صورة سقوط طائرة باسيفيك ساوث ويست إيرلاينز و تحطمها

رغم كثرة حوادث الطائرات التي مرت في تاريخ الولايات المتحدة إلا أن القليل منها هو الذي يعلق في الذاكرة نظرا لتوثيق تلك المأساة من خلال الصور أو الفيديو و تعتبر كارثة الرحلة رقم 182 لطائرة باسيفيك ساوث ويست إيرلاينز علي رأس تلك القائمة و التي تم توثيقها في تلك الصورة الشهيرة الحاصلة علي المركز الثالث في جائزة الصحافة الدولية عام 1979 و تظهر لحظات سقوطها الأخيرة قبل إنفجارها و تحطمها فى حي نورث بارك بمدينة سان دييجو فى ولاية كاليفورنيا الأمريكية .

التاريخ : 25 سبتمبر عام 1978 .

المصور : الأمريكي ” هانز ويندت ” – مكتب العلاقات العامه بمقاطعة سان دييجو .

التفاصيل : تبدء قصة الصورة بعد إقلاع طائرة “باسيفيك ساوث ويست إيرلاينز” الرحلة رقم 182 من مدينة “سكرمانتو” عاصمة ولاية ” كالفورنيا ” متوجهة إلى مدينة ” سان دييجو ” عبر توقف بسيط فى مدينة ” لوس انجلوس ” و كانت تحمل على متنها 135 شخصا منهم 128 راكبا و الباقيين أفراد الطاقم و كانت الرحلة الأولى من “سكرمانتو” إلى “لوس انجلوس” هادئة و من دون أى مشاكل ثم بدأت في الإنطلاق نحو مدينة “سان دييجو ” و خلال رحلتهم أتاهم إتصال من برج المراقبة بوجود طائرة خفيفة من طراز ” سيسنا 172 ” تحلق بالقرب منهم و على متنها شخصين لذلك وجب عليهم الإنتباه و مع إستعداد الطائرة للهبوط حدث خطأ تقديرى من الطيار جعله يتفاجئ بظهور تلك الطائرة الخفيفة أمامه ليصبح الإصطدام حتميا على إرتفاع 790 مترا نتج إشتعال النيران فى الطائرة التي بدأت فى مرحلة السقوط .

و عقب سقوط طائرة “باسيفيك ساوث ويست إيرلاينز” إنفجرت و تحطمت في قسم سكني من “سان دييغو” يعرف بإسم “نورث بارك” مخلفة وارئها خسائر مادية من خلال تدمير العديد من المنازل و بشرية بلغت 144 قتيلا بعد مصرع كل ركابها بالاضافة إلي راكبي الطائرة الخفيفة و سبعة مدنيين كانوا متواجدين على الأرض لحظة سقوطها و إنفجارها و لذلك تعتبر تلك الكارثة من أكثر حوادث الطيران دموية فى التاريخ الأمريكي خلال ذلك الوقت ثم تراجعت لتحتل حاليا المركز السادس .

و خلال الحادث كان المصور ” هانز ويندت ” من مكتب مقاطعة ” سان دييجو ” متواجدا عن طريق الصدفة فى أحد المؤتمرات الصحفية فى الهواء الطلق و أثناء ممارسته لعمله الروتيني سمع إنفجارا فى السماء و نظر لأعلي ليشاهد طائرة و هى تسقط و سارع لإلتقاط صورتين لها و بعدها ذهب على الفور لمكتب المقاطعة لتحميضها و تقديمها إلي إدارة الطيران الفيدرالية حيث كان يظن فى البداية أن ذلك الحادث قد نجم عن إنفجار قنبلة بداخلها و لم يخطر بباله أنها نتيجة إصطدام بطائرة خفيفة و بعد ظهور تلك الصورتين أعجب بها أحد زملائه و الذي نصحه ببيعها إلي الصحف حيث توجه إلي المكتب الصحفي فى المبني و سأل الصحفيين عن من يريد شرائها فتقدم إليه مراسل صحيفة ” سان دييجو يونيون ” و باعها إليه بمبلغ 150 دولارا و تحدث بعدها أزمة مع باقى الصحف بعد أن صدرت كسبق صحفي و حصري لتلك الجريدة بسبب أن الصورة تتبع المقاطعة و بالتالي تؤول الى الجميع إلا أن المصور رد قائلا بأنه سيدفع تمن الفيلم و مصاريف تحميضه و بالتالى ستئوول ملكيتها إليه .

أقرأ أيضا : صورة سقوط المقاتلة F1 Lightining فى مطار هاتفيلد و لحظة هروب قائدها

و الجدير بالذكر أن واحدة من تلك الصورتين قد وصلت إلي المحطة النهائية لجائزة بوليتزر إلا أنها لم تفز بها رغم إعتقاد الكثيرين بأحقيتها و مع ذلك لم يهتم ” هانز ويندت” بل على العكس كان سعيدا بعدم فوزها نظرا إلى أنه سيكون مضطر للسفر لنيويورك و إرتداء بدله و هو لا يحب ذلك .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *