10 طرق قامت فيها التكنولوجيا بتدمير خصوصيتنا

خلال السنوات الأخيرة شهد العالم طفرة تكنولوجية غير مسبوقة و أصبح كل شئ في حياة الإنسان يمكن إدارته بمجرد هاتف محمول به عدد من التطبيقات المختلفة و ذلك للتيسير علي حياته اليومية و رغم إعترافنا بمدي أهمية ذلك لكن يمكن القول بأن ثمنا باهظا قد تم دفعه مقابل ذلك و هو مفهوم الخصوصية التى تعتبر أمر أساسيا في أي مواثيق دولية تتعلق بحقوق الإنسان حيث لا تعترف التكنولوجيا بذلك الحق أو حتي تحترمه و تعتبر خصوصيات البشر و معلوماتهم و بياناتهم الشخصية أمر مكتسب و من حقها الوصول إليها و الإطلاع عليها مقابل الخدمة التى تقوم بتقديمها و هى أمور أثارت الكثير من الجدل و دفعت إلي ظهور العديد من الأصوات الرافضة لتلك الإنتهاكات و الساعية للحفاظ علي الخصوصية و في تلك المقالة نسلط الضوء علي 10 طرق قامت فيها التكنولوجيا بتدمير خصوصيتنا .

الماسحات الضوئية البيوميترية : بفضل التكنولوجيا أصبح بإمكان الإنسان إستخدام عينيه أو أصابعه أو وجهه لتحديد هويته و ذلك من خلال إستخدام الماسحات الضوئية البيومترية التى تعتبر سريعة و مريحة و آمنة تقريبًا و التى بدء الإعتماد عليها بشكل متزايد في السنوات الأخيرة داخل المصالح الحكومية و الشركات و حتي داخل الفنادق و المطاعم لمسح وجوه عملائها و معرفة من الذي قدم طلباته أولاً و ما الذي طلبوه و رغم أهمية و راحة تلك الخدمة إلا أنها قامت بتدمير خصوصيتنا عن طريق التعرف علي الهويات و تخزين البيانات سواء كانت قصيرة المدي أو طويلة و ذلك من خلال إستغلالها لاحقا و رغم أن هناك سياسات و لوائح تمنع الشركات من إستخدام تلك المعلومات و البيانات التي تحصل عليها من عملائها بشكل غير قانوني الا أنه لا يمكن الوثوق بأحد في ذلك الزمن لذلك خذ حذرك دائما أثناء تعاملك مع الماسحات الضوئية التى تعتبر أحد أكبر تهديدات الخصوصية للمستخدمين المطمئنين .

10 طرق قامت فيها التكنولوجيا بتدمير خصوصيتنا

إعتراض المكالمات : كثير ما نشاهد في الأفلام البوليسية إعتراض أجهزة إنفاذ القانون لمكالمات هاتفية تدور بين عدد من المشتبه بهم و هو أمر قانوني و يتم وفق ظوابط و معايير محددة حيث يمكن للوكيل الحكومي الدخول إلى شركة الجوال و المطالبة بالوصول إلى بيانات تلك الخطوط و الإستماع إلي مكالماتها دون علم من أصحابها و في حين أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تساعد في حل الجرائم إلا أنه يمكن إستغلالها إذا تمكن أشخاص ذوي نوايا خاطئة من الوصول إليها و هم يفعلون ذلك في الغالب لإبتزاز أصحابها حيث تخيل أنك تجلس في منزلك يوما و تتحدث فى مكالمة هاتفية في أمور شديدة الخصوصية بك لا يسمعها أحد سوي الجدران من حولك ثم تكتشف أن هناك طرفًا ثالثًا يستمع إلى محادثتك و غني عن القول أن العديد من الأشخاص فقدوا ممتلكاتهم و أموالهم من خلال تطبيقات إعتراض المكالمات هذه و رغم تقديرنا بأهمية الهواتف المحمولة في حياتنا و إعتبارها أداة مثالية للتواصل مع الأخرين الا أنه يجب أن يعرف المستخدمين أنهم يخاطرون بتدمير خصوصياتنا أثناء إستخدامهم لها.

الانترنت لا ينسي : كثيرا ما رأينا عدد من الفضائح المتعلقة بمشاهير عالميين منتشرة علي شبكة الانترنت حيث شاهد ملايين الأشخاص إنتشار صورًا لهم أو مقاطع فيديو أو مكالمات صوتية كان أصحابها لا يفضلون أن تنشر علي ذلك النحو و ذلك بعد وصول عدد من الأشخاص ذوي النفوس السيئة إليها بشكل أو بأخر حيث يتم إستغلالها و إبتزاز أصحابها مقابل أموال لعدم نشرها و في حال عدم التجاوب معهم يتم وضعها علي شبكة الانترنت و التى رغم أهميتها الا أنها تعد أداة سيئة حول تلك النقطة حيث يمكن من خلال تلك الشبكة نشر كل تلك الفضائح بطرق لا يمكن تعقب أصحابها كما أنها تنتشر بشكل سريع عبرها من الصعب السيطرة عليها أو حذفها أي أنها ستظل موجودة عليها لفترات طويلة جدا حتى ينساها الناس .

ملفات تعريف الإرتباط أو الكوكيز : هل سبق لك أن كنت تتصفح الإنترنت و بدأت في رؤية رسائل بريد إلكتروني أو إعلانات تطالبك بشراء أو الإشتراك في رسالة إخبارية مشابهة للمحتوى الذي كنت تتصفحه؟ على سبيل المثال إذا كنت تبحث عن أحدث طرازات العلامة التجارية التلفزيونية المفضلة لديك فستبدأ فورًا في رؤية إعلانات أفضل العروض التلفزيونية و تسأل نفسك كيف يتم ذلك ؟ و الإجابة سهلة بأنها من ملفات تعريف الإرتباط أو الكوكيز فعندما تقوم بزيارة موقع ويب و يطلب منك السماح بإنزال ملفات تعريف الارتباط أو رفضها فإن مالك الصفحة ببساطة يسعى للحصول على إذن لمراقبة أنشطتك عبر الإنترنت .

مؤتمرات الفيديو و الندوات عبر الإنترنت و تطبيقات الدردشة : يعتبر تطبيق زووم Zoom واحد من أشهر منصات عقد المؤتمرات عن بعد حيث أكتسب شهرته عندما طُلب من معظم الناس العمل من المنزل خلال وباء كورونا و لكي نكون منصفين فهو يساعد الزملاء على التواصل بشكل فعال و الحفاظ على إنسجام العمل داخل الشركات و مع ذلك كان هناك ثمن لكل شيء بالنسبة لهذا التطبيق و التطبيقات المماثلة حين تمت ملاحظة العديد من الحالات المحرجة التى تبث عبره منذ أن أصبحت تطبيقات المؤتمرات عن بعد هذه منتشرة بشكل كبير فعلى سبيل المثال أثناء إجراء محادثة أحد طرفيها في منزله قد يظهر أحد أفراد الأسرة و هو فى الخلفية في وضع غير لائق و بشكل محرج دون أن يعرف أن الكاميرا قيد التشغيل و هو أمر يعد إنتهاك كبير للتكنولوجيا التى قامت بتدمير خصوصيتنا .

10 طرق قامت فيها التكنولوجيا بتدمير خصوصيتنا

تعقب الـ GPS : يعتبر الـ GPS هو إختصار لنظام تحديد المواقع العالمي و نظرًا لأنه متاح للجميع و يتم تشغيله بواسطة الأقمار الصناعية العالمية فيعتمد الناس عليه للسفر إلى أي مكان يريدون الذهاب إليه و لذلك ينظر له البعض علي أنه أحد ملامح العصر الحديث و الأكثر تقدمًا و الأسهل إستخداما بالإضافة إلي توفرها للجميع حيث يمكن لأي شخص لديه جهاز ذكي إستخدامها و مع ذلك من الصعب أن يرتبط مفهوم الخصوصية بذلك النظام فعادة تستخدم السلطات نظام تحديد المواقع العالمي لتحديد أماكن الأشخاص الذين تهتم بهم كما يفعل ذلك أيضا بعض من الأشخاص الخبثاء و الذين يقومون بتتبع تحركات الأخرين و أماكن تواجدهم و هم داخل سياراتهم لذلك فهو يعتبر من أبرز الوسائل المستخدمة في تدمير خصوصيتنا .

الامتيازات غير الخاضعة للرقابة لمزودي خدمة الإنترنت : يقدم موفرو خدمة الإنترنت المعروفين بإسم ISPs للعملاء إتصالاً بالإنترنت مقابل إشتراك شهري ثم يستخدم العملاء الإنترنت المقدم للتصفح أو العمل أو الترفيه عن أنفسهم و لكن بالطبع كل ذلك تحت إشراف مزودي الخدمة فلعلك لاحظت في إحدي المرات أنه أثناء زيارتك لأحد المواقع قد تجد أنه لا يمكنك الوصول إليه و يكون أبرز أسباب ذلك هو قيام مزود خدمة الإنترنت الخاص بك بمنعك من الوصول إليه كما أنه يمتلك صلاحيات معرفة عنوان IP الخاص بك و مشاهدة المواقع التي تزورها حتي و أن قالوا بأنهم لا يمكنهم الوصول إلى معلوماتك الخاصة لذلك و لسوء الحظ من الصعب جدا محاولة الإستفادة من تلك الميزة التكنولوجية من دون التخلي عن درجة معينة من خصوصياتك .

تطبيقات سطح المكتب البعيد : أصبحت تطبيقات سطح المكتب البعيد مثل TeamViewer و AnyDesk مفيدة للغاية خاصة بعد أن هز وباء كورونا العالم و ذلك لأنها سمحت للعاملين في الشركات بالوصول إلى أجهزة الكمبيوتر الخاص بهم في العمل عن بُعد و بهذه الطريقة يمكن للزملاء العمل معا و الوصول إلى الملفات و المستندات الحيوية و لكن كما هو متوقع خلال إستخدامك لتلك البرامج يجب أن تتخلى عن بعض الخصوصية حتى تعمل هذه التطبيقات على النحو الأمثل فعلى سبيل المثال إذا قمت بإقران جهاز الكمبيوتر الخاص بك مع أحد الزملاء لأغراض العمل فيمكن للشخص الآخر الوصول إلى معظم الميزات الموجودة في جهاز الكمبيوتر الخاص بك و تعديلها (بما في ذلك تلك التي لا تتعلق بالعمل) .

التسجيلات الصوتية : تعتبر تطبيقات تسجيل الصوت هي واحدة من أكبر التطبيقات المسئولة عن تدمير خصوصيتنا في تاريخ التطويرات التكنولوجية الواقعة في الوقت الحالي حيث كثيرا ما أجرى الناس محادثات مع أقرانهم أو أفراد عائلاتهم و أعتقدوا أنها سرية تماما ثم تفاجئوا لاحقا بأن كل ما قالوه أصبح في الأيدي أو الغرف الخطأ و كل ذلك بسبب تلك التطبيقات و التى تم إنشائها في البداية لمساعدة الصحفيين على تسجيل اللقائات و الأخبار و المحادثات بين الشركات و عملائها و لكن بمرور الوقت أكتشف الأشخاص المؤذين أن بإمكانهم إستخدام هذه الأجهزة في منحي أخر و هو لإبتزاز ضحاياهم أو تهديدهم .

10 طرق قامت فيها التكنولوجيا بتدمير خصوصيتنا

أقرأ أيضا : أشهر تسع محاولات تخريبيه لاسقاط شبكة الانترنت و ايقافها التام عن العمل

تعقب شبكات التواصل الإجتماعي : وسائل التواصل الاجتماعي يستخدمها حاليا أكثر من 4.2 مليار شخص من جميع أنحاء العالم و رغم كثافة إعداد مستخدميها إلا أنهم و من أجل الإستفادة منها فهم مطالبين بالتخلي عن مستوى معين من خصوصيتهم يعتبر حدها الأدني هو معرفة عنوان البريد الإلكتروني أو رقم الهاتف المحمول و لكن لا يوجد حد لمقدار خصوصيتك الذي يمكن إنتهاكه فعلى سبيل المثال يتيح موقع فيسبوك Facebook للمستخدمين تحميل صورهم و نشر مقاطع الفيديو و التعليق على منشورات الأشخاص الآخرين و على الرغم من أن هذا قد يبدو غير ضار إلا أن معظم المستخدمين لا يدركون أنه يصبح من الأسهل تدمير خصوصيتنا من خلال التفاصيل الشخصية لحياتهم و التى كلما زاد عدد مشاركاتهم زاد إهمالهم لخصوصيتهم و الشيء المحزن في ذلك الموضوع أنه بمجرد ظهور شيء ما على وسائل التواصل الاجتماعي فلا يمكن حذفه أبدًا حتى و لو توهمت أنك قمت بذلك لأنه دائما هناك طريقة يمكن من خلالها لشخص ما إسترداد المحتوى الخاص بك.

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *