يختلف لون بشرة الإنسان بحسب العرق و القارة المنتمي إليها و التى تتراوح ما بين البشرة البيضاء و يقيم أصحابها فى قارة أوروبا و امريكا الشمالية و أوقيانوسيا و السوداء فى قارة أفريقيا و الصفراء فى جنوب شرق أسيا و لكن لم يظهر على الإطلاق إنسان يحمل لون بشرة زرقاء سوى فى مكان واحد فقط بولاية كنتاكي فى الولايات المتحدة و تملكها بشكل حصري عائلة فوجيت التى تميزت منذ نحو 200 عام بإمتلاكهم لبشرة زرقاء انتقلت جيناتها من جيل إلى أخر و بسببها إضطروا للعيش فى عزلة عن العالم و كانت حديث الدوائر الطبية و العلمية لمحاولة دراسة تلك الظاهرة و الوصول الى تفسيرات علمية لها .
و بدأت قصة “عائلة فوجيت” مع لون البشرة الزرقاء فى الظهور إعلاميا بولادة “بنيامين ستاسى” عام 1975 حيث صُدمت الممرضات و الأطباء و اصيببوا بحالة من الارتباك لأنه بدلاً من خروج الرضيع بلون بشرة طبيعى مثل معظم الأطفال كان “بينيامين” ببشرة زرقاء داكنه و أصيب الأطباء بالقلق من لونه الغريب لدرجة أنهم اتصلوا بسيارة إسعاف لنقله من مسقط رأسه خارج مدينة “هازارد” إلى المركز الطبي بجامعة كنتاكي و بعد يومين من الاختبارات لم يكن امام الأطباء اى تفسير من سبب كون جلد الرضيع باللون الازرق الى ان جائت الاجابه من جدته عندما قالت لهم “هل سمعتم من قبل عن الفوجيت الزرق ؟ و بعدها بدأت الاسرة فى توضيح المسالة حيث قال والد الطفل “ألفا ستايسي” للأطباء ان جدته “لونا ” لأبيه تتبع عائلة ” الفوجيت ” التى تتمتع ببشرة زرقاء و بذلك يكون “بينيامين ستايسي” أحدث طفل ولد في سلسلة طويلة من عائلة فوجيت و المعروفين بشعب ولاية كنتاكي الزرق الذين عاشوا في جبال الآبالاش منذ 197 عامًا .
و تعود أصول تلك العائلة الى مؤسسها و هو ” مارتن فوجيت ” أول فرد منهم يعيش في “الولايات المتحدة” قادما من ” فرنسا ” حيث كان يتيمًا و يحمل بشرة زرقاء و تخلت عنه اسرته لعدم تمكنهم من التعامل مع طفل بهذا الشكل و عندما كبر هاجر الى العالم الجديد الذى يستطيع فيه ان يبدء حياة جديدة و استقر عام 1820 في منطقة مقفرة بـ “ترابليسوم كريك” في تلال كنتاكي الشرقية حتى لا يستطيع احد رؤية وجهه ثم تعرف على امرأة تدعى “إليزابيث سميث” و تزوجها و قيل وقتها أنها كانت شاحبة الوجه مثل نباتات غار الجبل التي تزهر كل ربيع حول تجاويف الصخور و دون علم أي منهما كان كلاهما يمتلكان جينًا متنحيًا فى الصفات الوراثيه مما جعلهم ينجبون أربعة من أصل سبعة أبناء في هذه الاسرة يمتلكون بشرة زرقاء و نتيجة أن تلك الأيام بريف كنتاكي الشرقيه كانت مهجورة و لم تكن هناك طرق او سكك حديديه فى ذلك الوقت فبدأت تلك الاسرة فى المعيشة فى حالة من العزلة لانهم كانوا يعرفون ان العالم لن يتقبلهم لذلك لم يرغبوا في التقاط اى صور لهم او أن يصبحوا موضوعًا للتجارب الطبية و عاشوا في الغابة خوفًا من أن يطلق عليهم لقب الوحوش و مع الوقت انقسم افراد العائله الى قسمين فمن يحمل البشرة الطبيعية منهم انتقل للعيش فى اماكن اخرى اما الاخرون من ذوات البشرة الزرقاء فقد حافظوا على عزلتهم و معيشتهم فى الزواج من بعضهم البعض حيث استمرت حياتهم بذلك الشكل رغم ما يقول عنهم جيرانهم من أنهم يبدون مثل أي شخص آخر لكنهم كانوا يملكون بشرة زرقاء .
و بمرور السنوات و فى الخمسينيات كان احد الاطباء و يدعى ” ماديسون كوين ” و هو اختصاصى بأمراض الدم فى جامعة كنتاكى مهتما جدا بدراسة تلك الحالات و حاول جاهدا الوصول الى تلك العشيرة لدراستهم و محاولة التوصل الى علاج لحالتهم حتى تقابل اخيرا مع اثنان منهم و هم ” باتريك و راشيل ” اللذان كانوا يشعرون بالضيق و الاستياء من لونهم الازرق الذى يجعلهم مختلفين عن باقى البشر لذلك قرروا التوجه إليه و مقابلته للوصول الى علاج لحالتهم و يصف الطبيب ذلك اللقاء بانهم كانوا محرجين جدا من ذلك اللون الذى يكسبهم نوعا من الانزعاج و من ناحيته بدء الطبيب فى دراسة حالتهم و استنتج انهم يحملون اضطرابًا وراثيًا نادرًا في الدم يسبب مستويات مفرطة من الميثيموجلوبين في دمائهم و هو نسخة زرقاء غير موظفه من بروتين الهيموجلوبين الأحمر الصحي الذي يحمل الأكسجين داخل الجسم و يكسب الجلد اللون الطبيعى للانسان اما فى حالتهم و نتيجة للكمية المفرطة من الميثيموغلوبين فانه يكسبهم اللون الازرق و نتيجة لعزلة تلك العائلة و عدم اختلاطهم و تزاوجهم مع أفراد اخرين فقد ساهم ذلك الأمر فى تركيز الجينات المسئولة عن تلك الاضطرابات و نتيجة لتلك الابحاث و الدراسات ابتكر الطبيب ” ماديسون كوين ” نوعا من العلاج يساهم فى اكساب عائلة فوجيت البشرة العاديه و بمجرد حقنهم بها بدأت بالفعل بشرتهم فى التحول الى الشكل الطبيعى سريعا و لكن كانت ترجع إليهم لون بشرتهم الزرقاء بمجرد انتهاء مفعوله لذلك نصحهم بمداومة تعاطى تلك الحبوب بشكل منتظم من اجل المحافظة على لون بشرتهم العادى و عدم العودة الى البشرة الزرقاء .
أقرأ أيضا : جلوريا راميريز المرأة السامة التى لم يستطيع أحد الإقتراب من جثمانها لخطورته البيولوجيه
اما فى حالة الطفل بينيامين فبدء لونه الازرق تلقائيا فى الخفوت خلال شهرين من ولادته و اصبحت قريبه من لون الجلد الطبيعى و بمجرد وصوله الى سن السابعه فقد لونه الازرق تماما الا انه قد يعود اليه فى حالات خاصه و هى عندما يشعر بالبرد او يكون لديه شعور بالغضب .