صورة أم تحمل صورة إبنها في أمل و يأس خلال عودة فوج لأسري الحرب

علي مر التاريخ تدخل دول حروب و تتقاتل فيما بينها إلي أن تنتهي بفوز واحدة علي الأخري و رغم المكتسبات و الفخر الذي يناله الجيش المنتصر إلا أن أمهات الجنود القتلي و الأسري هن الخاسرات في كلا الحالتين لأنهم الوحيدين الذين يشعرون بمرارة غياب الأبناء أو فقدانهم و هو ما يتضح بشكل كبير في تلك الصورة الملتقطة التي تظهر إحدي الأمهات و هي تمسك صورة إبنها المفقود أثناء عودة فوج من الأسري علي أمل أن يكون واحد منهم أو علي الأقل يتعرف عليه أحد من الأسري العائدين .

التاريخ : 1947 .

المصور : النمساوي ” ارنست هاس ” .

التفاصيل : تبدء أحداث تلك الصورة بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية و التي يظهر فيها أسير حرب مبتسم أثناء عودته إلى منزله بمدينة “فيينا” في النمسا و يمر بجوار امرأة تحمل صورة إبنها في مزيج من الأمل و اليأس و الترقب لعل أحد الأشخاص العائدين يتعرف عليه و يخبرها بمصيره و تم نشر تلك الصورة لأول مرة فى مجلة “Heute” بمدينة ” ميونيخ ” الألمانية فى أغسطس عام 1949 و بعدها بأسبوع تم إعادة نشرها فى أكبر مجلة مصورة فى ذلك الوقت و هى “أمريكان لايف” و التي تعد بداية شهرة ” أرنست هاس ” كمصور صحفى .

و بالتعمق أكثر في تلك الصورة سنجد أنها تجسد حكاية ما يقرب من 2.8 مليون أسير حرب ألماني و معهم أكثر من مليون مقاتل من دول أخرى أتخذوا كأسرى من قبل الاتحاد السوفيتي خلال الحرب العالمية الثانية أثناء التقدم الكبير للجيش الأحمر في العام الأخير من الحرب حيث كان يتم إستغلالهم بالعمل في السخرة لدعم الإقتصاد السوفيتي وقت الحرب و إعادة الإعمار و في ذلك التوقيت مات الألاف منهم حسب السجلات السوفيتية و بعد ذلك بدء السوفييت في إعادة هؤلاء الأسرى الى أوطانهم على فترات غير منتظمة و بحلول عام 1950 تم إطلاق سراح أغلب سجناء الحرب تقريبا و بعدها بست سنوات عاد أخر أسير من هناك .

أقرأ أيضا : صورة إستقبال الكولونيل روبرت ستيرم من قبل أفراد أسرته بعد عودته من فيتنام الشمالية حيث كان أسيرا لخمس سنوات

و من بين الأسري العائدين كان فوج يضم 600 أسير نمساوي و فى تلك الأثناء كان المصور ” أرنست هاس ” برفقة زميلته فى العمل ” أنجى موراث ” يتفقدون مواقع مناسبة للتصوير و بالصدفه شاهد “هاس و موراث” عودة فوج الأسري العائدين و هم ينزلون من إحدي القطارات و نظرا لأهمية ذلك الحدث بدأوا علي الفور في توثيق لحظات وصولهم حيث أظهرت صور هاس ترقب و حزن الأشخاص الذين يبحثون عن أقاربهم المفقودين بين الناجين و التي كان من بينهم تلك الصورة الأيقونية .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *