تقام المتاحف غالبا فى جميع أنحاء العالم لتوضع فيها القطع الأثرية التى تعتبر شاهدة على فترة زمنية عاشها أسلافنا أو لعرض مقتنيات كانت تخص شخصيات بارزة تركت بصمة ملموسة عبر تاريخنا الإنساني و لكن فى بعض من الأحيان قد نشاهد عدد من المتاحف الغريبة التى تستعرض بعضا من العناصر الغير مألوفة واحد منها يقع بوسط مدينة لاس فيجاس فى الولايات المتحدة و المعروف بإسم متحف الجريمة و الذى من خلاله يقدم لزواره رحلة تفاعلية يستعرض فيها قصص حقيقية عن العصابات التى كانت موجودة فى المدن الأمريكية و تاريخ أشهر رجالها و توضيح تأثير الجريمة المنظمة على المجتمع الأمريكى اضافة الى إبراز دور وكالات إنفاذ القانون المختلفة التي تمكنت من محاربتهم داخل البلاد .
بدأت قصة متحف الجريمة عام 2000 حين قررت الحكومة الفيدرالية بيع مكتب البريد السابق و مبنى المحكمة الفيدرالية اللذان كانا غير مستخدمين فى مدينة “لاس فيجاس” و يعود تاريخهم الى ثلاثينيات القرن الماضى مقابل دولار واحد فقط مقابل شرطان أولهم إعادة المبنى إلى مجده الأصلي و الثاني هو استخدامه لغرض ثقافي و هو ما دفع ” أوسكار جودمان ” و الذى كان محامي سابق لعدد من العصابات الإجرامية و عمدة مدينة “لاس فيجاس” في ذلك الوقت الى اقتراح فكرة إنشاء متحف يخصص للجريمة عام 2002 و هى فكرة راقت لمكتب التحقيقات الفيدرالي FBI الا أنها واجهت بعض المعوقات تمثلت فى رفض المجموعات الإيطالية الأمريكية الذين قالوا أن ذلك المتحف سوف يقوم بتشويه صورتهم فى المجتمع و مع ذلك تم تأمين التمويل اللازم و رصدت له ميزانية بلغت اكثر من 50 مليون دولار و في يوم عيد الحب عام 2012 تم افتتاح متحف الجريمة بشكل رسمي و إعتباره منظمة غير ربحية تعمل بمهمة تعزيز الفهم العام لتاريخ الجريمة المنظمة و تأثيرها السلبي على الولايات المتحدة .
و يتكون متحف الجريمة من أربعة طوابق و اذا قررت القيام بجولة كاملة فيه قد تستغرق أكثر من ساعتين حيث تقع القاعة الرئيسية به فى الطابق الثانى و كانت يوما مقرا لاحدى جلسات استماع لجنة ” كيفوفر ” لفضح الجريمة المنظمة التي عقدت في اوائل الخمسينيات و من خلال الصور و النصوص و العروض و التقنيات التفاعلية و المعارض و أنواع أخرى من طرق عرض المتحف المبتكرة ستتعرف على تاريخ الجريمة المنظمة كما ستشاهد بعض من صور جثامين لافراد عصابات مقتولين تم العثور عليهم في مسارح الجريمة مع صور و سير ذاتية قصيرة و مقتنيات تخص زعماء العصابات الأكثر شهرة مثل “آل كابوني” و “تشارلي لوتشيانو” و غيرهم اضافة الى مقتنيات و سير ذاتيه لاشهر رجال مكافحة الجريمة المنظمة .
كما يوجد داخل متحف الجريمة مجموعات كبيرة من الأسلحة التى كانت تستخدم من قبل العصابات اثناء تنفيذ جرائمهم مع قطع اثريه هامة شهدت احداث اجراميه مثل جدارية من الطوب شهدت مذبحة القديس فالنتين عام 1929 و التى اصطف امامها اعضاء عصابة ” باجز موران ” السبعه قبل تصفيتهم من قبل رجال ” أل كابوني ” و بها اثار اطلاق النيران عليها كما يحتوى المتحف ايضا على قسم يحتوى على صور لجميع الممثلين الذين قاموا بتجسيد ادوار لرجال العصابات فى افلامهم مع عرض مقاطع لهم فى تلك الافلام بالاضافة الى ابراز اشهر جماعات الجريمة المنظمة في العالم فى وقتنا الحالى مثل عصابات المخدرات المكسيكية و الياكوزا اليابانية و المافيا الروسية و انواع الانشطة التى يمارسوها و كيفية تصدى المؤسسات الامنية لها .
و لا تقتصر الجولة داخل متحف الجريمة على مشاهدة الزائر لتاريخها فقط و لكن يمكن أيضا التفاعل معها حيث يمكن للزائرين الجلوس على كرسي كهربائى طبق الاصل و الذى كان يستخدم فى تنفيذ احكام الاعدام سابقا بالاضافة الى استماعهم لتسجيلات صوتيه حقيقيه تخص محادثات متداولة بين افراد العصابات و تم التصنت عليها من قبل الشرطة مع وضعهم على برنامج محاكاة تدريبى على استخدام الأسلحة النارية حيث يكون الزائر محل ضباط إنفاذ القانون و يعرضهم لأنواع المواقف التي يخضع لها الضباط فى حالات استخدام القوة و اطلاق النار حيث يحصل الضيوف على سلاح ناري شبيه بالحقيقى لاستخدامه طوال التجربة بالاضافة الى وجود ” معمل الجريمة ” الذى يسمح للزائرين باستكشاف كيفية عمل محققي مسرح الجريمة و محللي البصمات و الحمض النووي و خبراء المقذوفات و الطب الشرعى الذين يحددون تفاصيل ارتكاب الجريمة و كيفية التوصل الى مرتكبها .
أقرأ أيضا : معسكرات الساحرات … ملتقى النساء المتهمات بالسحر فى غانا
و فى داخل متحف الجريمة يمكنك التسوق فيه نظرا لامتلاكه متجر مخصص لبيع الكتب و الهدايا التذكاريه المتعلقه بمجال الجريمة و بعض الافلام المرتبطة بها و هو مفتوح ابوابه للزوار طوال ايام الاسبوع .
