أشهر أفلام عبقري الخدع السينمائية راي هاريهاوزن

فى الوقت الحالى أستفادت السينما كثيرا من التطور التكنولوجى الذى واكب العالم بعد دخول تقنيات متقدمة فى عالم الخدع السينمائية لا سيما الـ CGI التى جعلت من الخيال أمرا واقعا خاصة فى أفلام الخيال العلمي و الأساطير و لكن ليس ذلك معناه ان تلك النوعية من الأفلام لم تكن تنتج قبل ذلك و لكن من خلال تقنيات أخرى كان يقوم عليها العديد من الفنيين المهرة أبرزهم كان شخص يدعى ريموند فريدريك أو كما يطلق عليه فنيا راي هاريهاوزن الذى تميز عن أقرانه فى ذلك المجال بأسلوبه الخاص و الإحترافى فى الخدع السينمائية اضافة الى خياله الواسع و الجرئ فى تنفيذها حيث أسهم بفنياته على مدار ثلاث قرون فى إثراء الحركة السينمائية و تقديم بعض من الأفلام الخالدة فى ذاكرة السينما التى شاهدها الجميع و أستمتع بها و فى تلك المقالة نستعرض معا أشهر أفلام ترك فيهم راي هاريهاوزن بصماته الفنية و الإبداعية فى عالم الخدع .

جزيرة الغموض Mysterious Island … و هو عمل فنى أنتج عام 1961 و المقتبس من احدى روايات الكاتب الشهير ” جول فيرن ” و تتناول قصته صراع بين قوات خلال الحرب الأهلية و على إثره يقوم بعض منهم بالفرار من القتال في منطاد و نتيجة عاصفة يسقطون و يعلقون في جزيرة غامضة و بعدها تصل امرأتان إلى الشاطئ ثم يقومون بالقتال معا ضد حيوانات عملاقة تسكن فى الجزيرة .

و من أجل تنفيذ ذلك الفيلم الرائع صمم “راي هاريهاوزن” بعض من الوحوش المذهلة مثل كابوريا ضخمة مصنوعة من كابوريا حقيقية و نحلة كبيرة و حبار عملاق و كلها مخلوقات يقوم الأبطال بقتالهم فى مغامرات مثيرة تشعرك كمشاهد بالرضا و رغم أنه لم يحقق النجاح المرجو فى شباك التذاكر الا انه واحد من أفضل الأمثلة على خيال و تصميم هاريهاوزن .

الأرض ضد الأطباق الطائرة Earth Vs Flying Saucers … و هو عمل فنى انتج عام 1956 حيث كانت السينما فى فترة الخمسينيات من القرن الماضي مليئة بالغزوات الفضائية في أفلامها و يروى قصة عن غزوًا فضائيًا للأرض أدى إلى اصطدام الأطباق الطائرة بعدد من المباني الحكومية و الآثار .

و قام ” راي هاريهاوزن ” بفرض خياله فى وصف المخلوقات الفضائية و أدواتهم و أسلحتهم مثل المدافع على هيئة الرادار كما تميزت الأطباق الطائرة بمظهر مميز و مبدع مع ربطها بأصوات معدنية مميزة حيث يعتبر البعض ان تصميماته تلك بمثابة النموذج الأولي لكل فيلم من أفلام الغزو الفضائي اللاحقة بعد ذلك اضافة الى مشاهد مثيرة للإهتمام مثل امتلاك الفضائيين لأجهزة تقوم بمسح العقل و مناظر درامية لدمار العاصمة الأمريكية “واشنطن” نتيجة هجمات الغزاة و التى كان اسلوب تنفيذها فى الفيلم جدير بالثناء .

20 مليون ميل الى الأرض 20Million Miles To Earth … عادة ما تكون الوحوش البدائية التي ابتكرها “راي هاريهاوزن” لها نزعات حزينة حيث يروى فيلم ” 20 مليون ميل الى الأرض ” و الذى أنتج عام 1959 قصة مهمة ناجحة إلى كوكب الزهرة و عند عودة الرواد الى كوكب الأرض تحطمت مركبتهم بالقرب من شواطئ “صقلية” في ” إيطاليا ” و خلال التحطم استطاع زاحفًا صغيرًا يشبه الإنسان التحرر من حاوية كان موضوع فيها داخل المركبة حيث يبدأ في النمو بشكل هائل .

و فى ذلك الفيلم منح ” هاريهاوزن ” المخلوق الفضائي الذى أطلق عليه اسم “يمير” حياة لا تصدق و نجح في جعل المشاهدين يتعاطفون مع هذا الكائن الحي المهجور الذى كان يكافح للتكيف مع العالم الجديد حيث تتدخل القوات و تحاول وقفه كما يحدث في كثير من الأحيان بتلك النوعية من الأفلام و بمجرد أن يتعذر على العلماء محاصرته يتم قتله .

رحلة السندباد الذهبية The Golden Voyage Of Sinbad … في عام 1973 تلقى معجبى “سندباد” الجزء الثاني من ثلاثيته الشهيرة التى تتحدث عن مغامرات و ملاحم بحرية مثيرة و فيها يقود ” سندباد ” رجاله إلى ” ليموريا ” و هي قارة منسية حيث كان عليه أن يمنع ساحرًا ماكرًا من الحصول على ينبوع القدر و فى ذلك الفيلم كان تمثال “كالي” ذو الستة أذرع مجرد مشهد مذهل لتلك الفترة و على الرغم من أن الفيلم تضمن معركة شديدة بين ذلك الوحش و سندباد و رجاله و رغم أنه كان من الصعب جدا التنسيق بين الفنانين و حركات الوحش الا أن ” راي هاريهاوزن ” أستطاع تنفيذ ذلك المشهد بمهارة شديدة .

صراع الجبابرة Clash Of The Titans … و يعتبر ذلك الفيلم الذى انتج عام 1981 بمثابة تكريم كبير لعبقرية فن “راي هاريهاوزن” و الذى تقاعد بعدها و لا تزال تلك التحفة السينمائية موضع تقدير للمشاهدين و يشاهد بإستمرار حيث يتم فى ذلك العمل السينمائي سرد أسطورة يونانية بها العديد من الأبطال مثل بيرسيوس و الأميرة أندروميدا اضافة الى الوحوش المخيفة مثل ” الكاركن ” الهائل و ” ميدوسا ” المرعبة التى تستطيع تحويل البشر الى حجر اضافة الى ” كاليبوس ” و ” بيجاسوس ” و يوضح ذلك الفيلم موهبة “راي هاريهاوزن ” الحقيقية و للأسف فإنه يصادف اختتام فترة مميزة في تطور المؤثرات الخاصة و نتيجة نجاح ذلك الفيلم تم إصدار نسخة أخرى منه عام 2010 و التى رغم استخدام تقنيات متطورة به فى مجال الخدع الا أن تأثير “هاريهاوزن” كان محسوسًا حيث كانت المخلوقات التى ظهرت فيه نسخًا محدثة من وحوشه .

جو الصغير الجبار Mighty Joe Young … و هو عمل سينمائي انتج عام 1949 و أخرجه “إرنست شودساك” أحد مخرجي فيلم ” كينج كونج ” الرائد عام 1933 حيث تمحورت قصته حول “جيل” التى كانت تكافح لتمويل مزرعتها في “إفريقيا” و من أجل سداد قروضها قررت السماح لغوريلاها الهائلة بالظهور في “هوليوود” و نظرًا لكونه فيلم ” راي هاريهاوزن ” الأول و الذى كان بدون شك قليل الخبرة فيه و رغم صعوبة تكوين شكل الغوريلا الا انه أجاد فى عمله و كان ذلك الفيلم نقطة انطلاقته و بدأت محاولاته فى ذلك المجال التقدم تدريجيا .

رحلة السندباد السابعة The 7th Voyage Of Sinbad … و هو فيلم المغامرات الذى أنتج عام 1953 و يروى فيه رحلة السندباد السابعة مع رجاله و هم يبحثون عن فانوس مفقود من قبل ساحر يدعى “سوكوراه” و خلال ترحالهم و عند وصولهم الجزيرة يصطدمون بالعديد من المخلوقات الهائلة و المخيفة حيث يتم الوصول الى الفانوس و الاحتفاظ به .

و فى ذلك الفيلم نجح “هاريهاوزن” في إضفاء لمسات احترافية على وحوشه فى عمل أستغرق منه 11 شهرا للظهور بذلك الشكل كما تضمن الفيلم العملاق وحيد القرن الوحشي الذى ظهر لاحقا فى بعض من أعماله المستقبلية و لجودة ذلك الفيلم اختارته مكتبة الكونجرس لحفظه بالسجل الوطني للأفلام فى الولايات المتحدة .

جيسون و ألهة الحرب Jason And The Argonauts … و يروى ذلك الفيلم الذى أنتج عام 1963 قصة جيسون الذى يكلفه الملك باستعادة فروة ذهبية في الأساطير اليونانية و خلال رحلته يواجه ” جيسون ” و رجاله العديد من الوحوش مثل”هيدرا” المخيفة و “تالوس” العملاق الذى كان يحاول منعهم من تحقيق هدفهم و أيضا المقاتلين على هيئة الهياكل العظمية و الذى يحاربهم فى واحد من أشهر المشاهد و التى قضى فيها ” راي هاريهازوزن ” أربعة أشهر من العمل لتنفيذها بمفردها و يعتبر ذلك الفيلم هو المفضل لديه .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *