كوكب سيريس هو واحد من أبرز الكواكب القزمة مثل بلوتو و إيريس و هوميا الا أنه يتميز عنهم بأنه الكوكب الوحيد الموجود في المجموعة الشمسية الداخلية حيث يقع داخل حزام الكويكبات الموجود بين كوكبي المريخ و المشتري كما أنه الكوكب الوحيد الذي يدور بالكامل في مدار كوكب نبتون و يعتبر هو أول جسم يتم إكتشافه داخل ذلك الحزام علي يد العالم الإيطالي جوزيبي بيازي عام 1801 بمرصد باليرمو الفلكي في جزيرة صقلية و أطلق عليه ذلك الإسم نسبة إلي إلهة الزراعة الرومانية و لسنوات عديدة تم إعتباره كويكبا رغم إختلافه عن الأجسام الصخرية المجاورة له بشكل كبير سواء كانت في الخصائص أو الحجم إلي أن أعيد تصنيفه مجددا و رفعه إلي مرتبة الكوكب القزم عام 2006 من قبل الإتحاد الفلكي الدولي و بعد مرور عقد من الزمن أصبح أول كوكب قزم يتلقي زيارة من مركبة فضائية حين وصل إليه المسبار Dawn أو الفجر التابع لوكالة ناسا عام 2015 , و علي الرغم من أن كوكب سيريس يشكل نحو 25٪ من الكتلة الكلية لحزام الكويكبات إلا أن كتلة كوكب بلوتو لا تزال هى الأكبر بـ 14 مرة و هو كوكب من الصعب جدا رؤيته بالعين المجردة و يشترط من أجل رؤيته أن يكون تحت سماء شديدة الظلام .
ما حجم و مسافة كوكب سيريس ؟
يبلغ نصف قطر كوكب سيريس حوالي 476 كيلومترًا و هو رقم يعادل 1/13 بالنسبة إلي نصف قطر كوكب الأرض بمعنى أنه إذا كان كوكبنا بحجم العملة المعدنية فسيكون سيريس بحجم بذرة الخشخاش و هو يبعد مسافة متوسطة عن الشمس تقدر بنحو 413 مليون كيلومتر أى ما يعادل حوالي 2.8 وحدة فلكية عن الشمس ( المسافة من الشمس إلى الأرض ) و من خلال تلك المسافة نستطيع القول أن ضوء الشمس يستغرق 22 دقيقة للوصول إلى سطحه .
ما هو مداره و دورانه ؟
يستغرق كوكب سيريس ما يعادل 1682 يوما من أيام الأرض أو 4.6 سنة أرضية للقيام بدورة واحدة حول الشمس ( سنة واحدة بتوقيت سيريس ) و عندما يدور حول محوره فإنه يكمل دورة واحدة كل 9 ساعات مما يجعله من أقصر الكواكب داخل المجموعة الشمسية التي يمر بها أوقات النهار كما أن محور دورانه يميل بمقدار 4 درجات فقط و هذا معناه أنه يدور في وضع مستقيم تقريبًا و لا يواجه فصول موسمية مثل الكواكب الأخرى المائلة .
كيف تشكل كوكب سيريس و ما هو بناءه ؟
تشكل كوكب سيريس مع بقية المجموعة الشمسية منذ حوالي 4.5 مليار سنة عندما سحبت الجاذبية الغاز و الغبار الملتف إلى الداخل ليصبح كوكبًا قزمًا صغيرًا و منذ حوالي 4 مليارات سنة أستقر في موقعه الحالي بين الأجزاء المتبقية من تكوين الكواكب في حزام الكويكبات الواقع بين المريخ و المشتري و يصفه العلماء بأنه كوكب جنيني مما يعني أنه بدأ في التكوين لكنه لم ينته تمامًا و يرجحون أن السبب في ذلك يرجع إلي الجاذبية القوية المنبعثة من كوكب المشتري القريب و التى تمنعه من أن يصبح كوكبًا مكتمل التكوين و هو يشبه الكواكب الصخرية الاخري (عطارد و الزهرة و الأرض و المريخ) لكنه أقل كثافة بكثير عنها كما أن طبقاته ليست محددة بوضوح و لكن يرجح العلماء أنه يتكون من نواة صخرية صلبة و غطاء مصنوع من الجليد المائى أما قشرته فهي صخرية و متربة و تحتوي علي رواسب ملحية كبيرة لا تشبه ملح الطعام و لكنها مصنوعة من معادن مختلفة مثل كبريتات المغنيسيوم .
و لاحظ العلماء أن سطح كوكب سيريس مغطي بعدد لا يحصى من الحفر الصغيرة التى لا يزيد قطر أي منها عن 280 كيلومترًا و هذا أمر مثير للغرابة نظرًا لأن الكوكب القزم يجب أن يكون قد أصطدم بالعديد من الكويكبات الكبيرة خلال حياته البالغة 4.5 مليار سنة لذلك كان من المفترض أن تكون الحفر بشكل أكبر في المساحة و لكنهم يرجحون أن السبب ربما يرجع لوجود طبقات من الجليد تحت السطح مباشرة و التى تعمل علي تلاشي الحفر الكبيرة بمرور الوقت و من المحتمل أيضًا أن النشاط الحراري السابق مثل البراكين قد أدى إلى محو بعض من تلك الحفر الكبيرة داخل بعض فوهات سيريس .
أما بالنسبة للغلاف الجوي فيمتلك كوكب سيريس غلاف رقيق للغاية و هناك أدلة على أنه يحتوي على بخار الماء الذي قد ينتج عن براكين الجليد أو عن طريق تسامي الجليد بالقرب من السطح (التحول من صلب إلى غاز).
هل له غلاف مغناطيسي ؟
لا يعتقد العلماء أن كوكب سيريس لديه غلاف مغناطيسي .
هل يمكن الحياة على كوكب سيريس ؟
يعد كوكب سيريس واحد من الأماكن القليلة في نظامنا الشمسي التى يرغب العلماء في البحث عن علامات محتملة للحياة فيه و ذلك نظرا لإمتلاكه بعض من الخصائص الغير موجودة في الكواكب الأخرى أبرزها الماء الضروري للحياة لذلك فإذا توفر بكثافة بجانب بعض من الشروط الأخرى فمن الممكن أن تتواجد حياة فيه و يرجح العلماء أنه إذا كان هناك أي شيء يعيش عليه فمن المحتمل أن تكون ميكروبات صغيرة جدًا تشبه البكتيريا و إذا لم يكن لديه كائنات حية اليوم فقد تكون هناك علامات على أنه كان يؤوي حياة في الماضي.