قصة الإختفاء الغامض لأطفال عائلة سودر الخمسة

من بين قضايا الأشخاص المفقودين هناك حالات محيرة بإستمرار حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون البحث للعثور على إجابات لأنه كلما تعمقوا فيها بشكل أكبر يكون الأمر أكثر إرباكا و غموضا و سيكتشفون فى النهاية أنهم أمام أسئلة أكثر بكثير من الإجابات التى قد يحصلون عليها و من أبرز تلك القضايا هى قصة إختفاء أطفال عائلة سودر التى تعتبر واحدة من أغرب حالات الإختفاء التى حدثت فى الولايات المتحدة و أكثرها رعبا و كانت لأسرة فقدت منزلها و خمسة من أطفالها نتيجة حريق ضخم و بعدها ظهرت العديد من الأدلة التى تشير إلى نجاة هؤلاء الأطفال و لكن من دون العثور على أى أثر لهم مع ظهور أشخاص غامضين و قرائن محيرة لا يوجد لها أى تفسيرات حتى اللحظة .

بدأت قصة أطفال عائلة سودر عشية عيد الميلاد عام 1945 في بلدة “فاييتفيل” الصغيرة بولاية “ويست فرجينيا ” حيث تعيش اسرة من الطبقة المتوسطة و المكونة من الأب “جورج سودر “و زوجته “جينى” و تسعه من ابنائهم العشرة حيث كان واحدا منهم يخدم بالجيش و عند انتهاء الأمسية طلب خمسة من الابناء و هم موريس (14) و مارثا (12) و لويس (10) و جيني (8) و بيتي (6) الاستمرار فى السهر من اجل اللهو بألعاب عيد الميلاد و وافقت الام على مضض و تركتهم هى و زوجها و باقى الابناء و ذهبت للنوم .

أطفال عائلة سودر الخمسة
أطفال عائلة سودر الخمسة

و فى ساعات الصباح الاولى انطلق رنين الهاتف و استيقظت الام “جينى” للرد عليه و كانت مكالمة غامضة الا انها انتهت بقناعتها بأنه اتصال خاطئ و لاحظت أن الأنوار كانت لا تزال تأتى الطابق السفلي حيث كان يلعب الاطفاال الخمسه و افترضت أنهم قد نسوا إطفائها قبل نومهم و عندما توجهت الى الطابق السفلي أكتشفت أنه لم تكن فقط الأنوار مضاءة و لكن ايضا الستائر مفتوحه بالاضافه الى الباب الأمامي و كان أمرا محيرا الا انها أطفئت الانوار و أغلقت الستائر و ذهبت الى غرفتها للعودة الى النوم سرعان ما أستيقظت مرة اخرى على أصوات اشتعال حريق فى احدى الغرف و بدأ فى الانتشار فى جميع انحاء المنزل و هو ما دفع باقى أفراد الأسرة الى الإستيقاظ و هم مذعورين و يفروا من نوافذ المنزل الى الخارج و أثناء وجودهم فى الحديقه لم يكن هناك سوى أربعة من أطفال عائلة سودر و أدرك رب الاسرة ان الخمسة الأخرين لا يزالون عالقين فى المنزل و حاول الدخول مرة اخرى لإنقاذهم الا أن شدة الحريق منعته من ذلك و رغم محاولاته المستميته و نظرا لتأخر وصول فرق الاطفاء فقد تم تدمير المنزل بالكامل فى غضون 45 دقيقة فقط و بعد انتهاء الحريق بدء البحث فى الركام لانتشال جثامين الاطفال الخمسه الا انهم لم يجدوا أى جثة طفل منهم و كان التحقيق روتينيا بأن سبب الحريق ناجماً عن اخطاء فى توصيل الكابلات الكهربائية الخاصة بأعياد الميلاد و ان جثث الاطفال نتيجة لشدة النيران تحولت الى رماد و تم استخراج شهادات وفاة لهم و تم اغلاق القضيه .

قصاصة صحيفة تبرز حادث أطفال عائلة سودر الخمسة
قصاصة صحيفة تبرز حادث أطفال عائلة سودر الخمسة

من ناحيتها كانت الأسرة غير مقتنعه بذلك التفسير حيث ان أحدا لم يرى أو يسمع أطفال عائلة سودر يقفون على النوافذ يصرخون أو يحاولون الخروج بالإضافه الى انه من الصعوبة ان تتحول جثامينهم الى رماد فمن المفترض ان تتواجد على الاقل بقايا من عظامهم و هذا لم يحدث ليبدء سؤال يطرح نفسه بقوة و هو هل من الممكن ان يكون الأطفال قد نجحوا بطريقة ما فى الخروج و البقاء على قيد الحياة ؟ و للإجابة عن ذلك تم البدء فى إجراء تحقيقهم الخاص و الذى نتج عنه سلسلة من المفاجأت بدأت بإكتشاف أن مقتنيات من المنزل لم تحترق احتراق كامل فكيف تتبخر جثث أطفال عائلة سودر أو تتحول الى رماد خصوصا مع أراء الخبراء بإستحالة حدوث مثل هذا الامر و فى هذه الظروف بالإضافة الى روايات لشهود عيان حيث قال احدهم انه رأى شخصا يراقب الاطفال الخمسة عند عودتهم من المدرسة كما أضاف شخص أخر بأنه شاهد أحد الاشخاص يلقى بكرات نارية على المنزل حيث تم العثور بالفعل على غلاف مطاطي أخضر و بالتحقق منه تم اثبات انه يستخدم فى المواد الحارقه .

و لجدية تلك الأدلة تم طبع صور أطفال عائلة سودر و توزيعها و كان المردود يحمل تفاصيل أخرى أكثر إثارة حيث تجاوب العديد من الأشخاص مع الصور فقالت امرأة انها شاهدت الأطفال في سيارة و هي تسير بعيدًا اثناء إندلاع الحريق كما أبلغت نادلة عن رؤية هؤلاء الأطفال في صباح يوم الحادث و أنها قد قدمت بالفعل الإفطار لهم فى مطعمها و قالت شاهدة اخرى أنها رأت أربعه من الأطفال يتطابقون مع تلك الصور فى فندق “تشارلستون” بولاية “ساوث كارولينا” برفقة رجلين و امرأتين و حين حاولت التحدث اليهم منعها الرجال و تعاملوا معها بمنتهى العدائية .

نصب تذكارى مكان منزل سودر المحترق
نصب تذكارى مكان منزل سودر المحترق

و نظرا لكل تلك الشواهد تيقن “سودر” الأب أن أبنائه على قيد الحياة و تم إختطافهم و كلف محقق خاص لتتبع تلك القضية حيث وجد أنه وقعت مشاجرة بين “جورج سودر” و بائع متجول هدده فيها البائع بأن منزله سيحترق و أن الأذى سيصيب أطفاله و مع تكثيف البحث تم العثور على عظام بشرية فى مكان المنزل و بتحليلها تم التأكد الى أنها لا تنتمى إلى أى فرد من أطفال عائلة سودر المفقودين و ترجع لشخص بالغ و لم تتعرض تلك العظام الى أساسا الى الحريق و بالتحقيق تبين انها تعود الى مقبرة قريبة بجوار منزل “سودر” الذى لم ييأس و أقام لوحة إعلانية على الطريق تظهر فيها صور الأطفال و أعلن عن مكافأة قدرها 5000 دولار ثم تصاعدت بسرعة إلى 10،000 دولار لأى شخص يمتلك معلومات تؤدي إلى مكان وجودهم و على الفور توالت الاتصالات عليه و لكن بدون الوصول الى اى نتيجة .

و فى احد الأيام و اثناء متابعة “جورج سودر” لاحد الصحف شاهد صورة لأطفال المدارس فى مدينة “نيويورك” و العجيب انه رأى ابنته المفقودة “بيتي” بينهم و نتيجة لتيقنه من ذلك توجه إلى “نيويورك” للتحدث مع عائلة الطفلة لكنهم رفضوا التحدث معه أو حتى إظهار الطفلة اليه و فى عام 1968 اى بعد مرور 23 عاما من الحادث وجدت “جينى سودر” مظروفا فى صندق البريد وكان بداخله صورة لشاب في منتصف العشرينات و كان لدية شبه كبير بالابن “لويس” الذي كان طفلا وقت نشوب الحريق و كان المظروف بختم من ولاية “كنتاكى” فكلف الأب أحد المحققين الخاصين بتتبع مكان إرسال ذلك المظروف و الوصول الى ذلك الشاب لكن من دون نتيجة .

الأب و الأم أمام لافتة الجائزة التى ستقدم لأى شخص يدلى بمعلومات تخص أطفال عائلة سودر المفقودين
الأب و الأم أمام لافتة الجائزة التى ستقدم لأى شخص يدلى بمعلومات تخص أطفالهم

أقرأ أيضا : قصة إختطاف الزوجين بيتي و بارني هيل على يد كائنات فضائية

و حتى اللحظة لم يتم التوصل الى حقيقة إختفاء أطفال عائلة سودر و لم يقم “جورج” و زوحته بإعادة بناء المنزل بل بنى مكانه حديقة و وضع على جدرانها صورا لأطفاله تخليدا لذكراهم و ذكرى قضيه عجزت الشرطة عن فك ألغازها و لم يتبقى منها سوى الفرضيات و تضارب الاراء فالبعض يرجع الموضوع الى أبعاد سياسية و بقول أنه تم اختطاف الأطفال من قبل بعض الإيطاليين انتقاما لمعارضة “جورج سودر” ذو الأصل الإيطالى للنظام الفاشى الذى كان متواجدا فى “ايطاليا” و لذلك لعل بعض من المؤمنين بتلك الأفكار داخل “الولايات المتحدة” هو من قام بذلك الفعل اما البعض الاخر فيرجعه الى أبعاد إجرامية و أن من قام بذلك الفعل منظمات تقوم بخطف الاطفال و بيعهم للراغبين بالتبنى و البعض الاخر يتبنى رؤية الشرطة بأن الاطفال حرقوا بالفعل الا ان الوالدين نتيجة الصدمه ينكرون حقيقة ما حدث .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *