على ضياء المحتال الذى أصبح أسوء لاعب فى تاريخ الدورى الإنجليزى

لعبة كرة القدم ليست فقط مجرد جرى بالكرة أو إحراز للأهداف لكنها رياضة مهارية بالأساس و على مدار تاريخها حفر الكثير من اللاعبين أسمائهم بفضل تلك الموهبة التى حباهم الله بها إلا أن ذلك لم يمنع من وجود أسماء ظهرت فى تلك اللعبة و لكن من خلال زوايا أخرى من بينها الإحتيال على الأندية حيث يأتى إسم لاعب كان معروف بإسم على ضياء فى مقدمة تلك القائمة الذى زعم أنه ابن عم جورج واياه لاعب ميلان الأسطوري السابق الذي فاز بجائزة الكرة الذهبية و استطاع خداع نادى ساوثهامبتون و يشارك من خلاله فى إحدى مباريات الدورى الإنجليزى عام 1996 و التى كانت الأولى و الأخيرة له بعد أن ظهر فيها بشكل سيئ لا يمت للاعبى كرة القدم بصلة ليصبح أسوء لاعب شارك فى تاريخ الدورى الإنجليزى .

بدأت القصة في نوفمبر عام 1996 عندما تلقى مدرب نادى “ساوثهامبتون” الانجليزى “جرايم سونيس” مكالمة هاتفية من شخص يدعي أنه “جورج وايا” اللاعب الليبيرى الذي كان أفضل لاعب بالعالم في ذلك الوقت و الفائز بجائزة الكرة الذهبية و أوصاه فى المكالمة ان يهتم بتجربة ابن عمه المهاجم الدولي السنغالي “علي ضياء” و بحسب كلامه الى ” سونيس ” فقد لعب هو و ” ضياء ” سويا في نادى “باريس سان جيرمان” و قد شارك في 13 مباراة دولية مع منتخب “السنغال” و بطبيعة تلك الإحصائيات بد الأمر مغريا للمدرب ” سونيس ” .

جرايم سونيس و على ضياء

و بعد إجراء المكالمة تقول بعض الشائعات أن ” جرايم سونيس ” قد شاهد ” على ضياء ” بالفعل و هو يلعب مرة واحدة فقط في مباراة خماسية و يقوم بمنحه عقدًا مبدأيا فى النادى لمدة شهر واحد مقابل 2000 جنيه أسترلينى و تم اعطاءه القميص رقم 33 و جلس على مقاعد البدلاء في مباراة “ساوثهامبتون” ضد “ليدز يونايتد” في 23 من نوفمبر عام 1996 الى أن جائته الفرصة على طبق من ذهب لإبراز مهاراته الى الجمهور بعد إصابة اللاعب ” لو تيسييه ” فى الدقيقة 32 دقيقة من عمر المباراة ليحل محله ” على ضياء ” و خلال مشاركته كان من الواضح أن مستواه لا يرقى إلى مستوى الدوري الإنجليزي الممتاز و تم استبداله في الدقيقة 85 باللاعب “كين مونكو” و تنتهى المباراة بفوز “ليدز” 2-0 .

و يقول اللاعب ” لو تيسييه ” أن المرة الأولى التي رأه فيها كان عندما حضر للتدريب و أن لغته الإنجليزية لم تكن جيدة جدا و سمع هو و أفراد فريقه إشاعة بأنه ابن عم “جورج وايا” و كان فى التدريبات يظهر بشكل سيئ حتى أننا تسائلنا ماذا يفعل هنا و ظننت أنه فاز بجائزة فى احدى الصحف المحلية للمشاركة معهم يوما و خلال المباراة عندما خرج ليحل محله ” ضياء ” ذهلت من ذلك التبديل لأنه لم يكن شيئا سارا أن أراه مكانى حيث كان مثل الدجاجة المقطوعة الرأس التى لديها احساس ضعيف بالموقع و شاهدته يركض فى أنحاء الملعب بشكل مضحك و كان الأمر محرجًا للغاية و أضاف ان ذلك اللاعب ظهر للعلاج في النادى باليوم التالي لكنه لم يظهر مجددا بعد ذلك و بسؤاله عما إذا كان قد استجوب “سونيس” بشأن قرار التعاقد مع ” على ضياء ” رد مازحا بأنه لم يكن لديه الشجاعة الكافية لسؤاله عن ذلك .

و تم تسريح ” على ضياء ” بعد 14 يوما من عقده و ظل ” جرايم سونيس ” خجولا نسبيًا بشأن تلك الواقعة حتى أنه لم يذكرها في كتابه الذى نشر عام 1999 و ظهرت العديد من الشائعات و القصص حول كيفية تمكن ذلك اللاعب من الوصول الى نادى ” ساوثهامبتون ” و كان الإجماع أن صديقًا جامعيًا له أجرى المكالمة إلى “سونيس ” و حتى عندما سُئل ” جورج وايا ” عن ذلك الشخص قال إنه لا يعرفه و هو أمر منطقى فكيف بلاعب ليبيرى أن يكون إبن عم لاعب سنغالى .

أما بالنسبة الى مصير اللاعب ” على ضياء ” فبعد إقامته القصيرة مع “ساوثهامبتون” تمكن من اللعب لصالح ناد آخر و هو ” جيتسهيد ” الذى كان يلعب فى دورى الترقية الانجليزى ثم لعب ثماني مباريات لنادي “نورثمبرلاند” و سجل هدفين أحدهما في أول ظهور له ثم درس إدارة الأعمال في جامعة “نورثمبريا” في “نيوكاسل” و تخرج عام 2001 و وفقًا للتقارير فقد حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ولاية “سان فرانسيسكو” عام 2003 و بعد الانتهاء من تعليمه يعتقد أنه عمل بقطاع الأعمال في “قطر” لفترة و يعيش الآن في “لندن” و لديه ابن يدعى “سيمون” و هو لاعب كرة قدم محترف لفريق “كاسيتسارت” الذي يتخذ من “تايلاند” مقراً له .

و خلال مقابلة صحفية معه سخر ” على ضياء ” من تلك الاتهامات و قال ان النادى و الاعلام صوروه على أنه كاذب و لكنه لعب بالفعل فى “باريس سان جيرمان” في الدرجة الثانية فى الفترة من 1986 – 1988 و قد ساعدهم في الفوز بكأس “باريس” و أنه تعرّف على وكيل أفريقي مقيم في المملكة المتحدة يُدعى “بشرير سليمان” عام 1994 و كان هذا الوكيل هو الذي حصل علي العقد مع “ساوثهامبتون” و النادى كان يعرف مهاراتى من خلال تدريبى فى نادى ” ساينتس ” الذى قضيت فيه شهرين حتى أنهم شاهدونى و انا ألعب فى احدى المباريات الودية و احرزت فيها هدفين أو ثلاثة كما أنه ساهم فى فوز “السنغال” على “غينيا” بنتيجة 3-1 في تصفيات كأس العالم عام 1998 الا أن إدعاءه ذلك لم يكن صحيحًا لأن “السنغال” قد خرجت بالفعل فى الدور الأول من التصفيات و لم تقابل “غينيا” مطلقا .

أقرأ أيضا : كارلوس كايزر .. لاعب كرة القدم الأسطورى الذى على مدار حياته المهنيه لم يلعب مباراة أو يحرز هدف

و بسبب سوء مهارات ” على ضياء ” فقد وضع اسمه بانتظام في قوائم اللاعبين السيئين أو الانتقالات السيئة و تم اختياره في المرتبة الأولى بقائمة “أسوأ 50 لاعب كرة قدم” في صحيفة التايمز و أيضا في تصنيف ESPN لأسوأ 50 انتقالًا في تاريخ الدوري الإنجليزي .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *