صورة طفل فلبيني نائم علي مرتبة فوق أطنان من القمامة ملقاة علي نهر باسيج

تعتبر من أكبر المشاكل التي تواجه الدول النامية هى الفقر الذي يؤثر بشكل سلبي علي الحالة الإجتماعية لمواطنيها و تدفع الجميع كبارا و صغارا إلي العيش في مناطق صعبة و العمل في مهن تتسم بالخطورة من أجل الحصول علي القليل من الأموال لسد رمقهم و هو ما تجسده تلك الصورة التي ألتقطت في الفلبين و حصلت على المركز الثالث لجائزة الصحافة الدولية عام 2019 و تظهر أحد الأطفال العاملين فى مجال جمع القمامة من أجل إعادة تدويرها و هو يرقد على مرتبة محاطة بالقمامة التي تطفو على نهر باسيج فى العاصمة مانيلا .

التاريخ : 2 أكتوبر عام 2018 .

المصور : البرتغالي ماريو كروز .

التفاصيل : تبدء قصة الصورة بنهر باسيج الذي أعلن وفاته بيولوجيا خلال فترة التسعينيات بسبب تعرضه للملوثات الصناعية و النفايات الملقاة من قبل المجتمعات المجاورة التي تعيش في ذلك المكان بدون بنية تحتية كافية للصرف الصحي لدرجة أنه تم تصنيف نهر باسيج عام 2017 كواحدا من أكثر 20 نهرا متلوثا فى العالم بحسب تقرير صدر من مجلة ” ناتشر كومنيكيشن ” حيث يترسب فيه سنويا ما يصل الى 63700 طن من البلاستيك و رغم الجهود التي بذلت من أجل تنظيفه إلا أنه حتى اللحظه لا يزال فى بعض أجزاءه كميات هائلة من النفايات لدرجة أنه من الممكن السير عليه فوق القمامة .

و يروى المصور ” ماريو كروز ” ذكريات إلتقاطه لتلك الصورة حيث يقول أن تجربة المشي على النفايات العائمة فوق نهر باسيج تعد مروعة جدا و أن الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو إدراك أنني الوحيد الذي صدمني ذلك حيث بدء بالتعرف على ذلك النهر عن طريق القراءة عنه و بعدها قرر التوجه إلي “الفلبين” لإجراء تحقيق إستقصائي و أندهش عندما رأي أن معظم الأسر التي تعيش حوله يعتبرونه مصدر دخل لهم من خلال ما يمكن العثور عليه من بين القمامة المتناثرة فيه و كان ملوثا بشدة لدرجة أن رائحته السامة كانت مرافقة له إلي أن ترك البلاد حيث كانت تلك البيئة بالنسبة إليه صعبة جدا و لا يمكن لأى شخص يعيش فى دولة متقدمة أن يتأقلم فى ذلك المكان .

أقرأ أيضا : صورة جفاف نهر الأمازون و محاصرة إحدي السفن النهرية بالرمال في إحدي روافده

و يضيف المصور أن الأمر الذي كان أكثر مفاجاءة له هو سلوك الناس الذين كانوا يعيشون حياتهم حوله بشكل طبيعي حيث كان ذلك الأمر محزنا بالنسبة إليه نظرا لعدم إمتلاكهم دورات مياه أو حتى يكون لديهم القدرة علي الوصول الى المياه النظيفة و كان يرى خلال تحقيقه أن هناك إنقسام فى الرأى بين هؤلاء السكان نحو نهر باسيج فكبار السن ينظرون إليه و كأنه لعنه أما الأجيال الشابة فبعضهم لديه الرغبة في الحصول على حياة أفضل عن ذلك المكان أما الأخرون فيفضلون البقاء منعزلين في تلك البيئة كما تعتبر أكثر الأمور المؤسفة التى مرت عليه هى الأطفال التى تعمل فى تلك البيئة من أجل إعالة أسرهم و الذى منهم ذلك الطفل صاحب الصورة .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *