تعتبر مسابقات ملكات الجمال واحدة من أبرز الفعاليات الترفيهية التي يتم تنظيمها علي الصعيد الوطني أو الدولي و التي فيها يتباري العديد من الفتيات لإجتياز عدد من المراحل التنافسية فى محاولة للظفر بذلك اللقب شريطة إلتزامهم بمجموعة من الشروط أبرزها وجود قبول في ملامح الوجه و تناسق في الجسد و التمتع بقدر من الثقافة العامة و لكن يبدو أن الولايات المتحدة كان لها رأي أخر في خمسينيات و ستينيات القرن الماضي و ذلك حين إستضافت مسابقة غريبة من نوعها للجمال أطلق إليها إسم ملكة جمال وضعية الجسد الصحيحة و التي كان يتم إختيار الفائزين بها بناء علي صورهم الملتقطة بالأشعة السينية .
بدأت فكرة مسابقة ملكة جمال وضعية الجسد الصحيحة خلال فترة الخمسينيات و السيتينيات من القرن الماضي حين وجد الأطباء المتخصصين في تقويم العمود الفقرى في ” الولايات المتحدة ” و هو أحد انواع الطب التكميلي أو البديل و المعني بعلاج الإضطرابات العصبية و العضلية عن طريق إجراء بعض من التمرينات الرياضية و تدليك العضلات بأنهم يعانون من مشكلة في العلاقات العامة و التواصل مع الناس حيث كانت لا تزال تلك المهنه حديثة العهد على المجتمع الطبي الأمريكي لذلك قرروا الإستفادة من مسابقات الجمال لتكون وسيلة لإضفاء الشرعية على مهنتهم و لكن على طريقتهم الخاصة لذلك قرروا تنظيم مسابقة فريدة من نوعها لإختيار ملكة جمال وضعية الجسد الصحيحة و تكون جوائزها التي ستقدم للفائزين عبارة عن مبالغ مالية و منح دراسية .
و بحلول مايو عام 1956 تم عقد مؤتمر تقويم العمود الفقري و الذي أستمر لمدة أسبوع فى مدينة “شيكاغو” بولاية ” إلينوي ” و تخلله تنظيم مسابقة ملكة جمال وضعية الجسد الصحيحة و أنتهت المنافسات بتتويج “لويس كونواي” البالغة من العمر 18 عامًا باللقب و المركز الأول بينما أحتلت “ماريان كابا” البالغة من العمر 16 عامًا المركز الثاني تلتها “روث سوينسون” ذات الـ 26 عامًا في المركز الثالث و وفقًا لصحيفة “شيكاغو تريبيون ” فإن هؤلاء الفتيات لم يتم إختيارهم لتلك المراكز بناء علي جمالهم الظاهري أو لصورهم الملتقطة بالأشعة السينية فقط و لكن أيضًا من خلال وضعية وقوفهم حيث قامت كل فتاة منهم بالوقوف و وضع قدميها على ميزانين فى وقت واحد و إذا تساوت القراءة في كلا الميزانين فهذا دليل يؤكد سلامة وضعية الوقوف الصحيحة .
و على مدار السنوات المتعاقبة تم تنظيم مسابقات ملكة جمال وضعية الجسد الصحيحة فى العديد من الولايات الأخرى و لم تقتصر تلك المنافسات علي النساء فقط و لكن كانت هناك فعاليات أخري تم تخصيصها للرجال أيضا إلا أنها لم تحظي بشعبية كبيرة بين الناس و لم تدم طويلا مثل منافسات النساء إلي أن توقفت هي الأخري تماما بعد تنظيم أخر فعالية لها عام 1969 فى مدينة “تشاتانوجا” بولاية “تينيسي” .
أقرأ أيضا : زي أريجو الروحاني الذي كان يجري عملياته الجراحية الناجحة و المعقدة بسكاكين صدئة
و يقول الأخصائيين المشرفين علي بطولة ملكة جمال وضعية الجسد الصحيحة أن الهدف منها هو زيادة وعي الجمهور بأهمية علاج و تقويم العمود الفقري لأنه كلما زاد الإقبال علي ذلك الأمر كلما ساعد أولئك الأطباء بشكل كبير في الحصول على التراخيص اللازمة لمزاولة تلك المهنة بالإضافة إلي إيصال رسالة إلي الناس بأن الوضعية الجيدة تعنى صحة جيدة و أن هؤلاء الأخصائيين هم من سيضعوك على ذلك الطريق الصحيح .