ما هي السباحة ؟ ما تاريخ السباحه ؟ ما انواع السباحة ؟

السباحة هي واحدة من أبرز الرياضات التي تمارس في حياتنا لذلك ليس بالغريب أن تكون من ضمن الألعاب الرئيسية المشاركة في بطولة الألعاب الأولمبية إضافة إلي عدد من البطولات العالمية الأخري التي تنظم بشكل سنوي و تلقي إقبالا جماهيريا كبيرا و يشارك فيها أبرز السباحين من جميع أنحاء العالم لتدور بينهم منافسات و محاولات لتحطيم عدد من الأرقام القياسية و هي رياضة تعتمد علي دفع الجسم عبر المياه بحركات مشتركة للذراعين و الساقين و في نفس الوقت الحفاظ علي الطفو الطبيعي له فوق الماء و هي ممارسة لها العديد من الفوائد حيث تعتبر تمرينًا شائعًا كمطور شامل للجسم من أجل الحفاظ علي صحته و نشاطه و في بعض من الأحيان كنشاط علاجي و كتمرين للأشخاص المعاقين كما يتم تدريسها أيضًا لأغراض إنسانية مثل إنقاذ الأرواح و تعد ضرورية في عدد من الرياضات المائية الأخري مثل الغوص و ركوب الأمواج و السباحة التوقيعية و كرة الماء.

تاريخ السباحة

يرجع تاريخ رياضة السباحة إلي زمن سحيق حيث تشير الأدلة الأثرية و غيرها إلى أنها قد مورست منذ 2500 قبل الميلاد في مصر القديمة و بعد ذلك في الحضارات الآشورية و اليونانية و الرومانية ففي “اليونان” و “روما” كانت السباحة جزءًا من التعليم الإبتدائي للذكور و التدريب العسكري للجيوش أما في أقصي الشرق فيرجع ممارسة تلك الرياضة إلى القرن الأول قبل الميلاد على الأقل حيث تم العثور علي بعض من الأدلة التي أشارت إلي وجود سباقات لها في “اليابان” و بحلول القرن السابع عشر صدر مرسوم إمبراطوري بجعل تعليم السباحة إلزاميًا في المدارس كما أقيمت فعاليات السباحة المنظمة في القرن التاسع عشر قبل إنفتاح اليابانيين على العالم الغربي و توجد مؤشرات علي أن أطفال الشعوب السابقة التي سكنت في جزر المحيط الهادئ قد تعلموا السباحة في الوقت الذي بدأوا فيه المشي و أحيانا قبل ذلك و كان الإغريق القدماء هم أول من أهتموا بسباقات السباحة كما كان الرومان هم أول من يبني حمامات سباحة متميزة .

تاريخ السباحة

و بالإنتقال إلي العصور الوسطي في أوروبا كانت ممارسة السباحة قليلة و يفسر البعض ذلك بأنه ناجم عن الخوف من أن السباحة كانت مسئولة عن نشر العدوى و الأوبئة و بحلول أواخر القرن السابع عشر وجدت أدلة علي ممارسة السباحة بالمنتجعات الساحلية في بريطانيا العظمى و التي أقترنت في ذلك الوقت مع العلاج بالمياه و لكن فعليا لم تبدأ شعبية السباحة فى تلك البلاد حتى القرن التاسع عشر حين بدأ النظر إليها كوسيلة ترفيهية و رياضية من خلال إنشاء أول منظمة للسباحة في عام 1837 و كان وقتها يوجد في “لندن” ستة حمامات سباحة داخلية بها ألواح غطس و كانت أول بطولة للسباحة عبارة عن سباق بطول 400 متر و نظمت في “أستراليا” عام 1846 و التي أصبحت بعد ذلك تقام فيها بشكل سنوي ثم أنتشرت نوادي السباحة المتروبوليتان في “لندن” و التي تأسست عام 1869 و أصبحت في النهاية جمعية السباحة للهواة كما تم تشكيل إتحادات السباحة الوطنية في العديد من البلدان الأوروبية بداية من عام 1882 و حتي عام 1889 أما بالنسبة إلي “الولايات المتحدة” فقد تم تنظيم السباحة لأول مرة على الصعيد الوطني كرياضة من قبل إتحاد الرياضيين الهواة و الذي تأسس في عام 1888 .

و على الصعيد الدولي برزت مسابقات السباحة التنافسية من خلال إدراجها في بطولة الألعاب الأولمبية الحديثة التي بدأت عام 1896 و كانت الأحداث الأولمبية فيها للرجال فقط إلي أن تمت إضافة الفعاليات النسائية بها عام 1912 و قبل تشكيل الإتحاد الدولي للسباحة عام 1908 تضمنت تلك الرياضة بعض من الأحداث غير العادية ففي عام 1900 على سبيل المثال عندما أقيمت فعالياتها على نهر السين في “فرنسا” كان يتضمن سباق للحواجز بطول 200 متر مع تسلق عمود ثم السباحة أسفل خط من القوارب و لكن أختفت تلك الأساليب بعد تولي الإتحاد الدولي لرياضة السباحة زمام الأمور و الذي وضع بعض من اللوائح التي بموجبها يتم قياس أطوال السباقات بالأمتار و الإهتمام بأساليب متعددة من السباحة مثل السباحة الحرة و الظهر و الصدر و الفراشة حيث سيطرت العديد من الدول من وقت إلي أخر على تلك المسابقات أولمبيا و عالميا مثل المجر و الدانمارك و أستراليا و ألمانيا و فرنسا و المملكة المتحدة و كندا و اليابان و الولايات المتحدة .

التعليمات والتدريب

تم وضع أولى البرامج التعليمية لممارسة السباحة في “بريطانيا” خلال القرن التاسع عشر و ذلك بغرض الرياضة و لإنقاذ الأرواح و تم نسخ هذه البرامج إلي بقية أنحاء أوروبا و في “الولايات المتحدة ” بدأ تعليم السباحة لأغراض إنقاذ الأرواح تحت رعاية الصليب الأحمر الأمريكي في عام 1916 و كان العمل التعليمي الذي قامت به مختلف أفرع القوات المسلحة خلال الحربين العالميتين الأولى و الثانية فعالًا للغاية في تعزيز رياضة السباحة ثم أصبحت الدورات التي تدرس من قبل منظمات المجتمع المدني و المدارس و التي أمتدت في النهاية إلى تعليمها للأطفال الصغار أمر شائعا في تلك الأوقات .

و بحلول أواخر الخمسينيات من القرن الماضي اعتمدت تلك البرامج التعليمية علي إستبدال أسلوب الممارسة المبكرة المتمثلة في السباحة قدر الإمكان في كل تمرين بالتدريب المتقطع و المكون بسلسلة من السباحات على نفس المسافات المحددة مع وجود فترات راحة محكومة و الذي أنقسم إلي نوعين أولهم التدريب المتقطع البطيء الذي يستخدم بشكل أساسي لتطوير القدرة على التحمل و تكون فترة الراحة دائمًا أقصر من الوقت الذي تستغرقه السباحة للمسافات المحددة أما التدريب المتقطع السريع فهو يستخدم في المقام الأول لتطوير السرعة و يسمح بفترات راحة طويلة بما يكفي للسماح بإراحة القلب و ظبط معدل التنفس .

و نتيجة التركيز المتزايد على المنافسات الدولية فقد أدي ذلك إلى تزايد توافر حمامات سباحة بطول 50 مترًا مع وجود عدد من الإضافات الأخرى التي حسنت كل من التدريب و الأداء مثل علامات حارات السباق التي تقلل من إضطرابات المياه و كاميرات الدراسة تحت الماء و الساعات الكبيرة المرئية للسباحين و أجهزة اللمس و التوقيت التي تعمل بالكهرباء و منذ عام 1972 تم التعبير عن جميع الأرقام القياسية العالمية في أجزاء من المئات من الثانية و بلغ التقدم في تكنولوجيا ملابس السباحة ذروته في دورة الألعاب الأولمبية عام 2008 بمدينة “بكين” في “الصين” حين حطم السباحون الذين يرتدون ملابس داخلية عالية التقنية و التي زادت من قوة الطفو و تقليل مقاومة الماء 25 رقماً قياسياً عالمياً و بعد جولة أخرى من تحطيم أرقام جديدة في بطولة العالم عام 2009 حظر الإتحاد الدولي للسباحة مثل هذه الملابس خشية من أن تزيد من قدرة المنافس الحقيقية .

أنواع و أساليب السباحة

السباحة الجانبية و هي تعتمد علي غمر كلا الذراعين و لكن تم تعديل هذه الممارسة في نهاية القرن التاسع عشر من خلال تقديم ذراع واحدة فوق الماء ثم الأخرى و هكذا ثم تم إستبدالها في الأنشطة التنافسية من خلال السباحة السريعة و لكنها لا تزال تستخدم في الأنشطة المنقذة للحياة حيث يبقى الجسم على جانبه و تتحرك الذراعين بالتناوب و تسمى حركة الساق المستخدمة في ذلك النوع بركلة المقص حيث تفتح الساقان ببطء و تحت الساق للخلف و أعلى الساق للأمام و كلا الركبتين مثنيتين قليلاً و هو ما يخلق الدفع الأمامي للركلة .

سباحة الصدر و هي من أقدم أنواع السباحات و تستخدم كثيرًا في الأنشطة المنقذة للحياة و كذلك في الرياضات التنافسية و هي فعالة بشكل خاص في الماء القاسي و في وقت مبكر من نهاية القرن السابع عشر تم وصفها بأنها تتكون من سحب واسع للأذرع مع عمل متماثل للساقين و محاكاة لحركة الضفدع الذي يسبح و من هنا جاء المصطلح المعتاد لها و هو ركلة الضفدع و يتم تنفيذها في وضع الاستلقاء في الماء و تبقى الذراعين دائمًا تحت الماء حيث تميزت سباحة الصدر المبكرة بإنزلاق مؤقت عند الانتهاء من ركلة الضفدع و في وقت لاحق قضت ضربة الصدر على الإنزلاق و في الأنواع القديمة منها كان يتم أخذ النفس في بداية ضربة الذراع و لكن حديثا يتم أخذ النفس بالقرب من نهاية شد الذراع .

سباحة الفراشة و هي تستخدم في المنافسات الرياضية و تختلف عن سباحة الصدر في حركة الذراع حيث يتم إحضار الذراعين إلى الأمام فوق الماء حيث تم لفت انتباه المسؤولين الأمريكيين إلى ذلك الأسلوب عام 1933 من خلال سباق شارك فيه “هنري مايرز” الذي استخدمه و أصر على أنها تتوافق مع قواعد أسلوب الصدر و بعد فترة من الجدل تم تعريفها بأنه أسلوب الفراشة و إعتمادها كأسلوب تنافسي مميز في عام 1953 و يتم التنفس فيها عن طريق رفع الرأس كل ثانية أو مع ثالث ضربة .

أنواع السباحة

سباحة الظهر و هو أسلوب بدء في التطور أوائل القرن العشرين و فيها يكون وضع جسم السباح مستلقًيا و مسطحًا و منبسطًا قدر الإمكان علي المياه و تصل الأذرع بالتناوب فوق الرأس و تدخل الماء مباشرة بالتوازي مع الكتفين و يتم سحب الذراع للخلف إلى الفخذ مع وجود إلتفاف طفيف في الجسم و كانت الركلة في الأصل عبارة عن ركلة ضفدع لكنها تضمنت بعد ذلك حركات الساق لأعلى و لأسفل كما في أسلوب الزحف و تعتبر من الألعاب التنافسية و لكنها تستخدم أيضًا في الأنشطة الترفيهية كراحة من الأساليب الأخرى .

سباحة الزحف أو السباحة السريعة و هي تستخدم في السباحة الحرة التنافسية و تعد الأسرع بين جميع الأساليب الأخري لذلك فهي الخيار المناسب لتغطية أي مسافات كبيرة و كان ذلك الأسلوب قيد الاستخدام في المحيط الهادئ في نهاية القرن التاسع عشر و في ذلك النوع يكون الجسم منبطحًا و مسطحًا على سطح الماء مع إبقاء الأرجل تحتها قليلاً ثم تتحرك الأذرع بالتناوب بحيث يبدأ أحدهما في السحب قبل أن ينتهي الآخر من سحبه مما يجعل الدفع مستمرًا و يتم التنفس عن طريق تدوير الرأس إلى أي من الجانبين أثناء استعادة الذراع من هذا الجانب و منذ عام 1896 تم استخدام ذلك الأسلوب في سباقات كثيرة عن أي أسلوب أخر .

مضمارات السباحة

في المنافسات توجد سباقات حرة على مسافات 50 و 100 و 200 و 400 و 800 و 1500 متر إضافة إلي منافسات في سباحة الظهر و الصدر و الفراشة لمسافة 100 متر و 200 متر أما في سباقات المتنوع الفردية فتكون علي مسافات 200 متر و 400 متر و المراحل الحرة 4 × 100 متر و 4 × 200 متر و كما يوجد تتابع متنوع 4 × 100 متر و تكون البدايات كلها في تلك المسابقات (باستثناء ضربة الظهر) من وضعية الوقوف أو الميل للأمام و يكون الهدف من ذلك هو الحصول على أطول انزلاق ممكن قبل أن تبدأ الضربة و في سباقات التتابع ينهي السباح جولته عن طريق لمس حافة البداية للمسبح حيث يغوص زميله التالي في الماء لإستكمال السباق .

و تعتبر أي مسابقة للسباحة أطول من 1500 متر هي سباحة لمسافات طويلة و تقع معظم سباقاتها في نطاق يتراوح ما بين 24 إلى 59 كم و يتحكم الإتحاد الدولي في السباحة لمسافة 5 كيلومترات و 10 كيلومترات و 25 كيلومترًا و في عام 1954 شكلت مجموعة من سباحي الماراثون الهواة و المحترفين الاتحاد الدولي للمسافات الطويلة و في عام 1963 و بعد خلاف بين السباحين الهواة و المحترفين تم تأسيس الإتحاد العالمي لماراثون السباحة المحترف و خلال الستينيات من القرن الماضي أنشئت المجموعة الأخيرة حوالي ثمانية سباقات ماراثون احترافية تقام بشكل سنوي و كانت الدول التي تشارك في أغلب الأحيان هي كندا و مصر و إيطاليا و الأرجنتين و الولايات المتحدة .

السباحة لمسافات طويلة

و كان النوع الأول من السباحة لمسافات طويلة و الذي تم تنظيمه تحت إشراف الإتحاد الدولي للمسافات الطويلة هو السباحة في القناة الإنجليزية التي أستحوذت على الخيال الشعبي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر و كان البريطاني “ماثيو ويب” هو أول من قام بالعبور من دوفر في “إنجلترا” إلى كاليه في “فرنسا” عام 1875 بزمن قدره 21 ساعة و 45 دقيقة و كانت المسافة التي قطعها علي الخريطة هي 33 كم و لكن المسافة الفعلية كانت كثيرًا ما تطول بسبب المد و الجزر و الرياح و في عام 1926 أصبحت الأمريكية “جيرترود إيديرل” أول امرأة تسبح في القناة عابرة من كاب جريس-نيز الفرنسية إلي دوفر الإنجليزية في زمن قياسي لرجل و امرأة في 14 ساعة و 31 دقيقة و منذ ذلك الحين و باستثناء سنوات الحرب العالمية الثانية تم إجراء عمليات عبور عبر القناة سنويًا و قام العديد من السباحين بقطعها 10 مرات عبور أو أكثر و تم تشكيل جمعية قناة السباحة في عام 1927 للتحكم في تلك المسابقات و التحقق من أوقاتها و بحلول عام 1978 تم تخفيض الرقم القياسي إلى 7 ساعات و 40 دقيقة بواسطة “بيني دين” من “الولايات المتحدة” و نظرا لأهمية ذلك النوع من الرياضة فقد أضيفت السباحة لمسافات طويلة في المياه المفتوحة لمسافة 10 كم للرجال و النساء إلى البرنامج الأولمبي في عام 2008 .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *