الديكتاتور العظيم يعتبر واحدا من الأفلام الخالدة فى تاريخ السينما العالميه فعند مشاهداته قد تكون فى حيرة كبيرة هل تضحك على مواقفه ومشاهده الطريفه ام تبكى على رسالته التى يراد توصيلها , فهو تحفة سينمائيه قام بها واحدا من أعظم الممثلين والكتاب والمخرجين فى القرن العشرين و هو السير ” تشارلى تشابلن ” حيث جعله انعكاس لشخصية تاريخيه لا يستطيع العالم نسيانها و هو ” ادولف هتلر ” و فى توقيت حرج خلال ذروة احداث الحرب العالمية الثانيه التى كانت تجتاح اوروبا و العالم و كل ذلك فى قالب ساخر .

ففى فترة الثلاثينيات من القرن الماضى قام الكثير من رسامى الكاريكاتير و حتى الكتاب ببناء رابط بين الزعيم الالمانى “ادولف هتلر ” و الممثل الانجليزى ” تشارلى تشابلن ” و الذان امتلكا شاربا متشابها و ليس من حيث الشكل فقط فالاثنان ولدا فى نفس العام و نفس الشهر بفارق اربعة ايام في أبريل عام 1889 وكلاهما ارتقى إلى مستويات أفضل بعد حياة بائسه من الفقر و برز “هتلر” وحزبه النازى فى نفس التوقيت الذى تمتع فيه “تشارلى تشابلن” بشعبية عالميه حيث يقول ابنه فى كتابه ” ابى ” ان الاثنان رغم تشابههم فى كثير من الاشياء الا انهم قطبين متباعدين حيث أبكى احدهم الملايين بينما الاخر قام بإضحاكهم .

و مع حلول عام 1931 قام “تشابلن” بزيارة الى برلين الا انه لاقى هجوما كبيرا من قبل النازيين حيث استأوا من اسلوبه الكوميدى بشكل كبير و لم يقتصر الامر على ذلك بل نشروا كتابا عام 1934 تحت اسم ” اليهود ينظرون اليك ” يسخرون فيه من تشابلن و يستهزئون به حتى انهم وصفوه بالبهلوان اليهودى المثير للاشمئزاز على الرغم من أنه لم يكن يهوديًا حيث قام ” إيفور مونتاجو” وهو صديق مقرب لتشابلن بإرسال نسخة من الكتاب اليه ليقرأه حيث يبدو ان تشابلن قرر الرد عليهم بأسلوبه و هو جعل زعيمهم “هتلر” ديكتاتورا فى أحد أفلامه الساخره .

و بدء ” تشابلن ” فى انتقامه بأن أعد قصة فيلم ” الديكتاتور العظيم ” طوال عامي 1938 و 1939 ، حيث بدأ التصوير الفعلى في سبتمبر عام 1939 اى بعد أسبوع واحد من اندلاع الحرب العالمية الثانية و ينتهى من تصويره بعد مرور عام تقريبا و و امعانا فى استفزاز هتلر كُتبت بعض اللافتات الموجودة في واجهات متاجر الحي اليهودي في الفيلم بالإسبرانتو وهي اللغة التي أدانها هتلر باعتبارها مؤامرة يهودية لتدمير الثقافة الألمانية و ليس ذلك فقط بل رتب “تشابلن” ان يرسل الفيلم الى “هتلر” حيث اكد احد المقربين من الزعيم الالمانى انه شاهده بالفعل على الا انه لم يرد ذكر رد فعله عليه كما توجد بعض الاقاويل الاخرى الى انه شاهده مرتين حيث علق ” تشابلين ” على ذلك بأنه مستعد ان يفعل أى شئ لمعرفة انطباعه على الفيلم الا انه مؤخرا نشرت بعض من السير الذاتيه لايفا براون عشيقة هتلر تقول فيها أن هتلر كان مستمتعًا للغاية أثناء العروض الخاصة للفيلم حتى أنه أعلن أن مكتب الدكتاتور في الفيلم يشبه إلى حد كبير مكتبه في مستشارية برلين وقد جعله المشهد الذي يلعب فيه تشارلى تشابلن مع الكرة الأرضية ينفجر من الضحك .

أقرأ أيضا : أشهر 10 ممثلين قاموا بتجسيد أدولف هتلر فى عالم السينما و الدراما

و صدر فيلم ” الديكتاتور العظيم ” عام 1940 وقد لقي استحسانًا في الولايات المتحدة وقت صدوره وحظي بشعبية لدى الجمهور الأمريكي حيث وصل الى مرتبة ان يكون ثاني اكثر الافلام شعبية في الولايات المتحدة عام 1941 و الطريف ان ذلك العمل السينمائى خلال فترة انتاجه أعلنت الحكومة البريطانية أنها ستمنع عرضه في “المملكة المتحدة” تماشيًا مع سياسة الاسترضاء التي تنتهجها فيما يتعلق بألمانيا النازية ولكن بحلول الوقت الذي تم فيه إصدار الفيلم كانت المملكة المتحدة في حالة حرب مع ألمانيا وتم الترحيب بالفيلم جزئيًا لقيمته الدعائية الواضحة حيث جذب 9 ملايين مشاهد إلى دور السينما على الرغم من مخاوف “تشابلن” من أن الجمهور في زمن الحرب لن يعجبهم كثيرا كوميديا عن ديكتاتور كما تم حظره فى بعض البلدان الاوربيه التى وقعت تحت نيران الاحتلال الالمانى بالاضافة الى العديد من بلدان امريكا اللاتينيه نظرا لوجود حركات نشطة للمتعاطفين مع النازية الا انه و على اى حال رغم حظره فى عدد من البلدان الا انه كان الأعلى ربحًا لـ “تشابلن” بإجمالي 5 ملايين دولار في جميع أنحاء العالم .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *