التلفزيون

التلفزيون هو واحد من أبرز و أهم الإختراعات التى شهدتها البشريه فهو بمثابة صندوق سحرى يعرض عبر شاشته الأخبار و المباريات و المسلسلات و البرامج المتنوعة و تلتف حوله جميع الأسر لذلك ليس بالغريب تواجده بمعظم الأماكن فى جميع أنحاء العالم حيث أشارت إحصائية صدرت عام 2013 أن أكثر من 79% من منازل العالم لا تخلو من جهاز التلفزيون و رغم التقدم التكنولوجى الحادث مؤخرا و اعتمادنا على العديد من وسائط العرض المتطورة الأخرى مثل الهواتف المحمولة و الأجهزة اللوحية و الكومبيوتر الا أنه لا يزال صامدا و محافظا على أهميته نظرا لمروره بعدد من التطويرات بشكل منتظم لمواكبة متطلبات عصره و ذلك من خلال إضافة عدد من المزايا إليه مثل إمكانية إتصاله بشبكة الانترنت أو إستقبال إشارات البث عبر الأقمار الصناعية و تصفح العديد من التطبيقات الهامة أبرزها فيسبوك و يوتيوب .

تاريخ التلفزيون

بدأ التلفزيون فى الظهور بشكل مبكر في أوائل القرن التاسع عشر حيث كان يعمل من خلال مسح الصور ميكانيكيًا ثم نقلها على الشاشة و بالطبع كان بدائيا للغاية عند مقارنته بأجهزة التلفزيون الإلكترونية ثم انقسم مبتكرى جهاز التلفزيون الى فريقين احدهما سعى الى اختراعه بتقنية ميكانيكيه معتمدة على تكنولوجيا تدعى ” قرص نيبكو ” و التى أخترعها عالم ألمانى يدعى ” بول جوتليب نيبكو ” و الذى كان يرسل الصور عبر الأسلاك باستخدام قرص معدني دوار أما الفريق الأخر فقد أستخدم التقنية الإليكترونية عبر استخدام أنبوب أشعة الكاثود و هو أنبوب زجاجى مفرغ يحتوى على شعيرات ساخنه و يتدفق بداخله شعاع من الاليكترونيات لتتفاعل بالتلامس على شاشة مطليه من الداخل بالفسفور و التى تتغير خصائصها اللونيه مكونة الصور المعروفه حيث يرجع الفضل لإبتكار تلك التقنية الى العالم الروسي “بوريس روسينج” و الإنجليزي “كامبل سوينتون” عام 1907 و فى النهاية أدت تلك الجهود المبكرة لهؤلاء المخترعين إلى ظهور أول تلفزيون كهربائي في العالم بعد بضع سنوات .

التلفزيون و أنبوب الكاثود

و بحلول عام 1927 ظهر اول نموذج للتلفزيون الإليكتروني على يد ” فيلو فارنسورث ” الذى كان يبلغ من العمر وقتها 21 عامًا حيث عاش هذا المخترع في منزل خالى من الكهرباء حتى بلوغه سن 14 عامًا و عند إلتحاقه بالمدرسة الثانوية بدأ يفكر في نظام يمكنه التقاط الصور المتحركة و تحويلها إلى رموز ثم نقلها على طول موجات اللاسلكي إلى أجهزة مختلفة حيث كان فكره ذلك متقدمًا بأميال على أي نظام تلفزيوني ميكانيكي تم اختراعه فى ذلك الوقت و نجح بالفعل فى إلتقاط صورًا متحركة باستخدام حزمة من الإلكترونات و كانت الصورة الأولى التي تم نقلها عبر التلفزيون عبارة عن خط بسيط و لاحقًا اشتهر “فارنسورث” بنقل علامة الدولار باستخدام تلفزيونه بعد أن سأله مستثمر محتمل “متى سنرى بعض الدولارات في هذا الشيء يا فارنسورث؟” , و على الرغم من محاولات مطورى التلفزيون الميكانيكى منافسة الإليكتروني من خلال مواكبة متطلبات العصر بين عامي 1926 و 1931 الا أن أفكارهم لم تكن كافية لتلبيتها الى أن أنقرضت تلك النوعية مقابل أجهزة التلفزيون الإليكترونية الحديثة و بعد مرور اعوام قليله قام العالم الروسى “فلاديمير زوريكين” بتحسين تلك التقنية لتصل الى الشكل المتعارف عليه حاليا ثم بدأت عملية طرح التلفزيون فى الاسواق بشكل تجارى عام 1933 و نمت مبيعاته خاصة بعد القاء الرئيس الامريكى ” فرانكلين روزفلت ” خطابا مسجلا عرض بشكل متفلز لاول مرة عام 1939 خلال افتتاح معرض نيويورك العالمي .

المخترع الامريكي  " فيلو فارنسورث " احد مخترعى التلفزيون
المخترع الامريكي ” فيلو فارنسورث “

و بدأت أولى المحطات التلفزيونية في العالم في الظهور في ” الولايات المتحدة ” أواخر العشرينيات و أوائل الثلاثينيات حيث كانت أول محطة تلفزيون ميكانيكية هى W3XK و قد أنشأها “تشارلز فرانسيس جنكينز” (أحد مخترعي التلفزيون الميكانيكي) و كان أول بث لها في 2 يوليو 1928 أما محطة WRGB فهى واحدة من أولى المحطات التلفزيونية و تتشرف بكونها هى المحطة الوحيدة العاملة باستمرار في العالم منذ العشرينيات و حتى يومنا هذا و يعتقد أيضا أنها قدمت أول برنامج تلفزيوني و كان يسمى The Queen’s Messenger كما صدر عام 1948 أول جهاز تحكم عن بعد ( ريموت كنترول ) للتلفزيون في العالم و كان باسم ” تيليزوم ” و لكن كان بالكاد يمكن تصنيفه على أنه جهاز تحكم عن بعد حيث كان يتم إستخدامه فقط لتكبير الصورة على التلفزيون و لا يمكن استعماله لتغيير أي قنوات أو تشغيل التلفزيون أو إيقاف تشغيله ثم لاحقا تم إنتاج أول جهاز تحكم عن بعد “حقيقي” بواسطة ” زينيث ” و إصداره عام 1955 و كان يقوم بتشغيل التلفزيون أو إيقافه و تغيير القناة و يمتاز بأنه لاسلكي تمامًا .

و رغم بدأ البث التلفزيونى عام 1928 الا أن التليفزيون كان خاليًا تماما من الإعلانات التجارية طوال الثلاثة عشر عامًا الأولى من وجوده حيث لم يبدأ البث التجاري الأول في أمريكا حتى 1 يوليو عام 1941 و هو تاريخ بث أول إعلان و كان لساعة “بولوفا” و استمر لمدة 10 ثوانٍ على قناة NBC و فى 21 يونيو عام 1951 بثت شبكة CBS أول برنامج ملون و كان يعمل فقط مع عدد صغير من أجهزة التلفزيون في جميع أنحاء أمريكا حيث تمكن 12 عميلًا فقط من مشاهدة أول بث تلفزيوني ملون بينما كان هناك 12 مليون جهاز تلفزيونى آخر بالأبيض و الأسود خاليا منه و بحلول نهاية عام 1952 أصبح من الممكن العثور على أجهزة التلفاز في 20 مليون أسرة في جميع أنحاء أمريكا و أصبح جهازا لا غنى عنه ليس فى الولايات المتحدة وحدها و لكن فى دول العالم أجمع .

ألية عمل التلفزيون المبكر

التلفزيون الميكانيكي

التلفزيون الميكانيكي
التلفزيون الميكانيكي

اعتمدت أجهزة التلفزيون الميكانيكية على الأقراص الدوارة لنقل الصور من جهاز الإرسال إلى جهاز الاستقبال حيث يحتوي كل من جهاز الإرسال و الاستقبال على أقراص دوارة يحتوى كل منها على ثقوب متباعدة حول القرص و يكون كل ثقب أقل قليلاً من الآخر و لإتمام عملية نقل الصور كان يجب وضع الكاميرا في غرفة مظلمة تمامًا ثم وضع ضوء ساطع جدًا خلف القرص الذى يتم تشغيله بواسطة محرك لإحداث ظهور واحد لكل إطار من صورة التلفزيون حيث كان جهاز “بيرد” الميكانيكي المبكر يحتوي على 30 ثقبًا و يدور بمقدار 12.5 مرة في الثانية الواحدة و كانت هناك عدسة أمام القرص لتركيز الضوء على الهدف و الذى بمجرد إصطدامه به ينعكس الضوء على خلية كهروضوئية و التي تحول بعد ذلك الطاقة الضوئية إلى نبضات كهربائية التى تنتقل عبر الهواء إلى جهاز استقبال الذى فيه قرص يدور بنفس سرعة القرص الموجود على كاميرا جهاز الإرسال و بطبيعة الحال من الضرورى مزامنة المحركات لضمان دقة الإرسال حيث يمتلك الطرف المستقبل جهاز استقبال لاسلكي و الذي يتلقى الإرسالات و يربطها بمصباح نيون موضوع خلف القرص الدوار بينما يقوم المصباح بإطفاء الضوء بما يتناسب مع الإشارة الكهربائية التي يحصل عليها من جهاز الاستقبال و فى النهاية سيسمح لك هذا النظام بمشاهدة الصورة على الجانب الآخر من القرص على الرغم من أنك ستحتاج إلى عدسة مكبرة لزيادة التوضيح .

التلفزيون الإليكتروني

التلفزيون الاليكترونى

تعتمد أجهزة التلفزيون الإلكترونية على تقنية تسمى أنبوب أشعة الكاثود (CRT) بالإضافة إلى اثنين أو أكثر من الأنودات حيث كانت الأنودات هي المحطات الموجبة بينما الكاثود هو الطرف السالب و يتكون من فتيل ساخن محاط بأنبوب زجاجي حيث يطلق الكاثود شعاعًا من الإلكترونات في الفضاء الفارغ للأنبوب حيث تمتلك تلك الإلكترونات شحنة سالبة و بالتالي تنجذب إلى الأنودات الموجبة الشحنة و الموجودة في نهاية أنبوب أشعة الكاثود و التي تعتبر هى شاشة التلفزيون و عندما يتم إطلاق تلك الإلكترونات من أحد الطرفين يتم عرضها على شاشة التلفزيون في الطرف الآخر وبالطبع إطلاق الإلكترونات على شاشة زجاجية لا ينتج صورًا و لكن لعمل الصور يتم طلاء الجزء الداخلي من شاشة التلفزيون بالفوسفور حيث ترسم الإلكترونات صورة على الشاشة بخط واحد في كل مرة و للتحكم في إطلاق الإلكترونات يستخدم الانبوب “ملفي توجيه” و الذان يستخدمان قوة المغناطيس لدفع شعاع الإلكترون إلى الموقع المطلوب على الشاشة حيث يدفع أحد ملفات التوجيه الإلكترونات لأعلى أو لأسفل بينما يدفع الآخر الإلكترونات إلى اليسار أو اليمين .

التلفزيون الملون

تعود جذور التلفزيون الملون إلى عام 1904 عندما حصل أحد المخترعين الالمان على براءة اختراعه و مع ذلك لم يكن لدى هذا المخترع في الواقع جهاز تلفزيون ملون يعمل حيث كانت مجرد فكرة فقط مسجلة ببراءة اختراع ثم ظهر نظام التلفزيون الملون كمفهوم عام 1925 من قبل المخترع الروسي “فلاديمير زوريكين” و مع ذلك لم يتم تحويل هذا النظام إلى واقع نظرا لأن كل المحاولات لتحويله إلى حقيقة لم تنجح ثم تم اهمال الفكرة لمدة 20 عامًا تقريبًا و في عام 1946 و بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية تم تجديد فكرة التلفزيون الملون بشكل جدي حيث أراد الناس في ” الولايات المتحدة ” تعويض كل الوقت الضائع في الحرب خاصة بعد أن انتشر اعتقاد بأن التلفزيون الأبيض و الأسود قديم و قد حان الوقت لفعل شيء جديد و كان هذا هو الوقت الذي بدأ فيه النظر بجدية في أنظمة التلفزيون الملون .

و دارت منافسة شرسة عرفت بإسم حرب التلفزيون الملون في ” الولايات المتحدة ” بين عملاقين في الصناعة و هم شركتى CBS و RCA حيث كانت CBS هى أول شركة تقوم بإنشاء جهاز تلفزيون ملون و مع ذلك كان العيب الرئيسي فيها هو أنه من النوع الميكانيكي المعتمد على نظام ” جون بيرد ” الأصلى و بالتالي لم يكن متوافقًا مع أجهزة التلفزيون بالأبيض والأسود المستخدمة في جميع أنحاء أمريكا و لكن على الرغم من هذا الخلل الكبير أعلنت لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) أن تلفزيون CBS الملون سيكون هو المعيار الوطني مما دفع شركة RCA الى الإعتراض مشيرة إلى أنه من غير العدل جعل تلفزيون CBS الملون هو المعيار بينما يمكن استخدام تلك التقنية من قبل ملايين العملاء في جميع أنحاء أمريكا و معظمهم يمتلكون أجهزة تلفزيون RCA و رغم ذلك الإعتراض واصلت RCA تطوير نظام التلفزيون الملون الخاص بها و في عام 1953 أقرت لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) بأن نظام التلفزيون الملون من RCA كان أفضل و بدءًا من عام 1954 تم بيع أنظمة تلفزيون RCA الملونة في جميع أنحاء أمريكا .

و رغم بيع التلفزيون الملون بشكل تجارى الا أنه واجه مشكلة أولية مشابهة لمشكلة التلفزيون ثلاثي الأبعاد والتقنيات الأخرى و التى تمثلت فى أنه رغم امتلاك الناس تقنية التلفزيون الملون لكن المذيعين لم ينتجوا محتوى تلفزيوني ملون نظرا لأن قلة من الناس فقط هم من امتلكوا أجهزة تلفزيون ملونة بين عامي 1954 و 1965 و مع ذلك و بدءًا من عام 1966 تم البدء بشكل فعال فى بث برامج التلفزيون الملون في جميع أنحاء أمريكا مما أدى إلى زيادة مبيعات تلك الأجهزة .

تقنيات أجهزة العرض الأخرى

فى حين سيطرت تقنية أنبوب الكاثود على سوق أجهزة العرض دون منازع لعقود من الزمن بدأت تقنيات عرض أخرى في الظهور في النصف الأخير من القرن العشرين أبرزها تقنيتى عرض شاشات LCD (شاشة الكريستال السائل) و DLP (معالجة الإضاءة الرقمية) .

أجهزة عرض LCD

اتخذ جهاز عرض LCD (شاشة الكريستال السائل) خطوة في اتجاه مختلف عن وحدة التحكم CRT التقليدية فبدلاً من الاعتماد على وحدة الكل في واحد فيحتاج جهاز العرض إلى سطح لعرض الصورة عليه و عادة جدار أو شاشة سوداء أو بيضاء أو رمادية منسدلة و يعرض جهاز العرض نفسه الصور عن طريق إرسال الضوء عبر منشور أو سلسلة من المرشحات في ثلاث لوحات منفصلة من البولي سيليكون و كل من هذه اللوحات مسؤولة عن لون على طيف RGB (أحمر ، أخضر ، أزرق) لإشارة الفيديو و عندما يمر الضوء عبر الألواح يفتح جهاز العرض أو يغلق كل من هذه البلورات من أجل تشكيل مجموعة محددة من الألوان و الظلال على الخلفية و بعد إنتشار تلك التقنية لفترة توقف جهاز عرض LCD في أواخر التسعينيات و أوائل القرن الحادي والعشرين حيث تم استبداله بتقنية DLP (معالجة الإضاءة الرقمية) الأحدث والأكثر كفاءة.

أجهزة عرض DLP

لإنتاج صورة فى مثل تلك النوعية تعتمد أجهزة عرض DLP على مصباح أبيض يضيء ضوءًا ساطعًا يمر من خلال عجلة ألوان تدور باستمرار و تتميز بثلاثة ألوان (الأحمر والأخضر والأزرق) و يتم تحقيق إنشاء لون معين من خلال مزامنة توقيت العجلة مع الضوء لتظهر على شكل بكسل على الشاشة و تنشأ العجلة و الضوء لونًا بينما يقوم جهاز المرآة الدقيقة الرقمية بإنشاء ظلال من اللون الرمادي اعتمادًا على طريقة وضعه و رغم الإقبال علي جهاز العرض ذلك لفترة الا أن سوقها بدأ في الانهيار في الجزء الأخير من العقد الأول من القرن الحادي و العشرين (ما قبل 2010) لكنها لا تزال تباع حتى اللحظة حيث تهيمن هذه الوحدات حاليًا على سوق السينما نظرًا لقدرتها المذهلة على إعادة إنتاج الألوان حيث تستطيع أجهزة العرض الحالية المزودة بتكنولوجيا DLP ثلاثية الشرائح إنتاج ما يقدر بـ 35 مليون لون رغم أنه يمكن للعين البشرية اكتشاف حوالي 16 مليونًا فقط من هؤلاء .

التلفزيون - شرح عارض DLP

تقنيات أجهزة التلفزيون المستخدمة حاليا

شاشات LCD

على عكس نموذج عرض LCD الذي تحدثنا عنه سابقًا فإن شاشة LCD النموذجية هي وحدة عرض تتميز بتقنية مماثلة و لكنها تظهر الصورة فى الجزء الخلفي من الشاشة بحيث تشاهدها على النحو المنشود و رغم التكنولوجية الفائقة الموجودة فى تلك الشاشات الا أنها واجهت بعض من المشكلات المهمة من أبرزها التكاليف خاصة تكلفة الشاشات الأكبر من 40 بوصة و ما فوق علاوة على قلة جودة الصورة عند عرضها بزاوية كما توجد مشاكل كبيرة في وقت الاستجابة عندما يتعلق الأمر بتحديث الصور مما يؤدي إلى ضبابية الحركة أو تأخيرها عند إنتاج الصور السريعة الحركة و هذا ما يجعل هذه الشاشات خيارًا سيئًا إلى حد ما للألعاب أو الرياضة عموما .

شاشات البلازما

أحدثت شاشات البلازما ثورة في سوق التلفزيون لبعض الوقت من خلال تقديم زوايا مشاهدة واسعة للغاية و أسعار منخفضة نسبيًا و القدرة على إنتاج نسب تباين مذهلة حيث كانت أجهزة تلفزيون البلازما على رأس المبيعات لمدة عقد تقريبًا قبل ظهور تقنيات إضافية بدأت في سرقة حصتها في السوق حيث تعمل أجهزة تلفزيون البلازما عن طريق حبس الغازات النبيلة (و غيرها) في خلايا دقيقة محصورة بين طبقتين من الزجاج و بعد مرور الكهرباء ذات الجهد العالي على الخلايا ينتج الغاز داخلها البلازما و من خلال تطبيق مستويات مختلفة من الطاقة على كل خلية يسخن الغاز و يبرد بسرعة لإنتاج ضوء ملون حيث يشكل هذا الضوء وحدات البكسل الموجودة في مقدمة الشاشة و رغم أن شاشات البلازما شائعة الا انها لم تكن خالية من المشاكل و أبرزها متطلبات الطاقة التي أدت إلى حدوث مشاكل حقيقية في إنتاج الحرارة اضافة الى قلة كفائتها و أنها ذات عمر افتراضي أقصر من التقنيات الأخرى.

مخطط شاشة البلازما

شاشات LCOS

تعتبر شاشات الكريستال السائلة على السليكون LCOS ذات تكنولوجيا معقدة نوعًا ما و لم تصبح شائعة أبدًا لدى المستهلكين حيث تستخدم تلك الشاشات شعاعًا من الضوء الأبيض الساطع الذى يمر عبر عدسة مكثف و فلتر الذين يقومون بتقسيمه إلى ثلاث حزم حيث يمر كل شعاع من خلال مرشح آخر لتحويل أشعة الضوء إلى ألوان إما حمراء أو خضراء أو زرقاء و تتلامس هذه الأشعة الملونة حديثًا مع أحد ثلاثة أجهزة كريستال سائلة على السليكون بواقع جهاز لكل لون ثم تمر عبر منشور يوجه الضوء إلى عدسة الإسقاط التي تكبرها و تعرضها على شاشتك.

و بينما تتمتع تقنية LCOS ببعض المزايا الحقيقية مثل إنشاء ألوان أكثر سوادًا من DLP أو LCD إلا أنها فشلت في النهاية بسبب الكثير من نفس نقاط الضعف التي ابتليت بها أجهزة تلفزيون الـ LCD مثل ضبابية الحركة و زاوية عرض ضيقة نسبيًا بالإضافة إلى مشكلات ناتجة عن الضوء عملت على تقليل سطوع الشاشة مما دفع العديد من المستهلكين للشكوى من الألوان الباهتة و التباين المنخفض .

شاشات LED

تعتبر شاشات LED في الواقع هى شاشات LCD أي أنه فيها تستخدم بشكل أساسي نفس التقنية النموذجية مع الاختلاف الرئيسي الوحيد في طريقة الإضاءة الخلفية فبينما تستخدم شاشات الـ LCD ضوء فلورسنت الكاثود البارد (CCFL) من أجل إنتاج ألوان ساطعة و حيوية تستخدم شاشة LED الصمامات الثنائية الباعثة للضوء و المعروفة بالليدات لتوفير الإضاءة الخلفية حيث تكمن الفائدة في ذلك التبديل التكنولوجي بشكل أساسي في تقليل استهلاك الطاقة (الإضاءة الخلفية لشاشات الـ LED أكثر كفاءة بنسبة 20 إلى 30 في المائة من CCFL) بالاضافة الى مزايا أخرى من حيث التباين الديناميكي و زاوية المشاهدة و تكلفة الإنتاج الأرخص و نطاق أوسع من الألوان .

شاشة LED

شاشات OLED

تستخدم تقنية الصمام الثنائي العضوي الباعث للضوء (OLED) طبقة من المواد العضوية موضوعة بين طبقة موصلة موجبة و طبقة انبعاث سالبة و عند التوصيل بمصدر طاقة يضمن قطبان و هم القطب الموجب و الكاثود تدفق الطاقة في الاتجاه الصحيح و عندما تتدفق الطاقة بشكل صحيح تنتج شحنة كهرباء ثابتة تجبر الإلكترونات على الانتقال من الطبقة الموصلة إلى أسفل نحو الطبقة المنبعثة حيث تنتج المستويات الكهربائية المتغيرة إشعاعًا يظهر كضوء مرئي .

و فى الوقت الراهن تعمل أجهزة تلفزيون LED و OLED على إهمال التقنيات السابقة مثل LCD (CCFL) و البلازما حيث شهد عام 2014 بشكل أساسي وفاة تلفزيون البلازما حيث لم يقم أى مصنع رئيسي بإضافة شاشة بلازما إلى تشكيلته عام 2015 الخاصة بهم كما تستخدم شاشات OLEDs طاقة أقل بكثير من شاشات البلازما أو LCD مما يجعلها رهانًا أكثر أمانًا من حيث الكلفة و الاستهلاك و حاليا تعتبر شاشات OLEDs ليست مثالية رغم استمرار تكنولوجيتها في التحسن حيث لا تزال هناك شكوك في أن تلك الشاشة ستستمر طالما لا تزال توجد شاشات LCD أو حتى LED فى المتاجر و تباع بشكل سلس كما أن المركب العضوي المستخدم داخل شاشة OLED معرض تمامًا للتلف المائي أكثر من أي تقنية تلفزيونية أخرى موجودة حاليًا في السوق .

تقنيات أجهزة التلفزيون القادمة

شاشات الإنحناء

الشاشات المنحنية قد تجدها في كثير من أماكن البيع فلا يمكنك الدخول إلى بائع أجهزة كهربائية دون رؤية أحد هذه الشاشات في المقدمة من أجل اغرائك بصورتها الجميلة و الواضحة حيث يوجد لتلك الشاشات بعض من المزايا أهمها أنها تنتج محتوى ذات ألوانًا سوداء مثالية كما أن إنحنائها يقلل من الوهج عن طريق الحد من الزوايا التي يتم إنتاجها كما أنها توفر زاوية رؤية أفضل بسبب التقصير الأمامي و هو تأثير ناتج عن الجلوس على جانب واحد من التلفزيون مما يجعل الجانب الأقرب إليك يبدو أكبر قليلاً من الجانب الآخر (الأبعد) و لكن يشير البعض الى ان تلك المزايا ليست حقيقية بالقدر الكافى و أنها مجرد وسيلة تحايل لزيادة المبيعات لمستهلكين يبحثون عن أجهزة منزلية متطورة .

شاشات الانحناء

شاشات 4K

و هى شاشات تعرض المحتوى بدقة عالية جدا و لكن ارتبطت بها بعض من المخاوف بسبب أن بعض مقاطع فيديو YouTube و Vimeo و بعض من محتوى شبكة نتفليكس هم فقط من يستطيعون أن يوفروا لك تلك الدقة اما المصادر الأخرى مثل الكابل أو الأقمار الصناعية فسوف توفر دقة 1080 بكسل و التى من المرجح ان تستمر لمدة نصف عقد أخر لذلك فينصح بالإنتظار قليلا الى أن تتضح الصورة بشكل كامل بالنسبة الى ذلك النوع من الشاشات .

الشاشة الذكية

يعد التلفزيون الذكي بتطبيقاته و عناصره و ميزاته رائعًا بلا شك فمن خلاله يتم التبديل من قنوات الرياضة الى منصة نتفليكس ثم ممارسة الألعاب المختلفة و تصفح موقع الفيسبوك و كل ذلك بالتأكيد تعتبر مميزات يتمناها أى مستهلك .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *