العقرب

العقرب هو من العناكب المفترسة و يمكن التعرف عليه بسهولة من خلال أرجله الثمانية و إمتلاكه زوج من الكماشات للإمساك و ذيل ضيق مجزأ يسير به و هو منحنى الى الامام فوق ظهره ينتهي بإبرة قوية يستخدمها للدغ و حقن السم فى أجساد ضحاياه و هو كائن موجود على الأرض منذ قديم الأزل حيث يرجع تاريخه التطورى إلى 435 مليون سنة و هناك منه أكثر من 2500 نوع مع 22 عائلة حية معترف بها حتى الآن و هو يعيش بشكل أساسي في الصحاري و لكنه تكيف فى مجموعات واسعة من الظروف البيئية المختلفة لذلك فيمكن العثور عليه في جميع القارات باستثناء القطبية الجنوبية و تعتبر الغالبية العظمى من العقارب غير مهددة للبشر و لا يحتاج البالغين الأصحاء عادة إلى علاج طبي بعد اللدغ حيث لا يمثل خطورة منهم على الإنسان سوى 1% من أنواعهم فقط , و دائما ما تظهر العقارب في الفن و الفولكلور و الأساطير و العلامات التجارية حيث يتخذ لدى العديد من الشركات و المؤسسات كرمزا لها اضافة الى وضعه فى علم الفلك و الأبراج و اتخاذه برجا فلكيا يحمل إسمه .

و يمتلك العقرب عينان في الأعلى و من اثنان إلى خمس عيون على طول كل جانب و رغم تلك الأعداد الا أنها لا تستطيع الرؤية جيدًا و مع ذلك فإن لديها حساسية هي الأعلى من بين جميع المفصليات حيث يجد العقرب طريقه من خلال الهياكل الحسية الموجودة فى أزواج أرجلها و من خلال الإحساس بالتركيبات الشبيهة بالفرشاة التي تسمى البكتين و الملتصقة بالجانب السفلي من البطن حيث ترجع أهمية تلك الشعيرات الحسية الدقيقة الى اكتشاف الاهتزازات كما يستخدمها الذكور أيضا للعثور على أنثى متاحة للتزواج و تستخدمها العقارب حديثة الولادة فى التعرف على والدتها و على الرغم من أن العقارب ليس لها ذيل حقيقي إلا أنها تمتلك ما يسمى ” الميتاسوما ” الذى يخرج من بطنها و ينتهي بإبرة حادة و قوية و غدد تفرز السم .

و كان العقرب موجودة على الأرض لفترة طويلة و من أوائل الحيوانات التي تكيفت مع الحياة منذ حوالي 435 مليون سنة و هناك سجلات أحفورية من تلك الفترة الزمنية للعقرب البحري الذي نما بطول 1 متر و اليوم تستخدم العقارب الرئات الكتابية للتنفس و هى أعضاء تنفسية تستخدم أيضا من قبل بعض العناكب و تشبه إلى حد بعيد الخياشيم و هى كائنات توجد فى العديد من المناطق و لكن نادرًا ما يتم رؤيتها بسبب طبيعتها الليلية و مع ذلك فإن العديد من الثقافات لديها أساطير و خرافات تتعلق بالعقارب و قوتها حيث يعتقد بعض الناس أن العقارب تنتحر بلسع نفسها عند تهديدها بالنار و هذا ليس صحيحًا لأنهم محصنون ضد سمهم كما أن هناك في إفريقيا اعتقاد شائع أخر بأن العقرب الميت يجذب جميع العقارب الأخرى في المنطقة و هذا ليس صحيحًا أيضًا لأن العقارب عادة ما تصطاد فريسة حية و لا تبحث عن العقارب أخرى إلا للتزاوج و في الأساطير المصرية ارتبطت الإلهة “إيزيس” بها و التى كانت رمزًا للأم المخلصة و هو بالفعل ما تفعله أمهات العقارب حيث تحمي صغارها وتحملهم على ظهورها .

و تتواجد العقارب في جميع القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية في موائل تتراوح من الغابات الاستوائية المطيرة إلى الأراضي العشبية و الصحاري و معظمها كائنات ليلية و انفرادية و عادة ما تبقى في نفس المنطقة طوال حياتها و يعيش الكثير منها في جحور يحفرونها أو ينتزعوها من أخرين و يدافعون عنها من الحيوانات البرية الأخرى و يستخدموها كملاجئ للاختباء من الحيوانات المفترسة الأخرى و للحفاظ على برودة أجسامهم خلال الأيام الحارة أو الدفء خلال الليالي الباردة و عادة ما تكون تلك الجحور صغيرة و فى بعض الأحيان قد تتسلق العقارب التي لا تحفر الأشجار لتعيش بها أو تختبئ تحت اللحاء أو أوراق الشجر و للحصول على وجبتها التى من الممكن أن تكون حشرة أو عنكبوتا أو حتى فأر صغير أو سحلية فهم يتحركون و يتمركزون بجوار جحور الفرائس التى تتجول و هى مطمئنة ثم يتم مهاجمتها و التغذى عليها كما تقوم الأنواع الأخرى بحفر الفخاخ فى الرمال بحثًا عن الفرائس كما تمتلك شعرًا حساسًا على مشابها بحيث يمكنها تحديد مكان الحشرات و التقاطها أثناء الطيران و بمجرد أن تصبح الفريسة في متناول اليد يتم إمساكها بالكماشة و سحقها و تستخدم معظم العقارب لدغتها السامة فقط عند الضرورة حيث يتطلب ذلك الأمر الكثير من طاقة الجسم لإنتاج المزيد من السم .

و يمتلك العقرب فم صغير جدًا لذلك لا يمكنه التغذى سوى بامتصاص السوائل فقط لذلك يتم هرس الفريسة التي يتم اصطيادها و غمرها في الإنزيمات التي تعمل على إذابتها من الداخل و هي عملية قد تستغرق ما يصل إلى ساعة و لا تأكل العقارب كل يوم كما نفعل ففي الموائل الأكثر جفافاً من المعروف أنها تعيش بدون طعام لمدة تصل إلى 12 شهرًا و لكن عادة ما تجد العقارب وجبة على الأقل كل أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع و هى تلعب دورًا مهمًا في نظامها البيئي عن طريق الحفاظ على أعداد الحشرات منخفضة و قد تحتوي على ما يصل إلى 45 سمًا مختلفًا بعضها فعال بشكل أكبر مع الحشرات و الأخر مع القشريات و بعضها على الفقاريات حيث تستخدم العقارب سمها لإخضاع فريستها و للحماية من أعدائها التى تشمل البوم و الخفافيش و الذئاب و قد يكون بعض من أعدائها محصنين أو لديهم مقاومة من سمها مثل النمس و السرقاط و من المعروف أن لدغة العقرب الأولى تتكون من سموم مختلفة عن اللدغات اللاحقة و عادة ما يكون الأول قويًا بما يكفي لصعق الفريسة و عادة ما تكون اللسعات اللاحقة أكثر اعتدالًا و جميع العقارب لها سم و لكن من بين 2500 نوع أو نحو ذلك هناك حوالي 25 نوعًا فقط يعتبر سمها مهددا لحياة الإنسان 2 منهم يتواجدون في “الولايات المتحدة” و لكن عادة بالنسبة لباقى العقارب فإن لسعتها تكفي لقتل حشرة أو عنكبوت و لكنها مؤلمة للإنسان مثل لدغة النحل و يمكن أن تحدث تفاعلات الحساسية لذلك فى بعض الحالات يجب على الطبيب أن يعالج لسعات العقرب للتأكد من أن المريض يتعافى بأمان .

و عند التزاوج قد يغادر الذكر أرض وطنه للبحث عن أنثى من خلال رائحتها و تختلف طقوس التزاوج من نوع لآخر و لكن بشكل عام إذا كانت الأنثى مهتمة يبدأ الذكر في رقصة المغازلة و فيها يمسك يدى الأنثى و يحركها ذهابًا وإيابًا يرفع الاثنان ذيولهم و أحيانًا يلامسوها معًا ثم يصطدمان ببعضهما البعض بلطف دون اللسع في سلوك يسمى الضرب بالهراوات و قد تستمر هذه الرقصة من بضع دقائق إلى ساعات و بعدها يبحث الذكر عن سطح مستوٍ لإيداع حزمة الحيوانات المنوية الخاصة به والتي تسمى حامل الحيوانات المنوية ثم يقوم بإحضار الأنثى إلى الحزمة و التي تدفعها في فتحة أعضائها التناسلية و عادة ما يغادر الذكر لأن الأنثى العدوانية المفرطة قد تقرر أنه من الممكن أن يكون وجبة خفيفة لها كما يوجد أحد الأنواع و هو العقرب الشيطاني و يعيش فى البرازيل قادر على التكاثر بالتوالد العذري مما يعني أن الأنثى لا تحتاج إلى ذكر لتخصيب بيضها.

و يشبه صغار العقارب الأطفال البالغين و لكن بأحجام صغيرة إلا أنهم عادة ما يكونون من ذوي البشرة البيضاء الناعمة و لا يمكنهم اللسع أو الرضاعة و يتسلقون ظهر أمهم و خلال ذلك الوقت يمتصون كيس صفار مغذي و يتم حمايتهم بشدة من قبل أمهم و بعدها عادة ما يتفرق الصغار و في بعض الانواع تقتل الأمهات أحد الفرائس و تتركه لأطفالها و يبقى الصغار مع أمهم لمدة عامين و هو وقت يعتبر صعب بالنسبة إليهم لأن الأم إذا شعرت بالجوع فقد لا تتعرف عليهم على أنهم أطفالها و قد تأكلهم و لكن عند النضوج تغادر العقارب الصغيرة لتأسيس مناطق خاصة بها حيث يكون متوسط ​​الوقت اللازم للنضج ما بين سنتين و ثلاث سنوات و قد تنضج بعض الأنواع في ستة أشهر و البعض الأخر ما يقرب من سبع سنوات .

بطاقة تعريف

  • الفئة : العناكب .
  • الترتيب : العقارب .
  • العائلة : ما بين 13 الى 22 .
  • النوع : ما يقارب من 2500 نوع .
  • العمر : من 5 إلى 25 عامًا ، حسب الأنواع .
  • عدد الصغار عند الولادة : من 1 إلى 105 حسب النوع .
  • البلوغ : من 6 شهور إلى 7 سنوات حسب النوع .
  • الطول : أطول الأنواع هو العقرب الصخري المسطح بطول 21 سنتيمتر أما الأصغر العقرب الشرق أوسطي طوله 6.5 مليمتر .
  • الوزن : الأثقل و هو العقرب الإمبراطور و يزن 60 جرامًا.

معلومات سريعة عن العقرب

  • مثل الصراصير فإن بعض من العقارب تصدر أصواتا بفرك أرجلها معًا و مع ذلك على عكس الصراصير يُعتقد أن تلك الأصوات تُستخدم للتحذير بدلاً من جذب رفيقة .
  • يمكن رؤية العقارب بسهولة في الليل بالأشعة فوق البنفسجية بسبب مادة الفلورسنت الموجودة في غلافها الخارجي الصلب مما يمنحها مظهر يتوهج في الظلام .
  • في درجات الحرارة المرتفعة قد ينحنى العقرب أو يرفع جسده لتهدئة جانبه السفلي.
شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *