بطولة الألعاب الأولمبية

الألعاب الأولمبية هى البطولة التنافسية الأولى فى العالم التي تضم مسابقات رياضية متعددة و يشارك فيها آلاف الرياضيين الذين يمثلون أكثر من 200 دولة تقريبا للتجمع فى احدى المدن الكبرى التى تستضيف ذلك الحدث الفريد مرة كل أربعة سنوات للمنافسة فى ألعابها المتعددة و محاولة تحقيق انجاز تاريخى ينسب اليهم و الى بلدانهم من خلال تتويجهم بالميداليات و تسجيل أسمائهم كأبطال أوليمبيين فى تاريخ تلك البطوله كما تعد الألعاب الأولمبية ملتقى لأشهر الرياضيين فى كافة الألعاب الذين يطمحون بجانب تحقيق الفوز الى كسر أرقام قياسية جديدة لاثبات أن قدرات الانسان لا تتوقف عن حد معين و هى بطولة قديمة من قدم التاريخ نفسه و لا تزال تنظم حاليا تحت اشراف اللجنة الأوليمبية الدوليه بغرض تعزيز ممارسة الرياضة في جميع أنحاء العالم و نشر مفهوم السلام بين الدول و اتخاذ تلك المنافسات كبديل لأى خلافات أو حروب كما تعد تلك البطولة فرصة للمدينة المنظمة و البلد المستضيف لاستعراض امكانياتهم أمام العالم و الترويج السياحى لهم .

تاريخ الألعاب الأولمبية القديمه

كانت الألعاب الأولمبية القديمة بمثابة تجمعات رياضية و دينيه و كانت تنظم كل أربعة سنوات فى “اليونان” القديمة بحرم ” زيوس ” فى أولمبيا و كانت المنافسات بين ممثلي العديد من ممالك اليونان القديمة و الذين يخوضون العديد من الألعاب خاصة النزالية منها مثل سباق الخيول و المصارعة و كان يقال أنه خلال تلك البطولة كان يتم تأجيل جميع النزاعات بين دول المدن المشاركة حتى انتهاء الألعاب فيما كان يعرف بالهدنة الاوليمبية و رغم أن البعض يقول أنها كانت مجرد خرافه لأن الإغريق لم يعلقوا حروبهم أبدًا الا أنه و على كل حال كانت تسمح تلك الهدنه بمرور الحجاج الذين كانوا يسافرون إلى “أولمبيا” بالمرور عبر الأراضي المتحاربة دون مضايقة لأنهم كانوا محميين من قبل “زيوس” .

و يرجع أصل الأولمبياد الى بعض من الأساطير و التى تعتبرا ” هرقل ” و والده “زيوس” هم أساس اللعبه حيث تقول الأسطورة أن ” هرقل ” كان هو أول من أطلق على الألعاب اسم “أولمبي” و هو من أرسى تقليد عقدها كل أربع سنوات و بعد أن أكمل أعماله الاثني عشر قام ببناء الملعب الأولمبي تكريما لزيوس و بعد اكتماله سار في خط مستقيم 200 خطوة و يرجح المؤرخين أن التاريخ الأكثر قبولاً على نطاق واسع لبدء الألعاب الأولمبية القديمة هو 776 قبل الميلاد و ذلك بحسب النقوش الموجودة في “أولمبيا” و التي تُدرج فيها أسماء الفائزين بالسباقات كل أربع سنوات بدءًا من عام 776 قبل الميلاد حيث تضمنت تلك الألعاب الأولمبية رياضات مثل الجرى و الخماسى ( القفز و رمي القرص و رمي الرمح و سباق القدم و المصارعة) اضافة الى الملاكمة و المصارعة و الفروسية و يقال أن “كورويبوس” و هو طباخ من مدينة “إليس ” كان هو أول بطل أولمبي .

و بجانب الألعاب الرياضيه كانت الألعاب الأولمبية ذات أهمية دينية حيث كان يصاحبها طقوس التضحيات تكريمًا لكل من “زيوس” و “بيلوبس ” ملك “أوليمبيا” الأسطوري الذى أشتهر بسباق المركبات التي يقودها مع الملك “أونوماوس” و كانت تنظم كل أربع سنوات و استخدم اليونانيين هذه الفترة كوحدة زمنيه لقياس الوقت الخاص بهم و وصلت الألعاب الأولمبية إلى ذروة نجاحها في القرنين السادس و الخامس قبل الميلاد لكنها تراجعت تدريجياً في الأهمية مع اكتساب الرومان القوة و النفوذ في “اليونان” و بينما لا يوجد إجماع علمي حول موعد انتهاء الألعاب رسميًا الا أن التاريخ الأكثر شيوعًا هو 393 م عندما أصدر الإمبراطور” ثيودوسيوس” الأول مرسومًا يقضي بإلغاء جميع العبادات و الممارسات الوثنية و أمر خليفته “ثيودوسيوس الثاني” بتدمير جميع المعابد اليونانية .

الألعاب الأوليمبية حديثا

ما قبل تنظيم البطولة الرسمية الأولى

تم اطلاق اسم ” اوليمبى ” لوصف بعض من الأحداث الرياضية في العصر الحديث منذ القرن السابع عشر و كان أول حدث من هذا القبيل هو “ألعاب كوتسوولد أوليمبيك” و هو اجتماع سنوي كان ينظم بالقرب من “شيبينج كامبدين” فى “إنجلترا” يتضمن رياضات متعدده و تم تنظيمه لأول مرة على يد المحامي “روبرت دوفر” بين عامي 1612 و 1642 و كانت قد ذكرت الجمعية الأولمبية البريطانية خلال عرضها لدورة الألعاب الأولمبية لعام 2012 في “لندن” هذه الألعاب على أنها أولى التحركات في بدايات “بريطانيا” الأولمبية أما فى ” فرنسا ” كانت تنظم بطولة ” أولمبياد الجمهوريه ” و الذى كان مهرجان وطني يقام سنويًا فى الفترة من 1796 إلى 1798 في “فرنسا” الثورية حيث حاول ذلك الحدث محاكاة الألعاب الأولمبية القديمة و تضمنت بعض من الألعاب الأولمبية اليونانية القديمة.

و خلال الفترة بين عامي 1834 و 1836 أقيمت الألعاب الأولمبية في “رامولسا” بالسويد و أقيمت ألعاب أولمبية إضافية في “ستوكهولم” عام 1843 و نظمها جميعًا “جوستاف يوهان شارتاو” و شاهد الفعاليات 25 ألف متفرج و في عام 1850 بدأ “ويليام بيني بروكس” فعاليات أولمبية فى “شروبشاير” بإنجلترا و في عام 1859 تغير اسمها إلى ” الألعاب الأولمبية بوينلوك ” و لا يزال يستمر هذا المهرجان حتى يومنا هذا و خلال الفترة بين عامي 1862 و 1867 أقيم فى “ليفربول” مهرجانًا سنويًا أولمبيًا كبيرًا من ابتكار “جون هولي و تشارلز ميلي ” و كانت هذه الألعاب هي الأولى من نوعها للهواة و ذات بعدا دولي حيث كان ذلك الحدث هو المطابق لأول أولمبياد حديثة رسمية و التى تم تنظيمها في “أثينا” و في عام 1866 تم تنظيم دورة الألعاب الأولمبية الوطنية في “بريطانيا ” بكريستال بالاس بلندن .

أما بالنسبة الى ” اليونان ” مهد تلك الألعاب فقد بدأ الاهتمام بإحيائها مجددا مع حرب الاستقلال اليونانية عن الإمبراطورية العثمانية عام 1821 و كان أول من اقترح ذلك الشاعر “باناجيوتيس سوتسوس” في قصيدته “حوار الموتى” ، التي نُشرت عام 1833 و كتب “إيفانجيلوس زاباس” و هو ثرى يوناني إلى ملك “اليونان” عام 1856 يعرض فيه تمويله لإحياء دائم للألعاب الأولمبية و هو ما حدث بالفعل حيث رعى “زاباس” دورة الألعاب الأولمبية الأولى عام 1859 و التي أقيمت في ميدان بمدينة “أثينا” و شارك فيه رياضيون من “اليونان” و الإمبراطورية العثمانية كما قام أيضا بتمويل ترميم ملعب ” باناثينايك ” القديم حتى يتمكن من استضافة جميع الألعاب الأولمبية المستقبلية الذى قام باستضافة الألعاب الأولمبية في الفترة بين عامي 1870 و 1875 و حضر ثلاثون ألف متفرج تلك الألعاب عام 1870 و في عام 1890 و بعد حضور دورة الألعاب الأولمبية لجمعية “وينلوك” الأولمبية فى “انجلترا” قام البارون “بيير دي كوبرتان” بتأسيس اللجنة الأولمبية الدولية و سار على نفس أفكار “بروكس” فى “انجلترا” و “زاباس” فى “اليونان” بهدف إنشاء دورة الألعاب الأولمبية الدولية التي ستقام كل أربع سنوات حيث قدم تلك الأفكار خلال المؤتمر الأولمبي الأول للجنة الأولمبية الدولية المنشأة حديثًا و الذى عقد في الفترة من 16 إلى 23 يونيو عام 1894 في جامعة “باريس” و في اليوم الأخير من المؤتمر تقرر عقد أول دورة للالعاب الأولمبية تحت رعاية اللجنة الأولمبية الدولية في “أثينا” عام 1896 و انتخبت اللجنة الأولمبية الدولية الكاتب اليوناني “ديميتريوس فيكيلاس” كأول رئيس لها.

البطولة الرسمية الأولى 1896

حفل افتتاح بطولة الألعاب الاولمبية فى أثينا عام 1896

تمت استضافة الألعاب الأولمبية الأولى و التى كانت تحت رعاية اللجنة الأولمبية الدولية في ملعب “باناثينايك” في العاصمة اليونانية “أثينا” عام 1896 و أقيمت بمشاركة 14 دولة و 241 رياضيًا في 43 فعاليه حيث ترك “زاباس” و ابن عمه “كونستانتينوس” صندوقًا ائتمانيا للحكومة اليونانية لتمويل الألعاب الأولمبية المستقبلية و هو ما ساهم فى المساعدة على تمويل تلك البطولة كما ساهم رجل الأعمال “جورج أفيروف” بسخاء في تجديد الملعب استعدادًا للألعاب اضافة الى تمويل اضافى من الحكومة اليونانية و الذي كان من المتوقع استرداده من خلال بيع التذاكر و بيع أول مجموعة طوابع تذكارية أولمبيه حيث كان المسؤولين اليونانيين و الجمهور متحمسين لتجربة استضافة الألعاب الأولمبية مجددا و شارك في هذا الشعور العديد من الرياضيين حتى أنهم طالبوا بأن تكون مدينة “أثينا” هى المضيفة للأولمبياد بشكل دائم الا أن اللجنة الأولمبية الدولية كان لها رأى أخر بضرورة نقل الألعاب اللاحقة إلى مدن مختلفة حول العالم لتقام البطولة التالية فى مدينة ” باريس ” .

و بعد نجاح دورة الألعاب الأولمبية الأولى دخلت البطولة فترة ركود و تهدد بقاءها حيث فشلت الألعاب الأولمبية التي أقيمت في “باريس” عام 1900 و “سانت لويس” عام 1904 في جذب الكثير من المشاركة فيها أو المشاهدة فمن بين 650 رياضيًا في أولمبياد 1904 كان منهم 580 رياضيا من الأمريكيين كما أن الفائز في الماراثون تم استبعاده لاحقًا عند اكتشاف صورة له و هو يركب سيارة أثناء السباق الا ان البطولة قد عاودت الانتعاش فى اولمبياد 1906 و التي أقيمت في “أثينا” مرة أخرى حيث جذبت مجالًا دوليًا واسعًا من المشاركين و ولدت قدرًا كبيرًا من الاهتمام العام بشكل مثل بداية ارتفاع في شعبية الألعاب الأولمبية مرة أخرى .

الألعاب الأولمبية الشتويه

تم إنشاء الألعاب الأولمبية الشتوية لممارسة الرياضات الجليدية التي كان من المستحيل عقدها خلال الألعاب الصيفية حيث تم عرض ألعاب التزلج على الجليد عامي 1908 و 1920 و هوكي الجليد عام 1920 كأحداث أولمبية في الألعاب الأولمبية الصيفية ثم بعد ذلك أرادت اللجنة الأولمبية الدولية توسيع قائمة الرياضات هذه لتشمل الأنشطة الشتوية الأخرى و في المؤتمر الأولمبي الذى عقد عام 1921 في “لوزان” تقرر عقد نسخة شتوية من الألعاب الأولمبية و أقيم أسبوع لتلك الرياضات عام 1924 في “شامونيكس” بفرنسا و أصبح هذا الحدث هو أول دورة ألعاب أولمبية شتوية و كان من المقرر أن تستضيف نفس الدولة كلاً من الألعاب الشتوية و الصيفية في عام معين إلا أنه تم التخلي عن تلك الفكرة و قررت اللجنة الأولمبية الدولية بأن يتم تنظيم بطولة الألعاب الأولمبية الشتوية كل أربع سنوات في نفس العام مثل نظيرتها الصيفية و تم الحفاظ على هذا التقليد من خلال ألعاب 1992 في “ألبرتفيل ” بفرنسا و بعد ذلك و ابتداءً من 1994 أقيمت الألعاب الأولمبية الشتوية كل أربع سنوات بعد عامين من كل دورة أولمبية صيفية.

الألعاب البارالمبية

في عام 1948 عقد السير “لودفيج جوتمان” العزم على تعزيز إعادة تأهيل الجنود بعد الحرب العالمية الثانية و نظم فعالية متعددة الرياضات بين عدة مستشفيات بالتزامن مع أولمبياد “لندن” عام 1948 و أصبح حدث “جوتمان” المعروف في الأصل باسم ألعاب “ستوك ماندفيل” مهرجانًا رياضيًا سنويًا على مدى السنوات الـ 12 التالية و واصل “جوتمان” و آخرون جهودهم لاستخدام الرياضة كوسيلة للشفاء و في عام 1960 أحضر جوتمان 400 رياضي إلى “روما” للتنافس في الألعاب الأولمبية الموازية و التي أقيمت بالتوازي مع الألعاب الأولمبية الصيفية و أصبحت تُعرف باسم الألعاب البارالمبية و منذ ذلك الحين أقيمت الألعاب الأولمبية للمعاقين في كل عام أولمبي و بدءًا من الألعاب الصيفية عام 1988 في “سيول” استضافت المدينة المضيفة للأولمبياد أيضًا دورة الألعاب البارالمبية و فى عام 2001 وقعت اللجنة البارالمبية الدولية اتفاقية تضمن التعاقد مع المدن المضيفة لإدارة كل من الألعاب الأولمبية و البارالمبية و دخلت الاتفاقية حيز التنفيذ في دورة الألعاب الصيفية عام 2008 في “بكين” و في دورة الألعاب الشتوية عام 2010 في “فانكوفر”.

الألعاب الأولمبية للشباب

في عام 2010 تم استكمال الألعاب الأولمبية بألعاب الشباب و التي تمنح الرياضيين الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 18 عامًا فرصة للتنافس و تم وضع تصور لدورة الألعاب الأولمبية للشباب من قبل رئيس اللجنة الأولمبية الدولية “جاك روج” عام 2001 و تمت الموافقة عليها خلال المؤتمر 119 للجنة الأولمبية الدولية حيث أقيمت الألعاب الصيفية الأولى للشباب في “سنغافورة” في الفترة من 14 إلى 26 أغسطس 2010 بينما استضافت الألعاب الشتوية الافتتاحية في “إنسبروك” بالنمسا و هى بطولة أقصر من ألعاب الكبار حيث تقام النسخة الصيفية لاثني عشر يومًا بينما النسخة الشتوية تستمر لمدة تسعة أيام و تسمح اللجنة الأولمبية الدولية لـ 3500 رياضي و 875 مسؤولًا بالمشاركة في ألعاب الشباب الصيفية و 970 رياضيًا و 580 مسؤولًا في الألعاب الشتوية للشباب.

تطور الألعاب الأولمبية

نمت الألعاب الأولمبية الصيفية من 241 مشاركًا يمثلون 14 دولة في عام 1896 إلى أكثر من 11200 متنافس يمثلون 207 دولة في عام 2016 و يقيم معظم الرياضيين و المسؤولين في القرية الأولمبية طوال مدة الألعاب و تم تصميم مركز الإقامة هذا ليكون مجمعا مكتفيًا بذاته لجميع المشاركين في الأولمبياد و مجهز بمقاهي و عيادات صحية و أماكن للعبادة الدينيه .

و مؤخرا سمحت اللجنة الأولمبية الدولية بتشكيل اللجان الأولمبية الوطنية (NOCs) لتمثيل الدول الصغيرة و عليه يُسمح للمستعمرات و التبعيات بالتنافس في الألعاب الأولمبية و من الأمثلة على ذلك أقاليم مثل “بورتوريكو” و “برمودا” و “هونج كونج” و التى تتنافس كدول منفصلة على الرغم من كونها جزءًا من دولة أخرى من الناحية القانونية كما قامت بإنشاء لجان عدم ممانعة جديدة لفحص تمثيل الدول المؤهلة لتكون “دولة مستقلة معترف بها من قبل المجتمع الدولي” حيث حاليا لا يسمح لدول مثل “سانت مارتن ” و “كوراساو” من المشاركة فى الاولمبياد .

تكاليف الألعاب الأولمبية

صدرت دراسة عام 2016 أفادت أنه منذ عام 1960 كانت التكاليف المتعلقة بالرياضة للألعاب الأولمبية الصيفية في المتوسط ​​5.2 مليار دولار و لألعاب الشتاء 3.1 مليار دولار و لا تشمل هذه الأرقام تكاليف البنية التحتية التى تخدم الأولمبياد مثل الطرق و السكك الحديدية الحضرية و المطارات و التي غالبًا ما تكلف الكثير عن المصاريف المتعلقة بالرياضة و كانت الألعاب الصيفية فى “بكين” عام 2008 هى الأغلى حيث بلغت من 40 الى 44 مليار دولار أمريكي و كانت الألعاب الشتوية فى ” سوتشى ” هى الأغلى عام 2014 بقيمة 51 مليار دولار أمريكي و اعتبارًا من عام 2016 كانت التكاليف لكل رياضي في المتوسط 600 ألف دولار أمريكي للألعاب الصيفية و 1.3 مليون دولار للألعاب الشتوية و في أولمبياد “لندن” عام 2012 كانت التكلفة لكل رياضي 1.4 مليون دولار و 7.9 مليون دولار في “سوتشي” .

أقرأ أيضا : من بينها صيد الحمام و شد الحبل .. ألعاب غريبه لن تصدق أنها كانت مدرجة فى بطولات الألعاب الاوليمبيه

اللجنة الأولمبية الدولية

مقر اللجنة الأولمبية الدوليه فى لوزان بسويسرا

تضم الحركة الأولمبية عددًا كبيرًا من المنظمات و الاتحادات الرياضية الوطنية و الدولية و كذلك الشركاء الإعلاميين المعترف بهم و الرياضيين و المسؤولين و المؤسسات التى توافق على الالتزام بقواعد الميثاق الأولمبي و بصفتها المنظمة الحاكمة للحركة الأولمبية فإن اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) هى المسؤولة عن اختيار المدينة التى ستستضيف الألعاب الأولمبية و الإشراف على اللعبات و تحديث و اعتماد برنامج الرياضة الأولمبية و التفاوض بشأن حقوق الرعاية و البث و تتكون الحركة الأولمبية من ثلاثة عناصر رئيسية و هى :

الاتحادات الدولية (IFs) و هي الهيئات الحاكمة التي تشرف على الرياضات على المستوى الدولي مثل الاتحاد الدولي لكرة القدم ” الفيفا ” و الاتحاد الدولي للكرة الطائرة و هكذا و يوجد حاليًا 35 اتحادا دوليًا في الحركة الأولمبية و الذين يمثلون كل من الرياضات الأولمبية التى تشارك فى البطولة .

اللجان الأولمبية الوطنية (NOCs) و هى المسئولة عن تنظم الحركة الأولمبية داخل كل دولة مثل اللجنة الأولمبية المصريه و هي اللجنة الأولمبية الوطنية التابعة للدولة المصريه و يوجد حاليًا 206 لجنة أولمبية وطنية معترف بها من قبل اللجنة الأولمبية الدولية.

اللجان المنظمة للألعاب الأولمبية (OCOGs) و هي لجان مؤقتة مسؤولة عن تنظيم كل دورة ألعاب أولمبية و يتم حلها بعد كل دورة بمجرد تسليم التقرير النهائي إلى اللجنة الأولمبية الدولية.

و تعتبر الانجليزية و الفرنسيه هما اللغتان الرسميتان للحركة الأولمبية أما اللغة الأخرى المستخدمة في كل دورة ألعاب أولمبية هي لغة البلد المضيف (أو اللغات إذا كان لدى البلد أكثر من لغة رسمية واحدة بخلاف الفرنسية أو الإنجليزية)و يتم التحدث بكل إعلان ( مثل الإعلان عن كل بلد خلال موكب الدول في حفل الافتتاح) بهذه اللغات الثلاث (أو أكثر) أو اللغتين الرئيسيتين اعتمادًا على ما إذا كانت الدولة المضيفة دولة ناطقة باللغة الإنجليزية أو الفرنسية و التى يتم التحدث بها دائمًا أولاً تليها الإنجليزية ثم اللغة السائدة للدولة المضيفة (عندما لا تكون الإنجليزية أو الفرنسية).

انتقادات اللجنة الأولمبية الدولية

غالبًا ما اتُهمت اللجنة الأولمبية الدولية بأنها منظمة مستعصية على الحل مع وجود العديد من الأعضاء فيها لفترات طويله تصل الى مدى الحياة حيث كانت الفترات الرئاسية لـ “أفيري بروندج” و “خوان أنطونيو سامارانش” مثيرة للجدل بشكل خاص رغم نضال “بروندج” بقوة من أجل مشاركة الهواة و وقوفه ضد تسويق الألعاب الأولمبية حتى عندما أصبحت هذه المواقف تُنظر إليها على أنها تتعارض مع حقائق الرياضة الحديثة حيث أدى ظهور الرياضيين الذين ترعاهم دول الكتلة الشرقية المحترفين و الذين يشاركون فى الاولمبياد كهواه إلى مزيد من تآكل أيديولوجية الهواة لعدم تكافؤ الفرص مع لاعبى الدول الغربية الهواة و الممولين ذاتيًا كما اتُهم “بروندج” بالعنصرية لمقاومته استبعاد نظام الفصل العنصري في “جنوب إفريقيا” و معاداة السامية اما وقت رئاسة “سامارانش” فقد اتُهمت اللجنة بالمحسوبية و الفساد كما كانت علاقات “سامارانش” مع نظام “فرانكو” في “إسبانيا” أيضًا مصدرًا للنقد .

و في عام 1998 أفيد أن العديد من أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية قد حصلوا على هدايا من أعضاء لجنة ملف مدينة “سالت ليك سيتي” الامريكية و التى قامت باستضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2002 و كان هناك أربعة تحقيقات مستقلة جارية من قبل اللجنة الأولمبية الدولية و اللجنة الأولمبية الأمريكية و اللجنة المنظمة لسولت ليك و وزارة العدل الأمريكية و على الرغم من أنه لم يحدث أي شيء غير قانوني تمامًا فقد كان هناك شعور بأن قبول الهدايا كان مشكوكًا فيه من الناحية الأخلاقية و نتيجة للتحقيق تم طرد عشرة من أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية و فرضت عقوبات على عشرة آخرين و عليه تم اعتماد قواعد أكثر صرامة للعطاءات المستقبلية و إدخال حدود قصوى لتحديد المقدار الذي يمكن لأعضاء اللجنة الأولمبية الدولية قبوله من الهدايا بالإضافة إلى ذلك تم وضع حدود للعمر و الفترة الجديدة لعضوية اللجنة الأولمبية الدولية كما أضيف خمسة عشر رياضيًا أولمبيًا سابقًا إلى اللجنة و رغم كل ذلك كان من وجهة النظر الرياضية و التجارية أن أولمبياد 2002 تعد واحدة من أنجح الألعاب الشتوية في التاريخ بعد أن تم تسجيل الأرقام القياسية في كل من برامج البث والتسويق و شاهد فعالياتها أكثر من 2 مليار مشاهد و حققت البطولة نجاحًا ماليًا كبيرا حيث جمعت أموالًا برعاية أقل من أي دورة ألعاب أولمبية سابقة و بفائض قدره 40 مليون دولار.

كما أفيد في عام 1999 أن لجنة ملف “ناجانو” الأولمبية قد أنفقت ما يقرب من 14 مليون دولار على ترفيه أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية و عددهم 62 شخصا مع العديد من شركائهم و تعتبر الأرقام الدقيقة غير معروفة منذ أن دمرت لجنة “ناجانو” السجلات المالية بعد أن طلبت اللجنة الأولمبية الدولية عدم الإعلان عن نفقات الترفيه .

و فى أغسطس عام 2004 حقق فيلم وثائقي من قناة “بي بي سي” بعنوان “بانوراما: شراء الألعاب” في حقيقة تلقي الرشاوى في عملية تقديم العطاءات لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2012 و زعم الفيلم الوثائقي أنه كان من الممكن رشوة أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية للتصويت لمدينة معينة و بعد هزيمة ” باريس ” بفارق ضئيل خلال محاولتها استضافة أولمبياد 2012 اتهم رئيس بلديتها “برتراند ديلانوي” على وجه التحديد رئيس الوزراء البريطاني “توني بلير” ولجنة عرض ملف “لندن” بخرق قواعد العطاء كما خيم الجدل على عرض “تورينو” للألعاب الأولمبية الشتوية عام 2006 بعد ظهور مزاعم عن تلقى رشاوى حيث أدت هذه الاتهامات إلى تحقيق واسع النطاق .

التسويق

خلال النصف الأول من القرن العشرين كانت اللجنة الأولمبية الدولية تعمل بميزانية صغيرة و كرئيس للجنة الأولمبية الدولية فى الفترة من 1952 إلى 1972 رفض “أفيري بروندج” كل المحاولات لربط الأولمبياد بالمصالح التجارية لايمانه أن لوبي مصالح الشركات سيؤثر بشكل غير ملائم على عملية صنع القرار في اللجنة الأولمبية الدولية و عندما تقاعد “بروندج ” كان لدى اللجنة الأولمبية الدولية أصول بقيمة 2 مليون دولار أمريكي و بعدها بدأت اللجنة في استكشاف إمكانات الوسائط التلفزيونية و أسواق الإعلان المربحة المتاحة لها تحت قيادة “خوان أنطونيو سامارانش” حيث بدأت الألعاب في التحول نحو الرعاة الدوليين الذين سعوا إلى ربط منتجاتهم بالعلامة التجارية الأولمبية و بعد مرور ثماني سنوات تضخمت خزائن اللجنة الأولمبية الدولية إلى 45 مليون دولار أمريكي .

و أصبحت الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1984 لحظة فاصلة في التاريخ الأولمبي بعد أن تمكنت اللجنة المنظمة و مقرها “لوس أنجلوس” من تحقيق فائض قدره 225 مليون دولار أمريكي و هو مبلغ غير مسبوق في ذلك الوقت و قد تمكنت اللجنة المنظمة من تحقيق هذا الفائض جزئيًا عن طريق بيع حقوق الرعاية الحصرية لشركات مختارة.

البث التلفزيونى

كانت دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1936 في “برلين” هي أول الألعاب التي تم بثها على شاشة التلفزيون و كانت غير متاحة سوى للجمهور المحلى أما دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 1956 في “إيطاليا” فكانت أول بطولة متلفزة عالميًا و زادت نسبة المشاهدات بشكل كبير بداية من الستينيات و حتى نهاية القرن العشرين بسبب ظهور الأقمار الصناعية للبث التلفزيوني المباشر و إنتشار التلفزيون الملون عام 1968 حيث قُدر عدد المشاهدين بـ 600 مليون شخص بينما زاد عددهم في دورة ألعاب لوس أنجلوس عام 1984 إلى 900 مليون و تضخم الرقم ليصل إلى 3.5 مليار مشاهد بحلول دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1992 في “برشلونة” .

رموز و طقوس الألعاب الأولمبية

العلم الأولمبى

تستخدم الحركة الأولمبية الرموز لتمثيل المُثل التي يجسدها الميثاق الأولمبي حيث يتكون الرمز الأولمبي المعروف باسم “الحلقات الأولمبية” من خمس حلقات متشابكة تمثل وحدة القارات الخمس المأهولة ” إفريقيا و الأمريكتين (باعتبارهم قارة واحدة) و آسيا و أوروبا و أوقيانوسيا” و تشكل النسخة الملونة من الحلقات “الأزرق و الأصفر و الأسود و الأخضر و الأحمر ” فوق حقل أبيض العلم الأولمبي و تم اختيار هذه الألوان لأن كل دولة لديها واحد منهم على الأقل على علمها الوطني و تم تبني العلم عام 1914 و لكن تم نقله لأول مرة فقط في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1920 في “أنتويرب” ببلجيكا و منذ ذلك الحين يتم رفعه خلال كل احتفال بالألعاب كما تم اقتراح الشعار الأولمبي و هو ” سيتيوس .. ألتيوس .. فورتيوس ” وهو تعبير لاتيني يعني “أسرع .. أعلى .. أقوى” من قبل “بيير دي كوبرتان” عام 1894 و أصبح رسميًا منذ عام 1924 حيث كانت عقيدة ” كوبرتان ” الاولمبية هى أنه أهم شيء في البطولة ليس الفوز بل المشاركة كما أن أهم شيء في الحياة ليس الانتصار بل الكفاح و الشيء الأساسي هو ألا تنتصر بل أن تقاتل جيدًا .

اشعال الشعلة الاولمبية فى معبد هيرا

و قبل أشهر من كل دورة تضاء الشعلة الأولمبية في معبد “هيرا” بأولمبيا في احتفال يعكس الطقوس اليونانية القديمة و تقوم ممثلة تعمل ككاهنة تنضم إليها عشر فنانات بإشعال الشعلة باستخدام عدسة تعمل على تركز أشعة الشمس ثم تضيء شعلة حامل التتابع الأول الذى يكون رياضي يوناني و بعدها يبدأ تتابع الشعلة الأولمبية التي ستنقل إلى الاستاد الأولمبي في المدينة المضيفة حيث تلعب دورًا مهمًا في حفل الافتتاح و على الرغم من أن الشعلة كانت رمزًا أولمبيًا منذ عام 1928 الا أنه تم تقديم تتابع الشعلة فقط في الألعاب الصيفية عام 1936 للترويج للرايخ الثالث و فى خلال الألعاب الأولمبية تقدم تميمة على هيئة شخصية حيوانية أو بشرية تمثل التراث الثقافي للبلد المضيف و التى بدأت في عام 1968 .

إحتفالات الألعاب الأولمبية

حفل الافتتاح

وفقًا لما ينص عليه الميثاق الأولمبي فيقام هذا الحفل يوم الجمعة و قبل بدء الأحداث الرياضية (باستثناء بعض مباريات كرة القدم في دور المجموعات و مسابقات التجديف) و يبدأ الاحتفال عادةً بدخول رئيس اللجنة الأولمبية الدولية و ممثل عن البلد المضيف يليه رفع علم الدولة المضيفة و عزف نشيدها الوطني ثم تقدم الدولة المضيفة عروضاً فنية من الموسيقى و الغناء و الرقص و المسرح التمثيلي لاظهار ثقافتها حيث نمت العروض الفنية من حيث الحجم و التعقيد و المهارة نظرا لمحاولة المضيفون المتعاقبون تقديم حفل يفوق سابقه من حيث التذكر و يقال إن حفل افتتاح أولمبياد “بكين” عام 2008 تكلف بمفرده 100 مليون دولار .

حفل افتتاح أولمبياد بكين

و بعد الجزء الفني من الحفل يظهر الرياضيين في الاستاد مجمعين فى وفود تتوالى وراء بعضها حيث تعتبر “اليونان” تقليديًا هى أول دولة تدخل كتكريم أصول الألعاب الأولمبية ثم تدخل الدول الملعب أبجديًا وفقًا للغة المختارة للبلد المضيف و يكون لاعبي الدولة المضيفة هم آخر من يدخلون و خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2004 التي استضافتها “أثينا” باليونان دخل العلم اليوناني الملعب أولاً بينما دخل الوفد اليوناني أخيرًا و بدءًا من الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2020 يدخل المستضيفون اللاحقون للألعاب الأولمبية المعنية ( صيفا أو شتاءا ) مباشرةً قبل المستضيف الحالي بترتيب تنازلي و يتم إلقاء الكلمات من قبل رئيس اللجنة المنظمة و رئيس اللجنة الأولمبية الدولية و رئيس الدولة أو ممثل البلد المضيف لافتتاح الألعاب رسميًا و أخيرًا يتم إحضار الشعلة الأولمبية إلى الاستاد و تمريرها حتى تصل إلى حامل الشعلة الأخير و الذى يكون غالبًا رياضيًا أولمبيًا ناجحًا من الدولة المضيفة و الذي يشعل الشعلة الأولمبية في مرجل الاستاد.

حفل الختام

يقام الحفل الختامي للألعاب الأولمبية يوم الأحد بعد اختتام جميع الأحداث الرياضية حيث يدخل حاملو الأعلام من كل دولة مشاركة إلى الاستاد و يليهم الرياضيين الذين يدخلون معًا دون أي تمييز وطني و يتم رفع ثلاثة أعلام وطنية أثناء عزف الأناشيد الوطنية المقابلة : علم البلد المضيف الحالي و علم اليونان لتكريم مسقط رأس الألعاب الأولمبية و علم الدولة التي ستستضيف الألعاب الأولمبية الصيفية أو الشتوية المقبلة و يلقي رئيس اللجنة المنظمة و رئيس اللجنة الأولمبية الدولية كلماتهما الختامية و تختتم الألعاب رسميًا و تطفئ الشعلة الأولمبية , و في ما يُعرف بحفل “أنتويرب” ينقل العمدة الحالي للمدينة التي نظمت الألعاب علمًا أولمبيًا خاصًا إلى رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الذي يقوم بعد ذلك بنقله إلى رئيس البلدية الحالي للمدينة التي تستضيف الألعاب الأولمبية المقبلة ثم تقدم الدولة المضيفة التالية نفسها بإيجاز مع عروض فنية للرقص و مسرح يمثل ثقافتها.

و يُقام فى ذلك الحفل آخر عرض للميدالية في الألعاب كجزء من الحفل الختامي و عادةً ما يتم تقديم ميداليات الماراثون في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية بينما يتم منح ميداليات بداية التزلج الجماعي في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية.

تقديم الميداليات

يقام حفل توزيع الميداليات بعد اختتام كل رياضة تنافسية أولمبية حيث يقف الفائز و المنافسون ذو المركزين الثاني و الثالث أو الفرق على قمة منصة من ثلاثة مستويات ليتم منحهم ميداليات من قبل عضو في اللجنة الأولمبية الدولية و بعد استلام الميداليات يتم رفع الأعلام الوطنية للحائزين على الميداليات الثلاث بينما يتم عزف النشيد الوطني للبلد صاحب الميدالية الذهبية و يتصرف المواطنون المتطوعون في البلد المضيف أيضًا كمضيفين خلال احتفالات الميداليات و يساعدون المسؤولين الذين يقدمون الميداليات و يعملون كحاملي الأعلام و في البطولة الصيفية يقام كل احتفال بالميداليات في المكان الذي أقيم فيه الحدث لكن الاحتفالات في البطولة الشتوية تقام عادة في ساحة خاصة.

الرياضات و الألعاب الأولمبية

يتكون برنامج الألعاب الأولمبية من 35 رياضة و 30 تخصصًا و 408 حدثًا فعلى سبيل المثال تعتبر المصارعة رياضة أولمبية صيفية تتكون من تخصصين و هما المصارعة الرومانية و الحرة و يتم تقسيمها إلى أربعة عشر حدثًا للرجال و أربع أحداث للسيدات يمثل كل منها وزن مختلف و يتضمن برنامج الألعاب الأولمبية الصيفية 26 رياضة بينما يضم برنامج الألعاب الأولمبية الشتوية 15 رياضة و تعتبر ألعاب القوى و السباحة و المبارزة و الجمباز هي الرياضات الصيفية الوحيدة التي لم تغيب عن البرنامج الأولمبي كما تم تضمين التزلج الريفي على الثلج و التزلج على الجليد و هوكي الجليد و القفز على الجليد و التزلج السريع في كل برنامج من برامج الألعاب الأولمبية الشتوية منذ بدايتها عام 1924 كما ظهرت الرياضات الأولمبية الحالية مثل كرة الريشة و كرة السلة و الكرة الطائرة لأول مرة على البرنامج كرياضات استعراضية و تمت ترقيتها لاحقًا إلى رياضات أولمبية كاملة و تم حذف بعض الألعاب الرياضية التي ظهرت في الألعاب السابقة لاحقًا من البرنامج.

الهواة و الاحتراف

تسبب استبعاد اللاعبين المحترفين عن الأولمبياد في العديد من الجدل طوال تاريخ الألعاب الأولمبية الحديثة حيث تم تجريد اللاعب “جيم ثورب” بطل الألعاب الأولمبية الخماسية و العشارية لعام 1912 من ميدالياته عندما اكتشف أنه لعب بيسبول بشكل احترافى قبل الألعاب الأولمبية و اعادت اللجنة الأولمبية الدولية ميدالياته بعد وفاته عام 1983 لأسباب إنسانية و قاطع المتزلجون السويسريين و النمساويين دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 1936 دعمًا لمدربى التزلج الذين لم يُسمح لهم بالمنافسة لأنهم كسبوا المال من رياضتهم و بالتالي كانوا يعتبرون محترفين .

و أدى ظهور الرياضيين الهواة المتفرغين الذين ترعاهم دول الكتلة الشرقية إلى تفريغ مفهوم اللاعبين الهواة من مضمونه بعد الاخلال بمبدء تكافؤ الفرص بينهم و بين اللاعبين الغربيين الهواة و الممولين ذاتيا حيث كون “الاتحاد السوفيتي” فرق من الرياضيين كانوا جميعًا طلابًا أو جنودًا أو يعملون في مهنة لكنهم في الواقع كانوا يحصلون على رواتبهم من الدولة للتدريب على أساس التفرغ مما أضر بلاعبى “الولايات المتحدة” و أوروبا الغربيه بشكل كبير و كان ذلك عاملاً رئيسياً في تراجع عمليات سحب الميداليات الأمريكية في السبعينيات و الثمانينيات و لمحاولة علاج تلك المشكلة سمحت الدول الغربية للأفراد بالتركيز بدوام كامل على الرياضة و نتيجة لذلك تحولت الألعاب الأولمبية بعيدًا عن الهواية كما تصورها “بيير دي كوبرتان” و اضطرت إلى السماح بمشاركة الرياضيين المحترفين و لكن فقط في التسعينيات بعد انهيار “الاتحاد السوفيتي” و فقدان تأثيره داخل اللجنة الأولمبية الدولية.

أقرأ أيضا : ذهب الى خط النهايه و هو راكبا سيارة .. قصة أغرب و أطرف ماراثون فى تاريخ دورات الألعاب الأوليمبيه

الخلافات

مقاطعات

تعتبر “اليونان” و “أستراليا” و “فرنسا” و “المملكة المتحدة” هي الدول الوحيدة التي تم تمثيلها في كل دورة ألعاب أولمبية منذ إنشائها في عام 1896 بينما لا تشارك دول أحيانًا فى الألعاب الأولمبية بسبب نقص فى عدد الرياضيين المؤهلين أو بسبب مقاطعة الحدث لأسباب مختلفه حيث قاطع المجلس الأولمبي الأيرلندي دورة ألعاب “برلين” عام 1936 لأن اللجنة الأولمبية الدولية أصرت على أن فريقها يجب أن يقتصر على الدولة الأيرلندية الحرة بدلاً من تمثيل جزيرة أيرلندا بأكملها كما كان هناك ثلاث مقاطعات لدورة الألعاب الأولمبية في “ملبورن” بأستراليا عام 1956 حين رفضت “هولندا” و “إسبانيا” و “سويسرا” الحضور بسبب قمع الانتفاضة المجرية من قبل “الاتحاد السوفيتي” كما قاطعت “كمبوديا” و “مصر” و “العراق” و “لبنان” الألعاب بسبب أزمة “السويس” و قاطعت جمهورية “الصين” الشعبية بسبب مشاركة جمهورية “الصين” المكونة من رياضيين قادمين من “تايوان” .

و خلال عامي 1972 و 1976 هدد عدد كبير من الدول الأفريقية اللجنة الأولمبية الدولية بالمقاطعة لإجبارها على حظر “جنوب إفريقيا” و “روديسيا ” بسبب حكمهم العنصري و كانت “نيوزيلندا” أيضًا واحدة من أهداف المقاطعة الأفريقية لأن فريق اتحاد الرجبي الوطني الخاص بها قام بجولة في “جنوب إفريقيا” الخاضعة لنظام الفصل العنصري و أمتثلت اللجنة الأولمبية الدولية فى الطلب الأول لكنها رفضت حظر “نيوزيلندا” على أساس أن لعبة الرجبي ليست رياضة أولمبية كما تم استبعاد جمهورية الصين (تايوان) من دورة ألعاب 1976 بأمر من “بيير إليوت ترودو” رئيس وزراء “كندا” و تمت إدانة عمل “ترودو” على نطاق واسع لأنه جلب العار لكندا لخضوعه لضغوط سياسية و لم يشارك الرياضيون من “تايوان” مرة أخرى حتى عام 1984 عندما عادوا تحت اسم “تايبيه” الصينية و معهم علم و نشيد خاص.

و في عامي 1980 و 1984 قاطع خصوم الحرب الباردة ألعاب بعضهم البعض حيث قاطعت “الولايات المتحدة” و خمس وستون دولة أخرى أولمبياد “موسكو” عام 1980 بسبب الغزو السوفيتي لأفغانستان و خفضت هذه المقاطعة عدد الدول المشاركة إلى 80 و هو أقل عدد منذ عام 1956 و رد “الاتحاد السوفيتي” و 15 دولة أخرى بمقاطعة أولمبياد “لوس أنجلوس” عام 1984 و رغم المقاطعة التي قادها “الاتحاد السوفيتي” فقد شاركت 140 لجنة أولمبية وطنية و هو رقم قياسي في ذلك الوقت كما شاركت ” رومانيا ” و التى كانت إحدى دول حلف “وارسو” فى المنافسات على الرغم من المطالب السوفيتية بالمقاطعه و أدى ذلك إلى استقبال حار للفريق الروماني من قبل “الولايات المتحدة” و عندما دخل الرياضيين الرومانيين خلال مراسم الافتتاح استقبلوا بترحيب كبير من المتفرجين الذين كانوا في الغالب من مواطني “الولايات المتحدة” و فى المقابل نظمت الدول المقاطعة في الكتلة الشرقية حدثها البديل “ألعاب الصداقة” في يوليو و أغسطس.

و كانت هناك دعوات متزايدة لمقاطعة البضائع الصينية و الألعاب الأولمبية عام 2008 في “بكين” احتجاجًا على سجل الصين في مجال حقوق الإنسان ردًا على الاضطرابات التبتية و في النهاية لم تدعم أي دولة المقاطعة و في أغسطس عام 2008 دعت حكومة “جورجيا” إلى مقاطعة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2014 المقرر عقدها في “سوتشي” بروسيا ردًا على مشاركة “روسيا” في حرب “أوسيتيا الجنوبية” عام 2008 و أدى استمرار انتهاكات حقوق الإنسان في “الصين” إلى “المقاطعات الدبلوماسية” حيث لا يزال الرياضيون يتنافسون في الألعاب ولكن الدبلوماسيين لا يحضرون لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2022 في “بكين” من قبل عدة دول كان أبرزها “الولايات المتحدة”.

السياسه

رغم الهدف النبيل من بطولة الألعاب الأولمبية الا أنه تم استخدامها كمنصة لتعزيز الأيديولوجيات السياسية منذ بدايتها تقريبًا حيث أرادت “ألمانيا” النازية تصوير الحزب الاشتراكي الوطني على أنه محب للسلام عندما استضافوا دورة ألعاب عام 1936 على الرغم من أنهم استخدموا الألعاب لإظهار التفوق الآري بعد أن كانت “ألمانيا” الدولة الأكثر نجاحًا في الألعاب و التي قدمت الكثير لدعم مزاعمهم بالتفوق لكن الانتصارات الملحوظة التي حققها الأمريكي الأفريقي “جيسي أوينز” الذي فاز بأربع ميداليات ذهبية و اليهودية المجرية “إيبوليا تشاك” أضعف من غرض النازيين و لم يشارك “الاتحاد السوفيتي” حتى دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1952 في “هلسنكي” و بدلاً من ذلك و ابتداءً من عام 1928 نظم السوفييت حدثًا رياضيًا دوليًا يسمى “سبارتاكيادس” أو ” أولمبياد العمال ” خلال فترة ما بين الحربين العالميتين في عشرينيات و ثلاثينيات القرن الماضي حيث حاولت المنظمات الشيوعية و الاشتراكية في العديد من البلدان بما في ذلك “الولايات المتحدة” مواجهة ما أسموه الألعاب الأولمبية “البرجوازية” .

كما استخدم الرياضيين الأفراد الألعاب الأولمبية للترويج لأجندتهم السياسية ففى أولمبياد ” مكسيكو سيتى ” عام 1968 قام اثنان من الرياضيين الأمريكيين في سباقات المضمار “تومي سميث و جون كارلوس ” اللذان احتلا المركزين الأول و الثالث في سباق 200 متر بتأدية تحية بلاك باور على منصة النصر و ارتدى صاحب المركز الثاني الأسترالى “بيتر نورمان” شارة المشروع الأولمبي لحقوق الإنسان لدعم “سميث و كارلوس” و رداً على الاحتجاج أمر رئيس اللجنة الأولمبية الدولية أ”فري بروندج” بإيقاف “سميث و كارلوس” من الفريق الأمريكي و حظرهما من دخول القرية الأولمبية و عندما رفضت اللجنة الأولمبية الأمريكية هدد “بروندج” بحظر فريق المضمار الأمريكي بأكمله و أدى هذا التهديد إلى طرد الرياضيين من الألعاب و في حادثة أخرى ملحوظة في مسابقة الجمباز و أثناء وقوفها على منصة الميدالية حصلت “ناتاليا كوتشينسكايا” من “الاتحاد السوفيتي” على الميدالية الذهبية بشكل مثير للجدل حيث أدارت لاعبة الجمباز التشيكوسلوفاكية ” فيرا سالافازكا “بهدوء رأسها لأسفل كنوع من الاحتجاج الصامت على الغزو السوفييتي الأخير لتشيكوسلوفاكيا و في حين دعم مواطنو ” سالافازكا ” أفعالها و معارضتها الصريحة للشيوعية رد النظام الجديد بمنعها من كل من الأحداث الرياضية و السفر الدولي لسنوات عديدة وجعلها منبوذة من المجتمع حتى سقوط الشيوعية.

تونى سميث و جون كارلوس خلال رفعهم علامة بلاك باور فى أولمبياد مكسيكو سيتى عام 1968

و في الوقت الحالي اتخذت الحكومة الإيرانية خطوات لتجنب أي منافسة بين رياضييها و رياضيين من “إسرائيل” حيث لم يشارك لاعب الجودو الإيراني “أراش ميرسماعيلي ” في مباراة ضد إسرائيلي خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2004 و على الرغم من عدم أهليته رسميًا لكونه يعاني من زيادة الوزن فقد حصل “ميرسماعيلي” على 125 ألف دولار أمريكي من قبل الحكومة الإيرانية كمكافأة و هو مبلغ تم دفعه لجميع الفائزين بالميداليات الذهبية الإيرانيين .

المنشطات

في أوائل القرن العشرين بدأ العديد من الرياضيين الأولمبيين في استخدام العقاقير المنشطة لتحسين قدراتهم الرياضية فعلى سبيل المثال عام 1904 حصل “توماس هيكس” الحاصل على الميدالية الذهبية في الماراثون على مادة “الإستركنين” من قبل مدربه (في ذلك الوقت كان مسموحًا بتناول تلك المواد حيث لم تكن هناك بيانات تتعلق بتأثير هذه المواد على أجسام الرياضيين ) و حدث الموت الأولمبي الوحيد المرتبط بتحسين الأداء بتلك المواد في دورة ألعاب “روما” عام 1960 حين سقط راكب دراجات دانماركي ” كنود إنمارك جنسن” من دراجته و توفي في وقت لاحق و قد وجد التحقيق الذي أجراه الطبيب الشرعي أنه كان تحت تأثير “الأمفيتامينات” و بحلول منتصف الستينيات بدأت الاتحادات الرياضية في حظر استخدام عقاقير تحسين الأداء أو المنشطات و في عام 1967 حذت اللجنة الأولمبية الدولية حذوها.

و وفقًا للصحفي البريطاني “أندرو جينينجز” فقد صرح ظابطا من المخابرات السوفيتية بأن ضباط الوكالة قد تظاهروا بأنهم سلطات مكافحة المنشطات من اللجنة الأولمبية الدولية لتقويض اختبارات المنشطات و أن الرياضيين السوفييت أفلتوا من كشفهم خلال بطولة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1980 فى ” موسكو ” و التى قالت عنها دراسة أسترالية صدرت عام 1989 بأنه لا يكاد يكون هناك فائز بميدالية في ألعاب موسكو و و لا يتعاطى منشطا أو عدة منشطات حتى أنه من المفترض أن يُطلق على تلك البطولة “ألعاب الكيميائيين ” كما كشفت الوثائق التي تم الحصول عليها عام 2016 عن خطط “الاتحاد السوفيتي ” لنظام تعاطى المنشطات في سباقات المضمار و الميدان استعدادًا لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1984 في “لوس أنجلوس” و قد تم تأريخ تلك الوثيقة قبل قرار الدولة بمقاطعة الألعاب حيث عرضت الوثيقة بالتفصيل عمليات المنشطات الحالية للبرنامج إلى جانب اقتراحات لمزيد من التحسينات.

و كان أول رياضي أولمبي تم اختباره إيجابيًا لاستخدام المنشطات هو “هانز جونار ليلجينوال ” و هو لاعب خماسي سويدي في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1968 و الذي فقد ميداليته البرونزية كما حدثت واحدة من أكثر حالات عدم الأهلية المتعلقة بالمنشطات و التي تم الإعلان عنها بعد دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1988 فى ” سيول ” بكوريا حيث كان العداء الكندي بن جونسون (الذي فاز بسباق 100 متر ) إيجابيًا لمادة “ستانوزولول” .

و في عام 1999 شكلت اللجنة الأولمبية الدولية الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (WADA) في محاولة لتنظيم البحث و الكشف عن عقاقير تحسين الأداء حيث كانت هناك زيادة حادة في اختبارات الأدوية الإيجابية في الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2000 و الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2002 بسبب تحسن ظروف الاختبار و تم استبعاد العديد من أصحاب الميداليات في رفع الأثقال و التزلج على الثلج من دول ما بعد الاتحاد السوفيتي بسبب جرائم المنشطات و خلال ألعاب “بكين” تم اختبار 3667 رياضيًا من قبل اللجنة الأولمبية الدولية تحت رعاية الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات من خلال اختبارات البول و الدم للكشف عن المواد المحظورة و تم اختبار أكثر من 6000 رياضي أولمبي و أولمبي المعاقين في “لندن” قبل الألعاب حيث ثبت ايجابية عينة 107 رياضي و لم يُسمح لهم بالمنافسة.

فضيحة المنشطات الروسية فى الألعاب الأولمبية

تعتبر روسيا أكثر الدول استخداما للمنشطات حيث تم تجريدها من 44 ميدالية أولمبية بسبب تلك الانتهاكات و هو رقم أكثر بثلاثة أضعاف من رقم الوصيف و أكثر من ربع الإجمالي العالمي ففى الفترة من عام 2011 إلى عام 2015 استفاد أكثر من ألف رياضى روسي من تلك المنشطات في مختلف الألعاب الرياضية بما في ذلك الرياضات الصيفية و الشتوية والبارالمبية حيث تم حظرها جزئيًا من دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2016 .

و في ديسمبر عام 2019 مُنعت “روسيا” لمدة أربع سنوات من المشاركة جميع الأحداث الرياضية الكبرى بسبب تعاطي المنشطات و الكذب على الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات حيث كان الحظر يعني أنه لن يُسمح للرياضيين الروس بالمنافسة إلا تحت العلم الأولمبي و بعد اجتياز اختبارات مكافحة المنشطات و استأنفت “روسيا” القرار أمام محكمة التحكيم الرياضية و التى قضت بتخفيض العقوبة التي فرضتها الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات لمدة عامين و فيها لا يمكن للفريق استخدام الاسم أو العلم أو النشيد الروسي و يجب أن يقدموا أنفسهم على أنهم “رياضيين محايدين “أو” فريق محايد “.

التمييز على أساس الجنس

سُمح للنساء بالمشاركة لأول مرة في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1900 في “باريس ” و لكن في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1992 كانت 35 دولة لا تزال تقدم وفودًا فقط من الذكور الا أنه انخفض هذا الرقم بسرعة خلال السنوات التالية و في عام 2000 أرسلت “البحرين” متنافستين لأول مرة و في عام 2004 أصبحت “روبينا مقيميار و فاريبا رضائي” أول امرأتين من “أفغانستان ” يشاركان في الألعاب الأولمبية و في عام 2008 أرسلت “دولة الإمارات العربية المتحدة” اللاعبات “ميثاء آل مكتوم” و التى تنافست في التايكوندو و “لطيفة آل مكتوم” في الفروسية للمنافسة فى دورة الألعاب الأولمبية لأول مرة و كانت كلتاهما من الأسرة الحاكمة في “دبي” .

و بحلول عام 2010 لم يتبقى سوى ثلاث دول فقط لم ترسل لاعبات إلى الألعاب الأولمبية و هى “بروناي” و “المملكة العربية السعودية” و “قطر” حيث شاركت “بروناي” في ثلاثة احتفالات فقط بالألعاب و أرسلت رياضيًا واحدًا في كل مناسبة لكن “المملكة العربية السعودية” و “قطر” كانتا تتنافسان بانتظام مع الفرق المكونة فقط من الرجال و في نفس العام أعلنت اللجنة الأولمبية الدولية أنها سوف تضغط على هذه الدول لتمكين و تسهيل مشاركة النساء في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2012 في “لندن” و اقترحت “أنيتا ديفرانتز” رئيسة لجنة المرأة و الرياضة التابعة للجنة الأولمبية الدولية منع الدول إذا منعت النساء من المنافسة و بعد ذلك بوقت قصير أعلنت اللجنة الأولمبية القطرية أنها تأمل في إرسال ما يصل إلى أربع لاعبات في الرماية و المبارزة إلى دورة الألعاب الصيفية لعام 2012.

و خلال الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2012 ضمت كل دولة مشاركة لأول مرة في تاريخ الألعاب الأولمبية لاعبات من النساء حيث ضمت “المملكة العربية السعودية” لاعبتين في وفدها و “قطر” أربعة و “بروناي” واحدة و أصبحت العداءة “مريم يوسف جمال” من “البحرين” أول رياضية خليجية تفوز بميدالية عندما فازت بالميدالية البرونزية في سباق 1500 م.

و تعتبر الرياضة الوحيدة في البرنامج الأولمبي التي يشارك فيها رجال و نساء يتنافسون معًا هي تخصصات الفروسية و اعتبارًا من عام 2008 كان لا يزال هناك المزيد من الميداليات للرجال أكثر من النساء و مع إضافة الملاكمة النسائية إلى البرنامج في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2012 تمكنت النساء من التنافس في جميع الرياضات مثل الرجال و في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لا تزال النساء غير قادرات على المنافسة و يوجد حاليًا حدثان أوليمبيان لا يجوز للرياضيين الذكور التنافس فيهما و هما الباليه المائى و الجمباز الإيقاعي.

المواطنه و الجنسيه

قواعد اللجنة الأولمبية الدولية للجنسية

يتطلب الميثاق الأولمبي أن يكون الرياضي من مواطني الدولة التي ينافس باسمها و يمكن أن ينافس مزدوجو الجنسية على أي من البلدين طالما مرت ثلاث سنوات منذ أن شارك بإسم البلد الأخرى و مع ذلك إذا وافقت اللجان الأولمبية الوطنية و الاتحادات الدولية فيجوز للمجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية تقليص هذه الفترة أو إلغائها .

أسباب تغيير الجنسية

من حين الى أخر قد يصبح الرياضي مواطنًا تابعا الى دولة أخرى لتمكينه من المنافسة في الألعاب الأولمبية و غالبًا يحدث ذلك بسبب انجذابهم إلى صفقات الرعاية أو مرافق التدريب المتقدمة في البلد الآخر أو قد لا يتمكن الرياضي من التأهل من داخل البلد الذي ولد فيه أو لأسباب أخرى قد تكون سياسيه و لعل أشهر حالات تغيير الجنسية للأولمبياد كانت اللاعبة ” زولا بود ” العداءة الجنوب أفريقية و التى هاجرت إلى “المملكة المتحدة” بسبب حظر حقبة الفصل العنصري على الألعاب الأولمبية في “جنوب إفريقيا” حيث كانت مؤهلة للحصول على الجنسية البريطانية لأن جدها ولد في “بريطانيا ” و من الأمثلة البارزة الأخرى العداء الكيني “برنارد لاجات” الذي أصبح مواطنًا أمريكيا في مايو عام 2004 و يتطلب الدستور الكيني أن يتخلى المرء عن جنسيته الكينية عندما يصبح مواطناً لدولة أخرى و لكن تنافس “لاجات” باسم “كينيا” في أولمبياد “أثينا” 2004 على الرغم من أنه أصبح بالفعل مواطنًا أمريكيًا عرض ميداليته الفضية للخطر و قال “لاجات” إنه بدأ عملية الحصول على الجنسية في أواخر عام 2003 و لم يتوقع أن يصبح مواطنا أمريكيا إلا بعد ألعاب “أثينا” و انتهى الأمر بأن سُمح له بالاحتفاظ بميداليته من قبل اللجنة الأولمبية الدولية.

الأبطال والميداليات

تُمنح الميداليات للرياضيين أو الفرق التي تحتل المركز الأول و الثاني و الثالث في كل حدث حيث يحصل الفائزون على ميداليات ذهبية و التي كانت من الذهب الخالص حتى عام 1912 و صُنعت فيما بعد من الفضة المذهبة و الآن أصبحت من الفضة المطلية بالذهب و يجب أن تحتوي كل ميدالية ذهبية على ستة جرامات على الأقل من الذهب الخالص و يفوز الوصيف بميداليات فضية بينما يحصل الرياضيون الذين يحتلون المركز الثالث على ميداليات برونزية و في بعض الرياضات القتاليه مثل الملاكمة قد لا يتم تحديد المركز الثالث و الخاسرون في كل من الدور نصف النهائي يحصل كل منهم على ميدالية برونزية.

تكريم الفائزين فى الألعاب الأولمبية و تسليم الميداليات و أغصان الزيتون فى بطولة أثينا 2004

و خلال دورة الألعاب الأولمبية عام 1896 كان يحصل الفائز و المركز الثاني فقط في كل حدث على ميداليات حيث تمنح الفضية للأول و البرونزية للثاني مع عدم منح ميداليات ذهبية و تم تقديم الشكل الحالي المكون من ثلاث ميداليات لأول مرة في أولمبياد عام 1904 و منذ عام 1948 فصاعدًا حصل الرياضيون الذين احتلوا المركز الرابع و الخامس و السادس على الشهادات التي أصبحت تُعرف رسميًا باسم الدبلومات الأولمبية و بداية من عام 1984 تم منحها أيضًا للمركزين السابع و الثامن و في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2004 في “أثينا” تم تقديم أكاليل الزيتون للفائزين بالميداليات الذهبية و الفضية و البرونزية و لا تحتفظ اللجنة الأولمبية الدولية بإحصائيات الميداليات التي تم الفوز بها على المستوى الوطني (باستثناء الرياضات الجماعية) لكن اللجان الأولمبية الوطنية و وسائل الإعلام تسجل إحصائيات الميداليات و تستخدمها كمقياس لنجاح كل دولة .

الدول و المدن المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية

الترتيب الدوله المدينة المنظمه النوع السنة
1 اليونان أثينا صيفيه 1896
2 فرنسا باريس صيفيه 1900
3 الولايات المتحدة سانت لويس صيفيه 1904
4 المملكة المتحدة لندن صيفيه 1908
5 السويد ستوكهولم صيفيه 1912
6 بلجيكا أنتويرب صيفيه 1916
7 فرنسا باريس صيفيه 1924
8 فرنسا شاموني شتويه 1924
9 هولندا أمستردام صيفيه 1928
10 سويسرا سانت موريتز شتويه 1928
11 الولايات المتحدة لوس أنجلوس صيفيه 1932
12 الولايات المتحدة لايك بلاسيد شتويه 1932
13 ألمانيا برلين صيفيه 1936
14 ألمانيا جارمش بارتنكيرشن شتويه 1936
15 المملكة المتحدة لندن صيفيه 1948
16 سويسرا سانت موريتز شتويه 1948
17 فنلندا هلسنكي صيفيه 1952
18 النرويج أوسلو شتويه 1952
19 أستراليا ملبورن صيفيه 1956
20 إيطاليا كورتينا دامبيزو شتويه 1956
21 إيطاليا روما صيفيه 1960
22 الولايات المتحدة سكاو فالى شتويه 1960
23 اليابان طوكيو صيفيه 1964
24 النمسا انسبروك شتويه 1964
25 المكسيك مكسيكو سيتى صيفيه 1968
26 فرنسا جرونوبل شتويه 1968
27 المانيا الغربية ميونيخ صيفيه 1972
28 اليابان سابورو شتويه 1972
29 كندا مونتريال صيفيه 1976
30 النمسا انسبروك شتويه 1976
31 الإتحاد السوفييتي موسكو صيفيه 1980
32 الولايات المتحدة لايك بلاسيد شتويه 1980
33 الولايات المتحدة لوس أنجلوس صيفيه 1984
34 يوغوسلافيا سراييفو شتويه 1984
35 كوريا الجنوبية سيول صيفيه 1988
36 كندا كالجاري شتويه 1988
37 إسبانيا برشلونة صيفيه 1992
38 فرنسا ألبرتفيل شتويه 1992
39 النرويج ليلهامر شتويه 1994
40 الولايات المتحدة أتلانتا صيفيه 1996
41 اليابان ناجانو شتويه 1998
42 أستراليا سيدني صيفيه 2000
43 الولايات المتحدة سولت لايك سيتي شتويه 2002
44 اليونان أثينا صيفيه 2004
45 إيطاليا تورينو شتويه 2006
46 الصين بكين صيفيه 2008
47 كندا فانكوفر شتويه 2010
48 المملكة المتحدة لندن صيفيه 2012
49 روسيا سوتشي شتويه 2014
50 اليابان طوكيو صيفيه 2016
شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *