النعامة

النعامة هى أكبر و أثقل طائر حي على وجه الأرض و ينتمى الى فصيلة الجمال حيث كان يُعرف سابقًا باسم طائر الإبل بسبب تشابهه معه فى العديد من الصفات مثل رقبته الطويلة و عيناه البارزتان و رموشه الكاسحة فضلاً عن سيره المهتز و تتميز بأنها طيور بإمكانها أن تتحمل درجات الحرارة المرتفعة و تعيش بدون ماء لفترات طويلة من الزمن و يوجد منها حاليا نوعان حيان أولهم النعامة الشائعة التى تعيش فى مناطق واسعة من أفريقيا فى جنوب الصحراء الكبرى و النعامة الصومالية التى تتركز فى منطقة القرن الأفريقى و نظرًا لأنها ثقيلة جدًا فيصعب عليها الطيران في السماء و عوضا عن ذلك فهى تقوم بالعدو بسرعات هائلة حيث يمكن لأرجلها الطويلة و القوية أن تقطع مسافات كبيرة دون بذل الكثير من الجهد و لحسن الحظ أن هذه الطيور لا تواجه مخاطر او تهديدات بالإنقراض حيث يتم تربيتها فى العديد من المزارع المنتشرة فى جميع أنحاء العالم بغرض الحصول على ريشها الذى يستخدم كنوع من الزينة أو فى المفروشات اضافة الى جلودهم التى تستغل فى المصنوعات الجلدية .

و تتميز النعامة بإمكانية الركض في رشقات نارية قصيرة تصل إلى 70 كيلومترًا في الساعة و يمكنها الحفاظ على سرعة ثابتة تبلغ 50 كيلومترًا في الساعة و أن تصل طول الخطوة الواحدة منها مسافة تتراوح ما بين 3 إلى 5 أمتار حيث تستفيد من تلك الميزة عند شعورها بالخطر و التى تمكنها من الهروب بسهولة و هو امتياز يتوفر لكتاكيت النعام أيضا و التى تركض هى الأخري بسرعات تقترب من 56 كيلومترًا في الساعة و هم بعمر شهر واحد فقط و رغم أنهم طيور لا تستطيع الطيران الا أن يمتلكون أجنحة لمساعدتهم على التوازن أثناء الجري خاصةً إذا قام أحدهم بتغيير اتجاهه فجأة بالاضافة الى استخدامهم و بجانب ريش الذيل فى الاستعراض و التودد و لإظهار الهيمنة حيث ترفع النعامة رأسها عالياً و ترفع جناحيها وريش ذيلها لإظهار الخضوع مع تدلى الرأس و الأجنحة و الذيل إلى أسفل و على عكس ريش معظم الطيور يكون ريش النعامة فضفاضًا و لينًا و سلسًا مما يمنحهم مظهرًا أشعثًا و يتميز الذكور البالغين منهم بأن لهم ريش مذهل ذات ألوان الأبيض و الأسود اما النعام الغير بالغ و الإناث البالغة فتمتلك ريش ذات ألوان بنية و رمادية .

النعامة الشائعة و الصومالية

و تعيش النعامة في مجموعات للدفاع عن أنفسهم و بفضل أعناقهم الطويلة و رؤيتهم الثاقبة فيمكنهم الرؤية لمسافات بعيدة لذلك فمن المحتمل أن يلاحظ واحد منهم على الأقل اقتراب الخطر منهم و هو السبب الذى يدفع النعام بالتجمع أحيانًا في قطعان كبيرة قد تصل اعدادها الى 100 أو أكثر و لكن معظم القطعان عموما أصغر حجمًا وعادة ما يكونوا حوالي 10 طيور أو مجرد زوج من الذكور و الإناث حيث يكون داخل المجموعة الواحدة رتب لأعضائها متمثلة فى ذكر مهيمن يؤسس منطقة و يدافع عنها و أنثى مهيمنة تسمى “الدجاجة الرئيسية” و معها العديد من الإناث الأخريات و قد يأتي اليهم الذكور منفردين خلال موسم التكاثر و على عكس الأسطورة الشائعة لا تدفن النعام رؤوسها في الرمال لأنه عندما تشعر النعامة بالخطر و لا تستطيع الهروب فإنها تبقى ثابتة على الأرض و رأسها و رقبتها أمامها و نظرًا لأن الرأس و الرقبة ذات لون فاتح فإنهما يندمجان مع لون التربة من بعيد و تبدو أن النعامة قد دفنت رأسها في الرمال لأن الجسد فقط هو المرئي و أحيانا يقع بعض من بيضها في أيدي الضباع و ابن آوى و حتى النسور المصرية التي تكسر البيض عن طريق إسقاط الحجارة عليها و لكن فى العموم عندما تتعرض النعامة البالغة للتهديد فإنها تهاجم بمخالب قدمها من خلال تسديدها بركلة قوية للغاية بما تكفى لقتل أسد .

و يعتبر الموطن الرئيسي للنعام هو أفريقيا حيث توجد في مناطق السافانا و الصحراء و ترعى بين الزرافات و الحمير الوحشية و الحيوانات البرية و الغزلان و لأن النعامة من الحيوانات آكلة اللحوم فهم يأكلون كل ما هو متاح في بيئتهم في ذلك الوقت من العام و في الغالب النباتات خاصة الجذور و الأوراق و البذور و أيضًا الحشرات أو الثعابين أو السحالي أو القوارض التي في متناول اليد و عندما تأكل النعامة يتم جمع الطعام أعلى الحلق حتى يكون هناك كتلة كبيرة بما يكفي لتنزلق عبره كما أنها تتغذى على أشياء لا تستطيع الحيوانات الأخرى هضمها فهم يبتلعون الرمل و الحصى و الحجارة الصغيرة التي تساعد في طحن الطعام في أحشاءهم حيث يبلغ طول أمعائهم الصلبة 14 مترًا و هم لا يحتاجون إلى شرب الماء حيث يحصلون على الرطوبة التى يحتاجوها من النباتات التي يأكلوها لكنهم بالطبع يشربون إذا وصلوا إلى حفرة ماء.

و خلال تزاوج النعام و أثناء المغازلة يستخدم الذكر الأسود و الأبيض ألوانه الدرامية لجذب الأنثى ذات اللون البني الفاتح و ينزل بجسده ببطء على الأرض كأنه ينحني تقريبًا ثم يبدأ في التلويح و هز ريش الجناح الأول ثم الآخر أثناء تحريك ذيله لأعلى و لأسفل ثم ينهض و يتحرك نحو الأنثى و يمسك بجناحيه بهدف إثارة إعجابها و إذا وافقت فإنها تتزاوج معه كما تتزواج الأنثى المهيمنة مع نظيرها الذكر و يتقاسمون مهام حضانة البيض و رعاية الكتاكيت و قد تتزاوج الإناث الأخريات مع ذلك الذكر أيضا أو غيره من الذكور المتجولين ثم تضع بيضها في نفس العش مع بيض الأنثى المهيمنة و الذى يكون عش جماعي و لكن مع الفارق أن المهيمنة تقوم بوضع بيضها في وسط العش للتأكد من أن لديهم أفضل فرصة للفقس و لكن الزوج المهيمن قد يحتضن العديد من البيض الآخر أيضًا حيث يشتهر بيض النعامة بضخامة حجمه و الذى يبلغ متوسط ​​طوله 15 سم و عرضه 13 سم و يزن حوالي 1500 جرام و تضع أنثى النعامة ما بين 7 إلى 10 بيضات في المرة الواحدة و لكن جسمها الضخم يمكنه بسهولة احتضان عشرات أخرى و هى الميزة التى تجعل من الضرورى ان تكون أعشاش البيض جماعية حيث يفقس أكبر عدد من البيض بشكل عام في عش جماعي أكثر مما لو كان لكل أنثى نعامة عشها الخاص للحضانة و الحماية و عادة ما تأخذ الأنثى المهيمنة ذات اللون الباهت واجب الحضانة خلال النهار و يتولى الذكر ذو اللون الأسود اللون الوردية الليلية .

و يبلغ حجم الكتاكيت التي تم فقسها حديثًا حجم دجاج الفناء تقريبًا لكنها تنمو بمعدل 30 سم شهريًا و بحلول عمر 6 أشهر تكون تقريبًا بحجم والديها و بعد أيام قليلة من فقس الكتاكيت تغادر العش للسفر مع والديها و يحميهم الكبار تحت أجنحتهم لحمايتهم من الشمس و المطر و عندما تتعرض للتهديد يتفاعل ذكر النعام و يمد رقبته و يفتح فمه بغرض إلهاء مصدر التهديد و تحويل انتباهه بحيث يمكن أن تنتشر الكتاكيت في العشب أو الركض بحثًا عن ملجأ برفقة الأنثى و يكون ريش النعام الصغير صلب بعض الشئ و لا يبدأ في إظهار ريشه البالغ الى ان يبلغ أربعة أشهر من العمر و لا يبلغ ذكور النعام ريشهم الأبيض و الأسود حتى يصلون إلى مرحلة النضج الجنسي في غضون نت ثلاث إلى أربع سنوات .

و منذ القدم ارتبط الإنسان بالنعام حيث تُظهر السجلات أن الإمبراطوريات المصرية و الآشورية و البابلية القديمة كانت جميعها ترعى النعام و على مر العصور ارتدى الملوك ريش النعامة و زينوا خوذات فرسان العصور الوسطى و تسريحات الشعر المتقنة للسيدات بها و في أواخر القرن الثامن عشر جلبت صناعة القبعات التى تحتوى على ريشها زخم كبير نحو صيد تلك الطيور من أجل ريشها لأنها كانت ذات قيمة كبيرة ثم قامت جنوب أفريقيا بصنع مزارع خاصة لرعايتها و تربيتها و التى سرعان ما أصبحت مهنة مربحة لدرجة أنها في أوائل القرن العشرين احتلت المرتبة الرابعة في قائمة صادرات البلاد بعد الذهب و الماس و الصوف و بحلول عام 1913 كان أكثر من مليون نعامة يعيشون في المزارع التجارية في جميع أنحاء العالم ثم بين عشية و ضحاها انخفض الاقبال عليها بشكل مفاجئ و كان ذلك بسبب غريب و هو اختراع السيارة حيث كانت الاصدارات المبكرة منها لم يكن بها سقف أو زجاج أمامي و وجدت النساء ريشهن منزوعًا من القبعات و متطايرًا بعيدًا أثناء حركة المركبة لذلك فيتم حاليا رعاية النعام فى مزارع على نطاق أصغر و بشكل أساسي لتزويد صناعة المفروشات و أيضا للحصول على البيض و الجلد اللين و اللحوم الذواقة التي تحتوي على نسبة أقل من الكوليسترول من اللحم البقري .

بطاقة تعريف

  • الفئة : طيور .
  • الترتيب : النعاميات .
  • العائلة : النعامة .
  • العمر : يبلغ متوسط العمر المتوقع للنعام في رعاية البشر حوالي 10 سنوات..
  • فترة الحضانة : من 42 إلى 46 يومًا و تضع كل أنثى من 7 إلى 10 بيضات فى المرة الواحدة .
  • البلوغ : من 3 الى 4 سنوات .
  • الطول : يبلغ طول الإناث من 1.7 إلى 1.9 متر و الذكور من 2.1 إلى 2.7 مترًا .
  • الوزن : تزن الإناث من 90 إلى 110 كجم و الذكور من 100 إلى 130 كجم .

معلومات سريعة عن طائر النعامة

  • يبلغ عرض عين النعامة حوالي 5 سم و هى تعتبر أكبر عين فى الحيوانات البرية .
  • بيضة نعام واحدة تعادل وزن حوالي 24 بيضة دجاجة.
  • النعامة هى الطائر الوحيد الذى له إصبعان فقط بينما جميع الطيور الأخرى لديها ثلاثة أو أكثر .
شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *