صورة إلقاء الأمريكي ويليام شيريدان لطفله من النافذة بعد محاصرته من حريق شب في منزله

كثير من القصص و المواقف التي شاهدناها تثبت أن الأبوين يحبون أبنائهم أكثر من أنفسهم لدرجة أنه حين يتعرضون إلي إختبار حقيقي من الممكن أن يقوموا بالتضحية بحياتهم من أجل إنقاذهم و أبلغ مثال علي ذلك هي تلك الصورة التي حصلت علي المركز الثاني في جائزة الصحافة الدولية عام 1979 و توثق لحظة إلقاء الأب المحاصر وسط النيران ويليام شيريدان لطفله الصغير من النافذة إلي جيرانه الذين كانوا في الأسفل لإلتقاطه بعد أن شب حريق هائل في منزله و أصبح من الصعب الهروب منه .

التاريخ : 28 مايو عام 1978 .

المصور : الأمريكي ” دافيد موجار ” – مصور هاوي .

التفاصيل : تبدء قصة الصورة في منزل الأمريكي ” ويليام شيريدان ” الكائن بمدينة “بوسطن” الأمريكية و الذى شب فيه حريق حاصر الاسرة بأكلمها و المكونة من أربعة أفراد و هم ” ويليام الأب و زوجته كاثي و الطفلان التوأم ويليام و نيكول ” و الذين لم يكن أمامهم أى وسيلة للنجاة سوى التوجه إلي إحدي النوافذ الموجودة بالمنزل فى الطابق الثانى و محاولة إنقاذ أبنائهم في الوقت الذي تجمع فيه الجيران أسفل المنزل في محاولة للمساعدة حيث أسقط الأب إبنته ” نيكول ” أولا ليتلقفها أحد الجيران و يدعي ” جيمى مادن ” و بعدها بلحظات تم إلقاء أخيها ” ويليام شيريدان الصغير ” و يتلقفه أحد الجيران الأخرين و هو ” توم كونالي ” و هي اللحظة تحديدا التي كان المصور موجودا فيها لإلتقاط تلك الصورة و لحسن الحظ وصل بعدها رجال الإنقاذ الذين أستخدموا سلما لإنقاذ الأب و الأم و تمكنوا من إخماد الحريق لينتهى الحادث بنجاة الأسرة بأكملها .

بعد نجاة أسرة ويليام شيريدان
بعد نجاة أسرة ويليام شيريدان

و تتذكر الزوجة كاثي التي كانت تبلغ من العمر حينها “24 عاما ” تفاصيل ذلك اليوم حيث تقول بأنها كانت نائمة ثم أستيقظت على صوت صرخات من زوجها ويليام شيريدان ” 25 عاما ” و تفاجئ بأن المنزل قد شب فيه حريق هائل حيث بدأت الأدخنة في الإنتشار بشكل كثيف في كل مكان و علي الفور أمسك الأب بأبناءه التوأم فى محاولة للخروج إلى الشارع إلا أنه و نظرا لشدة الأدخنة لم يستطيع الخروج لذلك توجه إلي النافذة و فتحها و وجد الجيران و قد تجمعوا أسفل المنزل و هم يصرخون فيهم ” ألقوا الأطفال ” حيث لم تتمكن “كاثي” من فعل ذلك فأخذ زوجها الأطفال و بدء فى إلقائهم واحدا تلو الأخر في لحظة يصفها ” ويليام شيريدان ” الأب بأنها من الأشياء المجنونة التى فعلها و لم يفكر فيها أبدا .

كاثي مع زوجها ويليام شيريدان  و أطفالهم
كاثي مع زوجها ويليام شيريدان و أطفالهم

و في خلال تلك اللحظات و أثناء إشتعال الحريق كان المصور ” دافيد موجار ” متواجدا بالصدفة فى ذلك المكان و الذي كان أحد رجال الأعمال بمدينة “بوسطن” و كان هاويا للتصوير لذلك عندما شاهد الحريق و هو يشب فى المنزل بدء فى إلتقاط صورا لتلك اللحظات ثم قام ببيعها لجريدة ” بوستون جلوب ” و العديد من الصحف الأخري و من عائدات بيعها أستقطع مبلغ خمسة ألاف دولار أمريكي و قدمها إلى تلك الأسرة التى تدمرت ممتلكاتها خلال الحريق .

الأبناء بعد أن تقدم بهم العمر

أقرأ أيضا : صورة إنقلاب شاحنة جماهير كرة القدم فى إندونيسيا

اما التوأمان فبطبيعة الحال لا يتذكران ذلك الموقف إلا أنهم دائما ما يتم تذكيرهم في الأوقات التي يرون فيها أصدقاء والديهم أو أقاربهم الأكبر سنًا أو جيرانهم الذين حضروا ذلك الموقف حيث أصبح حاليا ” ويليام شيريدان ” الإبن محامي ضرائب و أب لولدين أما أخته “نيكول” فتعمل مع زوجها فى عيادته بطب الاسنان و هي أم لإبنتين و اللذان لولا بطولة والديهم و جيرانهم لما أصبحوا علي ما هم عليه الأن .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *