واحدة من أكثر نجمات السينما الامريكية شهرة عبر تاريخها و كانت أخبارها الفنية و الشخصية محط اهتمام دائم من الصحف و تتصدر صورها أغلفة المجلات الفنية حول العالم باعتبارها رمزا للأنوثة و جميلة جميلات هولييود و كانت يوما فتاة أحلام لكثير من شباب تلك الحقبة و رغم كل تلك النجاحات التى حققتها خلال مشوارها الفنى الا انها على النقيض تماما مرت بحياة شخصية غير مستقرة بداية من طفولتها و مرورا بشبابها و حتى وفاتها عن عمر ناهز 36 عاما و التى انتهت بشكل مأساوى أصاب العالم كله بالصدمة و رغم مرور ما يقارب من 60 عاما على رحيلها الا انه حتى اللحظة لم تستطيع اى نجمة اخرى الوصول الى تلك المكانة العالميه التى وصلت اليها مارلين مونرو كأيقونة للرقة و الجمال .
نشأتها و دراستها
ولدت ” مارلين مونرو” في الأول من يونيو عام 1926 بمدينة “لوس أنجلوس” بولاية “كاليفورنيا” الأمريكيه تحت اسم “نورما جين مورتنسون” ثم عمدت لاحقًا الى تغييره لـ ” نورما جين بيكر ” و قضت الكثير من طفولتها في دور الرعاية و الايتام و في عام 1937 اعتنت بها لبضع سنوات “جريس و زوجها دوك جودارد ” و الذان كانوا من اصدقاء العائله و كانت تدفع اليهم والدتها” 25 دولارًا أسبوعيًا لتربيتها حيث كان كلا الزوجين من المتشددين دينيا و كانوا يفرضون عليها الكثير من المحاذير مثل عدم سماحهم لذهابها إلى السينما و سرعان ما قررت تلك الأسرة الانتقال الى الولايات الشرقيه و لكنهم لم يستطيعوا تحمل تكاليف انتقال الطفلة معهم .
و نظرا لصعوبة عودة الطفلة الى أمها “جلاديس ” التي عانت من مشاكل نفسية و وضعت في مصحة عقلية فقد عادت ” مارلين ” الى دار للرعايه حيث تقول “مونرو” فى ذكرياتها ان والدتها كانت تحاول خنقها و هى طفله بوسادة خلال نومها على سريرها كما انها خلال طفولتها تعرضت الى اعتدائات جنسيه في عدة مناسبات منها الاغتصاب و هى فى عمر في الحادية عشرة و بمجرد وصولها الى سن الخامسة عشرة تركت المدرسة الثانوية و بعد عام تزوجت من زوجها الأول ” جيمى دوجيرتى ” عام 1942 .
![](https://millionma3loma.com/wp-content/uploads/2021/12/marchi.jpg)
حياتها المهنيه و الفنيه
كان حلم ” مونرو ” هو أن تصبح ممثلة شهيرة مثل “جان هارلو” و “لانا تيرنر” و عندما تم إرسال زوجها إلى جنوب المحيط الهادئ خلال الحرب العالمية الثانيه بدأت فى العمل بمصنع ذخيرة في “فان نويس – بكاليفورنيا ” حيث اكتشفها لأول مرة أحد المصورين و بحلول الوقت الذي عاد فيه زوجها “دوجيرتي” من الحرب عام 1946 كانت “مونرو” تتمتع بمهنة ناجحة كعارضة أزياء و التى أهلتها فى نفس العام الى توقيع عقد فيلمها الأول حيث قامت حينها بتغيير اسمها الى ” مارلين مونرو ” و حتى هيئتها بعد ان قامت بصبغ شعرها باللون الأشقر .
في البداية لم يتم اعتبار “مونرو” كنجمة سينمائيه بل كانت ممثلة عاديه و لم تنطلق مسيرتها الحقيقية نحو الشهره إلا بعد مرور بضع سنوات بفضل صوتها اللطيف وشخصيتها الرقيقه و مهارتها التمثيليه التى أهلتها للفوز بالعديد من الجوائز و الأوسمة و قامت افلامها بجذب جمهور كبير و تخطت ارباحها 200 مليون دولار و هو مبلغ ضخم فى ذلك الوقت .
و رغم نجاح ” مونرو ” الفنى الا انها كانت تعانى من متلازمة القلق قبل ادائها لادوارها و الذى كان يجعلها احيانا مريضة جسديًا و كانت سبب جذري لقلة اعمالها الفنيه و تأخر صدور الافلام التى تقوم بتصويرها و هو الامر الذى كان يثير غضب النجوم المشاركين معها و طاقم العمل الا انها على اى حال كانت اعمالها السينمائيه تحقق ايرادات ضخمة فى شباك التذاكر و في منتصف خمسينيات القرن الماضي سئمت “مونرو” من الأدوار التى تظهر فيها بصورة الفتاة الساذجه و انتقلت إلى مدينة “نيويورك” لدراسة التمثيل مع “لي ستراسبيرج” في استوديو الممثلين و بحلول أوائل الستينيات بدت حياة “مونرو” المهنية و الشخصية في حالة اضطراب بعد دخولها فى علاقات غير ناجحة و تحقيق أخر فيلمين لأرقام محبطه شباك التذاكر.
![](https://millionma3loma.com/wp-content/uploads/2021/12/hbz-marilyn-monroe-on-set-gettyimages-3095743.jpg)
أشهر أفلامها
بدأت “مونرو” حياتها السينمائيه عام 1947 من خلال ادوار هامشيه فى عدد من الافلام الا ان بصمتها بدأت فى الظهور من خلال فيلم The Asphalt Jungle و الذى انتج عام 1950 و حظيت فيه بدور محدود و فى نفس العام ظهرت فى فيلم All About Eve و فيه أثارت “مونرو” إعجاب الجماهير و النقاد على حد سواء بأدائها في دور “كلوديا كاسويل” و فى عام 1953 قامت ببطولة فيلم Niagara حيث كانت امرأة شابة متزوجة تقتل زوجها بمساعدة حبيبها و كانت ذلك الدور بمثابة ميلاد نجمة سينمائية مستقبليه و فى نفس العام قامت ببطولة فيلم Gentleman Prefer Blondes و الذى كان بداية تعرف الناس عليها كممثلة اغراء و بعدها بعام قامت ببطولة فيلم How to Marry a Millionaire و التى كانت فيه فتاة من بين ثلاث تبحثن على مليونيرات للزواج في الفيلم لكنهن يجدن الحب الحقيقي بدلاً من ذلك و فى نفس العام ايضا قامت ببطولة فيلم There’s No Business Like Show Business و هو فيلم كوميدى رومانسى حول زوجين بدأ زواجهما في الانهيار عندما يلتقي الزوج بفتاة تحقق اماله على حساب زوجته و فى عام 1955 قامت ببطولة فيلم The Seven Year Itch و فيه قامت بتكرار دور المرأة البديلة والذي يدور حول زوج مخلص يميل إلى الخيانه عندما تذهب عائلته الى المصيف و فى عام 1956 شاركت فى فيلم Bus Stop و هو اول فيلم بعد انتقالها الى “نيويورك” و دراستها للتمثيل فى مدرسة ” ستراسبيرج ” و قامت فيه بدور مغنية اختطفها مربي ماشية و الذي يقع في حبها و فى عام 1957 قامت ببطولة فيلم The Prince and the Showgirl و شاركت فيه الممثل و المخرج و المنتج “لورانس اوليفر” و الذى شهد توترات كبيرة بينها و بين افراد العمل و تلقى الفيلم عند عرضه آراء متباينة و حقق نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر ببريطانيا ولكنه لم يكن مشهورًا بالقدر الكافى في “الولايات المتحدة” و بعد عامين و فى عام 1959 قامت ببطولة واحدا من اشهر افلامها و هو Some Like It Hot مع “جاك ليمون” و “توني كيرتس” و لعبت فيه دور مغنية تأمل في الزواج من مليونير و يتظاهر ليمون وكيرتس بأنهما نساء يختبئون مع أوركسترا مكونة من فتيات تضم “مونرو” بسبب هروبهم من عصابة بعد أن شهدوا تنفيذ جريمة قتل و فى عام 1961 قدمت فيلم The Misfits و هو اخر فيلم مكتمل لـ “مارلين مونرو” قبل وفاتها و فى عام 1962 تم استبعادها من بطولة فيلم Something’s Got to Give امام الممثل “دين مارتن” بسبب عدم التزامها بأيام التصوير حيث زعمت الممثلة أن الغياب كان بسبب المرض و رفض “مارتن” عمل الفيلم بدونها لذلك أوقف الاستوديو استكمال الفيلم .
![](https://millionma3loma.com/wp-content/uploads/2021/12/4.bp_.blogspot.comsam-shaw-marilyn-monroe-f-72404b84d9da4ff65d4be1d2bec0f8e9793724a8-511x381-1.jpg)
الأزواج و العشاق
كان لـ “مارلين مونرو” ثلاثة أزواج في حياتها و هم جيمى دوجيرتي (1942-1946) و جو ديماجيو (1954) و آرثر ميلر (1956-1961) كما كانت لها علاقات رومانسيه مع مارلون براندو و فرانك سيناترا و إيف مونتاند و المخرج إيليا كازان.
ففي 19 من يونيو عام 1942 تزوجت “مونرو” البالغة من العمر 16 عامًا من ” جيمى دوجيرتي” وهو تاجر يبلغ من العمر 20 عامًا و الذى كان يعيش بجوار صديق والدتها و الذى اقترح عليه ان يتزوجها حتى لا يتم إرسالها إلى دار للأيتام و تزوجا لفترة استمرت اربع سنوات و مع دخول ” مارلين ” لعالم السينما سعت الى الطلاق منه بشكل علق عليه “دوجيرتى” لاحقا “لم أعرف مارلين مونرو قط و لا أدعي أن لدي أي رؤى لها حتى يومنا هذا لاننى كنت أعرف نورما جين فقط و أحبها” و في عام 1954 تزوجت من لاعب البيسبول العظيم ” جو ديماجيو ” لفترة قصيرة استمرت تسعة أشهر و الذى اشتهر بعد وفاتها بمداومة ارساله لورود حمراء الى قبرها على مدار العشرين عامًا التى تلت وفاتها اما زواجها الثالث فكان بمثابة أطول زواج لـ “مونرو” مع الكاتب المسرحي ” أرثر ميلر” حيث التقيا لأول مرة عام 1950 في احدى الحفلات سرعان ما بدأوا فى تبادل الرسائل ثم التقيا مرة أخرى عندما انتقلت “مونرو” إلى “نيويورك” و بدأت بينهم علاقة غرامية بينما كانت لا تزال متزوجة من “ديماجيو” الى ان تزوجا في 29 يونيو عام 1956 ليبدأ الطرفان فى مواجهة الكثير من المشاكل تعرضت فيهم ” مارلين ” الى اجهاضين حتى انفصلا في 20 من يناير عام 1961 .
أقرأ أيضا : قصة مشهد عفوى لمارلين مونرو صدر منه واحدة من أشهر صور القرن العشرين و التى تسببت فى طلاقها
بالاضافة الى ذلك فقد كانت هناك شائعات قويه بأن “مونرو” كانت على علاقة مع الرئيس الامريكى “جون كينيدي” أو شقيقه “روبرت” أو الاثنين معا و ذلك في وقت قريب من وفاتها و في 19 من مايو عام 1962 قدمت أدائها الشهير في الاحتفال بعيد ميلاد “جون كينيدي ” حيث غنت “عيد ميلاد سعيد ، سيدي الرئيس” ليظهر الرئيس بعدها بلحظات على خشبة المسرح قائلاً: “يمكنني الآن التقاعد من السياسة بعد أن غنيتى لي أغنية عيد ميلاد سعيد بهذه الطريقة اللطيفة والمفيدة ” .
![](https://millionma3loma.com/wp-content/uploads/2021/12/614200_1.jpg)
وفاتها
توفيت ” مارلين مونرو ” بمنزلها في “لوس أنجلوس” في 5 من أغسطس عام 1962 عن عمر يناهز 36 عامًا فقط حيث تم العثور على زجاجة فارغة من الحبوب المنومة بجانب سريرها و رغم وجود بعض من التكهنات بأنها ربما تكون قد قُتلت الا انه صدر تقرير رسمى يرجع سبب وفاتها الى جرعة زائدة من المخدرات و دُفنت و هى ترتدى فستانها المفضل من ” ايميلو بوتشى ” بداخل نعش معروف باسم “تابوت كاديلاك” و هو النعش الأكثر تطوراً فى ذلك الوقت و المصنوع من البرونز الصلب الثقيل و المبطن بالحرير و ألقى ” لى ستراسبيرج ” خطاب تأبين لها أمام مجموعة صغيرة من الأصدقاء و العائلة .
و رغم وفاتها من زمن بعيد الا انه لا تزال ” مارلين مونرو ” أسطورة سينمائيه و حالة فريدة من نوعها حيث تم تقليدها على مر السنيين من قبل عدد من المشاهير بما في ذلك مادونا و ليدي جاجا و جوين ستيفاني كتقديرا منهم لمكانتها الفنيه .