هل ترشح أدولف هتلر الى جائزة نوبل للسلام عام 1939 ؟

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية و انتحار الزعيم الألماني أدولف هتلر بدء يظهر الى العلن الفظائع التى ارتكبتها القوات النازية تحت قيادته أثناء احتلالها بالقوة للعديد من الدول المجاورة فى مخالفة صريحة للقانون الدولى حيث قامت بقصف العديد من المدن الرئيسية و التسبب فى تدميرها و مقتل أعداد ضخمة من المدنيين مرورا بانشاء معسكرات الإعتقال و الابادات الجماعية للعديد من الأجناس و الاعراق المختلفة سواء كانوا من اليهود او الغجر أو المعاقين اضافة الى سوء معاملة أسرى الحرب السوفييت حيث مات ما لا يقل عن 3.3 مليون أسير حرب سوفيتي داخل معسكرات الإعتقال الألمانية من الجوع و التعذيب و أحيانا بعد تنفيذ العديد من الاعدامات الجماعية بحق بعض منهم بشكل يخالف اتفاقيات جنيف المعنية بحقوق أسرى الحرب بجانب تدمير الكثير من الكنائس الأثرية التى يرجع تاريخها الى العصور الوسطى و حرق الاف القرى و بداخلها سكانها لذلك كان أمرا طبيعيا تقديم العديد من القيادات الألمانية الى محاكمات مجرمي الحرب و التى قضت بمعاقبة العديد منهم بالإعدام أو السجن لفترات طويلة مع حظر الحزب النازى و أفكاره المتطرفة التى تسببت فى مقتل الملايين من البشر و لكن رغم كل ما سبق الا انه تداولت معلومة على شبكة الانترنت قد تكون صادمة للغالبية و التى تشير الى ان الزعيم النازى أدولف هتلر الذى أشعل تلك الحرب و تسبب فى كل ذلك الدمار و الخراب قد ترشح الى جائزة نوبل للسلام عام 1939 و هو ما دفعنا للبحث لمعرفة حقيقة تلك المعلومة الصادمة .

التقييم

الأدلة

تميز “أدولف هتلر” بكونه أحد أكثر الشخصيات المكروهه في تاريخ البشرية و لكن رغم ذلك حصل على ترشيح لجائزة نوبل للسلام عام 1939 و إن كان ترشيحًا لم يأخذه أحد بجدية و كان ذلك من قبل عضو البرلمان السويدي ” اي جى سى براندت ” حيث كان من الناحية الفنية لا تستطيع لجنة “نوبل” التحكم في الترشيحات التي تأتى اليها و وفقًا لموقع الجائزة فيكون الترشيح صالحًا إذا تم تقديمه من قبل “أعضاء المجالس الوطنية و الحكومات الوطنية” لذلك كان “براندت” قادرًا على تقديم هذا الترشيح و استيفاء شروطه رغم أن ما فعله كان على سبيل المزاح و السخرية .

و كان من المعروف عن ” براندت ” أنه معاديا للفاشية و قدم الترشيح كرد ساخر على جدل سياسي اجتاح “السويد” عام 1939 حين رشح 12 عضوًا في البرلمان السويدي رئيس الوزراء البريطاني “نيفيل تشامبرلين” لكونه مسؤولاً عن السلام العالمي بعد اتفاقية “ميونيخ” عام 1938 التي أتفق فيها مع “هتلر” على ضم منطقة “سوديتنلاند” التشيكوسلوفاكية إلى “ألمانيا” لتجنب نشوب حرب فى قارة أوروبا و بعد ثلاثة أيام فقط من الترشيح أرسل “براندت” رسالة إلى لجنة جائزة نوبل النرويجية ترشح “هتلر” و وفقًا لمركز نوبل للسلام فقد جاء في رسالته ما يلى :

إلى لجنة نوبل النرويجية

أقترح بتواضع أن يتم منح جائزة السلام لعام 1939 للمستشار الألماني و الفوهرر “أدولف هتلرو هو رجل في رأي الملايين من الناس يستحق أكثر من أي شخص في العالم هذه الجائزة المحترمة حيث تكشف وثائق أصلية أنه في سبتمبر عام 1938 كان السلام العالمي في خطر كبير و كان الأمر مجرد ساعات قبل أن تندلع حرب أوروبية جديدة و لكن ذلك الرجل أنقذ خلال هذا الوقت الخطير منطقتنا من العالم من هذه الكارثة الرهيبة و كان بلا شك القائد العظيم للشعب الألماني في اللحظة الحرجة و لم يدع الأسلحة تتكلم طواعية على الرغم من أن لديه القدرة على بدء حرب عالمية.

و من خلال حبه المتوهج للسلام و الذي تم توثيقه مسبقًا في كتابه الشهير كفاحى تجنب “أدولف هتلر” استخدام القوة لتحرير مواطنيه في “سوديتنلاند” و جعل وطنه الأم كبيرًا و قويًا و من المحتمل أن “هتلر” إذا لم يتحرش به أحد و تركه دعاة الحرب بسلام سيعمل على تهدئة أوروبا وربما العالم بأسره.

للأسف ، لا يزال هناك عدد كبير من الأشخاص الذين فشلوا في رؤية عظمة نضال “أدولف هتلر” من أجل السلام و بناءً على هذه الحقيقة لم أكن لأجد الوقت المناسب لترشيح “هتلر” لجائزة نوبل للسلام لولا عدد من البرلمانيين السويديين الذين رشحوا مرشحًا آخر و هو رئيس الوزراء البريطاني “نيفيل تشامبرلين ” و يبدو أن هذا الترشيح لم يتم التفكير فيه بشكل جيد على الرغم من صحة أن “تشامبرلين” من خلال فهمه السخي لنضال “هتلر” من أجل التهدئة قد ساهم في إنقاذ السلام العالمي إلا أن القرار الأخير كان لهتلر وليس لتشامبرلين لذلك يجب أولاً و قبل كل شيء شكر “هتلر” و لا أي شخص آخر على السلام الذي لا يزال سائدًا في الجزء الأكبر من أوروبا و هذا الرجل هو أيضًا رجاء السلام في المستقبل.

و بما أنه من الواضح أن “تشامبرلين” يمكنه المطالبة بنصيبه في صنع السلام فمن المحتمل أن يحصل على جزء أصغر من الجائزة السلام لكن أصح ما يجب فعله هو عدم وضع اسم آخر بجانب اسم “أدولف هتلر” وبالتالي إلقاء الظل عليه فأدولف هتلر هو بكل المقاييس المقاتل الحقيقي الذي وهبه الله من أجل السلام و يعلق الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم آمالهم عليه بصفته أمير السلام على الأرض.

ستوكهولم ، 27 يناير 1939

أدولف هتلر مع نيفيل تشامبرلين
هتلر و تشامبرلين

و بمجرد ارسال تلك الرسالة تسببت فى ردود أفعال عنيفة حيث احتجت الجماعات اليسارية السويدية على هذا الترشيح و وصفت “براندت” بأنه أخرق و مجنون و خائن للطبقة العاملة كما ألغيت محاضراته في نوادي مختلفة ليظهر “براندت” و يرد في مقابلة مع صحيفة “سفينسكا مورجونبوستن” السويدية قائلا أن ترشيح “تشامبرلين” جعله يرشح “هتلر” كأمر ساخر و كانت وجهة نظره أنه من خلال اتفاقية ميونيخ طعنت القوى الغربية “تشيكوسلوفاكيا” في الظهر بتسليمها “سوديتنلاند” و رأيه الحقيقي أن لا يستحق أي من الزعيمين الجائزة .

أقرأ أيضا : هل تسبب مومياء فرعونية ملعونة فى غرق السفينة الشهيرة تيتانيك ؟

و وفقًا لأرشيفات جائزة “نوبل” فقد سحب “براندت” ترشيحه في فبراير 1939 و تصف المحفوظات بأنه “عضو مناهض للفاشية في البرلمان السويدي و لم يقصد أبدًا أن يؤخذ ترشيحه على محمل الجد” كما يصف مركز نوبل للسلام تفسير “براندت” بأن ترشيحه كان مثيرًا للسخرية بأنه ربما يكون صحيحًا لكنه فشل في توقع رد فعل الجمهور عندما يتعلق الأمر بكيفية تشكيل رسالته و لكن كانت أنشطته المناهضة للفاشية واضحة جدًا حيث كان ضد اتفاقية “ميونيخ” و وقع على عريضة أدت إلى إنشاء حزب مناهض للفاشية في “السويد” كما انتقد حزبه السياسي لرفضه استقبال المزيد من اللاجئين اليهود من “ألمانيا” كما كان أول من دعا إلى إجراء تحقيقات في شائعات معسكرات الإبادة الألمانية في “بولندا” .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *