة و التى لاقت شهرة كبيرة لدرجة أنه تم نسخها و تطريزها و رسمها و نحتها فى كل مكان فى العالم حيث تقدر العديد من الاكاديميات المهتمه بفنون التصوير أنها اكثر صورة تم نسخها فى التاريخ و وصفها معهد ماريلاند للفنون بأنها رمز للقرن العشرين و الصورة الأكثر شهرة في العالم .

التاريخ : 5 مارس عام 1960 .

المصور : الكوبى ألبرتو كوردا – مصور جريدة “لا ريفولاسيون – الثورة ” الكوبية .

التفاصيل : ترجع خلفية الصورة الى يوم 4 مارس عام 1960 عندما انفجرت سفينة الشحن الفرنسية ” لا كوبرى ” بشكل مثير للريبة في ميناء “هافانا” مما أسفر عن مقتل ما يصل إلى 100 شخص و إصابة مئات آخرين و بعد يوم أقيمت فعالية و مظاهرة حاشدة بمقبرة كولون في العاصمة الكوبيه “هافانا” لتأبين الضحايا و بعد المسيرة الجنائزيه ألقى الزعيم الكوبى “فيدل كاسترو” خطابًا ناريًا و اتهم “الولايات المتحدة” صراحة بأنها هى المتورطة فى ذلك الحادث و فى تلك الاثناء ظهر “جيفارا” الذى كان وزيراً للصناعة في الحكومة الجديدة وسط الحشد بالقرب من منبر “كاسترو” لثوان معدودة كانت كافية لقيام المصور ” البرتو كوردا ” الذى كان متواجدا لتغطية المسيرة بإلتقاط صورتين له بوجهه الحازم و شعره الطويل المتدفق من اسفل قبعته قبل أن يختفي مرة اخرى عن الأنظار و رغم رفض الصحيفة نشرها و تفضيلها صور اخرى التقطها لكاسترو و الفلاسفه الحاضرين سارتر و بوفوار الا انه و بسبب خلفيته كمصور أزياء أعجب “كوردا” بإحدى تلك الصور وقام بقصها في صورة حيث شعر بانها هامه و تعد مثل البورتريه .

بورتريه تشي جيفارا
الصورة الأيقونية لجيفارا

و لعدة سنوات ظلت تلك الصورة الأيقونية مجرد صورة مفضلة للرجل الذي التقطها حيث اطلق عليها اسم ” مقاتل حرب العصابات البطولى ” و علقها على جدار فى شقته و أحيانًا كان يوزع نسخًا منها على ضيوفه حتى عام 1967 الا أن البداية الحقيقية لشهرتها بعد أن ظهرت لأول مرة في مجلة ” بارى ماتش ” الفرنسيه و بجانبها مقال عن حرب العصابات في أمريكا اللاتينية و بعد مقتل “جيفارا” فى اكتوبر من نفس العام و خلال حفل تأبينه في “هافانا” تم تعليق طبعة ضخمة من تلك الصورة على واجهة وزارة الداخلية و اعتباره كشهيد للثورة العالمية و كرمز للتمرد و بعدها بعام بدأت الصورة فى الانتشار حول العالم بذلك المضمون حيث ظهرت على غلاف نسخة من مذكرات “جيفارا” نُشرت في “إيطاليا” و استخدمت كغلاف لمجلة أدبية فى “نيويورك” و خلال أعمال شغب اجتاحت “فرنسا” و “ايطاليا” , و بجانب استخدامها فى الاحتجاجات الا انها ايضا استخدمت فى الازياء حيث اصبحت تزين القمصان و الملصقات بل و استغلالها فى الاعلانات التجاريه و ظهورها فى بعض من الاعمال الفنيه السينمائيه و الغنائيه .

و يروى المصور لحظات التقاط تلك الصورة حيث يقول أنه كان عند سفح المنصة المزينة في حداد يركز على “فيدل” و الناس من حوله و فجأة ظهر “تشي جيفارا” فوقه و فوجئ بنظرته ليقوم بتصويره مرتين أفقيًا و عموديًا و لم يكن لديه الوقت لالتقاط صورة ثالثة و بعدها عاد “تشي” إلى الصف الثاني و كان كل ذلك في نصف دقيقة حيث انجذب إلى تعبيرات وجه “جيفارا” التي أظهرت عنادًا مطلقًا بالإضافة إلى الغضب و الألم و يضيف انه يتذكر يوم التقاطها كما لو كان اليوم حيث لا يزال مندهشا من مدى تأثيرها لان ذلك امرا يهزه حتى الان .

صورة جيفارا الايقونية الأفقية و الرأسية التى التقطها المصور
الصورة الأفقية و الرأسية التى تم التقاطها المصور

و لعقود من الزمان لم يكسب كوردا سنتًا واحدًا من التوزيع الواسع لصورته الشهيرة الا انه قدم بعض الدعاوى القانونية لاثبات ملكيته لتلك الصورة حيث تمكن من إيقاف استخدامها في إعلانات للمشروبات الكحوليه بحجة أنه يعتبر إهانة لإرث حرب العصابات البطولية و بدعوى أنه لا هو ولا بطله يشربان الكحول على الإطلاق و حصل على تعويض 50 ألف دولار والتي تبرع بها للدولة الكوبية لشراء دواء للأطفال من السوق الدولية.

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *