صورة إنقاذ متسلق الجبال الإيطالي كلاوديو كورتي من قمة جبل إيجر السويسري

من دون شك تعتبر هواية تسلق الجبال واحدة من الرياضات الشاقة إن لم تكن بالخطيرة نظرا لصعوبة التضاريس المحيطة بالمكان و كم من المتسلقين الذين فقدوا حياتهم أثناء ممارستهم لها نتيجة مواجهتهم للعديد من العوائق في ظل غياب أي مساندة أو دعم نظرا لأن عمليات الإنقاذ في تلك البقاع ليست بالأمر السهل و هو ما يتضح جليا في تلك الصورة الحائزة على المركز الثالث لجائزة الصحافة الدولية عام 1957 و التي يظهر فيها عملية إنقاذ المتسلق الإيطالى كلاوديو كورتي من قمة جبل إيجر فى واحدة من أصعب و أعقد عمليات الإنقاذ فى التاريخ السويسري .

التاريخ : 11 أغسطس عام 1957 .

المصور : السويسري ” البرت وينكلر ” .

التفاصيل : تبدء أحداث الصورة بتوجه متسلقي الجبال الإيطاليين ” كلاوديو كورتي ” و صديقه ” ستيفان لونجي ” إلي جبل إيجر الذي يعتبر واحد من سلسلة جبال الألب و يقع داخل الأراضي السويسرية ثم أنضم إليهم لاحقا أثناء رحلة الصعود متسلقي جبال من ” ألمانيا ” و هم ” جانثر نوتدورفت” و ” فرانز ماير ” و بدء الجميع في تسلق ذلك الجبل سويا من أجل الوصول إلي قمته و عند وصولهم لواحد من الأماكن الوعرة و المليئة بالمنحدرات بدأت الأمور تزداد صعوبة خاصة مع سقوط المتسلق الإيطالي ” ستيفان لونجي ” من الأعلي و أصبح جسده متدليا بالحبال وحيدا و يواجه الجوع و البرد .

و أثناء سقوط ” لونجي ” حاول أصدقائه المرافقين مساعدته إلا انهم فشلوا في ذلك المسعي ثم إزداد الامر تعقيدا بسقوط بعض من أحجار الجبل على ” كلاوديو كورتي ” ليصاب هو أيضا و نظرا لصعوبة الموقف لم يكن هناك حلول أمام باقي المتسلقين سوي إستكمال رحلتهم إلي الأعلي و محاولة إيجاد أي وسيلة للمساعدة ثم بدأت محاولات إنقاذهم على يد مجموعة أخرى من متسلقي الجبال من مختلف الجنسيات و كانت عملية شاقة جدا وثقها المصور ” ألبرت وينكلر ” الذي كان مرافقا لهم خطوة بخطوة و لحسن الحظ أنتهت بإنقاذ ” كلاوديو كورتي ” فى 11 أغسطس لكن المنقذين واجهوا صعوبة شديدة في إنقاذ ” ستيفان لونجي ” الذي لفظ أنفاسه الاخيرة فى المكان العالق فيه أما بالنسبة إلي زملائهم الألمان فلم يتم العثور علي أى أثر لهم .

أقرأ أيضا : صورة منارة لاجومينت لحظة إصطدام موجة ضخمة بها فى وجود حارسها بالأسفل

و بعد إنقاذ ” كلاوديو كورتي ” وجهت الصحافة نقدا لاذعا إليه و أتهمته بأنه مسئول عن وفاة و فقدان زملائه و وصل الأمر لتوجيه إتهامات مباشرة إليه بالقتل من خلال دفعهم من أعلي للإستيلاء على متعلقاتهم نظرا لتلك الحملة الشرسة بدأ ” كورتي ” في الإصابة بالإكتئاب إلي أن مرت السنوات و تم العثور على جثتي أصدقائه الألمان فوق قمة الجبل فى 22 سبتمبر عام 1961 لتتأكد صحة روايته و بالتالي برائته .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *