قصة الإختفاء الغامض للممثلة الأمريكية جين سبانجلر

دائما ما أرتبطت أخبار هوليوود داخل الصحف بعالم الفن و الفنانين إلا أن ذلك لا يمنع من وجودها أحيانا داخل صفحات أخري تتناول الحوادث التي يتعرض لها المشاهير مثل ما حدث مع الفنانة جين سبانجلر التي أختفت أواخر أربعينيات القرن الماضي في ظروف غامضة و دون أن تترك ورائها أي أثر سوي حقيبتها التي إحتوت على مذكرة ورقية مدون عليها إسمين غامضين فقط و هم الدكتور سكوت و كيرك و هو إسم ربطه البعض بالممثل السينمائي كيرك دوجلاس ثم إزداد غموض إختفائها بعد تهامس البعض حول إرتباط تلك الفنانة الشابة و الجميلة بعالم الجريمة المنظمة و تردد أقاويل بأنها قتلت إما بواسطة أفراد إحدي العصابات أو من قاتل الممثلة إليزابيث شورت الذي كان لا يزال طليقا حينها و غير معروف هويته و حتي الأن لا تزال قضية جين سبانجلر معلقة و لا يعرف أحد أين أختفت أو كيف أختفت أو من المتسبب في ذلك .

قصة الإختفاء الغامض للممثلة الأمريكية جين سبانجلر
جين سبلينجر

ولدت “جين سبانجلر” في 2 سبتمبر عام 1923 بـ ” الولايات المتحدة ” في مدينة “سياتل” بولاية ” واشنطن ” و بعد تخرجها من مدرسة ثانوية في مدينة “لوس أنجلوس” وجدت عملاً كراقصة ثم بعد ذلك تركزت أنظارها على عالم السينما في هوليوود و عندما بلغت التاسعة عشرة من عمرها تزوجت من ” ديكستر بينر ” أحد صانعي عالم السينما و لكن بعد مرور ستة أشهر فقط من زواجهم تقدمت بطلب للطلاق متهمة إياه بالقسوة و مع ذلك الا أنهم استمروا في علاقة متقطعة لمدة أربع سنوات أخرى نتج عنها طفلة و أنفصلت بشكل رسمي عام 1946 ثم أنخرطت في معركة حضانة طويلة و مريرة لرعاية إبنتها إلي أن تم منحها الوصاية عام 1948 الذي يعتبر نفس العام أيضا الذي بدأت أحلام “جين سبانجلر” في هوليوود تؤتي ثمارها و إن كان ببطء بعد أن بدأت في الظهور في عدد من مشاهد الأفلام السينمائية .

قصة الإختفاء الغامض للممثلة الأمريكية جين سبانجلر
جين سبانجلر مع إبنتها

بعد ذلك أنتقلت “جين سبانجلر” التي أصبح إسمها مألوفا في هوليوود مع إبنتها الصغيرة إلى منزل والدتها بمنطقة “ويلشاير” في “لوس أنجلوس” و ذلك لتعيش مع أخيها و أختها من الأم و خلال تلك الفترة كانت تؤدي دور صغير في فيلم درامي موسيقي كان من المقرر أن يصدر عام 1950 بعنوان ” الشاب ذو القرن ” Young Man With a Horn و كان هذا المشروع الفني من بطولة الممثل الأسطوري “كيرك دوجلاس” و في يوم 7 من أكتوبر عام 1949 و فى تمام الساعة الخامسة مساءً غادرت “جين سبانجلر” المنزل و أخبرت أختها أنها ستخرج لمقابلة زوجها السابق لمناقشة بعض من الفواتير المتأخرة و المتعلقة بنفقة الإبنة ثم ستتوجه بعدها إلى العمل في جلسة تصوير ليلية و لكن بعد أن خرجت لم تعود إلي منزلها أبدا .

جين سبانجلر و الممثل كيرك دوجلاس

و نتيجة عدم عودة ” جين سبانجلر ” إلي المنزل ذهبت أختها إلى قسم ويلشاير التابع لشرطة “لوس أنجلوس” لتقديم بلاغ عن غيابها و رغم إتخاذ الشرطة لكافة إجرائتها إلا أنها كانت متشككة في أن الممثلة السينمائية ربما خرجت لتوها في رحلة عابرة و ستظهر عاجلاً أم آجلاً لكن في اليوم التالي بدأت الأمور تأخذ منحي جدي بعد العثور على حقيبتها و كان أحد طرفي مقبضها منفصل مما يشير إلى حدوث مواجهة بين صاحبتها و شخص ما و رغم أن محتوياتها لا تزال سليمة إلا أنه كان بها مذكرة ورقية مكتوبة بخط اليد أثارت فضول المحققين و كان فحواها “كيرك … لا يمكنني الإنتظار أكثر من ذلك … سأذهب لرؤية الدكتور سكوت … ستكون الأمور بشكل أفضل عندما تكون الأم بعيدة ” و أنتهت العبارة بفاصلة مما دفع المحققين للإعتقاد بأن “جين سبانجلر” لم يكن لديها الوقت لإنهاء ما كتبته و نظرا لأهمية تلك المذكرة تم تكليف 60 شخصا لإجراء بحث مكثف للوصول إلي أي أدلة إضافية قد تفيد التحقيق إلا أنها فشلت في النهاية و لكن لم ييأس المحققين و بدأوا في عملية إعادة بناء الساعات الأخيرة للممثلة المختفية .

و بدأت التحقيقات مجددا بالتواصل مع الأفراد الذين ذكرتهم ” جين سبانجلر ” قبل إختفائها حيث قال زوجها السابق “ديكستر بينر” و زوجته الجديدة أنهما كانا معًا طوال المساء و لم يروها مطلقًا أما أستوديو الأفلام الذي تعمل معه فقد أكد هو الأخر أنه لم يتم تصوير أي مشاهد في تلك الليلة كما ذكر أحد الكتاب أنه شاهدها آخر مرة في سوق المزارعين على بعد مبان قليلة من منزلها و بدت و كأنها كانت تنتظر شخصًا ما حتى أن الممثل ” كيرك دوجلاس ” تواصل بنفسه مع جهات التحقيق من بالم سبرينجز حيث كان يقضي عطلته بعد أن سمع تقارير إخبارية عن القضية و ذكر إسمه فيها و قال بأن صديقه قد ذكّره بأن” جين سبانجلر ” كانت تعمل مع الكومبارس في فيلمه الأخير و ربما كان قد تحدث إليها من قبل لكنه بالكاد يتذكرها و قال إنه لم يخرج معها أبدًا و هو ما أكدته والدتها التي قالت أن إبنتها تتحدث عن ” كيرك دوجلاس ” كبطل للعمل بصفتها مؤدية في المجاميع لكنها لم تذكر أكثر من ذلك .

حقيبة الممثلة جين سبانجلر و المذكرة التي تم العثور عليها بداخلها
الحقيبة و المذكرة التي تم العثور عليها بداخلها

و مع تكثيف التحقيقات بدأت بعض من الحقائق في الظهور تباعا حيث قالت إحدي صديقات ” جين سبانجلر ” أنها أخبرتها بأنها حامل قبل إختفائها مباشرة مما دفع المحققين إلى إعتبار أن دكتور سكوت هو أحد الأطباء الذي أتفقت معه علي إجراء عملية إجهاض بشكل غير قانوني و عليه تم فحص كل طبيب يحمل ذلك اللقب في منطقة لوس أنجلوس إلا أنهم لم يجدوا شيئا و لكن كان أمامهم أحد المشتبهين به و هو طالب طب سابق يُدعى “سكوتي” كان يتردد على الحانات و النوادي الليلية لإجراء عمليات إجهاض مدفوعة الأجر لكن لم يتم تحديد مكانه مطلقًا و أفترض المحققين أن ” جين سبانجلر” ربما ماتت بسبب المضاعفات الناتجة عن الإجهاض غير المشروع لكنها لم تفسر حقيبتها التالفة التي تم العثور عليها و مع الوقت تبين أنها كانت على علاقة برجل يدعى “سكوتي” عمل ملازمًا في سلاح الجو أثناء زواجها و يُزعم أنه كانت يتصرف بعنف تجاهها لكن محاميه زعم أن علاقتهما سويا قد انتهت عام 1945 و لم يتحدثا منذ ذلك الحين .

و نظرا لوصول التحقيقات إلي طريق مسدود بدأت الصحافة في إعادة تناول جريمة قتل الممثلة “إليزابيث شورت” عام 1947 و التي عرفت إعلاميا بإسم قضية “الداليا السوداء ” و ربطها بقضية إختفاء الممثلة ” جين سبانجلر ” نظرا لتشابههم في عدد من النقاط و هو ما دفع الكثيرين إلي الإستنتاج بأن القاتل الغامض الذي قام بقتل ” شورت ” هو نفس الشخص المتورط في تلك القضية أيضا و التي ظلت معلقة لسنوات طويلة إلا أنه مؤخرا تقدم إبن أحد المشتبهين بهم الرئيسيين في قضية ” الداليا السوداء ” بإفادة تشير إلى أن والده ربما يكون مسؤولاً عن كلتا الجريمتين حيث قال “ستيف جورج هوديل” أن والده الذي كان يعمل طبيب شهير هو شخص شره جنسياً و هو من تسبب في قتل الإثنين و كان دليله علي ذلك أن حقيبة ” جين سبانجلر ” الممزقة تم العثور عليها على بعد كيلومترات فقط من منزل الدكتور “هوديل” الفخم و لكن نظرا لوفاته منذ فترة طويلة فأصبح ما يتم تداوله هو مجرد تكهنات ليس إلا .

جين سبانجلر

و بعد فترة من حادث إختفائها تم الحديث علي أن “جين سبانجلر ” كانت متعددة العلاقات ما بين صاحب ملهى ليلي ثري و فتى مستهتر و معلم بارز و مجموعة متنوعة من الممثلين و قائدي الطائرات بالإضافة أيضا إلى علاقة مع أحد رجال العصابات حيث كانت هوليوود في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية تشهد إختلاطا بين رجال العصابات و أباطرة الأستوديوهات و نجوم السينما لذلك كان يقال أنها علي علاقة مع شخص يدعي “ديفيد أوجول ” و هو مساعد و حارس شخصي لرجل العصابات سيئ السمعة “ميكي كوهين” حتى أن بعض من الشهود تذكروا رؤية “سبانجلر و أوجول” معًا في بالم سبرينجز قبل أسبوع من إختفائها و لكن كانت المشكلة الوحيدة هي أن “أوجول” الذي كان مشتبه به مختفيا هو الأخر قبل يومين من “جين سبانجلر” و قال أحد العملاء فى مكتب التحقيقات الفيدرالية لاحقا أنه قد قُتل من إحدي عائلات المافيا بزعم أنه تحدث إلى سلطات إنفاذ القانون .

أقرأ أيضا : قصة الحب الرومانسيه التى جمعت بين ثنائى هوليوود بول نيومان و جوان وودوارد و تحول التمثيل الى حقيقه

و حتى الأن لا تزال قضية “جين سبانجلر ” دون حل و لم يتم العثور علي أي أثر للممثلة الطموحة و المختفية منذ 7 أكتوبر 1949 حيث كانت أخر كلماتها لأختها قبل خروجها من المنزل للمرة الأخيرة هي “تمنوا لي الحظ” و الذي كان من الواضح أنه سيئا للغاية .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *