صورة الإعتداء على المواطن الأسود تيد لاندسمارك من قبل المراهق جوزيف ريكس خلال تظاهرات حافلات بوسطن

لم يكن حصول السود على حقوقهم بالمساواة داخل الولايات المتحدة أمر سهلا و لكن بعد صراع طويل و مرير تخلله الكثير من التضحيات حيث شهدت البلاد العديد من الحوادث التاريخية الشهيرة المقترنة بذلك الشأن لعل أبرزها إغتيال الزعيم مارتن لوثر كينج و حادث إطلاق النيران على الناشط جيمس ميرديث و الإعتداء علي المحامي و الناشط في الحقوق المدنية الأسود تيد لاندسمارك علي يد المراهق الأبيض جوزيف ريكس خلال أحداث ما كان يعرف بتظاهرات حافلات بوسطن و التى تظهر تفاصيلها فى تلك الصورة التى حصلت على جائزة بوليتزر عام 1977 .

التاريخ : 5 ابريل عام 1976 .

المصور : الأمريكى ” ستانلي فورمان ” – جريدة ” بوسطن هيرالد اميركان ” .

التفاصيل : تبدء قصة الصورة فى مدينة “بوسطن” بولاية “ماساتشوستس” حين أصدرت المحكمة أمرا بإلغاء الفصل العنصري في مدارس بوسطن العامة الأمر الذى نتج عنه عمليات نقل العديد من الطلبة من مدارسهم إلى مدارس أخرى و أدى ذلك لسلسلة من التظاهرات و الإحتجاجات و أعمال الشغب من قبل البيض و التى عرفت بإسم ” أزمة حافلات بوسطن ” لرفض ذلك القرار و فى ذروة تلك الاحتجاجات حدث ذلك المشهد فى الصورة كما يرويه ” تيد لاندسمارك” الذى كان محاميا يبلغ من العمر فى ذلك الوقت 29 عامًا و لديه خلفية بالعمل في مجال الحقوق المدنية حيث كان يحاول إشراك المزيد من المقاولين من الأقليات في أعمال البناء و لديه إجتماع عمل و كان متأخرا عنه بضع دقائق في وسط مدينة “بوسطن” لذلك كان في عجلة من أمره و لم يكن يعير أى إهتمام للمتظاهرين الشباب البيض الذين كانوا يأتون في الإتجاه الآخر حيث لم يلحظهم حتى وصلوا إليه و أصبحوا وجها لوجه أمامه ثم أحاط به مجموعة منهم و بدأ الإعتداء عليه بالضرب مما أدى إلى خلع نظارته و إصابته بكسور فى الأنف و سقوطه أرضا و بعد لحظات من نهوضه جاءت تفاصيل تلك الصورة و التى كانت على شكل صارى علم ممسكا به “جوزيف ريكس ” و يدفعه أمام وجهه لمحاولة ضربه به و ليس طعنه كما تنقل الصورة الا أنه اخطأ فى إصابته على بعد عدة بوصات من وجهه و أستغرق حادث الإعتداء كله ثوان معدودة و تم نقله بعدها إلى المستشفى و لحسن حظه كان هناك طبيب أمريكي من أصل أفريقي في الخدمة و عندما ضمد إصابته أشار إلى أن هناك عددًا من المراسلين ينتظرون التحدث معه خارج غرفة الطوارئ و أن لديهم خيار لكيفية التعامل مع أنفه المكسور إما بوضع ضمادة صغيرة عليه أو أن يلف وجهه بالكامل بطريقة تشير إلى أنه كان ضحية لعنف كبير و سأله أيهما يفضل فأجابه أنه يفضل لف وجهه بالكامل إذا كان سيواجه الإعلام حيث شعر أن ذلك لم يكن مجرد هجوم شخصي بل نقطة مضيئة جديدة في النضال المستمر من أجل الحقوق المدنية.

و يروى المصور ” ستانلى فورمان ” ذكرياته مع تلك الصورة حيث يقول أن ذلك الحادث كان يوم الإثنين و أستدعي الى العمل و تحدث إلى محرر الجريدة و سأله عن الأمر فأخبره أن هناك مظاهرات جديدة فسأله عما إذا كان بإمكانه الذهاب لتغطيتها فأجابه بالموافقة و ذهب إلى هناك و رأي مجموعة من الطلاب المتظاهرين البيض يسيرون في الساحة الرئيسية للمدينة حيث أستمر معظم أفراد المجموعة في التقدم و رأي رجلاً أسود و الذى كان ” تيد لاندسمارك ” و هو قادمًا من الجهة المقابلة فى تلك اللحظة و جاء فى ذهنه على الفور أنهم سوف ينالون منه و هو ما حدث بالفعل و بدء بتوثيق المشهد بعدسته ثم ذهب ليتبع المتظاهرين فى الوقت الذى تم نقل “تيد لاندسمارك” إلى المستشفى و بعدها أتصل بالمحرر ليخبره بالقصه و قال له أنه حصل على صور لها حيث قال له المحرر أن يعود إلى الجريدة على الفور حيث تم تحميض الفيلم و ظهور الصورة التى صدرت فى صدر الصحيفة و باقى الصحف تباعا فى اليوم التالى و أصبحت تلك القضية شاغل الرأي العام لفترة و حصل بسبب تلك الصورة على جائزة بوليتزر .

أقرأ أيضا : صورة الزعيم نيلسون مانديلا أثناء تأمله عبر قضبان زنزاته التى قضي حياته فيها معتقلا

الجدير بالذكر أن ” جوزيف ريكس ” أدين بتهمة الإعتداء و حكم عليه بالسجن لمدة عامين و المراقبة لمدة عامين أخرين ثم تم تعليق عقوبة السجن في عام 1983 و عرف فى الإعلام بإسم “طفل العلم ” و علق على الحادث بعد ذلك قائلا أنه كان طفلاً فى ذلك الوقت و كانت قرارات النقل تعنى أنه سيخسر نصف أصدقائه و كان سيُجبر على الذهاب إلى مدرسة أخرى و هذا ما أزعجه أما الرجل الذى خلف ” تيد لاندسمارك ” بالصورة فقد ظن البعض أنه كان يساهم فى الإعتداء عليه الا أن ذلك ليس صحيحا حيث يدعي ” جيم كيلي ” و رغم أنه احد المتظاهرين الا أنه كان يساعد ” تيد لاندسمارك ” في الواقع بعد أن تقدم لاحقًا إلى الأمام لحمايته من المزيد من الإعتدائات و الإصابات .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *