هل البيانو الذهبي الذى ظهرت أمامه الملكة إليزابيث كان ملكا للرئيس العراقي صدام حسين و تمت سرقته ؟

على مر السنوات إعتاد الشعب البريطاني متابعة رسالة الملكة السنوية بمناسبة عيد الميلاد حيث كان تقليدا هاما فيه تجلس العائلات و الأصدقاء حول التلفزيون فى المملكة المتحدة و هم يتناولون طعامهم و يستمعون إلى كلمات شخص كانت حياته مليئة بالتجارب الغير عادية و مرت عليها أحداث هامة من تاريخ البشرية و هو يتمنى لهم الخيرات و البركات فى عامهم الجديد , و خلال إحدى الرسائل السنوية التى بثت عام 2018 ظهرت الملكة إليزابيث الثانية و خلفها بيانو ذهبي اللون لفت أنظار المشاهدين و لكنهم لم يهتموا كثيرا لأنه من المعروف عن الملكة الراحلة حبها الكبير للموسيقي الكلاسيكية منذ الصغر كما أنها كانت معتادة فى سنواتها الأولى التدرب بالعزف على البيانو لذلك لم يكن بالأمر الغريب أن يكون البيانو الملكى بذلك الشكل و لكن فى منتصف عام 2020 نُشرت تغريدة غريبة بعض من الشئ كان فحواها أن الملكة إليزابيث الثانية التقطت صورة أمام بيانو ذهبي اللون عام 2018 ترجع ملكيته الى الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين و أنه تم سرقته من العراق على يد القوات البريطانية خلال خوضها حرب الخليج فى مطلع التسعينيات مع قوات التحالف و أثارت تلك التغريدة الكثير من الجدل و بدء الناس فى إعادة نشرها و اصبح لها كثير من المصدقين و أيضا المكذبين و أصبح السؤال هل بالفعل البيانو الذهبي الذى ظهرت أمامه الملكة كان مملوكا للرئيس صدام حسين ؟

التقييم

الأدله

التغريدة التى تتهم الملكة اليزابيث بسرقة البيانو الذهبي من صدام حسين
التغريدة التى أثارت الجدل

بكل تأكيد هى معلومة خاطئة لأن البيانو الذهبي كان مرافقا للملكة إليزابيث الثانية طوال حياتها المديدة و ظهرت معه فى العديد من الصور خلال الفترات المختلفة من عمرها و لكن من المرجح أن تلك الشائعة تحديدا قد وجدت صدى كبيرا بين الناس بسبب تاريخ صلات ” صدام حسين ” بالمتعلقات الذهبية بعد أن ظهر و معه بندقية هجومية من طراز AK-47 مطلية بالذهب الخالص .

و من ناحية أخرى لم تدخل القوات البريطانية الى العاصمة “بغداد” خلال حرب الخليج التى حدثت فى مطلع التسعينيات حيث حدثت عملية عاصفة الصحراء في 17 يناير عام 1991 و قد وضع التحالف نصب عينيه ضرب أهداف عسكرية و اقتصادية و مراكز الاتصالات في “العراق” و “الكويت” فقط لإجبار القوات العراقية على الانسحاب و انتهت تلك الحرب في غضون أسابيع مع إعلان وقف إطلاق النار في نهاية فبراير .

و بالعودة الى تاريخ البيانو الذهبي نفسه فسنجد أنه جزءًا أساسيا من غرفة الرسم البيضاء في قصر باكنجهام و لم يتم سرقته من “صدام” كما يشاع حيث يعود تاريخه إلى عام 1856 عندما طلبت “الملكة فيكتوريا” جدة الملكة ” إليزابيث ” من شركة “إيرارد” في “لندن” بصناعة واحد منهم يكون ذهبي و كانت شغوفة بالعزف عليه مع زوجها الأمير ألبرت حيث كانت الموسيقى شيئ أساسي في حياتهم و مع مرور السنوات انتقلت ملكيته الى الملكة إليزابيث التى كانت تعزف عليه فى بداية حياتها مع أختها الأميرة مارجريت كما ظهرت صورة للبيانو فى نفس الغرفة كانت قد التقطت له عام 1947 و بطبيعة الحال نتيجة قدم صناعته كان من الضرورى اعادة ترميمه و أوكلت المهمة الى ” ديفيد وينستون ” الذى أستغرق عاما كاملا لإتمام مهمته .

أقرأ أيضا : هل لعب الجنود الألمان و البريطانيين سويا كرة القدم و تبادلوا الهدايا فى هدنة عفوية بليلة عيد الميلاد

و نتيجة كل ما سبق فمن الصعب جدا ان تكون تلك الشائعة حقيقيه لأن البيانو الذهبي عمره أكثر من 150 عاما و لا علاقة له بصدام حسين أو العراق أو الشرق الأوسط كله .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *