خمسة توقعات مستقبلية لتكنولوجيا الطباعة الثلاثية الأبعاد ستغير العالم

كان قديما تبدو فكرة الطباعة الثلاثية الأبعاد 3D مناسبة تمامًا لروايات الخيال العلمي التى تتحدث عن طبيعة الأدوات المستقبلية التى سيعتمد عليها البشر فى حياتهم و مع الطفرة التكنولوجية الحالية التى شهدها العالم أصبح الخيال واقعا بوجودها في متناول أيدينا فمع استخدام مجموعة متنوعة من المواد التي تشمل الخشب و المعدن و البلاستيك و الأقمشة يمكننا الآن طباعة العديد من النماذج الثلاثية الأبعاد بدءًا من المواد الغذائية و قطع الغيار و الأسلحة و المنازل و الأعضاء البشرية و الأجهزة الطبية و الملابس و غيرها و رغم ما تقدمه حاليا تلك الطابعات الا ان العلماء يتنبأون بأنه سوف يكون لديها دورا و تأثير أكبر فى حياتنا و مستقبلنا و فى تلك المقالة سوف نبرز خمسة توقعات مهمة ستغير بها تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد العالم .

إمكانية الطباعة الثلاثية الأبعاد فى القضاء على الجوع فى العالم … لقد مررنا جميعًا بوقت قد تكون فى منزلك و تشعر بالجوع و لا تجد طعاما و فى نفس الوقت تكون فكرة الحصول عليه قد تبدو مملة نظرا لاضطرارك الخروج من المنزل أو انتظار توصيل طلبك لذلك فتعتبر الطباعة الثلاثية الأبعاد هى الحل لتلك المشكلة فعلى فرض أنك تتوق إلى طبق بيتزا فبدلاً من الاتصال بخدمة التوصيل الى المنزل فكل ما عليك عمله هو التوجه الى تلك الطابعة و اختيار البيتزا التى تريدها ثم تقوم بطباعتها و أكلها و قد يظن البعض أنه أمر جنوني و لكن فى واقع الحال منحت وكالة ناسا مؤخرًا 125 ألف دولار لشركة أبحاث الأنظمة و المواد لتطوير طابعة بيتزا كما بدأت بعض من شركات المواد الغذائية بالفعل في استخدام التصميمات و الوصفات التي تستخدم الطابعات ثلاثية الأبعاد لإنشاء أطباق لذيذة و رغم أنه لا تزال طابعات الطعام تحتاج الى بضع سنوات اضافية لتطويرها و استخدامها مع الأخذ في الاعتبار التكلفة و كيفية تثبيتها في المنازل و تدريب مستخدميها الا أنه ينظر الى فائدتها فى المساعدة على حل واحدة من أكبر المشكلات الاجتماعية في العالم و هى القضاء على الجوع في العالم أو الحد منه بشكل كبير فوفقًا للباحثين فإنه من خلال استخدام أنابيب تحتوى على مساحيق غذائية و زيوت كاملة و التى يمكن تخزينها لعقود من الزمن ستكون البلدان النامية قادرة على طباعة أطعمة كثيفة التغذية لشعوبها التى قد تواجه مجاعات لظروف مثل الطقس أو عدم توافر المحاصيل أو غيرها من مسببات المجاعات .

الطباعة ثلاثية الأبعاد ستعمل على تمكين الابتكارات الطبية … تعتبر واحدة من أكثر الفوائد المذهلة لتلك التقنيات الجديدة هي القدرة على تحسين الرعاية الطبية لمجموعة متنوعة من الأمراض و الإصابات حيث ستساعد الطابعات الحيوية الأطباء و مقدمي الخدمات الطبية فى طباعة نسخ طبق الأصل من الأعضاء البشرية كالكبد أو القلب على سبيل المثال بالاضافة الى الأجهزة المخصصة القابلة للامتصاص البيولوجي مثل الجبائر الرئوية كما يعمل العلماء أيضًا على طابعة يمكنها طباعة نسخ من الجلد البشرى بغرض ترقيعه على الحروق و الإصابات الأخرى و ذلك باستخدام حبر مصنوع من خلايا الجلد المختلفة و على عكس العلاجات التقليدية للحروق فتتطلب طابعة الجلد المبتكرة هذه رقعة من الجلد لا تزيد عن عُشر الحجم المستخدم فى تلك العمليات و في حين أن العديد من هذه الابتكارات لا تزال جديدة نسبيًا فمن المحتمل أن تعمل عند انتشار استخدامها على تغيير المشهد الطبي تماما .

الطباعة الثلاثية الأبعاد ستساعد فى زيادة العقارات و بأسعار معقولة … في الوقت الحالي قد يكلفك شراء طابعة عالية الجودة آلاف من الدولارات و هذا لا يشمل الأنابيب المختلفة التي يحتاجها المرء لطباعة أي شيء مفيد بالفعل و مع ذلك في المستقبل يتوقع انخفاض تكلفة هذه التقنيات حيث من الممكن أن تقوم الطباعة الثلاثية الأبعاد بتقليل العبء المالي للسلع و الخدمات المختلفة بشكل كبير بما في ذلك سوق الإسكان حيث قام باحثون من جامعة جنوب كاليفورنيا فى ” الولايات المتحدة ” ببناء طابعة ثلاثية الأبعاد تستخدم تقنية التصنيع متعدد الطبقات لبناء منزل مساحته 233 متر مربع في يوم واحد حيث فتحت تلك التكنولوجيا التى يطلق عليها ” كونتور كرافتينج ” الباب أمام مجموعة متنوعة من سيناريوهات الإسكان المفيدة بدءًا من الإسكان منخفض التكلفة و الفعال للأفراد إلى تحسين الإغاثة في حالات الكوارث إلى تصميم المنزل السريع و البسيط حيث تكون لتلك التقنية فائدة و تأثير اجتماعي هائل في البلدان النامية اضافة الى المناطق الأكثر تقدمًا التى ترتفع فيها الإيجارات مع انخفاض الأجور.

ستساهم الطباعة الثلاثية الأبعاد فى زيادة العناصر المقلدة … في البداية لم يتوقع أحد أنه سيكون من السهل قرصنة الموسيقى و الأفلام و الكتب و وسائل الإعلام الأخرى و لكن مع ظهور الطباعة ثلاثية الأبعاد بدأ الناس فى التوقع حاليا أن العديد من الصناعات التي لم تمس من قبل مثل الأزياء ستصبح عرضة للقرصنة و المقلدين من ذوي المهارات العالية حيث نفترض أنك تستعد لقضاء سهرة لكن ليس لديك الزي المناسب لها و بدلاً من الاقتراض من صديق أو التوجه إلى المركز التجاري لشراءه فكل ما عليك هو الاتصال بشبكة الإنترنت و العثور على تصميم ملابس تحبه و تقوم بتحميل التصميم و طباعته من المنزل بافتراض أن لديك المنسوجات المناسبة للعمل بها اضافة الى الاحذيه حيث توجد تصميمات مجانية و متوفرة لها على الشبكة لذلك فعند توفر تلك الطابعات فيمكن تحميلها و طباعتها بين عشية و ضحاها كما تشمل العناصر الأخرى المحتمل تقليدها المنحوتات و الأثاث و القطع الفنية و غير ذلك .

أقرأ أيضا : الغابات العمودية .. فكرة مذهلة لتغيير نمط المدن و جعلها أكثر صحيه

ستقوم الطباعة الثلاثية الأبعاد فى إنتاج الأسلحة … بصرف النظر عن فكرة القرصنة فيمكن أن يكون لنموها وجه سلبي و تأثيرات مضرة ففى عام 2013 ابتكر “كودي ويلسون” و هو صاحب شركة للأسلحه فى ولاية تكساس أول مسدس بلاستيكي ثلاثي الأبعاد مصنوع محليًا في العالم باستخدام تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد و بعد فترة وجيزة قامت شركة ” سوليد كونسيبت ” بطباعة واحدة من أولى البنادق الثلاثية الأبعاد المعدنية بالكامل و بطبيعة الحال مع انخفاض تكلفة الطباعة ثلاثية الأبعاد سيكون من السهل الوصول إلى البنادق ثلاثية الأبعاد و الأسلحة الأخرى بشكل طبيعي و لن يصبح من السهل الحصول على هذه الأسلحة فحسب بل ستصبح أيضًا أكثر صعوبة على الأجهزة الامنية مراقبتها أو تتبعها خاصة بعد وضع ” ويلسون ” تصميمات سلاحه على شبكة الانترنت و أتاحها للجميع بشكل يمكن تحميلها و طباعتها .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *